مصابي حرب السودان قيود المساعدات والهجمات علي المراكز الصحية
رئيس التحرير: طارق الجزولي
23 September, 2024
23 September, 2024
تقرير : حسن اسحق
كشفت نقابة أطباء السودان ع إحصاءات جديدة، في أواخر شهر مايو 2024، إن ما يزيد عن 30 ألف قتلوا، وأصيب أكثر من 70 ألف شخص منذ اندلاع الحرب في أبريل من العام الماضي، متوقعة أن يكون الرقم الحقيقي للضحايا أكبر بكثير، ووفقا لبيان صادر عن هيئات نقابية سودانية، فقد أدت الحرب إلى تشريد أكثر من 12 مليونا، نزح نحو 9 مليونا إلى مناطق داخلية، ولجأ أكثر من 3 مليون شخص لدول الجوار.
اتفاقية جنيف بشأن حماية الأشخاص المدنيين في وقت الحرب ويشار إليها باسم اتفاقية جنيف الرابعة هي إحدى المعاهدات الأربع لاتفاقيات جنيف. اعتمدت في أغسطس 1949 وتحدد الحماية الإنسانية للمدنيين في منطقة حرب، يوجد حاليا 196 دولة طرفا في اتفاقيات جنيف لعام 1949 بما في ذلك المعاهدات الثلاث الأخرى.
خروج المراكز الطبية عن الخدمة
في تقرير’’ لشبكة عاين‘ ‘‘ في شهر مايو المنصرم، كشف عن 80 بالمئة من المستشفيات والمراكز الطبية في السودان عن الخدمة، نتيجة الصراع المسلح المحتدم بين الجيش وقوات الدعم السريع في العاصمة الخرطوم، وإقليمي دارفور وكردفان وولاية الجزيرة لاحقاً، وتحولت بعض المرافق الطبية إلى ثكنات عسكرية، ويقابل ذلك نقص في الأدوية والكوادر الطبية.
التحديات وقيود المساعدات الطبية
كشف تقرير للأمم المتحدة نشر في شهر يوليو 2024، عن قيود المساعدات والهجمات علي المستشفيات في السودان وغزة، وتتطرق منظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط إلى مجموعة من التحديات الصحية في السودان، نتيجة لاستمرار الصراع حتى الآن، وأكدت أن الناس في دارفور وكردفان، والخرطوم وولاية الجزيرة محرومون فعليا من المساعدات الإنسانية خاصة في دارفور.
قالت الدكتورة حنان بلخي المديرة الاقليمية لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط أن أكثر من ثمانمائة الف شخص محرومون من الرعاية الصحية والمستلزمات الطبية في السودان، وتم ارسال خبراء بهدف تقييم الاحتياجات الصحية وتحسين وتوسيع العمليات كي الإمدادات الطبية.
في السودان فقد تحققت المنظمة من وقوع اثنتين وثمانين هجمة على مرافق الرعاية الصحية منذ بداية الأعمال العدائية في أبريل من عام 2023 مع الإشارة إلى أن الأسابيع الستة الأخيرة وحدها قد شهدت سبعة عشر هجوما على هذه المرافق، وطالبت منظمة الصحة العالمية دوما من حماية الرعاية الصحية، باعتباره أمر لا يقبل التفاوض، وينص عليه القانون الدولي الإنساني الذي لا يستثني أي دولة عضو من الالتزام به.
توفير الرعاية الطبية للمصابين
وتناشد جهات عديدة جميع المنظمات الإقليمية والدولية علي تقديم الدعم النفسي والاجتماعي للمصابين، وكذلك اللاجئين والنازحين، وتعمل بجد علي توفير المرافق الطبية ومرافق الدعم السريع، أن المصابين في الحرب، سوف يظلون في دوامة من فقدان الأمل، نتيجة للتجاهل، والإهمال، هذه المرافق سيكون محوري في هذا الجانب.
اتفاقية جنيف 1949
اتفاقية جنيف لعام 1949 وبروتوكولاتها، تعطي الحماية علي وجه التحديد للأشخاص الذين لا يشاركون في العمليات العدائية، وهم المدنيون، والعاملون في مجال الصحة وعمال الاغاثة، والذين يعجزون عن المشاركة في الحرب مثل الجنود الجرحى والمصابين والمنكوبين.
يجب علي ضحايا الحرب ان يجدوا كل الاهتمام والرعاية من كافة الجوانب، والعمل في المستقبل القريب علي تقديم كل مرتكبي الجرائم الي العدالة، وعليهم تحمل المسؤولية لما جري في السودان، وتدعو الاتفاقيات والبروتوكولات إلى اتخاذ التدابير اللازمة لمنع جميع الانتهاكات.
