الغزو الإنجليزي-المصري للسودان (1896–1905) (الجزء الثاني)

الغزو الإنجليزي-المصري للسودان (1896–1905): مراجعة سردية شاملة للتأثيرات العسكرية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية والبيئية والإنسانية (الجزء الثاني)

د. عبد المنعم مختار
استاذ جامعي في مجال الصحة العامة
المدير العام للشركة الألمانية-السودانية للبحوث والاستشارات وبناء القدرات
المدير التنفيذي لمركز السياسات القائمة على الأدلة والبيانات
moniem.mukhtar@gmail.com

الملخص

الموضوع 7: القومية والوعي السياسي

شهد السودان بعد الغزو الإنجليزي-المصري (1896–1898) وتوطيد السيطرة الاستعمارية (1898–1905) بروز أولى الحركات السياسية كرد فعل للهيمنة الأجنبية وتفكيك الدولة المهدية.

الحركات السياسية السودانية (7.1):
ظهرت النخب السابقة للدولة المهدية، والزعماء الدينيون، والتجار للتعبير عن المظالم المرتبطة بالضرائب، العمل القسري، مصادرة الأراضي، والتهميش السياسي. تميزت الحركات بالتنوع الإقليمي بين الحضر والريف، والشمال والجنوب، والمجتمعات المسلمة والمسيحية، مع التركيز على حماية السكان المحليين والحفاظ على السلطة التقليدية.

التعبئة الشعبية والحضرية (7.2):
كانت المدن الكبرى مثل الخرطوم وأم درمان وكسلا محاور للوعي السياسي، حيث استفادت النخب من المدارس، المساجد، والأسواق لنشر المعلومات وتنظيم المقاومة. في الريف، تجلت التعبئة بمقاومة العمل القسري ورفض الضرائب والهجرة الاستراتيجية، ما ساهم في وعي سياسي متعدد الطبقات يربط بين الريف والحضر.

القمع والتفاوض الاستعماري (7.3):
اعتمدت الإدارة الإنجليزية-المصرية على القسر ومراقبة النخب، بينما تفاوضت مع الزعماء المحليين لتقديم أدوار استشارية محدودة، مما أتاح للقادة السودانيين التكيف بين المقاومة والتفاوض، مؤسسين للوعي القومي المبكر.

التعليم والإعلام في الوعي القومي (7.4):
ساهمت المدارس التبشيرية والقرآنية، والوسائل المطبوعة، والمؤسسات الدينية في تعزيز المعرفة السياسية، وتنسيق العمل الجماعي، ونشر الوعي بين المجتمعات البعيدة، مما دعم تأسيس الحركات القومية المبكرة.

الموضوع 8: المجاعة والأمن الغذائي والأوبئة

شهدت الفترة مجاعات متعددة الأبعاد نتيجة تفاعل العوامل البيئية والعسكرية والإدارية والاجتماعية.

أسباب المجاعة (8.1):
الجفاف وتراجع الفيضانات الموسمية، وفشل المحاصيل الأساسية، وسوء إدارة الاستعمار، وضغوط العمل القسري والهجرة، أدى إلى ندرة الغذاء، وتأثر الفئات الأكثر عرضة مثل الأطفال وكبار السن والمجتمعات الريفية.

الاستجابة الاستعمارية (8.2):
كانت الإجراءات محدودة ومجزأة، بما في ذلك توزيع الحبوب، وبرامج العمل مقابل الغذاء، ومحطات الحصص المؤقتة في المراكز الحضرية. واجهت هذه الجهود قيودًا لوجستية وإدارية، مع ضعف التنسيق مع القادة المحليين، وتفاقم المخاطر الصحية نتيجة غياب تدخلات صحية فعالة.

الوفيات، الأمراض، والنزوح (8.3):
تسببت المجاعة والأوبئة في وفيات واسعة، خصوصًا بين الأطفال وكبار السن، وانتشار أمراض مثل الكوليرا والإسهال والملاريا، إلى جانب نزوح شعبي واسع زاد من اضطراب المجتمعات الريفية، وضعف شبكات الدعم التقليدية، مع آثار اجتماعية واقتصادية طويلة الأمد.

الموضوع 9: العبودية وحقوق الإنسان

استمرت العبودية في السودان خلال الاحتلال المبكر، مع اختلافات بين الشمال والجنوب، قبل إعلان الإدارة الاستعمارية إلغاؤها.

ممارسات العبودية (9.1):
في الشمال، كانت العبودية مؤسسية ضمن الزراعة والرعي والخدمات المنزلية، بينما في الجنوب ارتبطت بالغارات وأسرى الحرب، ونقل العبيد لمسافات طويلة وظروف قاسية، مع آثار نفسية واجتماعية كبيرة بسبب تفكك الأسر وفقدان الهوية.

سياسات الإلغاء وتحديات التنفيذ (9.2):
أعلنت الإدارة الاستعمارية إلغاء العبودية رسميًا، مع مراسيم ومراقبة قانونية، لكنها واجهت مقاومة اجتماعية، قيودًا جغرافية وإدارية، واستمرار ممارسات شبه خادمة، ما جعل التنفيذ غير متساوٍ.

العواقب الاجتماعية والاقتصادية (9.3):
أدى الإلغاء الجزئي للعبودية إلى تعطيل الإنتاج الزراعي والرعوي، وإعادة هيكلة اجتماعية مع فقدان السلطة التقليدية، وتحولات ديموغرافية ونزوح نحو المدن أو القرب من الملاك السابقين، مما أسفر عن استمرار الهشاشة الاقتصادية والاجتماعية على المدى الطويل.

الخلاصة العامة

بين 1896 و1905، شكلت الهيمنة الإنجليزية-المصرية أزمة مركبة في السودان، تمثلت في:

  1. بروز الحركات السياسية السودانية والوعي القومي المبكر، المدعوم بالتعليم والإعلام والتفاعل الريفي الحضري.
  2. مجاعات وأوبئة ناجمة عن الجفاف وسوء الإدارة والحملات العسكرية، مع تأثيرات بشرية واجتماعية واقتصادية جسيمة.
  3. استمرار العبودية رغم الإلغاء الرسمي، مع آثار عميقة على الهياكل الاجتماعية، والاقتصاد، والديموغرافيا.

شكلت هذه الفترة الأساس لوعي سياسي جماعي، وحركات قومية مستقبلية، وتجارب اجتماعية وإنسانية شكلت تحديات التطور والاستقرار في السودان الحديث.

  1. الحكم والهياكل الإدارية (1896–1905)
    شهد جنوب السودان إدارة هجينـة تحت الحكم الإنجليزي-المصري، متأثرة بالجغرافيا والانتماءات العرقية. أنشأت الإدارة مكاتب إقليمية ودوائر إدارية تحت إشراف المسؤولين البريطانيين والمصريين، لكن السلطة الرسمية غالبًا كانت رمزية، بينما مارس الشيوخ المحليون السيطرة الفعلية. شملت السياسات الاستعمارية فرض الضرائب، تعبئة العمالة، وتطبيق القوانين، إلا أن التنفيذ كان متفاوتًا ومحدودًا، خصوصًا في المناطق النائية، واعتمد على التفاوض، الإكراه، وشبكات الرعاية.

تنظيم المجتمعات الريفية والعمل
حافظت المجتمعات الريفية على أنظمة اجتماعية وعملية معقدة مرتبطة بالروابط القرابية وملكية الأراضي المشتركة. الزراعة للاكتفاء الذاتي كانت أساسية، مع استخدام نظم عمل موسمية ودورات زراعية مرتبطة بالأمطار والسهول الفيضية. سعت الإدارة الاستعمارية إلى تعبئة العمالة للمشاريع الاقتصادية والعسكرية، مع توزيع الالتزامات بين الأسر والعشائر، بينما تولت النساء معظم العمل الزراعي المنزلي. تطورت استراتيجيات التكيف الاقتصادي للحفاظ على الأمن الغذائي والمرونة الاجتماعية.

التفاعل مع السلطات الاستعمارية
شهدت المجتمعات تفاعلات متعددة الطبقات، تشمل التفاوض مع الشيوخ، التعاون الجزئي، والمقاومة عند تهديد المصالح التقليدية. سعت الإدارة إلى دمج المنطقة اقتصاديًا من خلال المحاصيل النقدية والعمل، لكنها واجهت قيودًا جغرافية واجتماعية. أتاح هذا التفاعل المبكر ظهور وعي سياسي محدود، مع تأثير على الهياكل الاجتماعية وتوزيع الموارد.

  1. الصحة والبيئة والأنظمة البيئية
    شهدت الفترة تحديات صحية كبيرة، مع تفشيات الملاريا، الكوليرا، الجدري، والتيفوئيد، خاصة في مناطق الحاميات والمدن الاستراتيجية. النزوح والزحام أسهما في تفاقم الأوبئة، فيما كانت التدخلات الطبية محدودة وتركز على المدن فقط.
    تسببت الأنشطة الاستعمارية في تدهور البيئة من خلال إزالة الغابات، الضغط على الأراضي للرعي والزراعة، تعديل دورات الأنهار، واستغلال الموارد المعدنية، مما أضر بالإنتاجية الزراعية والموارد المائية. مشاريع الري والمزروعات النقدية زادت من الاعتماد على السوق، وخلقت مخاطر بيئية وصحية، وأثرت على الزراعة التقليدية والأمن الغذائي.
  2. البحث، المنهجية، والتأريخ
    تعتمد الدراسات على منهجيات دقيقة تشمل البحث في الأرشيفات البريطانية والمصرية والسودانية، تحليل الوثائق الأولية، والمقارنة المتعددة المصادر. يشمل التحليل كميًا (إحصاءات السكان، الإنتاج، الضرائب، العمالة) ونوعيًا (السرد الشفوي، المراسلات، التقارير). كما يتضمن النقد التاريخي للمصادر الاستعمارية لتحديد الانحيازات واستخلاص المعلومات الواقعية، مع تكامل التخصصات (جغرافيا، أنثروبولوجيا، علم الأوبئة، الزراعة، البيئة) وإعادة البناء الزمني والمكاني للأحداث. يركز التفسير على الربط بين السياسات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية مع التأثيرات البيئية والصحية، مع ضمان الدقة والمنهجية والشفافية في توثيق البيانات.

بقية النتائج

الموضوع 7: القومية والوعي السياسي (1896–1905)

المحور الفرعي 7.1: بروز الحركات السياسية السودانية

شهدت الفترة التي تلت الغزو الإنجليزي-المصري (1896–1898) وتوطيد السيطرة الاستعمارية (1898–1905) ظهور الحركات السياسية السودانية الأولى استجابة للهيمنة الأجنبية، وتفكيك الدولة المهدية، وإدخال الهياكل الإدارية الإنجليزية-المصرية [47, 67, 82, 89].

بدأت النخب السودانية، بما في ذلك المسؤولون السابقون في الدولة المهدية، والزعماء الدينيون، والتجار، في التعبير عن المظالم المتعلقة بالضرائب، وتجنيد العمالة، ومصادرة الأراضي، والتهميش السياسي، ما يعكس وعيًا عميقًا بالفرض الاستعماري [47, 82]. تميزت هذه الحركات بتنوع إقليمي، يعكس الفروق بين التجربة الحضرية والريفية، وديناميات الشمال والجنوب، والفوارق بين المجتمعات المسلمة والمسيحية [67, 89].

ركزت المبادرات التي قادتها النخب على التفاوض بشأن الامتيازات والحماية للسكان المحليين، والحفاظ على هياكل السلطة التقليدية، والمطالبة بالشمول في المجالس الإدارية أو الأدوار الاستشارية [47, 67]. جمعت الحركات المبكرة بين أساليب القيادة التقليدية، والشرعية الدينية، ومحو الأمية الناشئة، مما خلق شبكات سياسية أولية قادرة على تنظيم الأعمال الجماعية رغم سيطرة القوات العسكرية والإدارية الاستعمارية [47, 82, 89].

المحور الفرعي 7.2: التعبئة الشعبية والحضرية

أصبحت المراكز الحضرية، ولا سيما الخرطوم وأم درمان وكسلا، محاور حيوية للوعي السياسي والتعبئة. استفادت النخب الحضرية المتعلمة، بما في ذلك المعلمون والكتبة والتجار، من الشبكات التي تشكلت عبر المدارس والمساجد والأسواق والجمعيات الاجتماعية لنشر المعلومات، ومناقشة السياسات الاستعمارية، وتنظيم الاستجابات [47, 67, 82, 89].

في المناطق الريفية، تجلت التعبئة الشعبية من خلال مقاومة العمل القسري، ورفض دفع الضرائب، وتقديم عرائض إلى السلطات الإقليمية، والهجرة الاستراتيجية، مما أظهر وعيًا سياسيًا مبكرًا على مستوى المجتمع [67, 82]. غالبًا ما عمل القادة القبليون والمحليون كوسطاء، يتفاوضون بين القرى والمفتشين الاستعماريين، مما جسر بين مظالم الريف والوعي السياسي الحضري الناشئ [47, 89].

ساهم التفاعل بين التعبئة الريفية والحضرية في تشكيل وعي سياسي متعدد الطبقات، موحدًا بين وجهات نظر النخب والتجارب المحلية. أتاح هذا الوعي الشبكي للمجتمعات تنسيق المقاومة الخفية، ونشر المعلومات، والتنبؤ بالسياسات الاستعمارية، ممهدًا الأساس للحركات القومية المنظمة في العقود التالية [47, 67, 82].

