مشاهد كيزانية

 


 

فيصل بسمة
13 September, 2024

 

بسم الله الرحمن الرحيم و أفضل الصلاة و أتم التسليم على سيدنا محمد.

المشهد الأول:
قبل عدة أيام و عند مخاطبته زمرة من ”الإعلاميين“ في مدينة بورتسودان ذكر الفريق أول عبدالفتاح البرهان ، قآئد الجيش السوداني و رئيس مجلس سيادة و حكومة الأمر الواقع ، ذكر بأنه سوف يقاتل لمدة مئة سنة و:
(لَامِن نكمل كلنا)...
المشهد الثاني:
و قبل أيام خاطب الفريق أول ياسر العطا مساعد قآئد الجيش مجموعة من العسكر قآئلاً:
(أي زول عندو رؤية لتفاوض يَبِلَّها و يشرب مُويَتَها)
المشهد الثالث:
و في مخاطبة أخرى لجنود أعلن الفريق أول ياسر العطا:
(إسمنا... حزبنا... عسكريتنا دي... قبيلتنا الأمة السودانية كلها... لذلك نحنا القآئد العام للقوات المسلحة حتى بعد الإنتخابات... مش الفترة الإنتقالية... حتي بعد الإنتخابات لتلاتة أربعة دورات إنتخابية... هو رأس الدولة بالصلاحيات السيادية... و المؤسسة العسكرية و اللَّاهِي... و اللَّاهِي... شُفتَ تاني السودان ده بِشِنُو؟... ببتاع الدكاترة داك... إسمو شنو... بالمجهر نعاين...نعاين)
المشهد الرابع:
و في تسجيل يعتقد أنه للمخلوع عمر البشير تحدث فيه عن إنتصار الجيش القادم و التغيير و تشكيل الحكومات العسكرية في الولايات ، و أشار إلى الهزة التي أصابت الحركة الإسلامية بسبب أحاديث ”الصعاليك“ و ما تبع ذلك من إنخفاض في الروح المعنوية و فقدان الأمل بين أعضآء الحركة ، ثم تحدث عن دولة الإسلام و الدعوة و شَبَّه الحركة الإسلامية السودانية ببدايات الإسلام الأولى!!! ، و أن الحركة تمثل:
(نموذج و نواة و دينمو و مرجعية للحركات الإسلامية في عدد كبير من الدول)
ثم أكد أن الحرب (شبه إنتهت) ، و أن لا بد من الإستعداد لما بعدها ، و نصح إخوانه في الحركة بأن لا بد أن:
(ناخد ”حقنا“ بقوة و مواجهة و عنف)
و ذلك من أجل إستعادة المكانة الإجتماعية و تهيؤاً لمرحلة قادمة و حتى:
(لا تختطف مننا ”قيمنا“ و ”دولتنا“ ذي ما إختطفوها في الخمس سنين المضت)
ثم وصف ما حدث للبلد خلال الفترة الإنتقالية:
(البلد دي نحنا خَلِّينَاها خمسة سنة شفتوا الدمار الحصل شنو... شفتو لما الناس إنزوت من العمل العام و خَلُّوا القحاطة يركبوا في البلد... يركبوا في الناس... النتيجة كانت شنو؟... كانت إغتصاب و دمار و تدهور في الإقتصاد و إنحطاط في الأخلاق و المجتمع!!!)
ثم أضاف أنهم في المرحلة القادمة:
(نقيف قِدَّام أي آلة... و قِدَّام أي شخص... و قِدَّام أي زول... و ما في أَرجَل مننا... و لا في زول أقوى مننا نحنا... و لا في زول متعلم أكتر مننا... و لا في زول عندو تجربة في أي مجال أكتر مننا... كان حتى في الحرب دي ما في... و في الموت ما في!!!... و في الرَّجَالَة ما في!!!)
ثم ألمح إلى المشروع الحضاري الإسلامي و ختم حديثه قآئلاً:
(و المرحلة الجاية يا دكتور لو ما رتبتوا الأمور تمام الرسن تاني بِتفَكَا مننا)
المشهد الخامس:
أحاديث لشخص يدعى الناجي مصطفى و التي تم مسحها و حذفها من المقال حفاطاً على صحة القرآء و الذوق العام...
و يظل المرء محتاراً و مستغرباً و مندهشاً من (قوة عين) الكيزان و قدراتهم الإستثنآئية على الكذب و التدليس و لوي عنق الحقيقة ، و قد جعل الله سبحانه و تعالى لكل نفسٍ حسيب و ضمير يوقظها و يعلمها إن هي حادت عن الجادة أو إرتكبت أخطآء ، لكن يبدوا أن ما تلقته أفراد الجماعة من التعليم الفاسد و التدريب السيئ قد أبطل تلك المنة الإلهية و تم إستبدالها بجهاز كيزاني يعمل بالنفاق و الكذب بفقه التقية ، و يبدوا أن هذا الجهاز الكيزاني يعمل بفعالية عالية في هذه الأيام البئيسة النحسات...