دور اللجنة الدولية للصليب الأحمر في مساعدة المصابين
تعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر علي التأهيل البدني من أجل استعادة الاستقلالية وتحسين جودة الحياة، بعد الإصابات التي تغير مسار حياة الإنسان، يعد التأهيل البدني المفتاح لحياة جديدة، ويصاب المدنيون الذين يعلقون في نزاع مسلح بإعاقات او حتى يفقدوا أطرافهم.
تقول اللجنة الدولية للصليب الاحمر، يمكن ان يكون مدمرا بالنسبة المصابين جسديا ونفسيا واجتماعيا، لذا يجب التأهيل البدني باعتباره مفتاح استعادة استقلاليتهم وتحسين جودة حياتهم، والعمل مع جميع الجهات لتجاوز القيود البدنية، وتقبل القدرات البدنية الجديدة خطوات حاسمة في رحلة الشفاء، واللجنة ترافقهم، وتسهل لهم الوصول إلى الخدمات.
وتهدف اللجنة الدولية للصليب الأحمر إلى ضمان استمرارية الرعاية بعد العلاج الأولي، من خلال دعم التأهيل المبكر من خلال أنشطة المستشفيات وما قبل المستشفى، وربطها بخدمات الصحة العقلية والدعم النفسي.
الاصابات في جنوب الحزام بالمئات
يشير ادريس اسحق الناشط المجتمعي من منطقة جنوب الحزام بالعاصمة الخرطوم، مع بداية الصراع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في 15 أبريل 2023، تعرضت المنطقة إلى قصف مدفعي عنيف، وكذلك الطيران الحربي ينفذ غارته الجوية عليها، باعتبارها منطقة تضم أعداد كبيرة من قوات الدعم السريع المتمردة، نتيجة لهذا نتج إصابات عديدة تقدر بالمئات، الغالبية من المواطنين.
يقول إدريس ’’ في تلك الفترة، اعتبر مستشفى بشائر الواقع جنوب الخرطوم المكان الذي يجد فيه المصابين العلاج، وبعد اغلاق قوات التمرد كل الطرق التي تؤدي إلى داخل العاصمة، مؤكدا تواجه المنطقة نقص حاد في الكوادر الطبية والاخصائيين، اضافة الى عدم توفر الأدوية ‘‘.
يضيف ادريس أن الاصابات التي تعرض لها الابرياء من المواطنين، منها إصابات في الرأس والفخذ، والايدي والارجل، العديد من هذه الإصابات تسببت في قطع الارجل والايدي، وآخرون سوف يصبحون معاقين مدى الحياة، ايضا، حتي الكادر الطبي والممرضين، لم يسلموا من تهديدات الجيش ومتمردي الدعم السريع، تقدر قيمة علاج الإصابة ما بين 100 الى 400 ألف جنيه سوداني.
يقول إدريس ’’ لقد مررت بتجربة قاسية ومؤلمة، عندما اصيب اخي الاصغر في كتفه بشظية، وايضا احد الجيران، أسوأ شئ، ان تسمع المصاب يبكي من شدة الالم، تمنيت وقتها، وتقف عاجزا عن القيام بأي شيء، امام هذه الالم، والحمد بعد نقله إلى بشائر مستشفى، تلقي المساعدات الأولية، الحمد لله الان، افضل من السابق، نطالب بمحاكمة من ارتكب الجرائم ضدنا في السودان‘‘.
رائحة الدماء في كل مكان
يروي محمد آدم الذي أصيب في فخذ رجله اليسرى، بعد اشتداد المعارك في أم درمان منتصف شهر أغسطس الماضي، ولم مكانا يذهب إليه إلا مستشفي النو التعليمي بالعاصمة التاريخية أم درمان، قال محمد كانت اياما قاسية وصعوبة بالنسبة لشخص، لأول مرة في حياته، يمر بهذه التجربة الاليمة، كررها كانت ايام في غاية من القسوة، منظر الدماء على الارض، كمشهد فيلم اكشن، في الغرفة التي كان فيها، رأي كل انواع الاصابات علي البشر.
أضاف محمد الشئ الذي لا يمكن أن ينساه مدى الحياة، هو منظر الملايات التي كانت ممتلئة بالدماء، ورائحة الدماء في كل الدماء التي تجعل الشخص يتقيأ، أنها أشد التجارب الإنسانية قسوة التي يمر بها في حياته، مضيفا، عندما ترى انسان يتألم من الجرح، تحمد الله على الاصابة الصغيرة، اشخاص يبكون، ينتظرون، من يتبرع لهم الدماء، فقدوا كميات كبيرة من الدماء، نتيجة الإصابات بالقذائف من طرفي الصراع، ويناشد السلطات أن تقوم بواجبها في محاسبة ومساءلة مرتكبي الجرائم.
الاضطرابات النفسية للنزاعات المسلحة
يوضح الدكتور أحمد عبدالمنعم رئيس قسم علم النفس بجامعة الخرطوم، في فترة الحرب، توجد اضطرابات نفسية تحدث أثناء فترة الحروب ونشوب الصراعات المسلحة، تتمثل في الذعر والخوف والقلق، وأن العلامات الرئيسية التي تظهر على الشخص، لا تصنف كونها اضطرابات نفسية، إلا أنها تنذر باضطرابات نفسية منها الشعور بالإحباط واليأس وعدم القيمة.
