هل يزور جونسون السودان ويقابل انصاف مدني وندى القلعة؟!!

 


 

 

 

بعد انفجار بيروت الرهيب، تدافعت معظم الدول العربية ودول العالم لمساعدة لبنان لانتشال الضحايا واسعاف الجرحى وبناء ما دمره الانفجار عبر تقديم سيل من المعونات والمساعدات الانسانية وتسابقت وتنافست دول كثيرة في القيام بذلك، وزار الرئيس الفرنسي ماكرون لبنان عدة مرات وقابل الفنانة فيروز ثم قابل الفنانة ماجدة الرومي وذرف أمامها الدمع السخين ووعد بأن تقوم فرنسا بعقد مؤتمر دولي لمساعدة لبنان ومسح آثار الكارثة من وجه لبنان الجميل الذي كان مستعمرة فرنسية سابقة، وتم ذلك بالفعل فعبر دائرة تلفزيونية وتحت رعاية الأمم المتحدة، اجتمع قادة 36 دولة ومؤسسة من شتى قارات العالم بغرض جمع المساعدات للبنان الجريح ودعا الرئيس الفرنسي ماكرون بحماس للتحرك السريع وضمان وصول المساعدات الانسانية الى الشعب اللبناني مباشرةً، وبالطبع فإن كل ما تقدم هو سلوك انساني نبيل وتعاطف انساني جميل واللبنانيون يستحقون أكثر من ذلك.

بعد سيول السودان الرهيبة التي دمرت آلاف المنازل على ضفاف النيلين الازرق والابيض وضفاف النيل وشردت الملايين وقتلت وجرحت المئات من السودانيين مازال الدعم العربي والدولي للسودان ضعيفاً للغاية بالمقارنة مع الدعم المادي والمعنوي المقدم للبنان رغم أن حجم الاضرار السودانية أكبر بكثير من حجم الأضرار اللبنانية، الأمر الذي دفع بعض السودانيين للمقارنة بين ردود الأفعال الدولية إزاء الكارثتين اللبنانية والسودانية، فعلق أحدهم بسخرية في الشريط المتحرك لاحدى القنوات العربية بقوله : السودان ليس لبنان، لكم الله يا أهل السودان!! وبامكانك أن تضع 100 خط عنصري تحت هذا التعليق البسيط، وتساءل آخر: هل يقوم رئيس الوزراء البريطاني جونسون بزيارة السودان ويقابل الفنانة انصاف مدني والفنانة ندى القلعة ويبكي أمام الفنانتين ثم يعقد مؤتمراً دولياً عاجلاً لجمع مساعدات للشعب السوداني الفضل بوصفه ممثل بريطانيا التي كانت تستعمر السودان؟!! ورد عليه آخر بقوله: يا فردة هذا هو المستحيل برأسه وعينيه وأذنيه!! جونسون بتاع فنيلتك!!
من المؤكد أن العالم كله قد انبهر ببطولة وجسارة وصمود شباب الثورة السودانية ولجان المقاومة السودانية الذين تصدى بعضهم بأجسادهم لمنع السيول من الدخول إلى أحيائهم، ومن المؤكد أن العالم لا يلوم حكومة ثورة ديسمبر السودانية ولا يتهمها بالتقصير إزاء التصدي لكارثة السيول التي لم يقع مثلها منذ 100 سنة فهي قد ورثت بلداً محاصراً وخزينة خاوية ومؤامرات إخوانية ما زالت تجري على قدم وساق لشل حركتها، وكارثة الفيضان في السودان هي كارثة طبيعية عامة وواسعة النطاق ولا تستطيع أي حكومة في العالم مواجهتها لوحدها ولذلك يجب على الأمم المتحدة أن تعقد مؤتمراً دولياً عاجلاً بغرض تقديم المساعدات الانسانية الدولية العاجلة للسودان بعد أن أعلنت الحكومة السودانية حالة الطوارئ لمدة 3 أشهر، ولا أحد في السودان يحتاج لدموع ماكرون أو جونسون بل كل المطلوب هو خيم وجوالات خيش ومواد تموينية ولا نامت أعين أي مستعمر قديم أو جديد في أي مكان!!
فيصل الدابي

menfaszo1@gmail.com

 

آراء