أرزقية المريخ؟!

 


 

كمال الهدي
5 November, 2011

 

تأمٌلات

hosamkam@hotmail.com

•في الوقت الذي يعيش فيه الوسط الرياضي أزمة حادة بسبب انسحاب نادي المريخ من مباراة نهائي كأس السودان، فوجئنا بالأمس بخبر يقول أن السيد رئيس جمهوريتنا استغل لقاءً جمعه برئيس اتحاد الكرة السوداني على هامش إحدى المناسبات الاجتماعية ليعبر له عن إشادتهم باتحاده ويطلب منه فرض الانضباط وضرورة الالتزام بروح القانون واللوائح.
•  وقد احترت حقيقة واستغربت لإشادة رئيس الجمهورية التي أتت في غير محلها تماماً.
•  كما استفزني التناقض الواضح في عبارة " الإشادة وطلب فرض الانضباط والتمسك بروح القانون واللوائح."
•  فالجزء الأخير من العبارة يوحي بأن رئيس الجمهورية يتابع المهازل الكثيرة التي ظلت تشهدها كرة القدم السودانية في الآونة الأخيرة.
•      فعلام الإشادة إذاً يا رئيس جمهوريتنا الموقر!!
•  أيعقل أن تشيد برئيس اتحاد الكرة الذي لم يحدث أن اتخذ هو أو اتحاده موقفاً واضحاً وشجاعاً تجاه أي قضية؟!
•      ألم تسمعون في رئاسة الجمهورية باللغط الذي أثير بعد مباراة الهلال والترجي الأخيرة؟!
•  تلك المباراة التي اعتدى فيها رئيس الهلال - حسب شهادة الكثيرين-  على الحكم الجزائري الحيمودي.
•      فماذا كان رد فعل اتحاد معتصم؟!
•      قالوا أن البطولة لا تعنيهم وهي تخص الاتحاد الأفريقي ولذلك لزموا الصمت.
• وهل تعلم يا رئيس جمهوريتنا المنكوبة أن رئيس الاتحاد قبل ذلك كله قد ( حنس ) حكم اللقاء بين الشوطين من أجل أن يكمل اللقاء، ولو كان رئيس الاتحاد رجل مواقف وجدير بالإشادة لترك الحكم يقرر ما يراه حتى إن كلف ذلك خروج الهلال من المنافسة، طالما أن هناك حالة اعتداء عليه.

•  وهل تعلم يا رئيس الجمهورية أن قادة هذا الاتحاد الضعيف لزموا الصمت التام بالأمس القريب وأقفلوا هواتفهم حتى لا يسألهم أي كائن عن مسألة انسحاب المريخ من نهائي كأس السودان؟
•  ثم قل لي يا سيادة الرئيس من يكون جمال الوالي الذي طالبت رئيس اتحاد الكرة أن يتعامل مع مجلسه بالحزم!
•      أليس هو نفس الشخص الذي تولى رئاسة المريخ بتوجيه منك شخصياً!
•      فلماذا توجهون بتولي أشخاص لا يفهمون في الكرة وإدارتها لرئاسة أحد أكبر أندية السودان!
•      أليس هو تسييس الرياضة يا سيادة الرئيس!
•  لا يعقل أن يخطئ الاتحاد ورئيسه كل يوم ويخلقون الكثير من المشاكل بسبب ضعف شخصياتهم وعدم كفاءتهم، ليجدون منكم بعد ذلك الإشادة يا رئيس الجمهورية.
•      إشادتكم باتحاد الكرة ورئيسه تعني أن الحال المائل سيستمر طويلاً.
•  ولو أنكم يا سيادة الرئيس تتعاملون مع الأمور كجماهير الكرة التي تفرح للانتصار وتنفعل تجاه الهزيمة فالمصيبة هنا أكبر وأعظم.
•      فربما أن الغبطة وجدت طريقها إلى قلوبكم بسبب وصول المنتخب الوطني لنهائيات الأمم الأفريقية.
•  لكن يجب أن تعلموا أن ذلك لم يأت كنتيجة للتخطيط السليم والعمل الجاد من اتحاد الكرة، بل هي مصادفات، وما أكثر الصدف في كرة القدم لو تعلمون.
•  اتحاد الهرجلة والعشوائية والتخبط والجبن والتردد لا يستحق من الجميع سوى التعبير عن سخطهم منه ليل نهار إن كانت هناك جدية ومساع حقيقية لرفعة هذا الوطن ولو في مجال واحد.
•  لكن واضح جداً أن الحال من بعضه وليس هناك نية لتصحيح الأوضاع، ولهذا يكون من الطبيعي أن يتولى أمر الكرة أناس غير مؤهلين لأن هذا حال دولتنا في شتى المجالات، ولن تكون الكرة استثناءً.

