تفاوض … قصة قصيرة جدا

 


 

 

كتب د. محمد عبد الحميد

طفق الخواجة ينظر للمفاوض السوداني قبالته بعينيه الخضراوتين وهو يمرر يده اليسرى على طول ربطة العنق التي تتدلى حول صدره حتى خاصرته بشئ من تعالي وبعض كبرياء لم يكشف عن عمقه بعد أثناء التفاوض.. فبعد أن طرح المفاوض كلما لديه. قدر الخواجة أنها مجرد مناورة لوضع العراقيل ومحض تمنع يهدف لغلق مسار اللقاء المؤدي لجنيف... هبَ الخواجة واقفاً وأثر الازدراء يتردد في نبرته معلنا نهاية اللقاء بالقول ( لعل أسس التفاوض حول الذهاب لجنيف ليست تماما كتلك التي تأسست في جوبا.... فالفرقاء ليسوا هم الفرقاء، والوسطاء ليسوا هم الوسطاء، إعلم أن تلك أماني قد تحقق نصفها بالحُسنى ونصفها الآخر باللؤم وشراء الذمم... أما هذه فترتيباتها أعمق وعواقبها أمر من العلقم بل وأوخم .... وشروطها تفرضها قوة تقبع في عرض البحار، لا قوة نصفها محاصر في فاشر السلطان ونصفها الآخر مشغول بتأمين الحماية الشخصية للسلطان)
د. محمد عبد الحميد

wadrajab222@gmail.com

 

آراء