يضيف أحمد أن أبرز الاضطرابات النفسية السائدة في هذه الحالات، تتمثل في اضطرابات ما بعد الصدمة، ويحدث بشكل أساسي بعد تعرض الفرد لصدمة حياتية كبيرة، فقد على اثرها احبته، او سمع فيها أصواتا عالية ومخيفة، أو فقدان ممتلكاته ووظيفته، وتأتي عادة بعد الحروب وما يصاحبها من أحداث.
ووبين تظهر على الفرد علامات الذعر والشعور بالإحباط والخوف، والخوف من المجهول وظهور علامات ’’ المزاج الاكتئابي‘‘ منها عدم الرغبة في ممارسة الأنشطة اليومية، والاضطرابات المصاحبة للنزاعات المسلحة، والحروب قد تكون عارضة تزول بزوال الأحداث المفاجئة والصادمة، وقد تكون مستمرة في حال غياب الرعاية اللازمة والمتابعة، و تتحول فيما بعد إلى إضطرابات نفسية تتعقد عملية علاجها.
المرأة ومستقبل صناعة السلام
تضيف عوضية هارون لاجئة في دولة تشاد ان هذه الحرب الدائرة تسببت في جعل والدها الذي كان يعيل الاسرة معاقا، وهذا له أثر سالب علي الاسرة، وجميع أفرادها، وحتى المجتمع نفسه، تقول عوضية مثل هذه الحوادث تأثيراتها تمتد حتى للأبناء والبنات في الأسرة، باعتبار أن الأب يمثل رمز للقوة والكفاح والاعتناء بالجميع.
تؤكد عوضية أن اصابة والدها في اليد والرجل تؤثر في مسيرة عمله المهني كمزارع، وعندما يخرج عنصر مهم مثل هذا، ينعكس علي المستوى الاقتصادي للمجتمع والأسرة في ذات الوقت، ولا يقف الأمر علي هذا الحد حده، سوف تؤثر هذه الاصابة عليه شخصيا عقليا.
تقول عوضية ’’ أنا الآن امرأة متضررة من هذه الحرب التي تسببت في هروبي من موطني الي تشاد، وايضا والدي الان اصبح معاقا، هذه لها اثار نفسية جسيمة علينا، انا بصفتي لاجئة، ادعو كل الأطراف المتحاربة أن تعمل جادة لإيقاف الحرب، وعدم استهداف المدنيين علي أساس العرق والإثنية، كما حدث لنا في ولاية غرب دارفور وحاضرتها الجنينة ‘‘.
تطالب الاجسام الدولية ان تقدم مساعدات نفسية وصحية للنساء والرجال، لان تركة هذه الحرب ثقيلة، لا تفرق بين رجل او امرأة، وتقول عوضية ’’ علينا ان نعمل من اجل تحقيق السلام، وان تلعب المرأة السودانية والدارفورية دور كبير في صناعة ومستقبل، وتحقيق السلام، والعدالة والمساءلة لضحايا القتل والاغتصاب والمصابين والجرحى‘‘.
بعثة الأمم المتحدة لتقصي الحقائق قوات الدعم السريع ارتكبت جرائم عديدة
بينما أكد تقرير بعثة الامم المتحدة الدولية لتقصي الحقائق بشأن السودان الذي صدر في السادس من سبتمبر 2024، ان القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع والقوات الحليفة لهما، مسؤولون عن أنماط انتهاكات واسعة النطاق، و تضمنت هجمات عشوائية ومباشرة، وعبر الغارات الجوية والقصف ضد المدنيين، والمدارس، والمستشفيات، وشبكات الاتصال، بالإضافة إلى شبكات حيوية لإمداد المياه والكهرباء.
قال محمد شاندي عثمان رئيس بعثة تقصي الحقائق في السودان أن خطورة النتائج التي توصل إليها فريقه تؤكد علي الحاجة لإجراءات ملحة، وطارئة لحماية المدنيين في السودان، وأضاف نظرا لإخفاق أطراف النزاع في تجنب الأذى، من الضروري نشر قوة مستقلة ومحايدة مكلفة بحماية المدنيين، تمثل أهمية قصوى، يجب علي جميع الاطراف الامتثال بالتزاماتها بموجب القانون الدولي، ووقف الهجمات ضد السكان المدنيين فورا وبدون شرط.
وجد تقرير بعثة الامم المتحدة أيضًا أن هناك أسبابًا معقولة للاعتقاد بأن قوات الدعم السريع والميليشيات المتحالفة معها ارتكبت جرائم حرب أخرى كالاغتصاب، والاستعباد الجنسي، والنهب، والأمر بالتهجير القسري للسكان المدنيّين، وتجنيد الأطفال دون سن 15 عامًا للمشاركة في الأعمال العدائية.