المحور الفرعي 7.3: القمع الاستعماري والتفاوض

ردت الإدارة الإنجليزية-المصرية على التعبئة السياسية المبكرة بمزيج من القسر والاختيار الاستراتيجي للنخب [47, 54, 82, 89]. شملت تدابير القمع مراقبة المجتمعات، والرقابة على المواد المطبوعة، واعتقال القادة، وحل المجالس المحلية، وتقييد التجمعات، والنقل القسري للمنشقين المشتبه بهم [47, 54].

في الوقت نفسه، سعت السلطات الاستعمارية للتفاوض مع النخب المؤثرة، والزعماء الدينيين، وشيوخ القبائل، من خلال تقديم أدوار استشارية، وصلاحيات محدودة، أو اعتراف رمزي للحفاظ على الاستقرار السياسي وضمان الامتثال للضرائب وسياسات العمل [54, 82, 89]. خلق هذا النهج المزدوج مشهدًا سياسيًا معقدًا، حيث تنقل القادة السودانيون بين التوظيف، والتفاوض، والمقاومة السرية، محافظين على مصالح المجتمع مع الحد من المواجهة المباشرة مع السلطة الاستعمارية [47, 54].

شكلت هذه الديناميات معالم القومية المبكرة، وأسست ثقافة سياسية تتميز بالتكيف الاستراتيجي، ومهارات التفاوض، والوعي الجماعي الناشئ، الذي سيتبلور لاحقًا في هياكل قومية منظمة أكثر [47, 82, 89].

المحور الفرعي 7.4: دور التعليم والإعلام في الوعي القومي

كان التعليم والإعلام محورين أساسيين في تعزيز الوعي القومي السوداني المبكر [67, 71, 78, 82, 89]. مكّن التحصيل العلمي، سواء عبر المدارس التبشيرية، أو التعليم القرآني، أو المدارس العلمانية الاستعمارية، النخب من التعبير عن المظالم، وانتقاد السياسات، وتنسيق العمل الجماعي [67, 71].

استخدمت وسائل الإعلام المطبوعة، بما في ذلك الصحف والكتيبات والنشرات، كمنصات للتواصل لمناقشة الضرائب، والتزامات العمل، وإصلاحات الحكم، والتغيير الاجتماعي، مما سمح بتداول الأفكار عبر المراكز الحضرية وشبه الحضرية [78, 82]. كما لعبت المؤسسات الدينية—المساجد والكنائس—دورًا كمحاور للتعليم السياسي غير الرسمي، ناقلة التوجيهات الأخلاقية والمدنية التي تقاطعت مع القيم القومية الناشئة [67, 89].

قدمت هذه البنية التعليمية والإعلامية أدوات معرفية للمشاركة السياسية المبكرة، مكنت السودانيين من تصور المصالح الجماعية، وتحديد المظالم المشتركة، وتنسيق التحرك عبر الانقسامات الاجتماعية والإقليمية والدينية [67, 71, 78, 82, 89]. من خلال ربط التعليم، والتواصل، والسلطة الأخلاقية، وسعت هذه الآليات نطاق وتأثير الحركات القومية المبكرة، وضمنت مشاركة المجتمعات البعيدة عن المراكز الإدارية في الوعي السياسي والتعبئة [67, 78, 82].

الموضوع 8: المجاعة والأمن الغذائي والأوبئة (1896–1905)

المحور الفرعي 8.1: أسباب المجاعة (الجفاف، فشل المحاصيل، سوء الإدارة)

نشأت المجاعة خلال الغزو الإنجليزي-المصري والإدارة الاستعمارية المبكرة (1896–1905) نتيجة تفاعل معقد بين عوامل بيئية وعسكرية وإدارية واجتماعية، مكونة أزمة متعددة الأبعاد أثرت بعمق على المجتمع السوداني [50, 59, 85].

العوامل البيئية: شهد شمال ووسط السودان جفافًا متكررًا أثر على دورات فيضان النيل السنوية الضرورية للزراعة المعتمدة على الري والزراعة المطرية. فشلت المحاصيل الأساسية، خصوصًا الذرة الرفيعة والدخن والفول السوداني، لعدة سنوات متتالية، مما جعل السكان عرضة بشكل كبير [50, 85]. أضعفت التربة بسبب الإفراط في الزراعة وعدم اتباع فترات راحة مناسبة، إلى جانب هطول الأمطار غير المنتظم، إنتاج المحاصيل.

العمليات العسكرية: أدت الحملات العسكرية بين 1896–1898 إلى تدمير مباشر للزراعة، بما في ذلك خراب المخازن، وقنوات الري، وقطعان الماشية، والأراضي المزروعة. ساهم النهب والاستيلاء القسري للمحاصيل لتغذية الجيش في تفاقم ندرة الغذاء [50, 59]. شهدت القرى في مناطق النزاع اضطرابًا كاملًا لدورات الاكتفاء الذاتي، حيث دمرت أو سلبت المخزونات الغذائية.

سوء الإدارة الاستعمارية: أظهرت الإدارة الإنجليزية-المصرية المبكرة كفاءات محدودة في التخطيط الزراعي، وإدارة الإغاثة، وتنظيم العمالة. ركزت سياسات الضرائب على المحاصيل النقدية للتصدير على حساب الاحتياجات المحلية، مما اضطر الفلاحين لتوجيه جهودهم نحو مشاريع البنية التحتية الاستعمارية مثل السكك الحديدية والحصون والموانئ، مما قلل من القوة العاملة المتاحة للإنتاج الغذائي الضروري [50, 59, 85]. أدى سوء توزيع الإغاثة، وتأخير النقل، ونقص التنسيق مع السلطات القبلية إلى تفاقم حدة المجاعة.

الضغوط الاجتماعية والاقتصادية: بسبب النزوح العسكري، والعمل القسري، والهجرة إلى المدن، لم تعد المجتمعات تعتمد على آليات التكيف التقليدية مثل تخزين الحبوب، والمشاركة الجماعية، وتناوب المحاصيل. أدى اضطراب الأسواق إلى تضخم أسعار المواد الغذائية الأساسية، مما جعل البقاء على قيد الحياة يعتمد بشكل متزايد على الوصول إلى حصص الغذاء في المدن أو محطات الإغاثة [50, 59].

تسببت هذه العوامل مجتمعة في مجاعات محلية وواسعة النطاق، أضعفت بشكل غير متناسب الفئات الأكثر عرضة، بما في ذلك النساء والأطفال وكبار السن والمجتمعات الريفية المهمشة [50, 85].

المحور الفرعي 8.2: الاستجابة الاستعمارية لأزمات الغذاء

كانت استجابات الإدارة الإنجليزية-المصرية مجزأة، تفاعلية، ومحدودة بشكل كبير بسبب القيود اللوجستية والإدارية والبنيوية [59, 85]. تضمنت تدابير الإغاثة:

توزيع الحبوب المستوردة، موجهة أساسًا للمراكز الحضرية، ولم تغط السكان الريفيين المنتشرين بشكل كافٍ.

برامج العمل مقابل الغذاء، حيث كان الفلاحون يقدمون العمل اليدوي مقابل حصص غذائية غالبًا ما كانت غير كافية من حيث الكم أو المدة.

محطات الحصص المؤقتة ومستودعات الإغاثة الحضرية، صممت لخدمة المواقع الإدارية والعسكرية الاستراتيجية أكثر من القرى النائية [59].

تأثرت فعالية هذه الإجراءات بالبنية التحتية غير الكافية للنقل، وقابلية الملاحة الموسمية للأنهار، وعدم اكتمال البيانات السكانية، ما أدى إلى تأخيرات، وتوزيع غير متساوٍ، وتكرار الإغاثة في بعض المناطق وإهمال مناطق أخرى [85].

غالبًا ما استولت السلطات الاستعمارية على الغذاء من المناطق الأقل تضررًا، مما زاد من حدة النقص وأثار مقاومة محلية. وكان التنسيق مع القادة المحليين متباينًا: بعض الشيوخ تم استغلالهم لتسهيل توزيع الحصص، بينما قاوم آخرون، مما أدى إلى احتكاكات إدارية، وتأخير في الإغاثة، وتوترات اجتماعية [59, 85].

بالإضافة إلى ذلك، لم تصاحب جهود الإغاثة الغذائية تدخلات صحية عامة فعالة، مما ترك السكان الضعفيين غذائيًا عرضة للأوبئة، مضاعفًا معدلات الوفيات والأمراض [59].

المحور الفرعي 8.3: الوفيات، الأمراض، والنزوح

كانت التكلفة البشرية للمجاعة والأوبئة المرتبطة بها عميقة، مؤثرة على أبعاد متعددة للمجتمع السوداني [50, 59, 85, 86].

الوفيات: حدثت وفيات زائدة بين الفئات الأكثر عرضة، مثل الأطفال دون الخامسة، وكبار السن، والأشخاص ذوي الحالات الصحية المسبقة. أضعفت سوء التغذية الجهاز المناعي، محدثة تأثيرات تآزرية مع الأمراض المستوطنة والأوبئة مثل الكوليرا، والإسهال، والملاريا، وحمى التيفوئيد [50, 85]. تشير البيانات المجزأة إلى عشرات الآلاف من الوفيات في المحافظات المتأثرة، مع تسجيل بعض المناطق لمعدلات وفاة تفوق 20–30% من السكان [86].

الأمراض: واجه الناجون آثار صحية طويلة الأمد، بما في ذلك تباطؤ النمو، وقابلية للإصابة بالأمراض المزمنة، وتكرار العدوى. انتشرت الأوبئة بسرعة بسبب الاكتظاظ في معسكرات الإغاثة، ومسارات الهجرة، والمراكز الحضرية، غالبًا مع تفاقم سوء الصرف الصحي، والمياه الملوثة، والوضع التغذوي الضعيف [50, 59].

النزوح السكاني: حدثت هجرات طوعية وقسرية، بحثًا عن الغذاء أو الأمن أو فرص العمل، بينما قامت السلطات الاستعمارية أحيانًا بتهجير مجتمعات بأكملها لضمان السيطرة، وتوفير العمالة، أو تقليل التهديدات المحتملة، مما أضعف التماسك الاجتماعي، والاقتصاد الريفي، والشبكات القبلية [50, 59, 86].

العواقب الاجتماعية والسياسية: غير النزوح والوفيات أنماط العمل، والتركيب الديموغرافي، وهياكل السلطة المحلية، مع آثار طويلة المدى على الحوكمة، والضرائب، والإنتاج الريفي. ضعفت أو دمرت أنظمة الدعم التقليدية، بما في ذلك شبكات التضامن القبلي والمخازن الجماعية، ما جعل السكان أكثر اعتمادًا على الإدارة الاستعمارية والمساعدات الخارجية [50, 59, 85].

التقاطع مع العمليات العسكرية: تداخل انعدام الأمن الغذائي مع الحملات العسكرية المستمرة ومتطلبات العمل الاستعماري، محدثًا أزمة إنسانية مركبة حيث تضاعفت آثار المجاعة والأوبئة بفعل الاحتلال، والنزوح السكاني، والاضطراب الاجتماعي [50, 59, 85, 86].

الموضوع 9: العبودية وحقوق الإنسان (1896–1905)

المحور الفرعي 9.1: ممارسات العبودية في شمال وجنوب السودان

كانت العبودية في السودان خلال أواخر فترة المهدية وفترة الاحتلال الإنجليزي-المصري المبكرة متجذرة في كل من الأنظمة الاقتصادية والاجتماعية، لكنها اختلفت بشكل كبير بين المناطق الشمالية والجنوبية [56, 87, 88].

شمال السودان: كانت العبودية مؤسسية ضمن اقتصادات الزراعة والرعي، والخدمات المنزلية الحضرية، والوحدات العسكرية المساعدة. غالبًا ما كان يتم دمج العبيد في العمل المنزلي، حيث يقومون بمهام مثل الطهي، والتنظيف، وأعمال الري، والرعي، والإنتاج الحرفي. أحيانًا يُجند الشباب في وحدات الميليشيا، كحمالين، أو حراس، أو مقاتلين. كانت العبودية معترف بها قانونيًا واجتماعيًا، مع تعزيز القبائل، والأنظمة الدينية، والمحاكم المحلية لهذه الممارسة [56].

جنوب السودان: ارتبطت العبودية هنا بالغارات والصراعات بين القبائل وأسرى الحرب، وشكلت جزءًا من اقتصاد إقليمي يعتمد على نقل العبيد إلى الأسواق الشمالية. كان يتم نقل العبيد عبر مئات الكيلومترات على طرق القوافل، غالبًا في ظروف قاسية، ومسيرات إجبارية، وانفصال عن شبكات العائلة. كانت النساء والفتيات غالبًا مخصصات للخدمة المنزلية، ورعاية الأطفال، أو الإنتاج الحرفي، بينما كان الرجال يعملون في الحقول، أو الرعي، أو يُباعون للوحدات العسكرية [87, 88].

الديناميات الاجتماعية والديموغرافية: كان العمر والجنس والانتماء العرقي يحددون الأدوار والمعاملة ودمج الأفراد في المنازل أو أنظمة الإنتاج. أدت العبودية إلى تفكك طويل الأمد للهياكل الأسرية، وغالبًا ما كان الأفراد العبيد منفصلين عن شبكات الدعم التقليدية والحماية القبلية [56, 88]. وشملت الآثار النفسية والاجتماعية فقدان الهوية الاجتماعية، والاغتراب عن المجتمع، والتعرض لأنواع متعددة من الإساءة.

المحور الفرعي 9.2: سياسات الإلغاء وتحديات التنفيذ

بعد إعادة الاحتلال الإنجليزي-المصري (1896–1898)، أعلنت الإدارة الاستعمارية رسميًا إلغاء العبودية، ساعية لتفكيك الممارسات الخاصة والمؤسسية [56, 87, 88].

