سباق التسليح ومعسكرات التدريب في إريتريا تضع شرق السودان على بارود مشتعل
رئيس التحرير: طارق الجزولي
18 May, 2024
18 May, 2024
محلل سياسي إريتري لـ «التغيير»: التدريب في معسكرات إريتريا يتم على يد ضباط إريتريين
يثير سباق التسليح وتعدد القوى المسلحة في ولايات شرق السودان، إلى جانب عمليات الاستنفار المستمرة مخاوف أمنية وتوقعات بحدوث اضطرابات لا يكون الدعم السريع طرفا فيها؛ خاصة أن معظم هذه القوى المسلحة ذات طابع اثني، من جهة ثانية سمحت دولة إريتريا بفتح عدد من معسكرات التدريب لبعض منسوبي الحركات المسلحة الموقعة على اتفاق جوبا إلى جانب جزء من حركات الشرق.
التغيير/ نيروبي ـــ أمل محمد الحسن
«موقف أفورقي»
على الرغم من أن الرئيس الإريتري أسياس أفورقي لم يكن على وفاق مع حكومة “البشير”، لكنه منذ ثورة ديسمبر ساند المكون العسكري في مقابل المكون المدني، ويعود ذلك حسب محلل سياسي إريتري فضل حجب اسمه، إلى مخاوفه من ارتداد التجربة الديمقراطية في دولة مجاورة على نظام حكمه الديكتاتوري.
وأكد المحلل السياسي أن رئيس بلاده ساند إنقلاب 25 أكتوبر الذي قام به قائدي الجيش والدعم السريع، ثم وقف إلى جانب القوات المسلحة السودانية بعد اندلاع حرب 15 أبريل.
من وجهة نظر محرر موقع «عدوليس» الإخباري الاريتري جمال همد، فتح “أفورقي” هذه المعسكرات عقب فشله في الإمساك بالملف السوداني الذي يتنافس عليه “لاعبين كبار” حد تعبيره. مؤكدا أن ملف العلاقات مع السودان يديره الرئيس الاريتري بنفسه.
وأكد محرر عدوليس أن المنطقة الغربية والشمالية الغربية في إريتريا لا تخلو على الدوام من معسكرات لمعارضين لدول المنطقة.
جمال همد: أفورقي فتح معسكرات تدريب في أراضيه عقب فشله في الإمساك بالملف السوداني
وقال همد في مقابلة مع «التغيير» إن سيطرة بلاده على ملف الشرق جاءت لعدد من الأسباب أهمها أن سكان شرق السودان اثنياً يعتبرون امتداداً للقبائل الإريترية والعكس ما يتطلب أن تكون الحركات المسلحة في شرق السودان تحت رقابة صارمة من أسمرا.
وأثار قرار سماح أفورقي بفتح معسكرات تدريب لبعض الحركات المسلحة من شرق السودان إلى جانب حركات دارفورية موقعة على اتفاق سلام جوبا؛ مخاوف أمنية في كافة ولايات الشرق الثلاث “كسلا القضارف البحر الأحمر” لجهة أن تشكيل الحركات يعتمد على مكونات اثنية مع الوضع في الاعتبار التاريخ الدامي القريب للصراعات القبلية خاصة في بورتسودان التي انتقلت لها حكومة الجيش.
برميل بارود
«الشرق يجلس على برميل من بارود» بحسب محلل عسكري فضل حجب اسمه أشار إلى الصراعات القبلية وحالة السيولة الأمنية التي تعيشها البلاد.
وشهد العام 2020 اشتباكات قبلية في مدينة بورتسودان بين مكونين قبليين هما النوبة والبني عامر، وشهد ذات الشهر اشتباكات بين البني عامر والبجا في مدينة كسلا على خلفية احتجاجات شعبية رافضة لتعيين الوالي في ذلك الوقت.
واحتج قائد قوات تحالف أحزاب وحركات شرق السودان ضرار أحمد “الشهير بشيبة ضرار” في فبراير من العام الجاري، في فيديو منشور على الوسائط الاجتماعية، على وجود قوات الحركات المسلحة في أقاليم الشرق وخاصة بورتسودان. وطالب قائد الجيش الفريق عبد الفتاح البرهان بطردهم من المدينة.
واشتبكت قوات ضرار في سبتمبر من العام الماضي مع قوات من الجيش في أحد الارتكازات لكن تم احتواء الخلاف سريعا.
وقال المحلل العسكري لـ «التغيير» إن هذا التاريخ من المواجهات الإثنية والمواجهات العسكرية ينذر بحدوث صدامات بين المكونات العسكرية في بعضها من جهة وبين المكونات العسكرية والأهلية من جهة أخرى.