القوانين الدولية في حماية المدنيين
يضيف المحامي والقانون عثمان صالح أن المدنيين بصفة عامة محميين أثناء الحروب، وفي حالة السودان، النزاعات غير الدولية، المدنيين لم يشاركوا في الحرب بطريقة مباشرة، لذا ا القانون الدولي الإنساني الممثلة في اتفاقيات جنيف الاربعة 1949، المادة ’’ 3‘‘ المشتركة والبروتوكولين الاول والثاني الصادرات سنة 1977، وهذه الاتفاقيات تضع أولوية لحماية المدنيين، وألزمت أطراف الحرب، ويجب التمييز بينهم وبين العساكر.
يشرح عثمان في مثل هذا الوضع، يجب توجيه السلاح تجاه المجموعات المتحاربة دون المدنيين، اصابة اي مدني، يكون الطرف مسؤول امام القانون الدولي الإنساني، لذا تم وضع القيود للتمييز بين الأعيان المدنية التي تتمثل في المدارس، والمساجد والكنائس، والمنازل السكنية، والأسواق، ان تدمير هذه الأماكن تعتبر جريمة، وتعتبر جريمة حرب، وتصنف من ضمن الجرائم ضد الانسانية او جرائم الابادة الجماعية.
واشار الي ان عدم الالتزام بهذه القواعد، يجعل الفرد الذي يقوم بهذه الانتهاكات مسؤول، وان مسؤولية جرحى الحرب، تقع علي الجهة التي سببت الأذى، هذا يتطلب إجراء توثيقات وتحقيقات، للانتهاكات التي تقع من الطرفين، وكي تحمل أي طرف المسؤولية يجب أن تكون هناك أدلة، تشير بوضوح من المتسبب في الضرر المحدد، بموجب الاتفاقيات يجب أن تكون هناك حماية الجرحى، وتقديم الرعاية الطبية، و توفير الاماكن الامنة، وحتى حماية العدو العاجز عن القتال، بسبب الاصابة التي تنفي عنه صفة المقاتل.
وينبغي تعويض المصابين بتقديم خدمات، عن الأضرار النفسية، والدولة بحكم واجبها يفترض توفير التعويض اللازم، أن حكومة الأمر الواقع لا تهتم بالمدنيين، ولا حتى القوانين الدولية التي تحكم الحرب، وهي لن تقدم اي مساعدات لهم، ولن تلتزم بالتعويض، وعلى المجتمع الدولي يعطيها مزيدا من الاهتمام، ومساندته القانون الدولي الإنساني، وضع نصوص واضحة تحمي الإنسان، وتمنع الاعتداء عليه.
الدعم النفسي الاجتماعي
يقول المحامي والباحث القانوني في مؤسسة وايامو ان المصابين والجرحى حسب القانون الدولي يتم تصنيفهم بالمحميين بحسب اتفاقية جنيف، بالإضافة إلى المدنيين والأسرى، والنازحين واللاجئين، لذا يمكن للمنظمات الإقليمية والدولية، تقديم دعم في كل الجوانب، اضافة الى المساعدات من طرف الصليب الأحمر والهلال الأحمر، ويشمل الدعم النفسي والاجتماعي ’’ Psycho Social Support ‘‘ ، اضافة دور الاخصائيين الاجتماعيين، للتعامل مع صدمات ما بعد الحرب.
يضيف عبدالباسط في وضعية السودان يمكن للمنظمات المحلية والاقليمية والدولية ان تقدم مثل هذا الدعم، يتمثل في إنشاء مخيمات ومستشفيات، وتعيين اخصائيين واطباء نفسيين، واعترف عبد الباسط ان الاستجابة ضعيفة حتى الآن، موضحا أن هناك تركيز دولي في فلسطين وأوكرانيا، قضية السودان ليس لها حملة مناصرة عالمية قوية، وهذه المجموعة يجب أن تكون محمية وفقا للقانون الدولي.
في الختام
الحرب الدائرة في بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع لها آثار نفسية واجتماعية سلبية علي السودانيين، اضافة انها تسببت في النزوح الداخلي وتدفق اللاجئين إلى دول الجوار، وتسببت في إصابة الكثيرين، يجب لا ننسى التحديات التي تواجه تحقيق العدالة والمساءلة بسبب قلة التعاون من قبل السلطات.