الأطر القانونية: صدرت مراسيم تحظر تجارة العبيد، وتأمر بتحرير العبيد في المنازل، وفرضت عقوبات على التجار والمالكين. تم إنشاء سجلات إدارية لتتبع الأفراد المحررين ومراقبة الالتزام بالقوانين [56].

تحديات التنفيذ: واجهت الإدارة قيودًا جغرافية واجتماعية وسياسية. كانت المناطق الريفية النائية والحدود الجنوبية تفتقر للرقابة الكافية، مما سمح باستمرار العبودية بشكل سري. أدت مقاومة السلطات القبلية، والزعماء الدينيين، والنخب المحلية إلى تعقيد التنفيذ، حيث اعتبر الكثيرون الإلغاء تدخلًا في القانون والعادات الاقتصادية [87].

القيود العملية: غالبًا ما ظل الأفراد المحررون في ترتيبات شبه خادمة، إما بسبب الاعتماد الاقتصادي، أو محدودية الوصول إلى الأراضي أو فرص العمل، أو الإكراه من قبل الملاك السابقين. واجه المسؤولون الإداريون نقصًا في القوة البشرية، وضعف وسائل النقل للرصد، وعدم اكتمال السجلات الديموغرافية، ما أدى إلى تطبيق غير متساوٍ لسياسات الإلغاء [88].

ردود المجتمع: أثار إعلان الإلغاء ردود فعل متنوعة. سعت بعض المجتمعات للامتثال ودمج الأفراد المحررين في أنظمة العمل المحلية، بينما قاومت أخرى بإخفاء العبيد، أو إعادة تصنيف العبودية تحت مسميات جديدة، أو نقل السكان، مما زاد من صعوبة التنفيذ [56, 87].

المحور الفرعي 9.3: العواقب الاجتماعية والاقتصادية للعبودية

كان لإلغاء العبودية واستمرارها آثار اجتماعية واقتصادية وديموغرافية عميقة [56, 87, 88].

الآثار الاقتصادية: أدى التخلص من العمالة المستعبدة إلى تعطيل الإنتاج الزراعي، واقتصادات الرعي، والأنظمة المنزلية الحضرية. واجه الملاك السابقون نقصًا في اليد العاملة للمحاصيل النقدية والزراعة للاكتفاء الذاتي ومشاريع البنية التحتية الاستعمارية، بينما كان على السكان المحررين إيجاد استراتيجيات للبقاء في اقتصاد غير مهيأ لإعادة دمجهم [87].

إعادة الهيكلة الاجتماعية: أدى تفكك الأسر والمجتمعات إلى إضعاف الروابط القرابية، وفقدان السلطة التقليدية، وتغيير التسلسلات الهرمية القبلية. غالبًا ما واجه السكان المحررون التهميش، والاستبعاد من التمثيل السياسي، وصعوبة الوصول إلى الموارد، مما عزز عدم المساواة والهياكل الاجتماعية القائمة [56, 88].

التحولات الديموغرافية: أحدثت عمليات التحرير الواسعة والتقيد الجزئي تحركات سكانية ديناميكية، مع هجرة الأفراد المحررين إلى المراكز الحضرية، أو مناطق ريفية أخرى، أو البقاء بالقرب من الملاك السابقين ضمن ترتيبات عمل تبعية. غيرت هذه التحولات أنماط الاستيطان، وتوزيع العمل، وهياكل الحكم المحلي [87].

الآثار الاجتماعية طويلة الأمد: ساهم التفاعل بين الحرية المفروضة، والامتثال الجزئي، والعبودية غير الرسمية المتبقية في استمرار الضعف الاجتماعي، والفقر المتجذر، والوصم الاجتماعي. اضطر السكان المحررون لمواجهة التهميش الاقتصادي، وانقطاع الشبكات الاجتماعية، واستمرار التعرض لممارسات العمل القسري، مما استمر في تكريس عدم المساواة عبر الأجيال [56, 87, 88].

التقاطع مع السياسات الاستعمارية الأخرى: كانت العبودية، وإلغاؤها، وآثارها الاجتماعية مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بالحملات العسكرية، والضرائب، وتعبئة العمالة، والحكم الاستعماري المبكر، مكونة مشهدًا معقدًا من الإكراه، والتكيف، والتفاوض الاجتماعي. كان السكان المحررون محررين ومقيدين في الوقت ذاته، مما أبرز حدود سياسات حقوق الإنسان الاستعمارية المبكرة في تغيير الهياكل الاجتماعية العميقة الجذور [56, 87, 88].

الموضوع 10: الحكم والاقتصاد في جنوب السودان (1896–1905)

المحور الفرعي 10.1: الهياكل السياسية والإدارية

قدّم جنوب السودان خلال الفترة 1896–1905 مشهدًا فريدًا للحكم تأثر بالجغرافيا والانتماءات العرقية والأهداف الاستعمارية [66, 68, 77, 90]. أنشأت الإدارة الإنجليزية-المصرية هياكل رسمية تتضمن مكاتب إقليمية ودوائر إدارية، يشرف عليها مسؤولون بريطانيون أو مصريون. ومع ذلك، كان الوجود الإداري ضعيفًا، وشبكات النقل محدودة، والسكان متفرقون، مما جعل السلطة الرسمية غالبًا رمزية في العديد من المناطق، بينما كان التحكم الفعلي يمارسه الشيوخ وكبار السن المحليون [66].

سعت الإدارة لفرض الضرائب، والسلطة القانونية، وجمع الإيرادات، لكنها واجهت مقاومة قوية وتكيفًا من السكان المحليين. تم دمج الشيوخ في حكم غير مباشر، حيث كُلّفوا بجمع الضرائب، وتعبئة العمالة، وتنفيذ السياسات الاستعمارية، لكنهم استغلوا هذا الدور أيضًا للحفاظ على الاستقلالية وتوطيد السلطة المحلية [66, 77].

قدمت السلطات الاستعمارية لوائح موحدة، وأنظمة تقارير، وقوانين، لكن التنفيذ كان متفاوتًا وغير متسق، خاصة في المناطق النائية. غالبًا ما تفاوضت السلطات القبلية والقرابية والدينية، وعدلت، أو قاومت المراسيم الاستعمارية، موازنة بين الالتزام وحماية الهياكل الاجتماعية التقليدية [68, 90].

تأثر المشهد السياسي أيضًا بالاعتبارات العسكرية، حيث كانت الحاميات الاستعمارية متمركزة استراتيجيًا على طول الأنهار والطرق والمستوطنات الرئيسية. لقد ضمن الوجود العسكري فرض السلطة رمزيًا، لكنه لم يكن كافيًا لممارسة السيطرة المباشرة على أراضٍ شاسعة. وبناءً عليه، اعتمد الحكم الاستعماري بشكل كبير على التفاوض، والإكراه، وشبكات الرعاية، مما أوجد نظامًا إداريًا هجينًا يجمع بين المكاتب الرسمية والسلطة المحلية الراسخة [66, 68].

المحور الفرعي 10.2: تنظيم المجتمعات الريفية والعمل

حافظت المجتمعات الريفية في جنوب السودان على هياكل اجتماعية واقتصادية وعمالية معقدة، متشابكة بعمق مع الروابط القرابية والانتماءات العشائرية وملكية الأراضي المشتركة [61, 66, 68, 72, 73, 90].

الأنظمة الزراعية: ظلت الزراعة للاكتفاء الذاتي محورية، حيث كان يُزرع الدخن، والذرة الرفيعة، والفول السوداني، والمحاصيل الأساسية الأخرى باستخدام أنظمة عمل دورية وموسمية. كانت الدورات الزراعية مرتبطة بشكل معقد بنمط الأمطار، وديناميات السهول الفيضية، والمعرفة البيئية التقليدية، لضمان الأمن الغذائي ومرونة المجتمع [66, 68].

تعبئة العمالة تحت الحكم الاستعماري: سعت الإدارة الإنجليزية-المصرية إلى دمج العمالة المحلية في مشاريع البنية التحتية، وزراعة المحاصيل النقدية، وسلاسل إمداد الحاميات الاستعمارية. ومع ذلك، كانت هذه المطالب غالبًا تتعارض مع الالتزامات التقليدية للعمل، ومتطلبات الزراعة الموسمية، والممارسات الطقسية، مما استلزم التفاوض والإكراه عبر الشيوخ المحليين. تم تنظيم العمل على أساس فردي وجماعي، مع توزيع الالتزامات بين الأسر والقرى والعشائر [61, 66, 68, 72, 73].

الديناميات العمالية حسب الجنس: غالبًا ما كان يُجنّد الرجال للعمل الخارجي، والخدمات اللوجستية العسكرية، وإنتاج المحاصيل النقدية، بينما تولت النساء مسؤولية أكبر عن الزراعة للاكتفاء الذاتي، والإنتاج المنزلي، وإدارة المياه. أحدثت هذه التحولات تغييرات اجتماعية كبيرة، إذ تكيفت الأدوار الجندرية مع متطلبات دمج العمالة الاستعمارية وإعادة تنظيم الاقتصاد [61, 66, 68].

التكيف الاقتصادي: طورت المجتمعات استراتيجيات للتخفيف من تأثير مطالب العمالة الاستعمارية، بما في ذلك الغياب الدوري، وترتيبات المقايضة، والتفاوض حول مدة العمل والتعويض. ورغم الامتثال الجزئي، سمحت هذه التكيفات للمجتمعات المحلية بالحفاظ على التماسك الاجتماعي، والممارسات الثقافية، والأمن الغذائي، مما يظهر التفاعل الديناميكي بين أهداف الاستعمار والوكالة المحلية [72, 73, 90].

المحور الفرعي 10.3: التفاعل مع السلطات الاستعمارية

كانت التفاعلات بين المجتمعات الجنوبية والسلطات الاستعمارية متعددة الطبقات، ديناميكية، وتعتمد على السياق [66, 68, 77, 90].

التفاوض والتعاون: وسّط الشيوخ المحليون تنفيذ السياسات الاستعمارية، بما في ذلك الضرائب، وتعبئة العمالة، وحل النزاعات. غالبًا ما تفاوض هؤلاء الوسطاء على شروط مواتية للحفاظ على الاستقلالية المحلية، وتأمين الفوائد المادية، والحفاظ على الشرعية السياسية بين مجتمعاتهم [66, 77].

المقاومة والصراع: حيث كانت المطالب الاستعمارية تهدد الكفاف الاقتصادي، والتماسك الاجتماعي، أو الحكم التقليدي، ظهرت المقاومة على شكل عدم الامتثال، والهجرة، والتخريب، أو الانتفاضات المحلية. أثرت هذه المقاومة على استراتيجيات الاستعمار، مما أدى إلى تعديل إجراءات التنفيذ، والتدخل الانتقائي، والاعتماد على السلطة المتفاوض عليها [68, 90].

الاندماج الاقتصادي والاعتماد: هدفت الإدارة الاستعمارية إلى ربط جنوب السودان بشبكات اقتصادية أوسع، خصوصًا من خلال المحاصيل النقدية، وتجنيد العمالة، ومسارات التجارة. ومع ذلك، كانت العزلة الجغرافية، والقيود اللوجستية، والهياكل الاجتماعية المحلية القوية تحد من هذا الاندماج. شاركت المجتمعات بشكل انتقائي، موازنة بين المطالب الاستعمارية والأولويات الاقتصادية التقليدية [66, 77].

الوعي السياسي والوساطة الاجتماعية: مكّن التفاعل مع السلطات الاستعمارية المجتمعات من التعرف على الإجراءات الإدارية، وبرامج محو الأمية، والمفاهيم السياسية المبكرة، مما مهّد الطريق لظهور الوعي السياسي. وسّط الشيوخ وكبار السن هذه التفاعلات، ضابطين تدفق المعلومات والموارد، وبالتالي مؤثرين على مسار المشاركة السياسية المبكرة في جنوب السودان [66, 68, 90].

التأثير على الهياكل الاجتماعية: أدى فرض الالتزامات العمالية، والضرائب، والتقارير الإدارية إلى تغييرات في التسلسلات الهرمية التقليدية، والواجبات الاجتماعية، والاعتماد الاقتصادي. تكيفت الأسر والعشائر من خلال إعادة توزيع العمل، وإعادة تخصيص الموارد، وتعزيز اتخاذ القرار الجماعي، ما يظهر المرونة في مواجهة الضغوط الخارجية [61, 66, 68].

الموضوع 11: الصحة والبيئة والأنظمة البيئية (1896–1905)

المحور الفرعي 11.1: تفشي الأمراض والصحة العامة

خلال فترة الغزو الإنجليزي-المصري والمرحلة الاستعمارية المبكرة، شهد السودان تحديات صحية عامة شديدة، تفاقمت بسبب الحروب، ونزوح السكان، وإدخال الهياكل الإدارية الأجنبية [50, 59, 92].

أنماط الأوبئة وبيئة الأمراض: عانت المناطق الجنوبية والشمالية من تفشيات الملاريا، والكوليرا، والجدري، والزحار، والتيفوئيد، غالبًا بالتزامن مع دورات الفيضانات الموسمية، وفترات ذروة العمل الزراعي، والحملات العسكرية. كانت معدلات الإصابة الأعلى في المدن الاستراتيجية للحاميات، وعلى طول نهر النيل، وبالقرب من المراكز الإدارية الجديدة، حيث زادت الكثافة السكانية، وسوء الصرف الصحي، وقلة الوصول إلى المياه النظيفة من سرعة انتقال الأمراض. وقد شهد الأطفال وكبار السن والضعيفون مناعيًا معدلات مرتفعة جدًا في الوفاة [50].

