في الضواحي وطرف المداين: طرائف الاشباح (4)
عادل سيد احمد
5 August, 2024
5 August, 2024
في الضواحي وطرف المداين: طرائف الاشباح (4)
جلدة عصام
كان عصام، الذي تعرفت عليه في بداية التسعينيات، قد صار اخا لي وصديقا مقربا مني في فترة وجيزة، بحيث صرنا نقضي أيامنا كلها مع بعضنا البعض لا يفرقنا الا النوم... وتعرفت على أصدقائه وأسرته وهو أيضا تعرف على أصدقائي واسرتي. وعلى العموم كانت علاقة صداقتنا مصدر فخر واعزاز للطرفين.
وصار الحال هكذا لمدة ثلاثة سنوات تقريباً،
وفجأة بدا عصام في التغير، صار يتجنبني ويتحاشى لقاءاتي معه، وهكذا وبالتدريج السريع إلى أن انقطعت علاقتي به تماما.
وكان هذا الانقطاع مصدر حزني العميق وقلقي الزائد وحيرتي الشديدة.
ومرت سنوات على هذا الحال، الى ان جاء أحمد.
وكان صديقنا أحمد، وهو الذي عرفني بعصام، يدرس في الخارج، ولما عاد أخبرته، وأنا لا أزال حانقاً، بما قد صار من عصام وقلت له:
- لم أفهم موقفه ولم استوعبه ولا أدرى أسبابه لأنني راجعت مواقفي معه كلها مرارا وتكرار فلم أجد فيها ما يدفعه او يبرر له مقاطعتي...
فقال لي أحمد:
- نعم، لقد حكى لي عصام ما حدث!
فقلت له وأنا كلي فُضُول:
- اها، قال ليك شنو؟
- قال لي عصام ان ناس الأمن جاءوه وذهبوا به إلى بيت يعرف هو صاحبه حيث تم هناك جلده جلدا مبرحا وأمروه بمقاطعتك وعدم مرافقتك وهددوه بالاعتقال والتصفية وقالوا له:
- (تاني ما نشوفك مع عادل سيد أحمد ابدا، ابدا).
وكان أحمد يضحك بشدة وهو يقول:
- قال لي عصام: (بصراحة انا خفت، لكن أكثر ما غاظني ان اثنين من الذين جلدوني اعرفهم حق المعرفة، بس ما كنت عارف انهم امنجية!) ...
وانا لأجد الآن ملهاة كبيرة، تبعث على السخرية والضحك، على تلك المأساة التي احزنتني في حينها ايما حزن، وضايقتني لأنها حرمتني من أحد اعز الأصدقاء.
amsidahmed@outlook.com
جلدة عصام
كان عصام، الذي تعرفت عليه في بداية التسعينيات، قد صار اخا لي وصديقا مقربا مني في فترة وجيزة، بحيث صرنا نقضي أيامنا كلها مع بعضنا البعض لا يفرقنا الا النوم... وتعرفت على أصدقائه وأسرته وهو أيضا تعرف على أصدقائي واسرتي. وعلى العموم كانت علاقة صداقتنا مصدر فخر واعزاز للطرفين.
وصار الحال هكذا لمدة ثلاثة سنوات تقريباً،
وفجأة بدا عصام في التغير، صار يتجنبني ويتحاشى لقاءاتي معه، وهكذا وبالتدريج السريع إلى أن انقطعت علاقتي به تماما.
وكان هذا الانقطاع مصدر حزني العميق وقلقي الزائد وحيرتي الشديدة.
ومرت سنوات على هذا الحال، الى ان جاء أحمد.
وكان صديقنا أحمد، وهو الذي عرفني بعصام، يدرس في الخارج، ولما عاد أخبرته، وأنا لا أزال حانقاً، بما قد صار من عصام وقلت له:
- لم أفهم موقفه ولم استوعبه ولا أدرى أسبابه لأنني راجعت مواقفي معه كلها مرارا وتكرار فلم أجد فيها ما يدفعه او يبرر له مقاطعتي...
فقال لي أحمد:
- نعم، لقد حكى لي عصام ما حدث!
فقلت له وأنا كلي فُضُول:
- اها، قال ليك شنو؟
- قال لي عصام ان ناس الأمن جاءوه وذهبوا به إلى بيت يعرف هو صاحبه حيث تم هناك جلده جلدا مبرحا وأمروه بمقاطعتك وعدم مرافقتك وهددوه بالاعتقال والتصفية وقالوا له:
- (تاني ما نشوفك مع عادل سيد أحمد ابدا، ابدا).
وكان أحمد يضحك بشدة وهو يقول:
- قال لي عصام: (بصراحة انا خفت، لكن أكثر ما غاظني ان اثنين من الذين جلدوني اعرفهم حق المعرفة، بس ما كنت عارف انهم امنجية!) ...
وانا لأجد الآن ملهاة كبيرة، تبعث على السخرية والضحك، على تلك المأساة التي احزنتني في حينها ايما حزن، وضايقتني لأنها حرمتني من أحد اعز الأصدقاء.
amsidahmed@outlook.com