إضافة لذلك، هناك بعض الصعوبات التي تواجه جرحي الحرب السودانية في الداخل او خارج البلاد، بسبب صعوبة الوصول اليهم في أحيان كثيرة، وقلة الدعم اللوجستي، اما دور هيئات حقوق الإنسان في مساعدتهم، تتمثل في توثيق تلك الجرائم التي وقعت علي المدنيين، بالتعاون من الحكومة السودانية والأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية، دور الصليب الأحمر في مساعدة المتضررين.
ishaghassan13@gmail.com
كشفت نقابة أطباء السودان ع إحصاءات جديدة، في أواخر شهر مايو 2024، إن ما يزيد عن 30 ألف قتلوا، وأصيب أكثر من 70 ألف شخص منذ اندلاع الحرب في أبريل من العام الماضي، متوقعة أن يكون الرقم الحقيقي للضحايا أكبر بكثير، ووفقا لبيان صادر عن هيئات نقابية سودانية، فقد أدت الحرب إلى تشريد أكثر من 12 مليونا، نزح نحو 9 مليونا إلى مناطق داخلية، ولجأ أكثر من 3 مليون شخص لدول الجوار.
اتفاقية جنيف بشأن حماية الأشخاص المدنيين في وقت الحرب ويشار إليها باسم اتفاقية جنيف الرابعة هي إحدى المعاهدات الأربع لاتفاقيات جنيف. اعتمدت في أغسطس 1949 وتحدد الحماية الإنسانية للمدنيين في منطقة حرب، يوجد حاليا 196 دولة طرفا في اتفاقيات جنيف لعام 1949 بما في ذلك المعاهدات الثلاث الأخرى.
خروج المراكز الطبية عن الخدمة
في تقرير’’ لشبكة عاين‘ ‘‘ في شهر مايو المنصرم، كشف عن 80 بالمئة من المستشفيات والمراكز الطبية في السودان عن الخدمة، نتيجة الصراع المسلح المحتدم بين الجيش وقوات الدعم السريع في العاصمة الخرطوم، وإقليمي دارفور وكردفان وولاية الجزيرة لاحقاً، وتحولت بعض المرافق الطبية إلى ثكنات عسكرية، ويقابل ذلك نقص في الأدوية والكوادر الطبية.
التحديات وقيود المساعدات الطبية
كشف تقرير للأمم المتحدة نشر في شهر يوليو 2024، عن قيود المساعدات والهجمات علي المستشفيات في السودان وغزة، وتتطرق منظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط إلى مجموعة من التحديات الصحية في السودان، نتيجة لاستمرار الصراع حتى الآن، وأكدت أن الناس في دارفور وكردفان، والخرطوم وولاية الجزيرة محرومون فعليا من المساعدات الإنسانية خاصة في دارفور.
قالت الدكتورة حنان بلخي المديرة الاقليمية لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط أن أكثر من ثمانمائة الف شخص محرومون من الرعاية الصحية والمستلزمات الطبية في السودان، وتم ارسال خبراء بهدف تقييم الاحتياجات الصحية وتحسين وتوسيع العمليات كي الإمدادات الطبية.
في السودان فقد تحققت المنظمة من وقوع اثنتين وثمانين هجمة على مرافق الرعاية الصحية منذ بداية الأعمال العدائية في أبريل من عام 2023 مع الإشارة إلى أن الأسابيع الستة الأخيرة وحدها قد شهدت سبعة عشر هجوما على هذه المرافق، وطالبت منظمة الصحة العالمية دوما من حماية الرعاية الصحية، باعتباره أمر لا يقبل التفاوض، وينص عليه القانون الدولي الإنساني الذي لا يستثني أي دولة عضو من الالتزام به.
توفير الرعاية الطبية للمصابين
وتناشد جهات عديدة جميع المنظمات الإقليمية والدولية علي تقديم الدعم النفسي والاجتماعي للمصابين، وكذلك اللاجئين والنازحين، وتعمل بجد علي توفير المرافق الطبية ومرافق الدعم السريع، أن المصابين في الحرب، سوف يظلون في دوامة من فقدان الأمل، نتيجة للتجاهل، والإهمال، هذه المرافق سيكون محوري في هذا الجانب.
اتفاقية جنيف 1949
اتفاقية جنيف لعام 1949 وبروتوكولاتها، تعطي الحماية علي وجه التحديد للأشخاص الذين لا يشاركون في العمليات العدائية، وهم المدنيون، والعاملون في مجال الصحة وعمال الاغاثة، والذين يعجزون عن المشاركة في الحرب مثل الجنود الجرحى والمصابين والمنكوبين.
يجب علي ضحايا الحرب ان يجدوا كل الاهتمام والرعاية من كافة الجوانب، والعمل في المستقبل القريب علي تقديم كل مرتكبي الجرائم الي العدالة، وعليهم تحمل المسؤولية لما جري في السودان، وتدعو الاتفاقيات والبروتوكولات إلى اتخاذ التدابير اللازمة لمنع جميع الانتهاكات.
دور اللجنة الدولية للصليب الأحمر في مساعدة المصابين
تعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر علي التأهيل البدني من أجل استعادة الاستقلالية وتحسين جودة الحياة، بعد الإصابات التي تغير مسار حياة الإنسان، يعد التأهيل البدني المفتاح لحياة جديدة، ويصاب المدنيون الذين يعلقون في نزاع مسلح بإعاقات او حتى يفقدوا أطرافهم.