نزوح السكان كمحرك صحي: أجبرت الحملات العسكرية واللوجستيات العسكرية المجتمعات على مغادرة القرى التقليدية، مكونة مستوطنات لللاجئين مع مأوى وطعام وماء غير كافٍ. أدى الازدحام، وسوء التغذية، والتعرض للعوامل المناخية إلى زيادة القابلية للأمراض المعدية، مما زاد من شدة الأوبئة. وغالبًا ما كانت المجتمعات النازحة تفتقر إلى الوصول للممارسات العلاجية التقليدية، مما زاد من المراضة [59, 92].

التدخلات الطبية الاستعمارية: شملت جهود السيطرة على الأوبئة حملات التطعيم (ضد الجدري)، وأجنحة العزل، والحجر الصحي، وإجراءات الصرف الصحي البدائية، ونشر عدد محدود من الطواقم الطبية. ومع ذلك، أدت ندرة الأطباء المؤهلين، والأدوية، والمعدات إلى تقييد الفاعلية. غالبًا ما وصلت خدمات الرعاية الطبية إلى مدن الحاميات فقط، تاركة المجتمعات الريفية والنائية محرومة [50, 92].

التأثير على العمل والمجتمع: أخلّت معدلات المراضة والوفاة المرتفعة بالإنتاج الزراعي، وإمدادات العمل، والتنظيم الاجتماعي، مما زاد من انعدام الأمن الغذائي وأضعف القدرة الاقتصادية. وقد تقاطعت هذه الاضطرابات مع تعبئة العمالة الاستعمارية، مكونة حلقة تغذية راجعة حيث أضعفت الأزمات الصحية توفر اليد العاملة وزادت الاعتماد على الإكراه الاستعماري [50, 59].

المحور الفرعي 11.2: تدهور البيئة واستغلال الموارد

أثرت الأنشطة الاستعمارية على البيئة مباشرة وغير مباشرة، مسببة عواقب بيئية طويلة الأمد [85, 86, 93].

إزالة الغابات ومتطلبات البناء: دفعت الحاجة للحصون، والسكك الحديدية، والطرق، والمباني الإدارية، والجسور إلى إزالة الغابات على نطاق واسع. أدى فقدان الغطاء الشجري إلى تآكل التربة، وتقليل التنوع البيولوجي، وتغيير المناخات المحلية، مما أثر على الزراعة، والرعي، واحتجاز المياه. كان استغلال الأخشاب غالبًا غير منظم، مع تركيز الاستعمار على احتياجات عسكرية وإدارية قصيرة الأمد بدل الإدارة المستدامة [85].

الرعي وضغوط الأراضي: أدى توسع الزراعة الاستعمارية ومخيمات العمالة إلى تعطيل مسارات الرعي التقليدية. واجه الرعاة الرحل قيودًا على الوصول إلى المراعي، مما أدى إلى الرعي الجائر، وتدهور التربة، والتصحر في بعض المناطق. أجبرت هذه الضغوط الرعاة على تعديل أنماط هجرتهم والتفاوض على الوصول مع السلطات الاستعمارية والمزارعين المستقرين [86, 93].

المياه والأنظمة النهرية: أدى بناء القنوات، والسدود، وأعمال السيطرة على الفيضانات إلى تعطيل دورات الأنهار الطبيعية، والمستنقعات، ومناطق تكاثر الأسماك. أثرت التغيرات في تدفق المياه على دورات المحاصيل، وإنتاجية الصيد، وتوافر المياه، محدثة ضغوطًا بيئية زادت من هشاشة الإنسان أمام المجاعة والأمراض [85, 86].

استخراج الموارد: تسبب استغلال المعادن، والملح، وغيرها من الموارد الطبيعية في تدهور بيئي محلي. أخلت عمليات التعدين بثبات التربة، وغطاء النباتات، ومصادر المياه المحلية، وقدمت فوائد محدودة للمجتمعات المحلية، ما يعكس تركيز الاستعمار على استخراج الموارد لتحقيق مكاسب اقتصادية واستراتيجية دون مراعاة الاستدامة البيئية [93].

المحور الفرعي 11.3: المشاريع الزراعية والري وتأثيراتها

نفذت السلطات الاستعمارية إصلاحات زراعية ومشاريع ري لتحقيق استقرار الإمدادات الغذائية ودعم الاقتصاد النقدي [72, 92].

أنظمة الري: شملت القنوات، والسدود، والخزانات الصغيرة بهدف توسيع الأراضي الصالحة للزراعة والسيطرة على فيضان النيل. وعلى الرغم من زيادة الإمكانات الزراعية، فقد عطلت هذه المشاريع الزراعة التقليدية على السهول الفيضية، ودورات الزراعة الموسمية، وإدارة المياه المجتمعية، مما أثار أحيانًا صراعات بين القرى على تخصيص المياه [72].

إدخال المحاصيل النقدية: تم إدخال القطن، والفول السوداني، والمحاصيل الموجهة للتصدير لدمج السودان في الاقتصاد الاستعماري. غيّرت هذه السياسات استخدام الأراضي التقليدية، وأزاحت محاصيل الاكتفاء الذاتي، وخلقت اعتمادًا على تقلبات السوق. اضطر الفلاحون لموازنة زراعة المحاصيل النقدية مع إنتاج الغذاء، وهو توتر أدى أحيانًا إلى سوء التغذية وانعدام الأمن الغذائي المحلي [72, 92].

تفاعلات الصحة والبيئة: أحدثت مشاريع الري مناطق مياه راكدة، موائل للبعوض ومسببات الأمراض المائية، ما زاد من الملاريا، والبلهارسيا، وأمراض الجهاز الهضمي. كما أدت القنوات المصممة بشكل سيء إلى تشبع الأراضي بالمياه وزيادة ملوحة التربة، مما قلل من خصوبتها وإنتاجيتها الزراعية على المدى الطويل [72, 92].

التأثيرات الاجتماعية والاقتصادية: استفادت بعض المجتمعات من زيادة الاندماج في السوق وفرص المحاصيل النقدية. ومع ذلك، واجه كثيرون فقدان حقوق الأراضي، ومتطلبات العمل القسري، ومخاطر بيئية، مما يبرز التوتر بين أهداف الاستعمار الاقتصادية ومرونة السكان المحليين. كما عززت هذه المشاريع الهياكل الاجتماعية، إذ وسّط الشيوخ والوسطاء الوصول إلى العمل والموارد، مركزة السلطة والثروة ضمن مجموعات النخبة [72, 92].

الموضوع 12: البحث، المنهجية، والتأريخ (1896–1905)

المحور الفرعي 12.1: المنهجيات التاريخية

تعتمد دراسة الغزو الإنجليزي-المصري وإدارة السودان المبكرة (1896–1905) على مجموعة معقدة من المنهجيات التاريخية الدقيقة لضمان أقصى قدر من الدقة، الصلاحية، والفهم متعدد الأبعاد للعمليات التاريخية [63].

البحث في الأرشيف والمصادر الأولية:

استشارة شاملة للتقارير العسكرية الاستعمارية، سجلات الإدارة، سجلات التعداد، دفاتر الضرائب، المراسلات، الجرائد، والخرائط [63].

تحليل دقيق لأصل الوثائق، مصداقيتها، وكمالها لتحديد أي نقص أو خطأ أو تحيز في التقارير [63].

استخدام دراسات عبر الأرشيفات المختلفة—البريطانية، المصرية، السودانية، المراسلات، ومستندات المسافرين—للمقارنة والتحقق من الأحداث والسياسات والإحصاءات [63].

التركيز على التفاصيل الدقيقة في المراسلات، مثل تحركات القوات، المفاوضات مع الشيوخ، أو الاشتباكات الصغيرة، لتوضيح الاستراتيجيات الإدارية والعسكرية الأوسع [63].

التحليل الكمي والنوعي:

استخراج معلومات إحصائية حول أعداد القوات، الخسائر، تعبئة العمالة، إنتاج المحاصيل، انتشار الأمراض، الإيرادات الضريبية، وأنماط النزوح [63].

تحليل البيانات الكمية باستخدام طرق زمنية، مكانية، ومقارنة للكشف عن الفروقات الإقليمية، الاتجاهات الموسمية، والتأثيرات النظامية [63].

التحليل النوعي يفسر الوصف السردي، الشهادات الشفوية، الرسائل، والتقارير لإعادة بناء وجهات نظر السكان المحليين، الديناميات الثقافية، والممارسات الاجتماعية [63].

دمج المنهجين الكمي والنوعي يتيح إعادة بناء شاملة للأحداث التاريخية، موصلًا الأرقام بالتجارب الحياتية [63].

النقد التأريخي والتحقق من المصادر:

تقييم المصادر الاستعمارية نقديًا للكشف عن الانحياز والمبالغة والانتقاء في التقارير [63].

تحديد أنماط الإطار الأوروبي، التصوير العنصري، والمبررات السياسية واستخلاص المحتوى الواقعي منها [63].

مزج المصادر المتعددة بما في ذلك الروايات الشفوية للسكان المحليين والآثار الأثرية لضمان انعكاس الواقع المحلي مع الوثائق الاستعمارية [63].

تحليل الإشارات اللغوية وأدوات السرد والمصطلحات للكشف عن الأولويات المخفية والأهداف الاستعمارية [63].

التكامل بين التخصصات:

دمج الجغرافيا، الأنثروبولوجيا، علم الأوبئة، الزراعة، وعلوم البيئة لتعميق فهم الديناميات الاجتماعية والبيئية والصحية [63].

ربط السجلات الديموغرافية بأنماط الأوبئة، مشاريع الري، وتقارير المجاعة لإعادة بناء متكاملة للبعد الاجتماعي-البيئي [63].

استخدام تقنيات الخرائط وتحليل نظم المعلومات الجغرافية لتصور تحركات القوات، تدفقات الهجرة، أنماط الاستيطان، وتوزيع الموارد [63].

التنظيم الزمني والمكاني:

إعادة البناء التاريخي تتبع التسلسل الزمني للحملات العسكرية، التوسع الإداري، وتنفيذ السياسات بين 1896 و1905 [63].

التحليل المكاني يبرز الفروقات بين شمال، وسط، وجنوب السودان، بما في ذلك تأثير التضاريس على العمليات العسكرية، تطوير البنية التحتية، وأنماط الاستيطان [63].

الجداول الزمنية المفصلة تربط الأحداث العسكرية، الاجتماعية، الاقتصادية، والبيئية لتحديد الروابط السببية والتأثيرات المتتابعة [63].

المحور الفرعي 12.2: تحليل المصادر الاستعمارية والمنظورات

توفر المصادر الاستعمارية معلومات غنية لكنها مشوهة بطبيعتها بسبب الأولويات الإدارية، الأجندات السياسية، والانحياز الثقافي [63].

تحديد الانحيازات:

التركيز غالبًا على النجاح العسكري، الكفاءة الإدارية، والاستخراج الاقتصادي، مع التقليل من المقاومة المحلية، التدهور البيئي، والمعاناة البشرية [63].

تحوي حسابات المبشرين أحيانًا أحكامًا أخلاقية دينية أو وجهات نظر استشراقية تتطلب تفسيرًا دقيقًا في السياق [63].

السجلات الإحصائية قد تبالغ أو تقلل في الإبلاغ عن الخسائر، الامتثال الضريبي، أو المشاركة في العمل، تعكس دوافع سياسية أو صعوبات جمع البيانات [63].

التفسير السياقي:

تحليل المراسلات العسكرية مع التركيز على اللوجستيات، هياكل القيادة، والتحديات التشغيلية للكشف عن عمليات اتخاذ القرار وراء الحملات، الحصارات، ونشر القوات [63].

قراءة التقارير الإدارية مع الوثائق المحلية لتوضيح كيفية تنفيذ السياسات ومواجهتها على الأرض، بما في ذلك النزاعات مع الشيوخ أو السلطات التقليدية [63].

تفسير سجلات الاقتصاد والضرائب لتقييم تدفقات الموارد، تعبئة العمل، ودمج الأسواق مع ملاحظة الفروقات بين التقارير والإحصاءات الفعلية [63].

المقارنة والتحقق المتقاطع:

التأكد من صحة البيانات الاستعمارية مقابل الأدلة الأثرية، الروايات المحلية المعاصرة، والدراسات البيئية [63].

التحقق من تقارير المجاعة والنزوح مع بيانات التعداد، سجلات تفشي الأمراض، وأنماط الهجرة لفهم شامل للتأثيرات البشرية والبيئية [63].

التحقق المتقاطع يوضح أيضًا التناقضات الزمنية، مما يسمح بإعادة بناء دقيقة لتسلسل الأحداث [63].

المنظور النقدي للإطار:

دراسة اللغة وبناء السرد لتحديد الإطار الأيديولوجي الخفي أو أدوات الخطاب التي تبرر العمل الاستعماري [63].

فصل التقارير الصريحة عن الافتراضات الضمنية لكشف علاقات القوى والأهداف الكامنة وراء الوثائق الإدارية [63].

المحور الفرعي 12.3: تفسير البيانات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية

يركز تحليل البيانات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية على ربط تنفيذ السياسات بالنتائج على المجتمعات المحلية، الهياكل الاجتماعية، والأنظمة البيئية [63].

إعادة البناء الديموغرافي:

تحليل بيانات السكان، مسوحات الاستيطان، وسجلات اللاجئين لفهم خسائر الحرب، تأثير المجاعة، وفيات الأمراض، والهجرات القسرية [63].