•  والله لا أستطيع أن أفهم حثكم  لرئيس الاتحاد بأن يلتزموا بالقانون واللوائح وأنتم من رشحتم رئيس نادي المريخ الذي يمنح لاعبي فريقه مستحقاتهم دون أن يطلب منهم التوقيع على إيصالات مالية، فعن أي قوانين ولوائح نتحدث!
•  وهذه طبعاً من أبجديات العمل الإداري، والغريب في الأمر أنها تأت من رجل أعمال يقال أنه مُنح درجة الدكتوراه نظراً لمساهماته الوطنية في مجالات الاقتصاد والاستثمار! يا للعجب.
•       بالأمس القريب عقد رئيس نادي المريخ لقاءً جماهيرياً حاشداً لم أر له هدفاً سوى تحريض جماهير النادي وإثارتها ضد الاتحاد، مع أن مسألة التصدي للاتحاد تتعلق بمجلس النادي الذي هو نفسه يحتاج لمن يحسمه.
• وقد كان لقاءً غريباً وعجيباً.
• أكد خلاله رئيس نادي المريخ على تمسكهم بموقفهم القاضي بعدم أداء المباراة وأضاف أنهم اليوم لم يعودوا كما كانوا من قبل يتقبلون كل شيء.
•  ولا أدري من الذي طلب منهم في السابق أن يتنازلوا عن حقوق ناديهم.
• لم يطلب منكم أحد أن تتهاونوا وتديروا النادي الكبير على غرار فرق الروابط.
• فشلتم في إدارة وصون حقوق النادي لأنكم غير مؤهلين لإدارة أندية الكرة وليس لأنكم اتصفتم بالطيبة والمثالية واحترام الآخرين.
• وقعتم في الكثير جداً من الأخطاء الجسيمة داخل ناديكم ودون تدخل أحد، فلا تحاولوا الآن استغلال ما تعتقدون أنها سانحة لاسترداد جزء من الأراضي المفقودة.
• فنحن ما زلنا نتذكر إشراككم للحضري في اليوم التالي من عودته من مصر ودون أن يتدرب مع الفريق.
• حينها قال أحد أعضاء جهازكم الفني أن مشاركة الحضري لم يفرضها المدرب كما يعتقد الناس، لكن الذي حدث أن رئيس النادي والجهاز الفني ولاعبو الفريق اتفقوا جميعاً على مشاركة الحضري.
• قال فاروق جبره وقتها بالحرف الواحد " في النهاية سألنا اللاعبين فوافقوا جميعاً على مشاركة الحضري."
• فهل سمعتم طوال حياتكم بلاعب يلعب مباراة بأمر زملائه اللاعبين!
• ما ذنب اتحاد الكرة في هكذا تصرفات!
• صحيح أن اتحاد الكرة فاشل بدرجة ممتاز، لكنكم أيضاً فاشلون في مجلس المريخ.
• ما يثير الاستهجان في لقاء الوالي الجماهيري الأخير أن كل من حضروه سعوا إلى شيء واحد هو تحريض جماهير النادي وكأنهم يحتمون بهذه الجماهير، مع أن القرارات الكبيرة لا تخص الصحفيين والأقطاب أو خلافهم، بل هي شأن يتعلق بمجلس الإدارة الضعيف.
• رافق الوالي خلال اللقاء بعض غلاة كتاب المريخ ليقولوا في حالة أخطأ فيها مجلسهم كما جرت العادة ما لم يقله مالك في الخمر.
• قال أحد كتاب المريخ أنه سيتكلم بالدارجة، يعني كأنه يقول لقد جئنا إلى هناك من أجل تحريض الجماهير.
• وأضاف أنهم سينسحبون إن تعرضوا للظلم أو تعرض فريق آخر يلاعب الهلال للظلم أو حتى إن لم تعجبهم ربطة عنق مجدي شمس الدين.. وهو كلام يحير بالجد.
