السلام مفتاح الحل للأزمة السياسية والتاريخ لن يرحم _ الجزء الثاني
حامد بشري
18 July, 2024
18 July, 2024
التحية والتقدير لشهداء 19 يوليو والذي يصادف يوم غدٍ الذكري الخامسة والثلاثين لمحاولة حركتهم التصحيحية .
في إعقاب هذا المقال الذي تم نشره وتداوله علي بعض الصحف الأليكترونية وصلتني عدة رسائل من قراء بعضهم جمعتني رفقة وزمالة معهم وآخرين معرفة إسفرية . رأيت من الواجب الرد علي إستفساراتهم مع توضيح بعض النقاط التي لم تستوفي حقها في المقال السابق .
أشرت في السابق الي أن أستمرار الحرب هو تجسيد للقضاء علي ثورة ديسمبر وأسقاط شعاراتها في ترسيخ الحكم المدني الديمقراطي وأستخدام العنف لتصفية المد الثوري والسير في طريق الحرب الأهلية وتفكيك الدولة السودانية . كما نبهت أن تحالف لا للحرب يتطلب توسيع الأصطفاف مع جميع الذين يقفون في المعسكر المناهض للحرب والتقاضي عن أي خلافات سياسية أو حتي أيدلوجية كما يتطلب التواصل مع لجان المقاومة والنقابات العمالية والمهنية وكذلك الكيانات السياسية الأخري وتلك التي تحمل السلاح ( عبدالواحد والحلو) وتسعي لانهاء الحرب ودعم التحول المدني الديمقراطي . أوضحت كذلك علي أن الحزب الشيوعي طوال تاريخه الممتد لأكثر من سبعين عاماً كان مبادراً في تشكيل التحالفات العريضة من أجل تحقيق المطالب المبدئية لشعبنا فيما يخص قضايا السلام والديمقراطية والوحدة والتنمية. تطرق الجزء الأول من المقال الي أطروحات قوي التغيير الجذري وعدم أمكانية تطبيقها في الوقت الحالي لغياب الظروف الموضوعية والذاتية ولان البرنامج المطروح يشبه في كثير من معالمه برنامج الثورة الوطنية الديمقراطية. وشددت علي ان وقف الحرب هو الأولوية وأن سلامة الوطن تعلو علي كل الشعارات الحزبية من مختلف الاتجاهات . و شعار لا للحرب الذي ترفعه كيانات وأحزاب مدنية وفصائل عسكرية لا يفي بتطلعات وواجبات المرحلة الحالية وأنما الواجب المقدم هو الأنضمام والتنسيق مع كل من رفع ويرفع هذه الراية . وإذا كانت القوات المتقاتلة هي السبب المباشر في تمزيق الوطن فعدم وحدتنا هو السبب الذي يأتي في المرتبة الثانية في أستمرار هذا الدمار. وخلصت الي أن هذه الحرب أشعلها المؤتمر الوطني لانه يقف بالمرصاد لثورة ديسمبر التي بادرت وبدأت في تصفية ممتلكاته وامواله التي نهبها من شعب السودان وقدمت للمحاكمة المخلوع البشير وذمرته.
مما تقدم نجد أن القوي الديمقراطية وعلي رأسها الحزب الشيوعي مواجه بطلب جماهيري عريض بضرورة الاستماع لرأي الشارع السوداني وهو صاحب الشعار (الجماهير نعلمها ونتعلم منها ) . من المطالعة وأستقصاء آراء المتابعين للشأن العام نجد أن جزء من القوي الديمقراطية والحزبية تري أن شعار التغيير الجذري الذي تمترس حوله الحزب بعد سقوط النظام البائد لا يصلح للمرحلة الحالية التي تطحن فيها الحرب ما تبقي من جمهورية السودان وتهدد بقائها. هذا الموقف الغير صائب وجد أستهجاناً وعدم قبول من قطاعات واسعة من شعب السودان بل وصل الأمر الي أتهام الشيوعيي بأنه يقف عائقاً ضد محاولات السلام.