تقسيم البيانات حسب العمر، الجنس، والمنطقة لتقييم دقيق للتهميش الاجتماعي والهشاشة [63].

أنماط النزوح تكشف التفاعلات بين الحملات العسكرية، المستوطنات الإدارية، وسبل العيش الريفية، مع تسليط الضوء على التكلفة البشرية للغزو [63].

التفسير الاقتصادي:

تحليل بيانات الضرائب، التجارة، والعمل لإعادة بناء أولويات الاقتصاد الاستعماري، آليات استخراج الموارد، وإدخال المحاصيل النقدية [63].

دراسة تأثير السياسات على اقتصاديات الكفاف، توافر العمالة، وأنماط الإنتاج المحلي لتسليط الضوء على عدم المساواة والاعتماد الاقتصادي الناتج عن السياسات الاستعمارية [63].

الانتباه للتفاوتات الإقليمية وتأثير السياسات الاقتصادية بشكل مختلف على شمال، وسط، وجنوب السودان [63].

التفسير السياسي والإداري:

تحليل المراسلات الإدارية، تقارير المحافظات، وتفاعلات الشيوخ للكشف عن هرمية السلطة، آليات الحكم غير المباشر، وممارسات المراقبة [63].

دراسة التوترات بين السيطرة الاستعمارية المركزية والاستقلال المحلي، مع توثيق التفاوض، الامتثال، المقاومة، والتكيف [63].

فهم التفاعل بين السياسة والبنية الاجتماعية يسمح بإعادة بناء ديناميات السلطة وفعالية الحكم [63].

الدمج مع الاعتبارات البيئية والصحية:

تفسير البيانات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية جنبًا إلى جنب مع بيانات الأوبئة، البيئة، والزراعة، ربط المجاعة، الأمراض، النزوح، والتغيرات البيئية بالقرارات الإدارية والعسكرية [63].

هذا النهج المتكامل يوفر فهمًا متعدد الأبعاد لتبعات الغزو والحكم الاستعماري المبكر [63].

الدقة المنهجية والشفافية:

توثيق مصادر البيانات، إجراءات الترميز، التصنيف الموضوعي، والأطر التحليلية لضمان إمكانية التكرار والمصداقية [63].

التركيز على تجنب التخمين والالتزام الصارم بالبيانات القابلة للتحقق والأدلة من المرجع [63].

المناقشات

  1. ملخص الأدلة

تجمع هذه المراجعة السردية بشكل شامل الأدلة المتعلقة بالغزو الإنجليزي-المصري وإدارة السودان المبكرة بين عامي 1896 و1905، شاملاً الحملات العسكرية، إقامة الحكم الاستعماري، إعادة الهيكلة الاقتصادية والاجتماعية، التحولات الثقافية والهوية، الديناميات الجندرية، التعبئة الوطنية، الأزمات الإنسانية، حوكمة الجنوب، التأثيرات البيئية والصحية، والمنظورات التأريخية [1–93].

يُظهر التصنيف الهرمي لـ 107 مرجعًا تم التحقق منها أن فترة الغزو والاستعمار المبكر أنتجت نتائج مترابطة عبر مجالات متعددة:

العمليات العسكرية: نفذت القوات الإنجليزية-المصرية تخطيطًا منهجيًا وحملات استراتيجية، مستفيدة من المدفعية المتقدمة، البنادق الآلية، والنقل بالبخار. كانت المعارك الرئيسية، بما في ذلك حصار الخرطوم ومعركة أم درمان، حاسمة في إخضاع قوات المهدية [1, 46, 50–53]. اعتمدت اللوجستيات العسكرية، تكوين القوات، وسلاسل الإمداد بشكل كبير على السكك الحديدية، النقل النهري، والمواقع المحصنة، مما سمح بعمليات مستمرة على مسافات واسعة [50, 51, 52, 53, 62]. أسفرت هذه الحملات عن خسائر بشرية كبيرة، إصابات واسعة، ونزوح جماعي، مؤثرة على كل من المقاتلين والسكان المدنيين [50, 52, 53, 59].

الإدارة الاستعمارية: بعد الغزو العسكري، تم تأسيس الهياكل السياسية الإنجليزية-المصرية ، مدمجة الحكم المباشر في المراكز الحضرية مع الحكم غير المباشر عبر الشيوخ المحليين في المناطق الريفية [4, 46, 49, 54, 57, 60, 66, 68, 70, 74, 76, 82, 84, 89, 90]. امتدت الإدارة الإقليمية إلى الريف، منظمة الضرائب، تعبئة العمالة، والعدالة المحلية، بينما راقبت السلطات الاستعمارية السكان من خلال المراقبة، التعدادات، وشبكات المعلومات [47, 57, 82, 83, 89]. حافظ التنسيق مع الشيوخ المحليين على قدر من الاستقرار الاجتماعي، رغم استمرار التوترات بسبب توزيع السلطة غير المتكافئ والانحيازات المتصورة [61, 66, 68, 70, 81, 90].

السياسات الاقتصادية: نفذت الحكومة الاستعمارية المبكرة الضرائب، سيطرت على التجارة، واستخرجت الموارد لتمويل الإدارة والعمليات العسكرية [46, 50, 72, 73, 77, 83, 92]. أدى تشجيع المحاصيل النقدية مثل القطن والصمغ العربي إلى إعادة تشكيل الإنتاج الزراعي، بينما ساهمت الاستثمارات في البنية التحتية—الطرق، السكك الحديدية، والموانئ—في تسهيل استخراج الموارد وحركة القوات [50, 62, 72]. كان لهذه التدخلات الاقتصادية تأثيرات عميقة على سبل العيش الريفية، تعبئة العمالة، والهياكل الاجتماعية، غالبًا ما فاقمت التفاوت الاجتماعي [46, 50, 59, 61, 66, 68, 72, 73, 77, 92].

التحول الاجتماعي والديموغرافي: أدى النزوح السكاني نتيجة الحملات العسكرية، المجاعة، والأوبئة إلى تغيير أنماط الاستيطان، دفع التحضر، وتعطيل الهياكل القبلية التقليدية [50, 59, 64, 81, 86]. أحدثت التدخلات الاستعمارية في التعليم، محو الأمية، ونقل المعرفة طبقات اجتماعية جديدة، حيث أدخلت المدارس ذات الطراز الغربي مع تهميش طرق التعلم التقليدية [55, 67, 68, 71, 74, 78, 91]. تكيفت القيادة القبلية مع الهياكل الإدارية الجديدة، غالبًا بالتفاوض على السلطة مع السلطات الاستعمارية [46, 49, 61, 64, 68, 81, 90].

التأثيرات الثقافية والدينية والهوية: تم تقييد أو تنظيم المؤسسات الدينية أو إعادة تشكيلها لتتماشى مع أهداف الاستعمار [48, 54, 74, 84]. أصبح تشكيل الهوية أكثر تصعيدًا سياسيًا، مع تعزيز الفوارق بين الشمال والجنوب والعرب والأفارقة [2, 54, 68, 84, 91]. تم الحفاظ على العادات والتقاليد المحلية وتحويلها في الوقت نفسه، مما يعكس التكيف الثقافي والمقاومة، بينما أنتج التأثير الاستعماري ممارسات ثقافية هجينة [48, 49, 67, 69, 75, 78, 91].

الديناميات الجندرية وأدوار المرأة: أعادت السياسات الاستعمارية تشكيل تعليم المرأة، العمل، والمسؤوليات الأسرية [55, 69, 75, 80]. ركزت المدارس النسائية على التعليم الأخلاقي والمهارات المنزلية، بينما تم تنظيم عمل النساء للإنتاج الاقتصادي والرقابة الاجتماعية. أدت هذه التدخلات إلى تغيير كبير في الهياكل الأسرية، الأدوار الاجتماعية، والحضور العام للنساء [55, 69, 75, 80].

التيارات الوطنية والوعي السياسي: نشأت الحركات السياسية السودانية في البداية بين النخب لكنها توسعت بسرعة إلى المجتمعات الشعبية، مدعومة بالشبكات الحضرية، حملات محو الأمية، ووسائل الإعلام المطبوعة [47, 54, 67, 71, 78, 82, 89]. شمل القمع الاستعماري الاعتقالات، المراقبة، والرقابة، إلا أن الوعي والتحرك السياسي استمر، مما وضع الأساس للنضال الوطني لاحقًا [47, 54, 67, 82, 89].

المجاعات، الأمن الغذائي، والأوبئة: ساهم الجفاف، فشل المحاصيل، وسوء الإدارة في تكرار المجاعات، بينما كانت الاستجابات الاستعمارية غالبًا غير كافية أو مضادة للغرض [50, 59, 85, 86]. كانت الوفيات، المراضة، والنزوح واسعة النطاق، خصوصًا في شمال ووسط السودان، مؤثرة على السكان الحضريين والريفيين على حد سواء [50, 59, 85, 86].

العبودية وحقوق الإنسان: رغم السياسات الرسمية للإلغاء، استمرت العبودية في شمال وجنوب السودان، مؤثرة على ممارسات العمل، الهياكل الاجتماعية، والاقتصاد المحلي [56, 87, 88]. كان تنفيذ الإلغاء غير متسق، مما أبرز ضعف البنية وأولويات الاستعمار [56, 87, 88].

الاقتصاد السياسي للجنوب: عكست حوكمة الجنوب وتنظيم الريف استراتيجيات استعمارية مميزة، مع التركيز على الحكم غير المباشر، إدارة العمل، والاندماج الاقتصادي الانتقائي [61, 66, 68, 72, 73, 77, 90]. تكيفت المجتمعات المحلية بشكل مختلف مقارنة بالشمال، مما أنتج تفاوتًا إقليميًا في كفاءة الإدارة والنتائج الاجتماعية والاقتصادية [61, 66, 68, 72, 73, 77, 90].

الصحة، البيئة، والبيئة الإيكولوجية: ساهمت الحملات العسكرية، تعبئة العمالة، والتدخلات الزراعية في تفشي الأمراض، تدهور البيئة، واستغلال الموارد [50, 59, 72, 85, 86, 92, 93]. كانت الإجراءات الصحية العامة محدودة، وكان للتغيرات البيئية آثار طويلة الأمد على إنتاجية الزراعة واستدامة الاستيطان [50, 59, 72, 85, 86, 92, 93].

البحث، المنهجية، والتأريخ: تعكس المصادر الاستعمارية الانحياز، التوثيق الانتقائي، والأولويات الإدارية، مما يتطلب تفسيرًا دقيقًا [63]. تنوعت المنهجيات، حيث غالبًا ما تكون البيانات الكمية غير مكتملة، السرد النوعي مهيمن، والتحليلات الاجتماعية والسياسية متأثرة بمنظور المؤلفين [63].

  1. تفسير النتائج في السياق

تُبرز الأدلة أن الغزو العسكري لا ينفصل عن الحكم، الاستغلال الاقتصادي، والتحول الاجتماعي. مكنت الأسلحة المتقدمة، السكك الحديدية، والنقل النهري من إخضاع قوات المهدية بسرعة مع إحداث معاناة واسعة للسكان المدنيين [1, 46, 50–53, 59, 62].

اعتمدت الإدارة الاستعمارية على هياكل مركزية مقرونة بالحكم غير المباشر، مما أدى إلى تفاعلات معقدة بين الشيوخ المحليين والسلطات الاستعمارية، توزيع سلطة غير متساوٍ، والامتثال المتفاوت للسياسات [4, 46, 49, 54, 57, 60, 66, 68, 70, 74, 76, 82, 84, 89, 90].

أدت إعادة الهيكلة الاقتصادية—من خلال الضرائب، المحاصيل النقدية، تعبئة العمالة، والبنية التحتية—إلى تحقيق أهداف الاستخراج الاستعماري، لكنها عطلت الأنظمة الاجتماعية التقليدية، عمقت التفاوت، وأنتجت اعتمادًا على الأسواق الخارجية [46, 50, 61, 66, 68, 72, 73, 77, 83, 92].

كانت التحولات الاجتماعية والديموغرافية واسعة النطاق: التحضر، الهجرة، وتغير الهياكل الريفية غيرت المجتمع السوداني. قدمت المبادرات التعليمية المعايير الغربية، لكنها غالبًا ما تعارضت مع الهياكل القبلية القائمة وتوقعات الأدوار الجندرية [46, 50, 55, 59, 61, 64, 68, 70, 72, 74, 78, 79, 81, 86, 90, 91].

عززت التحولات الثقافية والدينية والهوية الفوارق الإقليمية، الإثنية، والدينية، منتجة كل من المقاومة والتكيف مع المعايير الاستعمارية [2, 48, 49, 54, 67, 68, 74, 75, 78, 84, 91]. تم تنظيم أدوار النساء وإعادة تعريفها، معبرة عن تداخلات بين الجندر، الأخلاق، والعمل ضمن سياسات الاستعمار [55, 69, 75, 80].

ظهرت الحركات الوطنية رغم المراقبة والقمع، مما يبرز الوعي السياسي المستمر وبذور المقاومة ضد الاستعمار [47, 54, 67, 71, 78, 82, 89].

سلطت الأزمات الإنسانية، بما في ذلك المجاعة، الأمراض، والعبودية، الضوء على سوء الإدارة الاستعمارية والهشاشة الهيكلية، مؤثرة بشكل غير متناسب على الفئات المهمشة [50, 56, 59, 85–88, 86]. مثل الجنوب السوداني تفاوتًا إقليميًا في السياسات الحكومية والاقتصادية، معبرًا عن استراتيجيات تكيفية واهتمام استعماري متفاوت [61, 66, 68, 72, 73, 77, 90].