• وقال آخر أن على المريخاب ( الشفوت) أن يجتهدوا في الفترة القادمة حتى تكون كلمتهم مسموعة لكي يذهب هذا الاتحاد مؤكداً أنهم بعد ذلك سوف يتحكمون في قيادات الاتحاد وفي كل قيادات الأندية.
• أليس هذا إعلاناً للحرب! وهل يظن كتاب المريخ- الذين استغرب مخاطبتهم للقاء جماهيري يخص رئيس النادي- أن الطرف الآخر سيلزم الصمت ويترك لهم الساحة خالية حتى يحققوا كل هذه الأهداف غير المشروعة؟!
• أما أكثر ما أثار اشمئزازي في ذلك اللقاء فهو حديث بعض أرزقية المريخ ( المحترفين الأجانب).
• بالطبع ليس المقصود رفض فكرة المحترف الأجنبي في أنديتنا، لكن عندما يتطاول محترف عديم الأخلاق مثل الدافي ويتساءل بتهكم ( منو الهلال ومن وين!) فلا أجد أنسب من هذه المفردة لوصف أمثاله.
• فالهلال هو أكبر أندية السودان يا دافي السجم.
• ولو لا هذا الهلال الذي تسأل عن ماهيته لما رُزقت بدولارات الوالي السايبة، لأنهم جلبوك من أجل أن تساهم في تمكين ناديهم مني منافسة هذا الهلال الكبير.
• ولا يفوتني أن أضيف هنا سقطة إدارية أخرى لمجلس المريخ، حيث لم       يكن هناك مبرر لحضور المحترفين الأجانب الخمسة للقاء جماهيري يعقده رئيس النادي مع جماهيره.
• كما لابد من التذكير بحديث الهوان الذي أثرته في مقال سابق لي حول مهنية قناة الجزيرة لأقول للأخ مزمل أن هواننا وتهكم الآخرين بنا يبدأ من هنا، أي من الداخل، وطالما أننا نسمح لأمثال الدافي بأن يهينوا أحد أنديتنا لمجرد إرضاء رغبة الجماهير وإلهاب حماسها، يصبح من الطبيعي أن يسيء لنا الخلصي وأمثاله.
• ولا أدري كيف انبرى مزمل للدفاع عن الهلال يوم أن أساء له الخلصي وقبل هو وكل كبار المريخ الآخرين تهكم الدافي الصغير.
• وإن كنتم تظنون أن الدافي ورفاقه يمكن أن يحترموا ناديكم وهم يرونكم تقبلون بتحقير الغريم التقليدي لكم تكونوا أكثر من واهمين.
• الأمر هنا أيضاً يتعلق بوطن، وكان يفترض أن يوقفه أحدكم عند حده ويجيبه على سؤاله التهكمي بإلقامه حجراً حتى لا يكررها.. لكن!
• عموماً إن لم يكن ( الدويفي ) قد عرف حتى اللحظة من يكون الهلال فسوف يعرف قريباً.
• لا يجوز أن يكون لدينا خطابين، واحد خارجي والآخر لجماهير النادي داخل الديار الحمراء أو الزرقاء، فالمبدأ واحد ولا يفترض أن يتجزأ.
• عموماً ما دار في نادي المريخ يومها لا يمكن أن يضيف إلى كرة القدم السودانية سوى المزيد من الفوضى والتخبط الذين تعيشهما منذ فترة ليست بالقصيرة.
• والعجيب أن اللقاء التحريضي تزامن مع حديث رئيس الجمهورية ومطالبته بفرض الانضباط وتطبيق القانون! ونحيا ونشوف كيف ستتطبق القوانين واللوائح على الوالي وغيره.

 

آراء