سبق أن صرح الشيوعي بأنه لن يتعامل مع التكتلات بل سيتعامل مع الأحزاب فرادي وعلي الرغم من عدم المنطق السليم لهذه السياسة في زمن الحرب فلنا أن نسأل ما هي الأحزاب السياسية التي دعاها الحزب للتشاور معها لايقاف الحرب ؟ الحزب يرفض تلبية الدعوات المقدمه له وفي نفس الوقت لا يبادر بتقديم دعوات لاحزاب ذات قاعدة جماهيرية واسعة للتفاكر والتنسيق معها . حقيقة هذا موقف مربك من قوي مؤثرة تدعو لوقف الحرب . كشف الحساب للشارع السوداني مهم مع العلم بأن الأحزاب والكيانات المنضوية تحت راية (تقدم) ليست بهذا السوء الذي يجعل الحزب يتبرأ من دعوتها للقائه . يزيد الطين بله رفض أي دعوة من جهات محلية أو أقليمية أو دولية للجلوس للتفاوض حول الأزمة السودانية حيث لا توجد حكمة في هذا القرار، مما يدعو للأستنتاج بأن هنالك خطأ ما في مكان ما . مثال آخر هو بيان المكتب السياسي الذي نُشر عقب لقاء قيادات منه مع ممثلين لحزب الأمة والبعث العربي في القاهرة . لم يتنكر الحزب لمخرجات هذا اللقاء ولم يتدارسه فحسب ، بل شرع في أجراءات لائحية ضد هؤلاء القياديين . المصلحة العليا ووقف الحرب تتطلب تضحيات ودفع ضريبة في سبيل الوصول الي سلام .
ذكرت في السابق أن العداء لما تطرحه (تقدم) يلتقي مع أطروحات الحركة الأسلامية ، وهذا ما أكدته سناء حمد العضوة الفاعلة والمؤثرة في المؤتمر الوطني أن عدائهم للمجتمع المدني بقيادة تقدم يفوق عداءهم لقوات الدعم السريع . إذا هذا الأعتراف الموثق ، لماذا يا شيوعي السودان بدلاً من دعم تقدم وأصلاح أخطائها تسيرون في طريق التغيير الجذري الذي يؤدي الي الاصطفاف مع الاسلاميين وزيادة رصيدهم السياسي ضد قوي التحول المدني الديمقراطي وضد ثورة ديسمبر التي أنجزتها قوي الحرية والتغيير مع الشعب السوداني وقدمت فيها النفس والنفيس في سبيل إسقاط النظام البائد شهد لهم بذلك شعب السودان ومعتقلاته وسجونه.
تقدم رغم أخفاقاتها وعثراتها هي الجسم الوحيد المعترف به دولياً الذي يسعي للوصول لوقف الحرب . وبوقوف الحرب سيتولي هذا التحالف (تقدم ) التحدث نيابة عن السودانيين في الاجراءات اللاحقة للسلام وبالقرأة الموضوعية لهذا الواقع سيكون الحزب الشيوعي بعيداً عن هذه المفاوضات نسبة لتمسكه بفكرة وعقيدة التغيير الجذري الذي أبعدته عن مفاوضات السلام وأفقدته جزءً معتبراً من رصيده السياسي . التغيير الجذري رغم ما كتب حوله من عدم أمكانية موضوعية وذاتيه لتطبيقه في الواقع السياسي اليومي ، تحول النقاش حوله الي مؤيد ومعارض . إذا هذه المفارقة أري ضرورة دعوة الشيوعي لمؤتمر تداولي وبأسرع وقت لمناقشة مآلات أطروحة الجذري وتدارك أمر الوطن وسلامته ، خاصة وأنه منذ خروج الحزب من قحت لم يتم تداول الاحداث في مؤتمر جامع للحزب الشيوعي . إضافة الي أن بيانات المكتب السياسي المتضاربة والتصريحات الغير متسقة خلقت عدم وحدة فكرية وسط عضوية الحزب حول الحرب والسلام وحالة من البلبلة والشتات مما جعل البعض ليس يقف في الحياد بل يذهب أبعد من ذلك و يعلن دعمه اللامحدود للتنسيقية ولأعلان أديس أبابا علي عكس رأي مركزية الحزب . أنعكست عدم الوحدة الفكرية علي الشارع السياسي السوداني كما زاد من حدة الأستقطاب التعامل العدائي في بيانات الحزب مع كل ما تطرحه (قحت) وحاليا (تقدم ) سلباً أو أيجاباً حتي وصفه البعض بأنه يقف في خانة متلازمة مع القوي اليمينية التي تقف في طريق التحول المدني الديمقراطي . علي الرغم من أن قحت طورت أسلوب عملها وعقدت مؤتمرها التأسيسي وتحسن أداءها وأصبحت كيان معترف به أقليمياً ودولياً حتي صارت العدو اللدود للحركة الاسلامية . وهذه الاخيرة وحدها تكفي لفتح صفحة جديدة معها .