تقول اللجنة الدولية للصليب الاحمر، يمكن ان يكون مدمرا بالنسبة المصابين جسديا ونفسيا واجتماعيا، لذا يجب التأهيل البدني باعتباره مفتاح استعادة استقلاليتهم وتحسين جودة حياتهم، والعمل مع جميع الجهات لتجاوز القيود البدنية، وتقبل القدرات البدنية الجديدة خطوات حاسمة في رحلة الشفاء، واللجنة ترافقهم، وتسهل لهم الوصول إلى الخدمات.
وتهدف اللجنة الدولية للصليب الأحمر إلى ضمان استمرارية الرعاية بعد العلاج الأولي، من خلال دعم التأهيل المبكر من خلال أنشطة المستشفيات وما قبل المستشفى، وربطها بخدمات الصحة العقلية والدعم النفسي.
الاصابات في جنوب الحزام بالمئات
يشير ادريس اسحق الناشط المجتمعي من منطقة جنوب الحزام بالعاصمة الخرطوم، مع بداية الصراع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في 15 أبريل 2023، تعرضت المنطقة إلى قصف مدفعي عنيف، وكذلك الطيران الحربي ينفذ غارته الجوية عليها، باعتبارها منطقة تضم أعداد كبيرة من قوات الدعم السريع المتمردة، نتيجة لهذا نتج إصابات عديدة تقدر بالمئات، الغالبية من المواطنين.
يقول إدريس ’’ في تلك الفترة، اعتبر مستشفى بشائر الواقع جنوب الخرطوم المكان الذي يجد فيه المصابين العلاج، وبعد اغلاق قوات التمرد كل الطرق التي تؤدي إلى داخل العاصمة، مؤكدا تواجه المنطقة نقص حاد في الكوادر الطبية والاخصائيين، اضافة الى عدم توفر الأدوية ‘‘.
يضيف ادريس أن الاصابات التي تعرض لها الابرياء من المواطنين، منها إصابات في الرأس والفخذ، والايدي والارجل، العديد من هذه الإصابات تسببت في قطع الارجل والايدي، وآخرون سوف يصبحون معاقين مدى الحياة، ايضا، حتي الكادر الطبي والممرضين، لم يسلموا من تهديدات الجيش ومتمردي الدعم السريع، تقدر قيمة علاج الإصابة ما بين 100 الى 400 ألف جنيه سوداني.
يقول إدريس ’’ لقد مررت بتجربة قاسية ومؤلمة، عندما اصيب اخي الاصغر في كتفه بشظية، وايضا احد الجيران، أسوأ شئ، ان تسمع المصاب يبكي من شدة الالم، تمنيت وقتها، وتقف عاجزا عن القيام بأي شيء، امام هذه الالم، والحمد بعد نقله إلى بشائر مستشفى، تلقي المساعدات الأولية، الحمد لله الان، افضل من السابق، نطالب بمحاكمة من ارتكب الجرائم ضدنا في السودان‘‘.
رائحة الدماء في كل مكان
يروي محمد آدم الذي أصيب في فخذ رجله اليسرى، بعد اشتداد المعارك في أم درمان منتصف شهر أغسطس الماضي، ولم مكانا يذهب إليه إلا مستشفي النو التعليمي بالعاصمة التاريخية أم درمان، قال محمد كانت اياما قاسية وصعوبة بالنسبة لشخص، لأول مرة في حياته، يمر بهذه التجربة الاليمة، كررها كانت ايام في غاية من القسوة، منظر الدماء على الارض، كمشهد فيلم اكشن، في الغرفة التي كان فيها، رأي كل انواع الاصابات علي البشر.
أضاف محمد الشئ الذي لا يمكن أن ينساه مدى الحياة، هو منظر الملايات التي كانت ممتلئة بالدماء، ورائحة الدماء في كل الدماء التي تجعل الشخص يتقيأ، أنها أشد التجارب الإنسانية قسوة التي يمر بها في حياته، مضيفا، عندما ترى انسان يتألم من الجرح، تحمد الله على الاصابة الصغيرة، اشخاص يبكون، ينتظرون، من يتبرع لهم الدماء، فقدوا كميات كبيرة من الدماء، نتيجة الإصابات بالقذائف من طرفي الصراع، ويناشد السلطات أن تقوم بواجبها في محاسبة ومساءلة مرتكبي الجرائم.
الاضطرابات النفسية للنزاعات المسلحة
يوضح الدكتور أحمد عبدالمنعم رئيس قسم علم النفس بجامعة الخرطوم، في فترة الحرب، توجد اضطرابات نفسية تحدث أثناء فترة الحروب ونشوب الصراعات المسلحة، تتمثل في الذعر والخوف والقلق، وأن العلامات الرئيسية التي تظهر على الشخص، لا تصنف كونها اضطرابات نفسية، إلا أنها تنذر باضطرابات نفسية منها الشعور بالإحباط واليأس وعدم القيمة.
