نصف الحقيقة

 


 

صفاء الفحل
7 August, 2024

 

عصب الشارع
صفاء الفحل
نصف الحقيقة
لا أدري سر الاحتفائية التي قابل بها الإعلام الكيزاني التصريح الذي أدلى به المبعوث الأمريكي للسودان بأن لا مستقبل للدعم السريع في الحياة السياسية بالبلاد، فحديثه ليس بالجديد فقد قلناها قبل أن يقول هو ذلك عندما هتف شباب ثورة ديسمبر العظيمة (العسكر للثكنات والجنجويد ينحل) فتم سحقهم وقتلهم ورميهم في النيل وكأنهم قد أتو منكراً لا يغتفر، فكيف تحول ذلك المنكر اليوم إلى حديث يُحْتفى به..
ولا فرق يذكر بين الدعم السريع وكيزان العهد البائد، وقد صرح بذلك مساعد قائد الانقلاب الكيزاني ياسر العطا خلال لقاءه الأخير بأن 90% من قيادات الجنحويد هم كيزان (زعلانين)، ليثبت بما لا يدع مجالاً للشك بأن الحرب الدائرة اليوم، ما هي إلا صراع بين فصيلين من الكيزان يتصارعان من أجل السيطرة على سدة الحكم.
حديث المبعوث الأمريكي (المبتور) والذي نؤمن عليه، لكنه يمثل نصف الحقيقة، فقد تحدث في تصريحه وهو حديث لم يذكره الكيزان المحتفين بهذه الجزئية فقط، بضرورة عودة الحكم الديمقراطي المدني وعودة الجيش إلى القيام بمهامه الأساسية في حماية هذه الديمقراطية وهو يتسق مع ما تنادي به القوى المدنية (تقدم) وغير مقبول من حكومة (بورتكوز) التي تريد حسب رؤيتها لمستقبل الحكم بالبلاد أن تظل على قمة السلطة والإستعانة بكيزان العهد المباد ليكونوا حاضنتها السياسية.
وبتر التصريحات والتلاعب بها وتأويلها أحيانا وأخذ ما يروق منها لخدمة أغراضهم، لعبة إعلامية قديمة درج الإعلام الكيزاني على التعامل بها للتأثير على البسطاء، ولكنها صارت لا تنطلي على الشعب السوداني الواعي، والذي صار يدرك بأن العالم كله يعمل على إيقاف هذه الحرب اللعينة وإعادة الحكم الديمقراطي ولا أحد يمكنه تصديق أن الولايات المتحدة أصبحت تقف خلف شعار (بل بس) أو أن ذلك ربما يكون جزء من الأحلام الكيزانية قبل الذهاب إلى جنيف..
فإن ما نقله الإعلام الكيزاني من تصريحات المبعوث الأمريكي للسودان، يمثل نصف الحقيقة أما الحقيقية الكاملة فقد قال: "العسكر للثكنات والجنجويد ينحل "
*نكته في العصب*
أطلق الكيزان شائعة اعتراف أمريكا بالبرهان كرئيس لمجلس السيادة، والحقيقة أن الخارجية الكيزانية هي من طلبت مخاطبة البرهان برئيس مجلس السيادة، حتى يسافر لحضور مؤتمر جنيف مرفوع الرأس، الطلب غالي والطالبو رخيص ولكن لو كان هذا ما سيجعله يسافر لإيقاف الحرب فسافر سيادة الرئيس... وشكراً.
والثورة لن تتوقف..
والقصاص حتمي..
وللشهداء الرحمة..

 

آراء