حكاية أطفال الروضة
صفاء الفحل
10 August, 2024
10 August, 2024
عصب الشارع
صفاء الفحل
حكاية أطفال الروضة
ماذا يحمل البرهان في جعبته وهو يقدم هذا الطلب الغريب بمقابلة وزير الخارجية الأمريكي في جدة قبل بدء المباحثات التي من المفترض أن تجرى في جنيف، في الرابع عشر من الشهر الجاري، والذي اعتبره الكثيرين (مراوغة) جديدة لإجهاض تلك المباحثات، بينما اعتبره البعض محاولة لترتيب أوراق الحكومة الانقلابية المبعثرة، بينما يرى البعض الآخر بأنها موافقة واضحة من الحكومة البرهانية للمشاركة مع البحث عن ضمانات لتداعيات ما بعد الاتفاق المتوقع في جنيف والتي لا يمكن طرحها خلال المباحثات.
المرونة التي إنتهجتها الإدارة الأمريكية في الفترة الأخيرة تجاه حكومة بورتوكوز، لحثها على الدخول في مباحثات جادة لإيقاف الحرب، وموافقتها على بعض الطلبات التي قدمتها، مثل مخاطبة البرهان كرئيس مجلس السيادة والإستجابة لطلب إعلان الدعم السريع منظمة إرهابية، ولكن بطريقة مختلفة على اعتبار أن أمريكا لا يمكنها التفاوض مع المنظمات الإرهابية، والإعلان فقط بأن لا مكان لها في الحياة السياسية مستقبلا يبدو أنها فتحت شهية تلك المجموعة لطلب المزيد من التنازلات، ستحملها تلك المجموعة التي ستذهب لهذه المقابلة الاستثنائية في جدة خلال هذه الأيام.
والقضايا المقلقة للحكومة الانقلابية في حال إيقاف الحرب صارت واضحة، وأولها قضية محاسبة وتخفيف الضغط على رموز النظام المباد غير المدرجين في قائمة المحكمة الجنائية، وعدم العمل على إدراج أسماء جديدة، بالإضافة إلى إعطاء ضمانات بعدم محاسبة اللجنة الانقلابية والموالين لها خلال الفترة الماضية، وكلها أشياء من المتوقع أن توافق عليها الإدارة الأمريكية، على اعتبار أن عودة الحكومة المدنية هي من سيكون مسؤولا عن القضايا القانونية، وأن الأمر سابقا لأوانه، فالغرض الأساسي الذي يتم البحث عنه اليوم يتمحور حول إيقاف القتال وإيصال المساعدات للمتضررين وإعادة الحكومة المدنية.
حال الحكومة الانقلابية اليوم صار كحال طفل يدفع للذهاب للروضة لأول مرة، فيجد الفرصة للإكثار من الطلبات المعلقة القديمة، لعل أهله يعجزون عن الإيفاء بها أو يملون من ذلك التعنت، فيجد العذر بعدم الذهاب بالرغم من إنه على يقين رغم ذلك بأنه ذاهب لا محالة، وأن طلباته التي يتم تنفيذها اليوم ما هي إلا بداية لمشوار طويل من (التعليم)، فالخطوات الأولى غالباً ما تكون صعبة ولكن ليس أصعب مما هو آت، والحكومة البرهانية التي فتحت أمامها أبواب الدلال ليس أمامها إلا (الإلتزام) بمشوار التغيير الجذري بعد التوقيع على إيقاف الحرب وفتح المسارات لتوصيل المساعدات والالتزام بتسليم الدولة لحكومة مدنية وابتعاد الطرفين عن العمل السياسي وهنيئاً لها هذا (العجن والتمنع) الذي تمارسه خلال هذه الفترة، فمشوار التعليم أمامها طويل.
والكفاح ما زال مستمرا..
والقصاص لا يسقط بالتقادم..
والرحمة والخلود للشهداء..
صفاء الفحل
حكاية أطفال الروضة
ماذا يحمل البرهان في جعبته وهو يقدم هذا الطلب الغريب بمقابلة وزير الخارجية الأمريكي في جدة قبل بدء المباحثات التي من المفترض أن تجرى في جنيف، في الرابع عشر من الشهر الجاري، والذي اعتبره الكثيرين (مراوغة) جديدة لإجهاض تلك المباحثات، بينما اعتبره البعض محاولة لترتيب أوراق الحكومة الانقلابية المبعثرة، بينما يرى البعض الآخر بأنها موافقة واضحة من الحكومة البرهانية للمشاركة مع البحث عن ضمانات لتداعيات ما بعد الاتفاق المتوقع في جنيف والتي لا يمكن طرحها خلال المباحثات.
المرونة التي إنتهجتها الإدارة الأمريكية في الفترة الأخيرة تجاه حكومة بورتوكوز، لحثها على الدخول في مباحثات جادة لإيقاف الحرب، وموافقتها على بعض الطلبات التي قدمتها، مثل مخاطبة البرهان كرئيس مجلس السيادة والإستجابة لطلب إعلان الدعم السريع منظمة إرهابية، ولكن بطريقة مختلفة على اعتبار أن أمريكا لا يمكنها التفاوض مع المنظمات الإرهابية، والإعلان فقط بأن لا مكان لها في الحياة السياسية مستقبلا يبدو أنها فتحت شهية تلك المجموعة لطلب المزيد من التنازلات، ستحملها تلك المجموعة التي ستذهب لهذه المقابلة الاستثنائية في جدة خلال هذه الأيام.
والقضايا المقلقة للحكومة الانقلابية في حال إيقاف الحرب صارت واضحة، وأولها قضية محاسبة وتخفيف الضغط على رموز النظام المباد غير المدرجين في قائمة المحكمة الجنائية، وعدم العمل على إدراج أسماء جديدة، بالإضافة إلى إعطاء ضمانات بعدم محاسبة اللجنة الانقلابية والموالين لها خلال الفترة الماضية، وكلها أشياء من المتوقع أن توافق عليها الإدارة الأمريكية، على اعتبار أن عودة الحكومة المدنية هي من سيكون مسؤولا عن القضايا القانونية، وأن الأمر سابقا لأوانه، فالغرض الأساسي الذي يتم البحث عنه اليوم يتمحور حول إيقاف القتال وإيصال المساعدات للمتضررين وإعادة الحكومة المدنية.
حال الحكومة الانقلابية اليوم صار كحال طفل يدفع للذهاب للروضة لأول مرة، فيجد الفرصة للإكثار من الطلبات المعلقة القديمة، لعل أهله يعجزون عن الإيفاء بها أو يملون من ذلك التعنت، فيجد العذر بعدم الذهاب بالرغم من إنه على يقين رغم ذلك بأنه ذاهب لا محالة، وأن طلباته التي يتم تنفيذها اليوم ما هي إلا بداية لمشوار طويل من (التعليم)، فالخطوات الأولى غالباً ما تكون صعبة ولكن ليس أصعب مما هو آت، والحكومة البرهانية التي فتحت أمامها أبواب الدلال ليس أمامها إلا (الإلتزام) بمشوار التغيير الجذري بعد التوقيع على إيقاف الحرب وفتح المسارات لتوصيل المساعدات والالتزام بتسليم الدولة لحكومة مدنية وابتعاد الطرفين عن العمل السياسي وهنيئاً لها هذا (العجن والتمنع) الذي تمارسه خلال هذه الفترة، فمشوار التعليم أمامها طويل.
والكفاح ما زال مستمرا..
والقصاص لا يسقط بالتقادم..
والرحمة والخلود للشهداء..