يضيف أحمد أن أبرز الاضطرابات النفسية السائدة في هذه الحالات، تتمثل في اضطرابات ما بعد الصدمة، ويحدث بشكل أساسي بعد تعرض الفرد لصدمة حياتية كبيرة، فقد على اثرها احبته، او سمع فيها أصواتا عالية ومخيفة، أو فقدان ممتلكاته ووظيفته، وتأتي عادة بعد الحروب وما يصاحبها من أحداث.
ووبين تظهر على الفرد علامات الذعر والشعور بالإحباط والخوف، والخوف من المجهول وظهور علامات ’’ المزاج الاكتئابي‘‘ منها عدم الرغبة في ممارسة الأنشطة اليومية، والاضطرابات المصاحبة للنزاعات المسلحة، والحروب قد تكون عارضة تزول بزوال الأحداث المفاجئة والصادمة، وقد تكون مستمرة في حال غياب الرعاية اللازمة والمتابعة، و تتحول فيما بعد إلى إضطرابات نفسية تتعقد عملية علاجها.
المرأة ومستقبل صناعة السلام
تضيف عوضية هارون لاجئة في دولة تشاد ان هذه الحرب الدائرة تسببت في جعل والدها الذي كان يعيل الاسرة معاقا، وهذا له أثر سالب علي الاسرة، وجميع أفرادها، وحتى المجتمع نفسه، تقول عوضية مثل هذه الحوادث تأثيراتها تمتد حتى للأبناء والبنات في الأسرة، باعتبار أن الأب يمثل رمز للقوة والكفاح والاعتناء بالجميع.
تؤكد عوضية أن اصابة والدها في اليد والرجل تؤثر في مسيرة عمله المهني كمزارع، وعندما يخرج عنصر مهم مثل هذا، ينعكس علي المستوى الاقتصادي للمجتمع والأسرة في ذات الوقت، ولا يقف الأمر علي هذا الحد حده، سوف تؤثر هذه الاصابة عليه شخصيا عقليا.
تقول عوضية ’’ أنا الآن امرأة متضررة من هذه الحرب التي تسببت في هروبي من موطني الي تشاد، وايضا والدي الان اصبح معاقا، هذه لها اثار نفسية جسيمة علينا، انا بصفتي لاجئة، ادعو كل الأطراف المتحاربة أن تعمل جادة لإيقاف الحرب، وعدم استهداف المدنيين علي أساس العرق والإثنية، كما حدث لنا في ولاية غرب دارفور وحاضرتها الجنينة ‘‘.
تطالب الاجسام الدولية ان تقدم مساعدات نفسية وصحية للنساء والرجال، لان تركة هذه الحرب ثقيلة، لا تفرق بين رجل او امرأة، وتقول عوضية ’’ علينا ان نعمل من اجل تحقيق السلام، وان تلعب المرأة السودانية والدارفورية دور كبير في صناعة ومستقبل، وتحقيق السلام، والعدالة والمساءلة لضحايا القتل والاغتصاب والمصابين والجرحى‘‘.
بعثة الأمم المتحدة لتقصي الحقائق قوات الدعم السريع ارتكبت جرائم عديدة
بينما أكد تقرير بعثة الامم المتحدة الدولية لتقصي الحقائق بشأن السودان الذي صدر في السادس من سبتمبر 2024، ان القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع والقوات الحليفة لهما، مسؤولون عن أنماط انتهاكات واسعة النطاق، و تضمنت هجمات عشوائية ومباشرة، وعبر الغارات الجوية والقصف ضد المدنيين، والمدارس، والمستشفيات، وشبكات الاتصال، بالإضافة إلى شبكات حيوية لإمداد المياه والكهرباء.
قال محمد شاندي عثمان رئيس بعثة تقصي الحقائق في السودان أن خطورة النتائج التي توصل إليها فريقه تؤكد علي الحاجة لإجراءات ملحة، وطارئة لحماية المدنيين في السودان، وأضاف نظرا لإخفاق أطراف النزاع في تجنب الأذى، من الضروري نشر قوة مستقلة ومحايدة مكلفة بحماية المدنيين، تمثل أهمية قصوى، يجب علي جميع الاطراف الامتثال بالتزاماتها بموجب القانون الدولي، ووقف الهجمات ضد السكان المدنيين فورا وبدون شرط.
وجد تقرير بعثة الامم المتحدة أيضًا أن هناك أسبابًا معقولة للاعتقاد بأن قوات الدعم السريع والميليشيات المتحالفة معها ارتكبت جرائم حرب أخرى كالاغتصاب، والاستعباد الجنسي، والنهب، والأمر بالتهجير القسري للسكان المدنيّين، وتجنيد الأطفال دون سن 15 عامًا للمشاركة في الأعمال العدائية.