أدى تدهور البيئة والأزمات الصحية العامة الناتجة عن الحملات العسكرية، تعبئة العمالة، ومشاريع الري إلى تبعات بيئية ووبائية طويلة الأمد [50, 59, 72, 85, 86, 92, 93].

أخيرًا، يظهر التحليل التأريخي أن المصادر الاستعمارية يجب تقييمها نقديًا، إذ تشكل التقارير الانتقائية، الانحياز، والحذف الروايات التاريخية [63].

  1. نقاط القوة والقيود للأدلة

نقاط القوة:

تغطي الأبعاد العسكرية، السياسية، الاقتصادية، الاجتماعية، الثقافية، الجندرية، الوطنية، الإنسانية، الجنوبية، البيئية، الصحية، والتأريخية بشكل شامل [1–93].

تدمج المصادر الأولية والثانوية مع التصنيف الهرمي للموضوعات.

تمكّن من المقارنة المتقاطعة بين المجالات لتحقيق تجميع منهجي.

القيود:

تظهر السجلات الاستعمارية انحيازًا وتوثيقًا انتقائيًا، غالبًا لصالح شمال السودان ووجهات نظر النخب.

البيانات الكمية حول الخسائر، التغيرات الديموغرافية، والإنتاج الاقتصادي غير مكتملة.

بعض التباينات المحلية في الحكم والاقتصاد لا تزال ممثلة تمثيلاً ناقصًا.

  1. قيود المراجعة

لا يمكن للتجميع السردي قياس أحجام التأثير أو الروابط السببية بدقة.

حدود الوصول والحواجز اللغوية قيدت إدراج المصادر الأرشيفية غير البريطانية.

التباين بين المراجع يقدم اختلافًا في الموثوقية وعمق المعلومات.

  1. الأثر على السياسات والتأريخ والبحث المستقبلي

تؤكد النتائج أهمية التحليلات التاريخية متعددة الأبعاد، مع دمج العوامل العسكرية، السياسية، الاقتصادية، الاجتماعية، والبيئية.

أنتجت السياسات الاستعمارية المبكرة إرثًا هيكليًا شكل الحكم والاقتصاد والمجتمع السوداني لعقود.

يجب أن يستخدم البحث المستقبلي الأرشيفات المحلية، الروايات الشفوية، وإعادة البناء الكمي لمعالجة الفجوات في الأدلة.

فهم هذه الديناميات يوجه الحكم بعد النزاع، التخطيط الاجتماعي، والتنمية الإقليمية، مع التركيز على تفاعل التدخلات العسكرية، الإدارية، والاجتماعية-الاقتصادية [1–93].

الاستنتاجات

  1. أهم النتائج

جمعت هذه المراجعة السردية الأدلة من 107 مرجعًا تم التحقق منها بعناية لتقديم تحليل شامل لغزو السودان من قبل الإنجليز والمصريين والإدارة الاستعمارية المبكرة (1896–1905). تكشف النتائج عن تفاعل متعدد الأبعاد بين العمليات العسكرية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والبيئية والإنسانية التي شكلت مجرى السودان الاستعماري المبكر.

1.1 العمليات العسكرية والأمنية
تضمن الغزو الإنجليزي-المصري تخطيطًا دقيقًا، وتنسيقًا لوجستيًا، وسلسلة من الحملات الاستراتيجية بهدف هزيمة قوات المهدي بشكل حاسم [1، 46، 50–53، 59، 62]. ساعد نشر السكك الحديدية والنقل النهري وخطوط التلغراف بين عامي 1896 و1898 على تحريك القوات وسلاسل الإمداد. أدت المعارك الرئيسية، لا سيما معركة أم درمان (1898)، إلى وقوع خسائر كبيرة وإصابات وتشريد السكان على نطاق واسع، لا سيما في محافظات النيل وجبال النوبة. أدى بناء الحصون والثكنات والسكك الحديدية إلى تغيير دائم في أنماط الاستيطان وتأمين خطوط الاتصال الاستعمارية.

1.2 الإدارة الاستعمارية والحكم
بعد الغزو العسكري، أنشأت السلطات الإنجليزية-المصرية هياكل حكم مركزية في الخرطوم ودنقلا ومراكز حضرية استراتيجية أخرى، مدعومة بالإدارة الإقليمية والمحلية [4، 46، 49، 54، 57، 60، 66، 68، 70، 74، 76، 82، 84، 89، 90]. سمحت سياسة الحكم غير المباشر من خلال الزعماء القبليين والشيوخ المحليين للمسؤولين الاستعماريين بالحفاظ على السيطرة مع تقليل العبء الإداري المباشر، لكنها عززت الهياكل الاجتماعية القائمة والفوارق الإقليمية [61، 66، 68، 70، 81، 90]. ضمنت آليات المراقبة والرقابة السياسية الامتثال للوائح الاستعمارية وتقليل المعارضة ومراقبة النشاط السياسي [47، 57، 82، 83، 89].

1.3 السياسات الاقتصادية وإدارة الموارد
صممت السياسات الاقتصادية الاستعمارية أساسًا لتعظيم استخراج الإيرادات ودمج السودان في شبكات التجارة العالمية [46، 50، 61، 66، 68، 72، 73، 77، 83، 92]. استهدفت أنظمة الضرائب الإنتاج الزراعي والتجارة، بينما أعادت سياسات تشجيع المحاصيل النقدية مثل القطن والصمغ العربي تخصيص العمالة الريفية وتغيير الأولويات الاقتصادية [61، 66، 68، 72، 73، 92]. ساعدت مشاريع البنية التحتية، بما في ذلك السكك الحديدية والطرق وتطوير الموانئ، على دمج الأسواق، لكنها أيضًا أدت إلى تهجير السكان المحليين وتغيير استخدام الأراضي التقليدية [50، 62، 72]. شملت العواقب الاقتصادية للمجتمعات المحلية تعطيل الزراعة المعاشية، وزيادة العمل القسري، وتوزيع غير متساوٍ للثروة، مما أدى إلى ترسيخ الطبقية الاجتماعية والاقتصادية على المدى الطويل [46، 50، 59، 72، 73].

1.4 التحولات الاجتماعية والديموغرافية
أدت الحملات العسكرية والسياسات الاستعمارية إلى تشريد واسع النطاق للسكان، خصوصًا في المناطق المحيطة بمناطق المعارك والمراكز الإدارية الاستراتيجية [50، 59، 64، 81، 86]. تسارع التمدن في الخرطوم وأم درمان ودنقلا مع تركيز السكان المهجرين والمسؤولين الاستعماريين في المراكز الإدارية [50، 62، 70، 72، 74]. أعيد تشكيل الهياكل الاجتماعية الريفية التقليدية والقيادات القبلية تحت إشراف الاستعمار، ما نتج عنه مزيج من استمرارية وانقطاع في ممارسات الحكم التقليدي [46، 49، 61، 64، 68، 81، 90]. قدمت برامج التعليم معرفة القراءة والكتابة والنظم الغربية، لكنها نُفذت بشكل غير متساوٍ، مما عزز الهياكل الاجتماعية والأدوار الجندرية [55، 67، 68، 71، 74، 78، 91]. ازدادت الطبقية الاجتماعية، مع استفادة النخب من الرعاية الاستعمارية في حين واجهت الفئات المهمشة مزيدًا من التهميش [46، 72، 73، 79].

1.5 التأثيرات الثقافية والدينية والهوية
ظل الدين مبدأً تنظيمياً مركزيًا، حيث أثرت السياسات الاستعمارية على المؤسسات الإسلامية في الشمال بينما تم إدخال الأنشطة التبشيرية المسيحية في الجنوب [48، 54، 74، 84]. تأثرت تكوينات الهوية بشكل عميق: تموضع الشماليين العرب السودانيين بشكل مختلف عن السكان الجنوبيين الأفارقة، ما خلق انقسامات اجتماعية وسياسية مستمرة [2، 54، 68، 84، 91]. تم الحفاظ على العادات والممارسات الثقافية المحلية بشكل انتقائي أو تعديلها تحت التأثير الاستعماري، مما أدى إلى تكوين أشكال ثقافية هجينة [48، 49، 67، 78، 91]. لوحظت مظاهر المقاومة والتكيف عبر المجتمعات، مما يوضح قدرة الفعل ضمن الهياكل الاستعمارية المقيدة [67، 69، 75، 78، 91].

1.6 الجندر والأدوار الاجتماعية
شهدت النساء تحولات كبيرة تحت الحكم الاستعماري. ركزت برامج التعليم على التربية الأخلاقية والمنزلية، وأعيد تعريف أدوار العمل لدعم الاقتصاد الاستعماري، وتأثرت الهياكل الأسرية بالإصلاح الاجتماعي والإشراف الإداري [55، 69، 75، 80]. شمل تفاعل النساء مع السلطات الاستعمارية المشاركة في التعليم والتوجيه الأخلاقي والهياكل الحاكمة المحلية، مما غيّر التنشئة الاجتماعية بين الأجيال والمعايير الجندرية [55، 69، 75، 80].

1.7 القومية والوعي السياسي
نشأ الوعي السياسي السوداني على الرغم من القمع. ساعد التنظيم الحضري، والتعليم، والإعلام الناشئ على تشكيل شبكات سياسية وحركات قومية مبكرة [47، 54، 67، 71، 78، 82، 89]. شكل القمع الاستعماري استراتيجيات التفاوض والخطاب السياسي، مما أنتج تفاعلاً معقدًا بين المقاومة والتكيف وتأكيد الهوية [47، 54، 82، 89].

1.8 المجاعة والأمن الغذائي والأوبئة
أدت المجاعات المتكررة، الناتجة عن الجفاف وفشل المحاصيل وسوء إدارة الاستعمار، إلى وفيات وأمراض شديدة، خصوصًا بين السكان الريفيين والمهجرين [50، 59، 85، 86]. كانت الاستجابة الاستعمارية غير متسقة وغالبًا غير كافية، مما كشف عن هشاشة هيكلية في إدارة الأمن الغذائي [59، 85]. زادت الأوبئة من تفاقم الأزمات الصحية العامة، مما أبرز الترابط بين العمليات العسكرية والسياسات الاقتصادية والنتائج الإنسانية [50، 59، 85، 86].

1.9 العبودية وحقوق الإنسان
استمرت العبودية في شمال وجنوب السودان على الرغم من السياسات الإلغائية [56، 87، 88]. كان التنفيذ متفاوتًا، وغالبًا ما واجهت الفئات السابقة من العبيد تهميشًا اجتماعيًا واستبعادًا اقتصاديًا. أدى التفاعل بين ممارسات العمل القسرية والهياكل الاجتماعية والحكم الاستعماري إلى إرث طويل الأمد في مجال حقوق الإنسان [56، 87، 88].

1.10 الاقتصاد السياسي للجنوب السوداني
شهد جنوب السودان إدارة استعماريّة متميزة، مع التركيز على الحكم غير المباشر وتعبئة العمل والاندماج الاقتصادي المحدود [61، 66، 68، 72، 73، 77، 90]. شكلت التفاعلات مع السلطات الاستعمارية الاقتصاد السياسي المحلي والهياكل الاجتماعية والأنظمة الزراعية بشكل مختلف عن الشمال، مما ساهم في استمرارية الفوارق الإقليمية إلى فترات لاحقة [66، 68، 77، 90].

1.11 التأثيرات الصحية والبيئية
ساهمت الحملات العسكرية ومشاريع البنية التحتية والتدخلات الزراعية في تدهور البيئة واستغلال الموارد وانتشار الأمراض [50، 59، 72، 85، 86، 92، 93]. أدت مشاريع الري وتوسيع المحاصيل النقدية إلى تغيير النظم البيئية وتهيئة الظروف المواتية للأمراض التي تنقلها الحشرات، مما أثر بشكل مباشر على صحة السكان وإنتاجية الزراعة [72، 92].

1.12 البحث والمنهجية والتأريخ
تقدم المصادر الاستعمارية تحيزات وفجوات وتقارير انتقائية، مما يستلزم تحليلاً تأريخيًا نقديًا [63]. يتطلب تفسير البيانات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية التحقق المتقاطع من المصادر عبر الأرشيفات والمصادر الشفوية والبيئية لإعادة بناء فهم شامل لتأثيرات الاستعمار [63].

  1. الدلالات

وضعت غزوة السودان والإدارة الاستعمارية المبكرة أسسًا هيكلية أثرت على مسار السودان السياسي والاجتماعي والاقتصادي لفترة طويلة بعد 1905 [1–93].

أدى النجاح العسكري إلى السيطرة السياسية والاقتصادية لكنه تسبب في تكاليف إنسانية دائمة، بما في ذلك تشريد السكان والمجاعة والأوبئة [50، 59، 85، 86].

توضح التحولات الاجتماعية والثقافية والديناميات الجندرية وتكوين الهوية التفاعل المعقد بين السلطة الاستعمارية والفعل المحلي [2، 48، 54، 67، 68، 74، 78، 91].

يؤكد التباين الإقليمي، لا سيما بين شمال وجنوب السودان، على أهمية تدخلات السياسات التاريخية المراعية للسياق والتحليل التاريخي المتعمق [61، 66، 68، 72، 73، 77، 90].

  1. القيود

تعرض الأرشيفات الاستعمارية للتحيز، والتقارير الانتقائية، والبيانات الكمية غير المكتملة، خصوصًا فيما يتعلق بالخسائر البشرية، والتحولات الديموغرافية، والاقتصاد الريفي [63].

تظل مصادر جنوب السودان ممثلة بشكل ناقص في بعض المراجع، مما يحد من إمكانية تعميم النتائج [61، 66، 68، 72، 73، 77، 90].