الهدف الذي تنادي به وتسعي اليه الأحزاب السياسية سواء كانت في الجذري أو الأطاري هو رفعة مستوي المواطن المعيشية لكي ينعم بالحرية والسلام والعدالة ، وهو علي النقيض من هدف قوي اليمين المتطرف بكتائب ظله ولجنته الأمنية ومؤتمره اللاوطني وإستنفاراته التي يحشد لها بدعاوي معركة الكرامة ولواء البراء بن مالك التي يريد بها توسيع رقعة الحرب وتحويلها الي حرب أهلية . هذا الوضع يفرض علي الشيوعي والشيوعيين أن ينضموا الي صفوف القوي المدنية التي نادت وسعت الي لقاء القوي المتحاربة . معارضة المعارضة ليس هي الآلية المناسبة لإيقاف الحرب وإعادة الحياة المدنية وبناء نظام ديمقراطي يعيش فيه المواطن حياة كريمة تليق بتضحاياته التي قدمها منذ الأستقلال .
الحرب جبت كل ما قبلها وهذا يتطلب من القائمين علي أمر الشيوعي رفع بنود من لائحة الحزب تسمح بحرية الاتصال مع الكيانات والأحزاب الأخري وكذلك حرية النشر للآراء المعارضة للتغيير الجذري وحتي التبصر في بند الديمقراطية المركزية (عضم الضهر) الذي يتطلب أسهاماً فكرياً جاداً يأخذ في الأعتبار واقع الحرب وظروف السودان المعقدة .
وكما ذكرنا سابقاً عدم وحدة القوي المدنية عامل أساسي في أستمرار دمار الوطن ، مما يعني ضمنياً مزيداً من الدماء و أرتفاع عدد الضحايا لذا فالتاريخ لن يرحم كل من يقف موقف سلبي ولم يشارك في هذه الوحدة التي تسعي اليها الجماهير المكتوية بنار الحرب .
حامد بشري
18 يوليو 2024
.
hamedbushra6@gmail.com
في إعقاب هذا المقال الذي تم نشره وتداوله علي بعض الصحف الأليكترونية وصلتني عدة رسائل من قراء بعضهم جمعتني رفقة وزمالة معهم وآخرين معرفة إسفرية . رأيت من الواجب الرد علي إستفساراتهم مع توضيح بعض النقاط التي لم تستوفي حقها في المقال السابق .
أشرت في السابق الي أن أستمرار الحرب هو تجسيد للقضاء علي ثورة ديسمبر وأسقاط شعاراتها في ترسيخ الحكم المدني الديمقراطي وأستخدام العنف لتصفية المد الثوري والسير في طريق الحرب الأهلية وتفكيك الدولة السودانية . كما نبهت أن تحالف لا للحرب يتطلب توسيع الأصطفاف مع جميع الذين يقفون في المعسكر المناهض للحرب والتقاضي عن أي خلافات سياسية أو حتي أيدلوجية كما يتطلب التواصل مع لجان المقاومة والنقابات العمالية والمهنية وكذلك الكيانات السياسية الأخري وتلك التي تحمل السلاح ( عبدالواحد والحلو) وتسعي لانهاء الحرب ودعم التحول المدني الديمقراطي . أوضحت كذلك علي أن الحزب الشيوعي طوال تاريخه الممتد لأكثر من سبعين عاماً كان مبادراً في تشكيل التحالفات العريضة من أجل تحقيق المطالب المبدئية لشعبنا فيما يخص قضايا السلام والديمقراطية والوحدة والتنمية. تطرق الجزء الأول من المقال الي أطروحات قوي التغيير الجذري وعدم أمكانية تطبيقها في الوقت الحالي لغياب الظروف الموضوعية والذاتية ولان البرنامج المطروح يشبه في كثير من معالمه برنامج الثورة الوطنية الديمقراطية. وشددت علي ان وقف الحرب هو الأولوية وأن سلامة الوطن تعلو علي كل الشعارات الحزبية من مختلف الاتجاهات . و شعار لا للحرب الذي ترفعه كيانات وأحزاب مدنية وفصائل عسكرية لا يفي بتطلعات وواجبات المرحلة الحالية وأنما الواجب المقدم هو الأنضمام والتنسيق مع كل من رفع ويرفع هذه الراية . وإذا كانت القوات المتقاتلة هي السبب المباشر في تمزيق الوطن فعدم وحدتنا هو السبب الذي يأتي في المرتبة الثانية في أستمرار هذا الدمار. وخلصت الي أن هذه الحرب أشعلها المؤتمر الوطني لانه يقف بالمرصاد لثورة ديسمبر التي بادرت وبدأت في تصفية ممتلكاته وامواله التي نهبها من شعب السودان وقدمت للمحاكمة المخلوع البشير وذمرته.