وأكد المحلل العسكري في حديثه مع «التغيير» أن الحركات المسلحة في الشرق ستقوم بـ “ابتزاز” الجيش السوداني لرؤيتها أنه بحاجة إليها الآن من أجل الحصول على امتيازات في الترتيبات الأمنية المقبلة في الرتب والامتيازات العسكرية.
وكان شيبة ضرار في تصريحاته المعلنة طالب بالفعل منحه 300 سيارة جديدة وتحويل امتيازات الحركات إلى قواته مؤكدا أنه سيتمكن من تحرير ولايتي الجزيرة والخرطوم حال حظى بتلك الامتيازات!
ووفق مصدر عسكري مطلع نالت الحركات المسلحة مبالغ تصل إلى 37 مليون دولار من الحكومة فور إعلانها عدم الحياد والانحياز لصفوف الجيش لمواجهة الدعم السريع.
وقال المحلل السياسي في مقابلة مع «التغيير» إن النظام الاريتري فتح أراضيه لمعسكرات تدريب بحثا عن موطئ قدم في شرق السودان، ونوه المحلل السياسي الإريتري إلى قبول الأجهزة الأمنية في السودان للأمر على مضض، مشيرا إلى انتقاد رئيس فرعية مؤتمر البجا بالبحر الأحمر محمد نور همدوية لتلك المعسكرات.
مناطق المعسكرات
وكشف المحلل السياسي الإريتري الذي تحدث لـ «التغيير» عن عدد من المعسكرات داخل أراضي بلاده منها معسكر في منطقة “ربدا” بالقرب من معسكر “ساوا” وهو خاص بقوات الجبهة الشعبية المتحدة بقيادة الأمين داؤود إلى جانب معسكر مجاور به قوات يشرف عليها “سليمان علي بيتاي”.
وأكد وجود معسكر ثالث خاص بقوات تحرير شرق السودان يقودها إبراهيم دنيا ومعسكر رابع في “لكوييب” القريبة من “همشكوريب” السودانية خاص بتدريب القوات التي يشرف عليها الشيخ سليمان علي بيتاي.
وقال المحلل السياسي إن هناك معسكر آخر خاص بقوات تدعى “نسور الشرق” مرابطة في منطقة “علاكيب” القريبة من مدينة “قرورة” السودانية مؤكدا أن تدريب جميع هذه القوات يتم على أيدي ضباط إرتريين.
و توقع المحلل السياسي أن تؤثر هذه المعسكرات على شرق السودان بحكم طبيعة تكوينها القبلية خاصة في ظل التوترات القبلية التي شهدتها المنطقة سابقا وادت إلى صراعات دامية قاطعا بأن هذه المعسكرات يمكن أن تزيد الصراعات القبلية وتؤدي إلى زيادة وتيرتها
وحول تأثيرها على بلاده قال: “لا أتوقع أي تأثير لهذه المعسكرات على إريتريا خاصة في ظل القبضة الأمنية للنظام الإريتري وإشرافه اللصيق على هذه المعسكرات”.
فيما أيد الصحفي همد وجهة نظر المحلل السياسي قاطعا قدرة بلاده على احتواء موضوع انتشار السلاح ضمن أراضيها خاصة أنها ليست بعيدة من تجارة السلاح في المنطقة عموماً.
صالح عمار: عدم التوصل لاتفاق سلام سينقل الحرب إلى شرق السودان
انتقال الحرب للشرق
من جانبه قطع الناطق الرسمي للتحالف المدني لشرق السودان صالح عمار بأن عدم التوصل لاتفاق سلام سينقل الحرب إلى شرق السودان التي أكد أنها لن تكون في منأى عنها.
وقال لـ «التغيير» المعارك الآن تدور في محور الفاو على بعد كيلومترات قليلة من مدينة الفاو “وهي ضمن أراضي شرق السودان”.
اقتراب الحرب من البوابة الشرقية للبلاد أصبحت أكثر وضوحا بعد حدوث هجمات بالطائرات المسيرة في كل من الفاو ومدينة القضارف والمخاوف من انتقال الحرب للشرق كبيرة وفق مقرر المجلس الأعلى لنظارات البجا عبد الله أوبشار الذي أكد انتشار “عدوى” التسليح بها.
أوبشار: النظام السابق يريد جعل قضية الشرق “مطية” لتحقيق أهدافه الخاصة
وقال أوبشار في مقابلة مع «التغيير» إنهم كقيادات بشرق السودان يرون أن يتم حل قضايا الشرق في الإطار الكلي لقضايا الدولة، متهما النظام السابق بمحاولة جعل قضية الشرق ك”مطية” لتحقيق أهدافهم الخاصة!
