الاستاذ عثمان ميرغنى .. فقدان البوصلة الفكرية و”تشتيت الكورة”!!

 


 

 

د. الأمين بلال مختار

alaminmukhtar@hotmail.com

الحديث عن إصلاح الأحزاب السياسية ومناقشة أمر إدارتها وضرورة إخضاعها للتقييم كل ذلك مقبول ولابد منه ؛وللاسف درج الاستاذ عثمان ميرغني أن يذهب يمين وشمال بتصريحاته ؛كمتابعين لكل مسيرته نجده متغلب المواقف لايستطيع أن يقاوم ميوله القديمة ولو لبضع ساعات ؛بالامس جابها كبيرة زي كل المرات السابقة ؛بدل أن يعترف بفشل الدولة السودانية نتاج الحروب الأهلية والإنقلابات العسكرية بميول سياسية محددة بالإضافة للديكتاتورية الباغية كل تلك هي العلل الحقيقية الي أدت إلي مانحن فيه الآن ؛لكن الاستاذ دوما عنده شماعة إسمها القوي المدنية ولا يستطيع أن يقول حزب (الكيزان) مستمد وجوده من الجيش والأمن والشرطة ؛الصغير قبل الكبير وحتي الطفل في مرحلة الأساس عارف أطراف (الحرب) أساسها الجيش والحركات المسلحة وكتائب الكيزان هؤلاء يمثلون جانب ماتسمي بحكومة (بورتسودان) بالمقابل الدعم السريع ومن يتحالف معه من بعض المكونات الإجتماعية .مادخل القوي المدنية بذلك ؛حرب١٥ابريل إمتداد للإنقلاب واصلا المجموعات المتحاربة جميعها جزء من إنقلاب (٢٥إكتوبر) وضد القوي التي قامت بثورة ديسمبر ؛قد يكون عامل السن جعل الاستاذ حتي غير متسق مع تصريحاته ؛حيث تارة يقول وقف (الحرب) قرار عند حاملي السلاح ؛مايمضي عليه يومين الا ويرجع يطعن في القوي المدنية ؛لايمكن بعد تجربة العمل الصحفي الطويلة يكون تحليله بهذا الشكل الفطير ؛تفسيري واحد الضبابية والتأثيرات الفكرية السابقة وقربه من العسكر ودوائر المخابرات العربية تحديدا المصرية تجعله اسير ولا يستطيع أن يبوح بمصداقية تامة ؛كذلك عنده عقدة إسمها الأحزاب السياسية فهو ناغم عليها لأنو لم تستعين به خلال فترة الحكم الإنتقالي ؛طبعا الأجندة الشخصية في الصراع الوطني طاغي علي المصلحة العامة مالم يكون الإنسان عنده عزيمة وقوة في المبدأ ؛كنت أتمني من الاستاذ أن يركز علي الجوهر بأن ينحاز للمبادئ والقيم بدل تشتيت الكورة والشوت الضفاري كأنه لاهدف له ؛ممكن تسال نفسك كنازح في مصر .هل تريد القوي المدنية أن تكون نازحة وحقوقها مهضومة ؟

نصيحتي لك التخلي عن سياسة الغرض والمرض فمحاولات تصوير الأحزاب السياسية كعبة مانافعة لا تصدر إلا من معسكر الكيزان والعسكر بكافة اجنحتهم ومن يتحالف معهم أو من أشخاص ساقطين في إمتحان الضمير والأخلاق الوطني وفوق ذلك لديهم طشاش في معرفة الحقوق والواجبات ؛يبقي حتي إشكاليات القوي المدنية غير مبرر لقبول العسكر في معادلة السياسة والان يكفي فشلهم في جميع مناحي الحياة بما في ذلك واجبهم المهني المناط به حماية المواطن والنظرة للجميع من مقياس واحد بزاوية المصلحة الوطنية العليا وليس الوقوع في فخ شيطنة ومهاجمة المدنيين ؛فقدان البوصلة ومحاولة اللعب علي كل الحبال حالة تسيطر علي مزاج الاستاذ بالتالي لايمكن أن يسجل اهداف في المرمي الا بعد فترات وفترات نسبة لعدم قناعته بالحكم المدني الديمقراطي وكذلك قربه من البيئة الشمولية متأثر بها إنفكاكه منها صعب بعد هذا العمر إلا تحدث معجزة ؛المطلوب منه الجلوس مع نفسه ومراجعة مواقفه بالقلم والورقة والا سوف يكون جزء من معسكر داعمي الحروب والإنقلابات مهما حاول التنكر والتنصل ؛مافي طريقة ثالثة ياالإنقلابيين أو القوي المتطلعة للتنافس علي السلطة عن طريق خيار الشعب منه وإليه بكل سلاسة وتداول سلمي ؛اللهم اشهد إني قد بلغت ولايصح الا الصحيح وبس .

 

 

آراء