و يلوم المرء نفسه كثيراً على الإشتغال بمتابعة مثل هذه الترهات الكيزانية الصادرة من أفراد الجماعة خصوصاً العسكريين الذين تولوا الأمر العسكري و السلطة و الأمر العام في غفلة من الزمن ، و الذين يبدوا أنه قد تم تجهيزهم لحياة العسكرية و خدمة الجماعة بعجالة و كَلفَتَة و عدم مسئولية ، و يبدوا أن هؤلآء العسكريين قد ترقوا في سلم العسكرية في أجوآء المحسوبية و الجهل و غياب النظم و الضوابط و إنعدام الشفافية و تحت ظل نظام الكيزان الديكتاتوري القمعي الفاسد الذي دمر جميع مؤسسات الدولة السودانية بسياسات الإقصآء و التمكين ، و ليس هذا إدعآء أو إفترآء ، بل هو حقيقة و الدليل على ذلك هو الأفعال و الأقوال الموثقة لهؤلآء العسكريين الغير أكفآء ، و التي تندرج تحت قوآئم اللاغير ، فهي غير مهنية و غير إحترافية و غير أخلاقية و غير مشرفة و غير مناسبة و غير ... و غير ... و غير ...
و الشاهد هو أن هؤلآء العسكريين المؤدلجين قد فشلوا فشلاً ذريعاً في ممارسة و تطبيق علوم عسكريتهم و عجزوا تماماً عن حماية الوطن و المواطنين و عوضاً عن ذلك ولغوا في السياسة و الإقتصاد و أفسدوا مما سبب الكثير من الأضرار و الفوضى و المعاناة التي تعيشها حالياً بلاد السودان و جماهير الشعوب السودانية...
أما التعرض لحديث الرئيس المخلوع الهارب و المختبيء في وكرٍ ما في جهة ما خوفاً من الملاحقة و العقاب أو أحاديث المدعو الناجي فلا تستحق الرد عليها ، و يكفي الإشارة إليها أو ذكرها و نشرها على الملأ كمثال على الكذب الجماهيري و الكوميديا الدينية و مسرح اللامعقول السياسي و كذلك بغرض الترفيه و الضحك و السخرية على ما جآء فيها من إدعآءات و أباطيل و تدليس و هوس...
و من الواضح أن الرئيس المخلوع و قادة الجيش المنتمين إلى الحركة الإسلامية الملطخة أياديهم بدمآء ألاف الضحايا من الشعوب السودانية و المنغمسين في أمور الفساد الإداري و الإقتصادي و سلوك و ممارسات أخرى مخزية و معيبة يعلمون علم اليقين أن المنفذ الوحيد للإفلات من الحساب و العقاب هو التمسك و التشبث بالسلطة و الإختبآء خلف قوة السلاح و مواصلة الحرب ، فهم يعلمون جيداً أن نهاية الحرب تعني نهاياتهم...
و يبدوا أن الكيزان يراهنون كثيراً على التعقيد الذي يلف المشهد السوداني و على تشابك خطوط الأزمة السودانية و على دوام/إستمرارية الحرب ، لكن يبدوا أنه قد فات عليهم أن لكل بداية نهاية ، و أن الحرب قد تطول لكنها لن تصير أبداً إلى مئة سنة ، و أنهم سوف تطالهم المحاسبة و العقاب طال الزمن أم قصر...
تسآؤل:
أما آن للسودان و لجميع فئات السودانيين من الذين حبستهم الحرب في ديارهم و الذين تشردوا و نزحوا فيما تبقى من بلاد السودان و الذين لجأوا إلى دول الجوار و العالم و لأولئك الذين إغتربوا و هاجروا إلى بقاع متفرقة حول العالم و ما برحوا و ما انفكوا مهمومين بأمر بلاد السودان و أهلهم من أن ينفكوا من هذا البلآء و الإبتلآء و مكآئد و مؤامرات الجماعة الكيزانية الشيطانية؟!!!...
جواب:
الشعوب السودانية الصامدة لن تنحاز إلى الباطل أبداً...
و الباطل زاهقٌ لا محالة...
و سوف تنهار قوة الطآئفتين الباغيتين ، و سوف تتوقف الحرب...
و ليس هنالك بديل غير إبقآء جذوة الثورة مشتعلة ، و لا بد من إعلآء شعاراتها الخالدة:
أي كوز ندوسو دوس...
العسكر للثكنات و الجنجويد ينحل...
و الحمد لله رب العالمين و أفضل الصلاة و أتم التسليم على سيدنا محمد.

فيصل بسمة

fbasama@gmail.com

 

آراء