وأعرب أوبشار عن مخاوفه من أن تحول طريقة تعاطي الحكومة مع ملف الشرق لظهور حركات تنادي بنيل الحقوق التاريخية والسياسية للإقليم.
يثير سباق التسليح وتعدد القوى المسلحة في ولايات شرق السودان، إلى جانب عمليات الاستنفار المستمرة مخاوف أمنية وتوقعات بحدوث اضطرابات لا يكون الدعم السريع طرفا فيها؛ خاصة أن معظم هذه القوى المسلحة ذات طابع اثني، من جهة ثانية سمحت دولة إريتريا بفتح عدد من معسكرات التدريب لبعض منسوبي الحركات المسلحة الموقعة على اتفاق جوبا إلى جانب جزء من حركات الشرق.
التغيير/ نيروبي ـــ أمل محمد الحسن
«موقف أفورقي»
على الرغم من أن الرئيس الإريتري أسياس أفورقي لم يكن على وفاق مع حكومة “البشير”، لكنه منذ ثورة ديسمبر ساند المكون العسكري في مقابل المكون المدني، ويعود ذلك حسب محلل سياسي إريتري فضل حجب اسمه، إلى مخاوفه من ارتداد التجربة الديمقراطية في دولة مجاورة على نظام حكمه الديكتاتوري.
وأكد المحلل السياسي أن رئيس بلاده ساند إنقلاب 25 أكتوبر الذي قام به قائدي الجيش والدعم السريع، ثم وقف إلى جانب القوات المسلحة السودانية بعد اندلاع حرب 15 أبريل.
من وجهة نظر محرر موقع «عدوليس» الإخباري الاريتري جمال همد، فتح “أفورقي” هذه المعسكرات عقب فشله في الإمساك بالملف السوداني الذي يتنافس عليه “لاعبين كبار” حد تعبيره. مؤكدا أن ملف العلاقات مع السودان يديره الرئيس الاريتري بنفسه.
وأكد محرر عدوليس أن المنطقة الغربية والشمالية الغربية في إريتريا لا تخلو على الدوام من معسكرات لمعارضين لدول المنطقة.
جمال همد: أفورقي فتح معسكرات تدريب في أراضيه عقب فشله في الإمساك بالملف السوداني
وقال همد في مقابلة مع «التغيير» إن سيطرة بلاده على ملف الشرق جاءت لعدد من الأسباب أهمها أن سكان شرق السودان اثنياً يعتبرون امتداداً للقبائل الإريترية والعكس ما يتطلب أن تكون الحركات المسلحة في شرق السودان تحت رقابة صارمة من أسمرا.
وأثار قرار سماح أفورقي بفتح معسكرات تدريب لبعض الحركات المسلحة من شرق السودان إلى جانب حركات دارفورية موقعة على اتفاق سلام جوبا؛ مخاوف أمنية في كافة ولايات الشرق الثلاث “كسلا القضارف البحر الأحمر” لجهة أن تشكيل الحركات يعتمد على مكونات اثنية مع الوضع في الاعتبار التاريخ الدامي القريب للصراعات القبلية خاصة في بورتسودان التي انتقلت لها حكومة الجيش.
برميل بارود
«الشرق يجلس على برميل من بارود» بحسب محلل عسكري فضل حجب اسمه أشار إلى الصراعات القبلية وحالة السيولة الأمنية التي تعيشها البلاد.
وشهد العام 2020 اشتباكات قبلية في مدينة بورتسودان بين مكونين قبليين هما النوبة والبني عامر، وشهد ذات الشهر اشتباكات بين البني عامر والبجا في مدينة كسلا على خلفية احتجاجات شعبية رافضة لتعيين الوالي في ذلك الوقت.
واحتج قائد قوات تحالف أحزاب وحركات شرق السودان ضرار أحمد “الشهير بشيبة ضرار” في فبراير من العام الجاري، في فيديو منشور على الوسائط الاجتماعية، على وجود قوات الحركات المسلحة في أقاليم الشرق وخاصة بورتسودان. وطالب قائد الجيش الفريق عبد الفتاح البرهان بطردهم من المدينة.
واشتبكت قوات ضرار في سبتمبر من العام الماضي مع قوات من الجيش في أحد الارتكازات لكن تم احتواء الخلاف سريعا.
وقال المحلل العسكري لـ «التغيير» إن هذا التاريخ من المواجهات الإثنية والمواجهات العسكرية ينذر بحدوث صدامات بين المكونات العسكرية في بعضها من جهة وبين المكونات العسكرية والأهلية من جهة أخرى.
وأكد المحلل العسكري في حديثه مع «التغيير» أن الحركات المسلحة في الشرق ستقوم بـ “ابتزاز” الجيش السوداني لرؤيتها أنه بحاجة إليها الآن من أجل الحصول على امتيازات في الترتيبات الأمنية المقبلة في الرتب والامتيازات العسكرية.
