أي شنب وأي صراحة ! … بقلم: كمال الهدي

 


 

كمال الهدي
26 February, 2010

 

 

تأملات

 

hosamkam@hotamial.com

 

  كثيراً ما انتقدت الصحافي الذي لا يستحي من قول كلمة الباطل بعد أن يحاول إلباسها ثوب الحقيقة ميرغني أبو شنب، لكن ما قرأته له بالأمس قد فاق حدود اللا معقول في الإسفاف والابتذال وعدم احترام عقول القراء وجرهم إلى حيث مصالح الكاتب إن جاز لنا إطلاق صفة " كاتب"  على هذا الرجل.

  تخيلوا ماذا كان موضوع هذا الصحافي الذي يوصف خطأً بأنه أحد الكبار في صحافتنا الرياضية؟ لقد كان موضوع مقاله شكلاً من أشكال العتاب لصديقه حسن عبد السلام وإفراطاً في المديح لجمال الوالي الذي ظللتم تتابعون حتى وقت قريب شتائمه وسبه اليومي له.

  قال أبو شنب الكثير مما لا يستحق القراءة أو التعقيب لكنني اخترت بعضاً منه بغرض تنوير بعض القراء الأعزاء الذين لا يعرفون بعض أسرار صحافتنا الرياضية وآليات عمل بعض كبارها المفترضين.

  قال الصحافي الذي لا يتورع من الكتابة لمصلحة من يدفع أكثر أنه ذهب مع آخرين إلى حاضرة ولاية الجزيرة ود مدني بغرض مساندة السيد جمال الوالي في حملته الانتخابية وراح يحدثنا عن شخصية الوالي وأخلاقه الرفيعة، مضيفاً دون استحياء انه ندم على الفترة التي لم تكن فيها علاقته جيدة برئيس نادي المريخ.

  حدثنا أبو شنب عن بعض الشخصيات الأخرى التي رافقته في الرحلة ولم ينس أن يضمن أسماء بعض المطربين الهايفين مثل فرفور، أحمد الصادق وشكر الله ظناً منه أن تضمين هؤلاء في قائمته المطولة ممن حضور تدشين الوالي حملته الانتخابية ستعضد من موقفه المخزي.

  خجلت للرجل وهو يقول " ويعلم الجميع بدون شك أن موقفي ضد جمال الوالي كان لحساب صديقي حسن عبد السلام وجماعته الذين يعارضون الوالي."

   صحافي يقول بعضمة لسانه أنه وقف ضد الوالي في فترة سابقة لمصلحة شخص آخر فما الذي يجعل قارئاً  يتكبد مشاق الذهاب إلى كشك الجرائد وشراء صحيفة يكتب فيها مثل هذا!

  مثل هذا الحديث المخزي والمخجل لا يطلقه مثل هذا الصحافي جزافاً، بل هو يحاول جر بعض القراء إلى فكرة غريبة للغاية مفادها أنه من الطبيعي أن تساند الأصدقاء من خلال مهاجمة خصومهم وكأنه يريد أن يقول لم يكن تصرفي غريباً والآن تبدلت المواقف وهاأنذا أحدثكم بصراحة يا قرائي.

  المأساة الحقيقية هي أن سودان اليوم صارت فيه التصرفات النشاز مقبولة وإلا لاستحى مثل هذا الكاتب من نفسه قبل أن يسطر حرفاً من هذا الغثاء.

  من أكثر العبارات أثارة للقرف ضمن ما ورد في مقال أبي شنب " إن غضب مني حسن عبد السلام أو لم يغضب وإن استقبلني ببرود أو اتخذ قراراً بقطع ما كنت أتلقاه منه من إعانات اشكره عليها كل الشكر، فإن جمال الوالي هذا رجل أصيل حر يعرف قدر الآخرين.."

  عرفتم أخوتي الأعزاء لماذا أهاجم صحافتنا الرياضية في الكثير من الأحيان!  لأن هذا الكاتب يعتبر أحد رموزها الذين ينظر لهم كتاب آخرون بالاحترام والتبجيل.. كاتب يقول دون مواراة أنه ظل يتلقى إعانات من حسن عبد السلام من أجل أن يهاجم الوالي ومجلسه طبعاً،  وبعد كل هذا يطلق على عموده اسم " بصراحة " أي صراحة هذه يا رجل!

  كلام أبي شنب عن المؤتمر الوطني والرئيس وخلافه لن أقف أمامه فالكل يعرف أن المؤتمر الوطني خاصة في الفترة الأخيرة عرف كيف يستميل ضعاف النفوس ، ولذلك فحديث أبي شنب عن روعة المؤتمر الوطني وإشادته بهذا الحزب لا أظنها ستدخل عقل طفل غض ناهيك عن راشد يطالع الصحف ويتصفح الانترنت، وهي معلومة المرامي.

  تحسر أبو شنب على عدم تواجد عدوه ( إلى حين ) صلاح إدريس في مدني حتى يرى كيف يكون الرئيس محبوباً كما ذكر، لكن أبو شنب تناسى حقيقة أساسية هي أن خصومته مع صلاح إدريس ربما كانت بسبب هجومه المتكرر على الوالي ولأن صلاح إدريس لا يقبل في عديله ساءت العلاقة بينه وبين صاحب عمود بصراحة ووصلت إلى ما وصلت إليه.. لكنني واثق جداً من أنه سيأتي يوم يطالع فيه القراء إشادات بصلاح إدريس في عمود الصراحة المزعومة هذا، لأن الفكرة واضحة جداً فالمساحة في هذا العمود مفرودة لمن يدفع أكثر ولذلك راحت على صديقه حسن عبد السلام.. ولحسن عبد السلام نقول معليش ولا يهمك يا راجل فهذا هو المصير الطبيعي لكل علاقة يؤسسها الإداري مع كاتب جاهز لبيع قلمه.

  قلت مراراً أنني لا ألوم بعض الصحافيين المرتشين لأنهم ضعاف نفوس وكل ذو نفس ضعيفة يغريه المال، لكن اللوم على الإداريين الذين يدفعون لهؤلاء ناسين إنهم إن دفعوا مليون فسوف يدفع غيرهم مليونين وبذلك تتحول الصحافة إلى سوق جمعة أو مزاد علني.

 

 

آراء