المراجعة السردية، رغم شمولها، لا تستطيع قياس العلاقات السببية أو حجم التأثيرات، لكنها توفر فهمًا موضوعيًا ومتسقًا للموضوعات.

  1. توصيات للبحث المستقبلي

ينبغي أن تتضمن الدراسات المستقبلية الأرشيفات المحلية، والتواريخ الشفوية، والبيانات البيئية والإيكولوجية لتعزيز فهم تأثيرات الاستعمار المبكر [1–93].

تتطلب المقاربات متعددة التخصصات دمج التاريخ العسكري، والاقتصاد السياسي، والدراسات الثقافية، وتحليل الجندر، والصحة العامة، وعلوم البيئة للحصول على رؤى شاملة.

يعد البحث المنهجي في تجربة جنوب السودان والفوارق الإقليمية أمرًا حيويًا لفهم كامل للإرث التاريخي لغزو السودان من قبل الإنجليز والمصريين.

التوصيات للسودان بعد الحرب الأهلية الرابعة الجارية حالياً

الموضوع 1: العمليات العسكرية والأمنية

المحور الفرعي 1.1: التخطيط والاستراتيجية
وضع استراتيجية وطنية للأمن مع هياكل قيادة واضحة، وأنظمة لوجستية، وخطط طوارئ لمنع العمليات المجزأة وحماية المدنيين، مستفادًا من دروس تخطيط وتنفيذ الغزو الإنجليزي-المصري [1، 46، 50، 51، 52، 53].

المحور الفرعي 1.2: المعارك الرئيسية ونشر القوات
إجراء تقييمات للمخاطر وتخطيط للسيناريوهات المحتملة للنزاعات، مع ضمان توزيع القوات بما يوازن بين الكفاءة التشغيلية وحماية المدنيين [50، 51، 52، 53].

المحور الفرعي 1.3: الخسائر والإصابات وتشريد السكان
تطبيق بروتوكولات حماية المدنيين وبرامج إعادة تأهيل ما بعد النزاع لتقليل الوفيات والأمراض في السكان المتأثرين، مع الاستفادة من أنماط التشريد التاريخية [50، 52، 53، 59].

المحور الفرعي 1.4: البنية التحتية العسكرية
تطوير بنية تحتية آمنة ومستدامة (سكك حديدية، حصون، مستودعات إمداد) لدعم العمليات الأمنية الوطنية دون تعطيل المجتمعات المحلية [50، 62].

الموضوع 2: الإدارة الاستعمارية والحكم

المحور الفرعي 2.1: الهياكل السياسية
إدخال آليات حكم شاملة تدمج السلطات الإقليمية والمحلية مع الحفاظ على الرقابة الوطنية، مستفيدًا من نقاط القوة والضعف في الهياكل السياسية الإنجليزية-المصرية [4، 46، 49، 54، 60، 66، 74، 76، 84، 89].

المحور الفرعي 2.2: الإدارة الإقليمية والمحلية
إنشاء وحدات إدارية لامركزية قادرة على تنفيذ السياسات بفعالية والاستجابة للاحتياجات المحلية [46، 57، 60، 66، 68، 70، 74، 76، 82، 84، 90].

المحور الفرعي 2.3: التنسيق مع الشيوخ المحليين
الاعتراف بدور السلطات التقليدية وتفعيله ضمن أطر الحكم الحديثة لضمان الامتثال والاستقرار الاجتماعي [61، 66، 68، 70، 81، 90].

المحور الفرعي 2.4: السلطة السياسية والمراقبة
تطبيق أنظمة مراقبة ومساءلة شفافة لمنع إساءة استخدام السلطة مع الحفاظ على النظام العام [47، 57، 82، 83، 89].

الموضوع 3: السياسات الاقتصادية وإدارة الموارد

المحور الفرعي 3.1: الضرائب والتجارة وتوزيع الموارد
تطوير أنظمة ضريبية عادلة وسياسات تجارية متوازنة لتعزيز التعافي الاقتصادي وتقليل استغلال السكان الريفيين [46، 50، 72، 73، 77، 83، 92].

المحور الفرعي 3.2: المحاصيل النقدية والتنمية الزراعية
دعم إنتاج زراعي متنوع مع حوافز وتدريب مناسب للمزارعين لتخفيف انعدام الأمن الغذائي [61، 66، 68، 72، 73، 92].

المحور الفرعي 3.3: تعبئة العمالة والاقتصاد الريفي
تنفيذ أطر تنظيمية للعمالة تحمي حقوق العاملين وتضمن مشاركتهم العادلة في مشاريع إعادة الإعمار [61، 68، 72، 73، 77، 92].

المحور الفرعي 3.4: تطوير البنية التحتية
الاستثمار في الطرق والسكك الحديدية والموانئ لتسهيل التكامل الاقتصادي والوصول إلى الأسواق [50، 62، 72].

المحور الفرعي 3.5: الأثر الاقتصادي على المجتمعات المحلية
إقامة برامج دعم مجتمعية لتخفيف الآثار السلبية للسياسات الاقتصادية بعد الحرب [46، 50، 59، 72، 73].

الموضوع 4: التأثيرات الاجتماعية

المحور الفرعي 4.1: تشريد السكان والهجرة
إنشاء برامج لإعادة التوطين وإعادة التأهيل للسكان المهجرين مع ضمان الوصول إلى السكن والخدمات والدعم الاجتماعي [50، 59، 64، 81، 86].

المحور الفرعي 4.2: التمدن وأنماط الاستيطان
تنفيذ سياسات تطوير حضري مخطط لها تستوعب نمو السكان وتمنع الاكتظاظ [50، 62، 70، 72، 74].

المحور الفرعي 4.3: الهياكل الاجتماعية الريفية والقيادة القبلية
دعم هياكل الحكم القبلي ودمجها ضمن القانون الوطني لضمان التماسك الاجتماعي ومنع النزاعات المحلية [46، 49، 61، 64، 68، 81، 90].

المحور الفرعي 4.4: التعليم والمعرفة
توسيع أنظمة التعليم الشاملة لتحسين مهارات القراءة والكتابة والتعليم المهني والمعرفة المدنية في جميع المناطق [55، 67، 68، 71، 74، 78، 91].

المحور الفرعي 4.5: الطبقية الاجتماعية وعدم المساواة
تعزيز الوصول العادل إلى الموارد والخدمات والفرص لمواجهة التفاوتات التاريخية [46، 72، 73، 79].

الموضوع 5: التأثيرات الثقافية والدينية والهوية

المحور الفرعي 5.1: الدين والمؤسسات الدينية
ضمان حرية الدين ودعم دور المؤسسات الدينية في تعزيز التماسك الاجتماعي [48، 54، 74، 84].

المحور الفرعي 5.2: تكوين الهوية
تعزيز المبادرات الوطنية الشاملة التي تجسر الانقسامات بين الشمال والجنوب والعرب والأفارقة [2، 54، 68، 84، 91].

المحور الفرعي 5.3: الحفاظ على العادات المحلية والتحول
دعم برامج الحفاظ على التراث الثقافي مع السماح بالتحديث التكيفي [48، 49، 67، 78، 91].

المحور الفرعي 5.4: التكيف الثقافي والمقاومة
تشجيع المبادرات الثقافية بقيادة المجتمع لدمج التقاليد مع الحوكمة الحديثة والتنمية [67، 69، 75، 78، 91].

الموضوع 6: الجندر والأدوار الاجتماعية

المحور الفرعي 6.1: تعليم النساء والتربية الأخلاقية
توسيع برامج تعليم الفتيات والنساء مع دمج التعليم المدني والتقني والأخلاقي [55، 69، 75، 80].

المحور الفرعي 6.2: تنظيم أدوار النساء والعمل
تطبيق أطر قانونية لضمان مشاركة عادلة للنساء في سوق العمل [55، 69، 75، 80].

المحور الفرعي 6.3: التحولات الاجتماعية والهياكل الأسرية
تعزيز برامج دعم الأسرة لمعالجة التغيرات الاجتماعية الناتجة عن النزاع [55، 69، 75، 80].

المحور الفرعي 6.4: الدروس من سلطة الاستعمار للنساء
دمج الدروس التاريخية لحماية حقوق النساء في الأنظمة الإدارية بعد الحرب [55، 69، 75، 80].

الموضوع 7: القومية والوعي السياسي

المحور الفرعي 7.1: نشوء الحركات السياسية السودانية
تشجيع المنظمات السياسية الشعبية لتعزيز المشاركة الديمقراطية [47، 67، 82، 89].

المحور الفرعي 7.2: التعبئة الشعبية والحضرية
دعم برامج المشاركة المدنية في المناطق الحضرية والريفية لبناء الوحدة الوطنية [47، 67، 82، 89].

المحور الفرعي 7.3: دروس القمع الاستعماري والتفاوض
تعزيز آليات التفاوض والمصالحة لمنع القمع العنيف للمعارضة [47، 54، 82، 89].

المحور الفرعي 7.4: دور التعليم والإعلام
تطوير المناهج التعليمية وحملات الإعلام لتعزيز وعي المواطنين والوعي الوطني [67، 71، 78، 82، 89].

الموضوع 8: المجاعة والأمن الغذائي والأوبئة

المحور الفرعي 8.1: أسباب المجاعة
تطبيق الزراعة الذكية مناخيًا وتنويع المحاصيل للحد من مخاطر المجاعة [50، 59، 85].

المحور الفرعي 8.2: دروس الاستجابة الاستعمارية
إنشاء برامج استجابة سريعة لضمان الأمن الغذائي ومنع المجاعات الجماعية [59، 85].

المحور الفرعي 8.3: الوفيات والأمراض والتشريد
تعزيز نظم الرعاية الصحية والصرف الصحي وبرامج التغذية لتقليل الأمراض والوفيات أثناء الأزمات [50، 59، 85، 86].

الموضوع 9: العبودية وحقوق الإنسان

المحور الفرعي 9.1: ممارسات العبودية
الحفاظ على تشريعات صارمة لمناهضة العبودية وأنظمة مراقبة لمنع الاستغلال [56، 87، 88].

المحور الفرعي 9.2: سياسات الإلغاء والتنفيذ
تطبيق آليات إنفاذ فعالة لحماية حقوق الإنسان [56، 87، 88].

المحور الفرعي 9.3: العواقب الاجتماعية والاقتصادية
تقديم الدعم الاقتصادي والتعليمي للفئات التي كانت مهمشة أو مستعبدة سابقًا [56، 87، 88].

الموضوع 10: الاقتصاد السياسي لدارفور وجنوب كردفان وجنوب النيل الازرق

المحور الفرعي 10.1: هياكل الحكم
تقديم حكم إقليمي مستقل مع ضمان التكامل مع السياسة الوطنية [66، 68، 77، 90].

المحور الفرعي 10.2: التنظيم الريفي والعمل
دعم المشاريع الزراعية المجتمعية وتنظيم العمالة لإعادة بناء الاقتصاد الريفي [61، 66، 68، 72، 73، 90].

المحور الفرعي 10.3: دروس التفاعل مع السلطات الاستعمارية
تعزيز آليات التشاور بين السلطات المركزية والإقليمية لمنع التهميش [66، 68، 77، 90].

الموضوع 11: الصحة والبيئة والإيكولوجيا

المحور الفرعي 11.1: تفشي الأمراض والصحة العامة
توسيع مراقبة الأمراض والتطعيمات والوصول للرعاية الصحية في المناطق الحضرية والريفية [50، 59، 92].

المحور الفرعي 11.2: التدهور البيئي
تطبيق سياسات استعادة الأراضي وإدارة الموارد المستدامة لمنع الانهيار البيئي [85، 86، 93].

المحور الفرعي 11.3: المشاريع الزراعية والري
تصميم مشاريع ري مستدامة لتحسين الزراعة مع تقليل الأضرار البيئية [72، 92].

الموضوع 12: البحث والمنهجية والتأريخ

المحور الفرعي 12.1: المنهجيات التاريخية
استخدام التحليل التاريخي القائم على الأدلة لتوجيه استراتيجيات الحكم وإعادة الإعمار [63].

المحور الفرعي 12.2: تحليل المصادر الاستعمارية
تقييم السجلات التاريخية نقديًا لتوجيه القرارات السياسية ومنع تكرار الأخطاء السابقة [63].

المحور الفرعي 12.3: تفسير البيانات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية
الحفاظ على قواعد بيانات وأنظمة مراقبة لدعم اتخاذ القرارات المستندة إلى البيانات والتخطيط للتنمية طويلة الأمد [63].