القوانين الدولية في حماية المدنيين
يضيف المحامي والقانون عثمان صالح أن المدنيين بصفة عامة محميين أثناء الحروب، وفي حالة السودان، النزاعات غير الدولية، المدنيين لم يشاركوا في الحرب بطريقة مباشرة، لذا ا القانون الدولي الإنساني الممثلة في اتفاقيات جنيف الاربعة 1949، المادة ’’ 3‘‘ المشتركة والبروتوكولين الاول والثاني الصادرات سنة 1977، وهذه الاتفاقيات تضع أولوية لحماية المدنيين، وألزمت أطراف الحرب، ويجب التمييز بينهم وبين العساكر.
يشرح عثمان في مثل هذا الوضع، يجب توجيه السلاح تجاه المجموعات المتحاربة دون المدنيين، اصابة اي مدني، يكون الطرف مسؤول امام القانون الدولي الإنساني، لذا تم وضع القيود للتمييز بين الأعيان المدنية التي تتمثل في المدارس، والمساجد والكنائس، والمنازل السكنية، والأسواق، ان تدمير هذه الأماكن تعتبر جريمة، وتعتبر جريمة حرب، وتصنف من ضمن الجرائم ضد الانسانية او جرائم الابادة الجماعية.
واشار الي ان عدم الالتزام بهذه القواعد، يجعل الفرد الذي يقوم بهذه الانتهاكات مسؤول، وان مسؤولية جرحى الحرب، تقع علي الجهة التي سببت الأذى، هذا يتطلب إجراء توثيقات وتحقيقات، للانتهاكات التي تقع من الطرفين، وكي تحمل أي طرف المسؤولية يجب أن تكون هناك أدلة، تشير بوضوح من المتسبب في الضرر المحدد، بموجب الاتفاقيات يجب أن تكون هناك حماية الجرحى، وتقديم الرعاية الطبية، و توفير الاماكن الامنة، وحتى حماية العدو العاجز عن القتال، بسبب الاصابة التي تنفي عنه صفة المقاتل.
وينبغي تعويض المصابين بتقديم خدمات، عن الأضرار النفسية، والدولة بحكم واجبها يفترض توفير التعويض اللازم، أن حكومة الأمر الواقع لا تهتم بالمدنيين، ولا حتى القوانين الدولية التي تحكم الحرب، وهي لن تقدم اي مساعدات لهم، ولن تلتزم بالتعويض، وعلى المجتمع الدولي يعطيها مزيدا من الاهتمام، ومساندته القانون الدولي الإنساني، وضع نصوص واضحة تحمي الإنسان، وتمنع الاعتداء عليه.
الدعم النفسي الاجتماعي
يقول المحامي والباحث القانوني في مؤسسة وايامو ان المصابين والجرحى حسب القانون الدولي يتم تصنيفهم بالمحميين بحسب اتفاقية جنيف، بالإضافة إلى المدنيين والأسرى، والنازحين واللاجئين، لذا يمكن للمنظمات الإقليمية والدولية، تقديم دعم في كل الجوانب، اضافة الى المساعدات من طرف الصليب الأحمر والهلال الأحمر، ويشمل الدعم النفسي والاجتماعي ’’ Psycho Social Support ‘‘ ، اضافة دور الاخصائيين الاجتماعيين، للتعامل مع صدمات ما بعد الحرب.
يضيف عبدالباسط في وضعية السودان يمكن للمنظمات المحلية والاقليمية والدولية ان تقدم مثل هذا الدعم، يتمثل في إنشاء مخيمات ومستشفيات، وتعيين اخصائيين واطباء نفسيين، واعترف عبد الباسط ان الاستجابة ضعيفة حتى الآن، موضحا أن هناك تركيز دولي في فلسطين وأوكرانيا، قضية السودان ليس لها حملة مناصرة عالمية قوية، وهذه المجموعة يجب أن تكون محمية وفقا للقانون الدولي.
في الختام
الحرب الدائرة في بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع لها آثار نفسية واجتماعية سلبية علي السودانيين، اضافة انها تسببت في النزوح الداخلي وتدفق اللاجئين إلى دول الجوار، وتسببت في إصابة الكثيرين، يجب لا ننسى التحديات التي تواجه تحقيق العدالة والمساءلة بسبب قلة التعاون من قبل السلطات.
إضافة لذلك، هناك بعض الصعوبات التي تواجه جرحي الحرب السودانية في الداخل او خارج البلاد، بسبب صعوبة الوصول اليهم في أحيان كثيرة، وقلة الدعم اللوجستي، اما دور هيئات حقوق الإنسان في مساعدتهم، تتمثل في توثيق تلك الجرائم التي وقعت علي المدنيين، بالتعاون من الحكومة السودانية والأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية، دور الصليب الأحمر في مساعدة المتضررين.
ishaghassan13@gmail.com