شهادة حق في السفير المغادر
دار الندوة – الحمرا – بيروت
9/4/2009
لا تستقيم شهادة إلا إذا كانت شهادة حق .
ومع سعادة السفير جمال محمد ابراهيم ترتفع شهادة الحق إلى مرتبة الافتخار والاعتزاز ، لأن الحق المجنح بجناحي الدبلوماسية والأدب ، يحلق في سماء الجودة والابداع ويجعلك مأخوذاً بإكسير المتعة والكياسة إذا سمعت رأيه أو قرأت قصة له أو ناجتك قصيدة من بنات وحيه . يا سعادة السفير ، أطللت علينا منذ عامين ونيف بصورة الدبلوماسي الشاعر والأديب ، فكنت خير ممثل لا لفخامة رئيس السودان وحكومته فحسب ، بل لشعب السودان طيبة وأصالة وعطاءاً سمحاً ، وفكراً جامعاً شمولياً ، وحباً للبنان والسودان بما استطعت أن تقوم به ومنذ وطئت أرض لبنان في أواخر عام 2006 ، وبلدنا كان يمر يمر بظروف دقيقة وصعبة ، وبمساعيك المكثفة حصدت نجاحات هامة في طليعتها التوجه الملحوظ للإستثمارات اللبنانية نحو السودان ، وتجديد الاتفاق الثقافي بين البلدين . وسننعم إن شاء الله بفضل جهودك بعودة طيران الشرق الأوسط إلى استئناف رحلاته بين بيروت والخرطوم وهو ما سيشكل عصب التواصل الفعال والدائم بين قطرينا الشقيقين . ولن ننسى مواكبتك الحلول العربية للأزمة اللبنانية منذ وصولك وقبل تقديم أوراق اعتمادك ، يوم كان السودان رئيساً للقمة العربية ، ما أدى إلى ايفاد المستشار الصديق الدكتور مصطفى عثمان إسماعيل في مهمة توفيقية كانت اساس ما استتبع من تفاهم أدى إلى اتفاق الدوحة . وإذا كانت وزارة الخارجية اللبنانية أول من أصدر بياناً داعماً للسودان قبل أي طرف آخر ، في موضوع مذكرة التوقيف الدولية بحق الرئيس البشير ، فقد كان ذلك من قبيل رد التحية لمواقف السودان تجاه لبنان . سعادة السفير : استمعنا إليك محاضراً فاستفدنا ، وقرأناك كاتبا قصصياً فاستمتعنا وسمعناك تروي شعرك فسُحرنا ، ، وتطلعنا إلى أدائك الدبلوماسي فاعجبنا وقدرنا . فسبحان من وهبك بغير حساب ، وجعل السودان يستفيد من وزناتك في لبنان ، وجعل لبنان يكتشف سر تألقك ونجاحك . . فأنت تغادر بالجسد تاركاً بيننا روحا توزعن في قلوبنا وحنايانا . وجمعية الاخوة اللبنانية السودانية ، دعمتها وأرشدتها فأحبك أعضاؤها وقدروك سيذكرك الأصحاب والأحباب الكثر لأنك تمكنت من أن تنسيهم لوعة الفراق ولك السلام ، ، ،*الأستاذ الياس حنا هو رئيس جمعية الاخوة اللبنانية السودانية في بيروت