أحمد حسين أدم: البشير سيقدم تنازلات للهروب من الجنائية والترشح لانتخابات 2020
رئيس التحرير: طارق الجزولي
22 October, 2017
22 October, 2017
حيًا "عاصم عمر وبقاري والمعتقلين ظلماً وعنصرية"
رأى الناشط السياسي و الباحث المشارك في كلية القانون بجامعة لندن الأستاذ أحمد حسين آدم “أن السودان دولة تحت الوصاية الدولية، وذلك نتيجة لسياسات وممارسات النظام الشنيعة، الذي ارتكب وما زال يرتكب الإبادة الجماعية في دارفور، وجبال النوبة و النيل الأزرق، إضافة إلي ارتكابه الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في أرجاء السودان كافة”.
جاء ذلك في حديثه لبرنامج “ركن نقاش” على “الفيسبوك”، تحت عنوان “الأزمة السودانية والتحولات الإقليمية والدولية بعد رفع العقوبات الاقتصادية عن السودان”، ونظم النقاش حزب “المؤتمر السوداني”.
التنازل للخارج لقمع الداخل
ورأى أن المبدأ الراسخ للنظام هو التنازل للخارج لقمع الداخل” وقال إن النظام ظل يستجدي شرعيته من الخارج عبر لعب الأدوار الوظيفية وبالوكالة لصالح القوي الإقليمية والدولية و “السمسرة” في الأزمات الإقليمية والدولية، كالإرهاب، والهجرة والاستقرار والتنافسات حول النفوذ والسيطرة بين القوي الإقليمية، و ضرب مثلاً بالحرب في اليمن و الصراع في ليبيا.
سياسة ترمب
وبشأن رفع العقوبات، قال إن ذلك “كان أمراً متوقعاً، فالرئيس الأميركي السابق باراك أوباما (الديمقراطي) كان يريد إرثاً أو تركة تنهض علي رفع العقوبات، علي نحو ما فعل في إيران و كوبا. وأضاف أن أوباما كان قد استمع للدوائر الاستخباراتية الأميركية التي أرادت أن تكافئ النظام علي تعاونه معها في ملف مكافحة الاٍرهاب، أما الرئيس دولاند ترمب فلم يكن متوقعاً ان يتراجع عن ما بدأه أوباما.
ورأى أحمد حسين أن ترمب ليست له سياسة واضحة تجاه السودان أو أفريقيا، وحتي عندما أجل رفع العقوبات في يوليو الماضي لم يكن ذلك نتيجة موقف أو مبدأ، بل كان نتيجة للفوضى في ادارته، و عدم الدارية الكافية بالملف لدى الدائرة المحيطة به. كما أنه من المهم ألا يظنن ظان بإن عامل حقوق الانسان كان العامل الحاسم في أمر رفع العقوبات ، فالرجل لا يعطي أولوية قصوي لهذا المعيار في سياسته الخارجية، فهو مهووس بالشرق الأوسط و بتحقيق “صفقة القرن” كما يقول، بين الفلسطينيين و الإسرائيليين و إحداث اصطفاف جديد لتشكيل محور جديد في المنطقة يعزل إيران و حلفائها ، هذا إضافة الي ملف محاربة الاٍرهاب.
تشرذم قوى المقاومة والتغيير
و عن واقع العلاقات الإقليمية و الدولية لـ”قوى المقاومة و التغيير” السودانية ، قال إن تشرذمها أفقدها القدرة علي تغيير توازن القوى علي الأرض لصالح قضية التغيير ، كما أنها لم تنجح في مخاطبة المجتمع الدولي بصوت موحد ورسالة بناءة و موحدة، الأمر الذي أثر سلباً علي وضعها و مركزها الداخلي و الخارجي. وشدد على إن قوى المقاومة والتغيير لم تنفتح بشكل جيد علي قوى المجتمع المدني الإقليمي والدولي وخاصة الأفريقي.