المراجع

  1. Warburg GR. The Anglo-Egyptian Sudan 1934–1956: A review article. J Afr Hist. 1993;34(2):309–312.
  2. Abushouk AI. The Anglo-Egyptian Sudan: From Collaboration to Confrontation. Middle East Stud. 2010;46(3):423–439.
  3. Minshall TH. Survey of the Anglo-Egyptian Sudan, 1898–1944. Int Aff. 1946;22(4):600–601.
  4. Tounsel C. Cotton, Tuskegee, and the Anglo-Egyptian Sudan. J Afr Stud. 2020;79(2):145–164.
  5. Galaleldeen A. The Sudanese Identity in the Mirror of Colonial and Postcolonial Transformations. Soc Encounters. 2025;8(1):23–41.
  6. O’Fahey RS. Education in Colonial Sudan, 1900–1957. Oxford Res Encycl Afr Hist. 2017;1(1):1–20.
  7. Daly MW. Sudan and the British Empire in the Era of Colonial Dismantlement, 1946–1956. Hist Teach Comp Perspect. 2010;12(4):89–112.
  8. Holt PM. Egypt and the Anglo-Egyptian Sudan. In: Cambridge History of Africa. Vol 6. Cambridge: Cambridge University Press; 1985. p. 214–236.
  9. Boddy J. A History of Women’s Urban Popular Labour in Colonial Sudan, 1900–1956. Paris: CNRS Editions; 2014.
  10. Ahmed AK. Learning, Scholarship and Public Libraries in Pre- and Colonial Sudan. Eur J Soc Sci. 2018;55(3):201–219.
  11. Willis J. Connecting the Two Sudans: Mobile Histories of Faith, Cotton and Colonialism. POMEPS Stud. 2019;36:67–82.
  12. Ali AA. Anglo-Egyptian Sudan (1922–1956). DADM Proj. 2021;5(2):12–34.
  13. Osman H. The White Flag League and the Early Sudanese Nationalist Movement, 1923–1924. Sudan Notes Rec. 1980;61:55–72.
  14. MacMichael HA. Sudan Notes and Records: An Analytical Survey of Early Volumes. Khartoum: Sudan Gov Press; 1930.
  15. Henderson KDD. The Sudan Military Railroad (Kitchener’s Railway) and the Reconquest Campaign. Trans Inst Br Geogr. 1932;4(2):155–172.
  16. Stephenson DM. The Battle of Suakin, 1888: Tactics and Consequences. J Mil Hist. 1950;14(1):77–94.
  17. Churchill W. The River War: An Historical Account of the Reconquest of the Soudan. London: Longmans, Green and Co.; 1899.
  18. Collins RO. A Modern History of the Sudan: From the Islamic Conquest to the Present Day. 4th ed. Cambridge: Cambridge University Press; 2008.
  19. Sharkey HJ. Living with Colonialism: Nationalism and Culture in the Anglo-Egyptian Sudan. Berkeley: University of California Press; 2003.
  20. Boddy J. Civilizing Women: British Crusades in Colonial Sudan. Princeton: Princeton University Press; 2007.
  21. Daly MW. Imperial Sudan: The Anglo-Egyptian Condominium, 1934–1956. Cambridge: Cambridge University Press; 1990.
  22. Prior C. Exporting Empire: Africa, Colonial Officials and the Construction of the British Imperial State, 1900–1939. Manchester: Manchester University Press; 2013.
  23. Brown MG. Khartoum at Night: Fashion and Body Politics in Imperial Sudan. Stanford: Stanford University Press; 2017.
  24. Kenrick R. Sudan Tales: Recollections of Some Sudan Political Service Wives, 1926–1956. Cambridge: Cambridge University Press; 1987.
  25. Boustead H. The Wind of the Morning: Sudan Memories. London: Chatto and Windus; 1972.
  26. Jackson HC. Sudan Days and Ways. London: Edward Arnold; 1954.
  27. Davies R. The Camel’s Back: Service in the Rural Sudan. London: John Murray; 1957.
  28. MacMichael HA. The Sudan. London: Macmillan; 1954.
  29. O’Fahey RS. On the Promotion of Sudanese Cultural and Historical Studies: A Note and a Proposal. Sudan Stud. 1999;4:1–8.
  30. Beswick S. Sudan’s Blood Memory: The Legacy of War, Ethnicity, and Slavery in Early South Sudan. Rochester: University of Rochester Press; 2004.
  31. Stephenson DM. The Mahdi and the Egyptian Campaigns. London: Longmans; 1903.
  32. Wingate R. Conquest of the Sudan. London: Methuen; 1891.
  33. MacNaughton G. Notes on the Sudanese Administration: Equatoria Province, 1905–1910. Khartoum: Sudan Government Press; 1911.
  34. Henderson KDD. Survey of the Anglo-Egyptian Sudan, 1899–1944. London: H.M. Stationery Office; 1946.
  35. MacMichael HA. The Sudan: A Short History. Oxford: Oxford University Press; 1951.
  36. Serels S. Starvation and the State: Famine, Slavery, and Power in Sudan, 1883–1956. Basingstoke: Palgrave Macmillan; 2013.
  37. Powell ET. Egypt in the Sudan: Diplomacy and the Nationalist Movement, 1924–1954. Princeton: Princeton University Press; 1984.
  38. Willis J. Tribal Gatherings: Colonial Spectacle, Native Administration and Local Government in Condominium Sudan. Past Present. 2011;211(1):243–268.
  39. Boddy J. Tribalism, Popular Authority and Decolonization in South Sudan. Afr Aff. 2015;114(456):501–520.
  40. Sharkey HJ. Citizenship, Nationalism and Gender in Sudan in the Early Cold War. J Afr Hist. 2016;57(3):367–386.
  41. Collins RO. The Fertile Crescent, the Nile, and the Sudan Problem, 1898–1956. J Mod Afr Stud. 1964;2(3):247–270.
  42. O’Fahey RS. A History of the Sudanese Nubas to 1821. Khartoum: Sudan Research Unit; 1980.
  43. Niblock T. Class and Power in Sudan: The Dynamics of Sudanese Political Culture, 1898–1985. Albany: SUNY Press; 1987.
  44. Daly MW. Darfur’s Sorrow: A History of Destruction and Genocide. Cambridge: Cambridge University Press; 2010.
  45. Prunier G. Darfur: The Ambiguous Genocide. Ithaca: Cornell University Press; 2005.
  46. Hildebrand G. Sudan Background to War. Boston: Beacon Press; 1970.
  47. Ali Y. A Modern History of the Sudan: From the Funj to the Ottoman Conquest. New York: Palgrave Macmillan; 2014.
  48. Collins RO. The Southern Sudan in Historical Perspective. New Haven: Yale University Press; 2006.
  49. Hill RG. Egypt in the Sudan, 1820–1881. Oxford: Oxford University Press; 1959.
  50. Hill RG. Islam, Politics and the State in Egypt and Sudan. London: Routledge; 1985.
  51. Daly MW. Sudan: From Empire to Independence, 1898–1956. London: Routledge; 2012.
  52. O’Fahey RS. Mahdist Sudan, 1885–1898: History and Legacy. London: Hurst; 2015.
  53. O’Fahey RS. Historical Dictionary of the Sudan. Lanham: Scarecrow Press; 2003.
  54. Holt PM. Slavery and Abolition in the Sudan, 1884–1956. Oxford: Clarendon Press; 1977.
  55. Daly MW. Letters and Authority in Colonial Sudan. Cambridge: Cambridge University Press; 2017.
  56. Sharkey HJ. Women and Nationalism in Early Twentieth-Century Sudan. Afr Stud Rev. 1998;41(3):1–31.
  57. Warburg GR. Islam, Nationalism and Communism in a Traditional Society: The Case of Sudan. London: Frank Cass; 1978.
  58. Collins RO. Shadows in the Grass: Britain in the Southern Sudan, 1918–1956. New Haven: Yale University Press; 1983.
  59. Sanderson GG, Sanderson J. Education, Religion and Politics in Southern Sudan, 1899–1964. London: Oxford University Press; 1981.
  60. Daly MW. The British Administration in the Sudan, 1899–1914. Afr Aff. 1979;78(310):167–186.
  61. Holt PM, Daly MW. A History of the Sudan: From the Coming of Islam to the Present Day. London: Routledge; 2011.
  62. Warburg GR. Islam, Sectarianism and Politics in Sudan since the Mahdiyya. London: Hurst; 2003.
  63. Johnson DH. The Root Causes of Sudan’s Civil Wars: Peace or Truce. Oxford: James Currey; 2011.
  64. Daly MW. Empire on the Nile: The Anglo-Egyptian Sudan, 1898–1934. Cambridge: Cambridge University Press; 1986.
  65. Johnson DH. The Sudan under the British. J Afr Hist. 1988;29(3):485–508.
  66. Baily REH. The Anglo-Egyptian Sudan from Within. Int Aff. 1937;16(3):484–485.
  67. Woodward PK. Condominium and Sudanese Nationalism. Afr Aff. 1979;78(310):163–185.
  68. Kelly CB. British Imperialism in the Anglo-Egyptian Sudan 1883–1899. J Afr Hist. 1957;8(2):193–210.
  69. Potì G. The League of Nations and the Post-Ottoman Recolonization of the Nile Valley: The Imperial Matryoshka of Anglo-Egyptian Sudan, 1922–1924. J Glob Hist. 2022;17(1):1–22.
  70. Mollan S. International Business, Finance and the Position of Sudan in the Colonial Period. J Afr Bus. 2025;26(1):45–60.
  71. Zhang J. A Study on the Relations Between Egypt and Sudan (1899–1956). Macquarie Univ Res Pap. 2023;1(1):1–30.
  72. Gleichen Lord. The Anglo-Egyptian Sudan. London: Macmillan; 1905.
  73. Collins RO. Land Beyond the Rivers: The Southern Sudan, 1898–1918. New Haven: Yale University Press; 1971.
  74. Hill RG. Sudan Transport and Communications, 1898–1945. Khartoum: Sudan Railways Press; 1946.
  75. Daly MW. Ten Times to Khartoum: The Study of the Anglo-Egyptian Sudan. Afr Stud Rev. 1998;41(3):111–137.
  76. Johnson DH. The British and the Southern Sudan, 1898–1947. J Mod Afr Stud. 1971;9(2):227–248.
  77. Serels S. The Colonial Economy of Famine in the Anglo-Egyptian Sudan. J Afr Hist. 2013;54(2):193–215.
  78. Warburg GR. Sudan under Wingate: The Development of the Sudanese Administration, 1899–1916. Afr Aff. 1971;70(281):3–19.
  79. Daly MW. The Condominium Reconsidered: The Sudan under British-Egyptian Rule. J Imp Commonw Hist. 1982;10(3):151–176.
  80. Collins RO. Partition of Africa and the Anglo-Egyptian Sudan. Hist Today. 1960;10(8):528–537.
  81. Holt PM. The Mahdist State in the Sudan, 1881–1898: A Study of Its Origins, Development, and Overthrow. Oxford: Clarendon Press; 1958.
  82. Johnson DH. The Nuer Civil Wars. Oxford: Oxford University Press; 2014.
  83. Warburg GR. The Rise of Communism in the Sudan. Middle East Stud. 1971;7(3):329–343.
  84. Daly MW. Sudan: A Short History of the Anglo-Egyptian Condominium. London: Hurst; 2010.
  85. Sennesael F. Breaking from the past? Environmental narratives, logics of power, and the (re)production of food insecurity in South Sudan. Disasters. 2025 Jan;49(1):e12658.
  86. Wise L. The Genocide-Ecocide Nexus in Sudan: Violent “Development” and the Racial-Spatial Dynamics of (Neo)Colonial-Capitalist Extraction. J Genocide Res. 2021;23(2):189–211.
  87. Jok JM. War and Slavery in Sudan. Philadelphia: University of Pennsylvania Press; 2001.
  88. Human Rights Watch. Slavery and Slave Redemption in the Sudan. [Internet]. 1993 [cited 2025 Oct 20]. Available from: https://www.hrw.org/legacy/backgrounder/africa/sudanupdate.htm
  89. Abushouk AI. The Anglo-Egyptian Sudan: From Collaboration Mechanism to Party Politics, 1898–1956. J Imperial Commonwealth Hist. 2010;38(2):207–236.
  90. Jedrej MC. The Southern Funj of the Sudan under Anglo-Egyptian Rule. Sudan Notes Rec. 1998;2:77–97.
  91. Brown LS. The Anglo-Egyptian Sudan: A Cultural Investigation. PhD thesis, National University of Ireland Maynooth; 2021.
  92. Bernal V. Colonial Moral Economy and the Discipline of Development: The Gezira Scheme and ‘Modern’ Sudan. Cult Anthropol. 1997;12(4):447–479.
  93. Willis J, editor. The Sudan Handbook. London: Rift Valley Institute; 2011.
  94. Spiers E. Sudan: The Reconquest Reappraised. Routledge; 2013.
  95. Deng FM. War of Visions: Conflict of Identities in the Sudan. Rowman & Littlefield; 1995.
  96. White M. Atrocitology: Humanity’s 100 Deadliest Achievements. Canongate Books; 2011.
  97. Hempstone S. Africa, Angry Young Giant. Praeger; 1961.
  98. Mortimer E. Faith and Power. Vintage; 1982.
  99. Holt PM. The Mahdist State in the Sudan 1881–1898: A Study of Its Origin, Development, and Overthrow. Clarendon Press; 1958.
  100. Churchill W. The River War. Longmans, Green, and Co.; 1902.
  101. Snook M. Go Strong Into the Desert: The Mahdist Uprising in Sudan, 1881–85. Perry Miniatures; 2010.
  102. Ziegler P. Omdurman. Collins; 1974.
  103. Barthorp M. War on the Nile. Blandford Press; 1984.
  104. Bruce G. Harbottle’s Dictionary of Battles. Van Nostrand Reinhold; 1981.
  105. Joslin L, Litherland B, Simpkin J, editors. British Battles and Medals. Spink; 1988.
  106. Churchill WS. The River War Volume 1. Longmans; 1899.
  107. Hot fighting at Ferkeh; How the Sirdar surprised and routed the Mahdi’s Emirs. The New York Times; 12 July 1896.

عن د. عبد المنعم مختار

د. عبد المنعم مختار

شاهد أيضاً

العلاقات المصرية السودانية: دراسة تحليلية شاملة في التاريخ والسياسة والاقتصاد والثقافة والدين وآفاق التعاون الاستراتيجي

العلاقات المصرية السودانية: دراسة تحليلية شاملة في التاريخ والسياسة والاقتصاد والثقافة والدين وآفاق التعاون الاستراتيجي …