مما تقدم نجد أن القوي الديمقراطية وعلي رأسها الحزب الشيوعي مواجه بطلب جماهيري عريض بضرورة الاستماع لرأي الشارع السوداني وهو صاحب الشعار (الجماهير نعلمها ونتعلم منها ) . من المطالعة وأستقصاء آراء المتابعين للشأن العام نجد أن جزء من القوي الديمقراطية والحزبية تري أن شعار التغيير الجذري الذي تمترس حوله الحزب بعد سقوط النظام البائد لا يصلح للمرحلة الحالية التي تطحن فيها الحرب ما تبقي من جمهورية السودان وتهدد بقائها. هذا الموقف الغير صائب وجد أستهجاناً وعدم قبول من قطاعات واسعة من شعب السودان بل وصل الأمر الي أتهام الشيوعيي بأنه يقف عائقاً ضد محاولات السلام.
سبق أن صرح الشيوعي بأنه لن يتعامل مع التكتلات بل سيتعامل مع الأحزاب فرادي وعلي الرغم من عدم المنطق السليم لهذه السياسة في زمن الحرب فلنا أن نسأل ما هي الأحزاب السياسية التي دعاها الحزب للتشاور معها لايقاف الحرب ؟ الحزب يرفض تلبية الدعوات المقدمه له وفي نفس الوقت لا يبادر بتقديم دعوات لاحزاب ذات قاعدة جماهيرية واسعة للتفاكر والتنسيق معها . حقيقة هذا موقف مربك من قوي مؤثرة تدعو لوقف الحرب . كشف الحساب للشارع السوداني مهم مع العلم بأن الأحزاب والكيانات المنضوية تحت راية (تقدم) ليست بهذا السوء الذي يجعل الحزب يتبرأ من دعوتها للقائه . يزيد الطين بله رفض أي دعوة من جهات محلية أو أقليمية أو دولية للجلوس للتفاوض حول الأزمة السودانية حيث لا توجد حكمة في هذا القرار، مما يدعو للأستنتاج بأن هنالك خطأ ما في مكان ما . مثال آخر هو بيان المكتب السياسي الذي نُشر عقب لقاء قيادات منه مع ممثلين لحزب الأمة والبعث العربي في القاهرة . لم يتنكر الحزب لمخرجات هذا اللقاء ولم يتدارسه فحسب ، بل شرع في أجراءات لائحية ضد هؤلاء القياديين . المصلحة العليا ووقف الحرب تتطلب تضحيات ودفع ضريبة في سبيل الوصول الي سلام .
ذكرت في السابق أن العداء لما تطرحه (تقدم) يلتقي مع أطروحات الحركة الأسلامية ، وهذا ما أكدته سناء حمد العضوة الفاعلة والمؤثرة في المؤتمر الوطني أن عدائهم للمجتمع المدني بقيادة تقدم يفوق عداءهم لقوات الدعم السريع . إذا هذا الأعتراف الموثق ، لماذا يا شيوعي السودان بدلاً من دعم تقدم وأصلاح أخطائها تسيرون في طريق التغيير الجذري الذي يؤدي الي الاصطفاف مع الاسلاميين وزيادة رصيدهم السياسي ضد قوي التحول المدني الديمقراطي وضد ثورة ديسمبر التي أنجزتها قوي الحرية والتغيير مع الشعب السوداني وقدمت فيها النفس والنفيس في سبيل إسقاط النظام البائد شهد لهم بذلك شعب السودان ومعتقلاته وسجونه.
