آن الأوان لوقف الحرب
د. عمر بادي
5 August, 2024
5 August, 2024
آن الأوان لوقف الحرب
بقلم: د. عمر بادي
ورد في الأنباء خبر مفاده أن الثوار في شمال مالي قد زاولوا هجماتهم ضد جيش مالي. الخبر يتحدث عن ثوار الحركة الوطنية لتحرير منطقة أزواد في شمال مالي و التي تأسست منذ أواخر الثمانينات بواسطة قائدها أحمد ولد سيدي محمد الذي كان يشكو من التهميش المفروض من الحكومة المالية علي القبائل العربية و المتمثل في الإستلاب الثقافي و شظف العيش. في عام 2012 إنتصر الثوار في حربهم ضد الجيش الماليي و كوّنوا دولة شمال مالي ( دولة أزواد) من الأعراب و الطوارق و الأمازي ( البربر) و الإسلاميين من تنظيم القاعدة و أنصار الدين. تدخلت فرنسا بواسطة قواعدها في دول غرب أفريقيا في نفس العام و ضربت الثوار بقوة مما أدي إلي تشتتهم و دخول مجموعات منهم إلي تشاد و منها إلي غرب السودان. يقال أنه قد تم إستيعابهم في قوات حرس الحدود آنذاك و التي تكونت من القبائل العربية و كانت تحارب المتمردين في إقليم دارفور و عُرفوا بالجنجويد، و في عام 2017 أجاز المجلس الوطني قانون خاص بهم فحول إسمهم إلي قوات الدعم السريع و أتبعهم بالقوات المسلحة. أما عن بقية ثوار شمال مالي فظلوا يواصلون هجماتهم علي الجيش الماليي في أعوام 2013 و 2015 و حديثا.
لا أحد ينكر أن لعرب الشتات الأفريقي دور كبير في تكوين قوات الدعم السريع فمعظمهم يتحدثون الفرنسية بجانب اللغة العربية الدارجة و ثقافتهم عن الحرب هي ثقافة الغنائم كالنهب و السلب و السبي و إرسال ما ينهبونه إلي بلادهم.
حاليا و بعد مرور قرابة الثمانية عشر شهرا منذ إندلاع الحرب في 15 أبريل 2023 يتضح جليا أن الوهن قد أصاب الجانبين المتحاربين، فالجيش كما ورد في تصريحات الفريق أول ياسر العطا الأخيرة عما دار بينه و الفريق أول البرهان من أنهم قد وصلوا الحد في أمر الحرب، كذلك الدعم السريع فقد إنتشرت قواته علي مساحات يصعب الدفاع عنها مع تناقص إمداداته البشرية نسبة لتضعضعهم في بلادهم خاصة بعد إطاحة الإنقلاب العسكري في النيجر بسندهم الرئيس محمد بازوم قبل أشهر مضت، و لذلك يصر الدعم السريع علي وقف الحرب التي يقول أنها قد فُرضت عليه.
يتبقى الأمل الذي طالما رجوناه و أطلت بوادره و هو أن يعلن الجيش رسميا موافقته بالجلوس مع الدعم السريع في محادثات جنيف في منتصف الشهر الجاري، من أجل وقف الحرب و فتح مسارات للمساعدات الإنسانية و التوصل للحلول السياسية و إعادة الحياة الطبيعية في البلاد.
badayomar@yahoo.com
بقلم: د. عمر بادي
ورد في الأنباء خبر مفاده أن الثوار في شمال مالي قد زاولوا هجماتهم ضد جيش مالي. الخبر يتحدث عن ثوار الحركة الوطنية لتحرير منطقة أزواد في شمال مالي و التي تأسست منذ أواخر الثمانينات بواسطة قائدها أحمد ولد سيدي محمد الذي كان يشكو من التهميش المفروض من الحكومة المالية علي القبائل العربية و المتمثل في الإستلاب الثقافي و شظف العيش. في عام 2012 إنتصر الثوار في حربهم ضد الجيش الماليي و كوّنوا دولة شمال مالي ( دولة أزواد) من الأعراب و الطوارق و الأمازي ( البربر) و الإسلاميين من تنظيم القاعدة و أنصار الدين. تدخلت فرنسا بواسطة قواعدها في دول غرب أفريقيا في نفس العام و ضربت الثوار بقوة مما أدي إلي تشتتهم و دخول مجموعات منهم إلي تشاد و منها إلي غرب السودان. يقال أنه قد تم إستيعابهم في قوات حرس الحدود آنذاك و التي تكونت من القبائل العربية و كانت تحارب المتمردين في إقليم دارفور و عُرفوا بالجنجويد، و في عام 2017 أجاز المجلس الوطني قانون خاص بهم فحول إسمهم إلي قوات الدعم السريع و أتبعهم بالقوات المسلحة. أما عن بقية ثوار شمال مالي فظلوا يواصلون هجماتهم علي الجيش الماليي في أعوام 2013 و 2015 و حديثا.
لا أحد ينكر أن لعرب الشتات الأفريقي دور كبير في تكوين قوات الدعم السريع فمعظمهم يتحدثون الفرنسية بجانب اللغة العربية الدارجة و ثقافتهم عن الحرب هي ثقافة الغنائم كالنهب و السلب و السبي و إرسال ما ينهبونه إلي بلادهم.
حاليا و بعد مرور قرابة الثمانية عشر شهرا منذ إندلاع الحرب في 15 أبريل 2023 يتضح جليا أن الوهن قد أصاب الجانبين المتحاربين، فالجيش كما ورد في تصريحات الفريق أول ياسر العطا الأخيرة عما دار بينه و الفريق أول البرهان من أنهم قد وصلوا الحد في أمر الحرب، كذلك الدعم السريع فقد إنتشرت قواته علي مساحات يصعب الدفاع عنها مع تناقص إمداداته البشرية نسبة لتضعضعهم في بلادهم خاصة بعد إطاحة الإنقلاب العسكري في النيجر بسندهم الرئيس محمد بازوم قبل أشهر مضت، و لذلك يصر الدعم السريع علي وقف الحرب التي يقول أنها قد فُرضت عليه.
يتبقى الأمل الذي طالما رجوناه و أطلت بوادره و هو أن يعلن الجيش رسميا موافقته بالجلوس مع الدعم السريع في محادثات جنيف في منتصف الشهر الجاري، من أجل وقف الحرب و فتح مسارات للمساعدات الإنسانية و التوصل للحلول السياسية و إعادة الحياة الطبيعية في البلاد.
badayomar@yahoo.com