وكان شيبة ضرار في تصريحاته المعلنة طالب بالفعل منحه 300 سيارة جديدة وتحويل امتيازات الحركات إلى قواته مؤكدا أنه سيتمكن من تحرير ولايتي الجزيرة والخرطوم حال حظى بتلك الامتيازات!
ووفق مصدر عسكري مطلع نالت الحركات المسلحة مبالغ تصل إلى 37 مليون دولار من الحكومة فور إعلانها عدم الحياد والانحياز لصفوف الجيش لمواجهة الدعم السريع.
وقال المحلل السياسي في مقابلة مع «التغيير» إن النظام الاريتري فتح أراضيه لمعسكرات تدريب بحثا عن موطئ قدم في شرق السودان، ونوه المحلل السياسي الإريتري إلى قبول الأجهزة الأمنية في السودان للأمر على مضض، مشيرا إلى انتقاد رئيس فرعية مؤتمر البجا بالبحر الأحمر محمد نور همدوية لتلك المعسكرات.
مناطق المعسكرات
وكشف المحلل السياسي الإريتري الذي تحدث لـ «التغيير» عن عدد من المعسكرات داخل أراضي بلاده منها معسكر في منطقة “ربدا” بالقرب من معسكر “ساوا” وهو خاص بقوات الجبهة الشعبية المتحدة بقيادة الأمين داؤود إلى جانب معسكر مجاور به قوات يشرف عليها “سليمان علي بيتاي”.
وأكد وجود معسكر ثالث خاص بقوات تحرير شرق السودان يقودها إبراهيم دنيا ومعسكر رابع في “لكوييب” القريبة من “همشكوريب” السودانية خاص بتدريب القوات التي يشرف عليها الشيخ سليمان علي بيتاي.
وقال المحلل السياسي إن هناك معسكر آخر خاص بقوات تدعى “نسور الشرق” مرابطة في منطقة “علاكيب” القريبة من مدينة “قرورة” السودانية مؤكدا أن تدريب جميع هذه القوات يتم على أيدي ضباط إرتريين.
و توقع المحلل السياسي أن تؤثر هذه المعسكرات على شرق السودان بحكم طبيعة تكوينها القبلية خاصة في ظل التوترات القبلية التي شهدتها المنطقة سابقا وادت إلى صراعات دامية قاطعا بأن هذه المعسكرات يمكن أن تزيد الصراعات القبلية وتؤدي إلى زيادة وتيرتها
وحول تأثيرها على بلاده قال: “لا أتوقع أي تأثير لهذه المعسكرات على إريتريا خاصة في ظل القبضة الأمنية للنظام الإريتري وإشرافه اللصيق على هذه المعسكرات”.
فيما أيد الصحفي همد وجهة نظر المحلل السياسي قاطعا قدرة بلاده على احتواء موضوع انتشار السلاح ضمن أراضيها خاصة أنها ليست بعيدة من تجارة السلاح في المنطقة عموماً.
صالح عمار: عدم التوصل لاتفاق سلام سينقل الحرب إلى شرق السودان
انتقال الحرب للشرق
من جانبه قطع الناطق الرسمي للتحالف المدني لشرق السودان صالح عمار بأن عدم التوصل لاتفاق سلام سينقل الحرب إلى شرق السودان التي أكد أنها لن تكون في منأى عنها.
وقال لـ «التغيير» المعارك الآن تدور في محور الفاو على بعد كيلومترات قليلة من مدينة الفاو “وهي ضمن أراضي شرق السودان”.
اقتراب الحرب من البوابة الشرقية للبلاد أصبحت أكثر وضوحا بعد حدوث هجمات بالطائرات المسيرة في كل من الفاو ومدينة القضارف والمخاوف من انتقال الحرب للشرق كبيرة وفق مقرر المجلس الأعلى لنظارات البجا عبد الله أوبشار الذي أكد انتشار “عدوى” التسليح بها.
أوبشار: النظام السابق يريد جعل قضية الشرق “مطية” لتحقيق أهدافه الخاصة
وقال أوبشار في مقابلة مع «التغيير» إنهم كقيادات بشرق السودان يرون أن يتم حل قضايا الشرق في الإطار الكلي لقضايا الدولة، متهما النظام السابق بمحاولة جعل قضية الشرق ك”مطية” لتحقيق أهدافهم الخاصة!
وأعرب أوبشار عن مخاوفه من أن تحول طريقة تعاطي الحكومة مع ملف الشرق لظهور حركات تنادي بنيل الحقوق التاريخية والسياسية للإقليم.