تقدم رغم أخفاقاتها وعثراتها هي الجسم الوحيد المعترف به دولياً الذي يسعي للوصول لوقف الحرب . وبوقوف الحرب سيتولي هذا التحالف (تقدم ) التحدث نيابة عن السودانيين في الاجراءات اللاحقة للسلام وبالقرأة الموضوعية لهذا الواقع سيكون الحزب الشيوعي بعيداً عن هذه المفاوضات نسبة لتمسكه بفكرة وعقيدة التغيير الجذري الذي أبعدته عن مفاوضات السلام وأفقدته جزءً معتبراً من رصيده السياسي . التغيير الجذري رغم ما كتب حوله من عدم أمكانية موضوعية وذاتيه لتطبيقه في الواقع السياسي اليومي ، تحول النقاش حوله الي مؤيد ومعارض . إذا هذه المفارقة أري ضرورة دعوة الشيوعي لمؤتمر تداولي وبأسرع وقت لمناقشة مآلات أطروحة الجذري وتدارك أمر الوطن وسلامته ، خاصة وأنه منذ خروج الحزب من قحت لم يتم تداول الاحداث في مؤتمر جامع للحزب الشيوعي . إضافة الي أن بيانات المكتب السياسي المتضاربة والتصريحات الغير متسقة خلقت عدم وحدة فكرية وسط عضوية الحزب حول الحرب والسلام وحالة من البلبلة والشتات مما جعل البعض ليس يقف في الحياد بل يذهب أبعد من ذلك و يعلن دعمه اللامحدود للتنسيقية ولأعلان أديس أبابا علي عكس رأي مركزية الحزب . أنعكست عدم الوحدة الفكرية علي الشارع السياسي السوداني كما زاد من حدة الأستقطاب التعامل العدائي في بيانات الحزب مع كل ما تطرحه (قحت) وحاليا (تقدم ) سلباً أو أيجاباً حتي وصفه البعض بأنه يقف في خانة متلازمة مع القوي اليمينية التي تقف في طريق التحول المدني الديمقراطي . علي الرغم من أن قحت طورت أسلوب عملها وعقدت مؤتمرها التأسيسي وتحسن أداءها وأصبحت كيان معترف به أقليمياً ودولياً حتي صارت العدو اللدود للحركة الاسلامية . وهذه الاخيرة وحدها تكفي لفتح صفحة جديدة معها .
الهدف الذي تنادي به وتسعي اليه الأحزاب السياسية سواء كانت في الجذري أو الأطاري هو رفعة مستوي المواطن المعيشية لكي ينعم بالحرية والسلام والعدالة ، وهو علي النقيض من هدف قوي اليمين المتطرف بكتائب ظله ولجنته الأمنية ومؤتمره اللاوطني وإستنفاراته التي يحشد لها بدعاوي معركة الكرامة ولواء البراء بن مالك التي يريد بها توسيع رقعة الحرب وتحويلها الي حرب أهلية . هذا الوضع يفرض علي الشيوعي والشيوعيين أن ينضموا الي صفوف القوي المدنية التي نادت وسعت الي لقاء القوي المتحاربة . معارضة المعارضة ليس هي الآلية المناسبة لإيقاف الحرب وإعادة الحياة المدنية وبناء نظام ديمقراطي يعيش فيه المواطن حياة كريمة تليق بتضحاياته التي قدمها منذ الأستقلال .
الحرب جبت كل ما قبلها وهذا يتطلب من القائمين علي أمر الشيوعي رفع بنود من لائحة الحزب تسمح بحرية الاتصال مع الكيانات والأحزاب الأخري وكذلك حرية النشر للآراء المعارضة للتغيير الجذري وحتي التبصر في بند الديمقراطية المركزية (عضم الضهر) الذي يتطلب أسهاماً فكرياً جاداً يأخذ في الأعتبار واقع الحرب وظروف السودان المعقدة .
وكما ذكرنا سابقاً عدم وحدة القوي المدنية عامل أساسي في أستمرار دمار الوطن ، مما يعني ضمنياً مزيداً من الدماء و أرتفاع عدد الضحايا لذا فالتاريخ لن يرحم كل من يقف موقف سلبي ولم يشارك في هذه الوحدة التي تسعي اليها الجماهير المكتوية بنار الحرب .
حامد بشري
18 يوليو 2024
.
hamedbushra6@gmail.com