مستقبل العلاقات الإقليمية والدولية
وحول مستقبل علاقات النظام الإقليمية والدولية، أكد أحمد حسين علي أن النظام سيستمر في التنازلات وذلك لتحقيق مزيد من الاختراقات الإقليمية والدولية، و قال “إن البشير (الرئيس البشير) سيحاول استجداء القوي الإقليمية و الدولية للتخلص من كابوس المحكمة الجنائية الدولية، فهو يعتقد أن المحكمة أداة سياسية و ليست قانونية، كما سيحاول تأمين مركزه مع القوي الإقليمية و الدولية لضمان الاستمرار في الحكم و الترشح في انتخابات 2020، هذا إضافة الي أمر رفع السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب و الاعفاء من الديون”. وأضاف ” ربما يتقارب النظام مع دولة إسرائيل لضمان علاقة جيدة و تطبيع كامل مع أميركا، و ذلك حسب خططه” .
البشير وشراء الوقت
و توقع أن يحاول البشير (الرئيس عمر البشير) “شراء الوقت و المماطلة حتي انتخابات “2020 ، هذا اذا لم تحدث مستجدات و متغيرات تسقطه و نظامه ، و ذلك بتفعيل ملهاة ما يسمي بعملية مراجعة و كتابة الدستور، إضافة إلي المشاركة في الجولات التفاوضية القادمة للآلية الافريقية، لكن من دون تقديم أي تنازلات استراتيجيات تعالج و تحل الأزمة السياسية الوطنية من جذورها، أو تفسح المجال الي وضع انتقالي ديمقراطي جديد، أي ستكون مشاركته بهدف العلاقات العامة، و بالتالي، تظل الأزمة السياسية تراوح مكانها، وتزداد الحروب استعاراً و دموية ، الأمر الذي سيؤدي الي تفتيت ما تبقي من الوطن.
أهمية “الاشتباك” مع المجتمع الدولي
وطرح بعض الأفكار مشدداً على ضرورة أن تستجيب قوي المقاومة والتغيير لنداء الوطن ومسؤوليتها التاريخية وأن تستنهض إراداتها السياسية من أجل الوحدة، وقال إن الوحدة يتبعها الاعتماد على الذات والنضال الدؤوب من أجل التغيير البنيوي في تركيبة الحكم وخلاص الوطن.
وأضاف إن اعتمادنا على أنفسنا لا يعني عزلتنا عن العالم وحراكه ومحافله، إذ من المهم التعاطي والاشتباك
( التفاعل) مع المجتمع الدولي من موقع قوة راسخ ووفقا ًللمصالح الحيوية للشعب السوداني، كما علينا ألا ندع المجتمع الدولي يهرب أو يفلت من مسؤولياته والتزاماته الاخلاقية والقانونية وفقاً للقانون الدولي والمعايير الاخلاقية. ودعا الناشطين وقوى المقاومة والتغيير إلى الانفتاح على المجتمع المدني الإقليمي والدولي وخاصة ” قوي المجتمع المدني الأفريقي” و ذلك لتأسيس جبهة تضامن عالمية واسعة وفاعلة مع قضايا و تطلعات الشعب السوداني في الحرية و السلام و العدالة و الديمقراطية و حقوق الإنسان.
جسارة ونضال “المؤتمر السوداني”
وحيّا أحمد حسين آدم حزب ” المؤتمر السوداني” ونضاله الوطني الجسور والمتواصل ومبادراته الخلاقة والمبدعة في النضال والمقاومة، كما حيّا المناضلين والمناضلات، خصوصاً من وصفهم بـ “ضحايا محاكم التفتيش السياسية والأمنية والعنصرية، وخص بالتحية الطالبين عاصم عمر ومحمد بقاري، والمعتقلين ظلماً و عنصرية من الطلاب السودانيين من دارفور، مثل نصرالدين مختار محمد عبدالله و رفاقه. وحيّا أيضاً جماهير الشعب السوداني بمناسبة ذكري أكتوبر المجيدة، وقال إنها تحل في لحظات فارقة من تاريخ الوطن، ودعا إلى استلهام دروسها وعبرها وبطولاتها لتجديد النضال مِن أجل خلاص الوطن.