إختصار المشكلة في الفاشر بغرض التضليل

بقلم: المهدي طيفور الزاكي (ابو حامد)
sudann@atomicmail.io

تركيز الحديث عن الفاشر فقط جزء من التضليل الذي يمارس ضد الشعب السوداني وهو مثل التركيز علي شيطنة الناشطين السياسيين من مجموعة قحت ووصفهم بانهم من اسسوا الدعم السريع الذي أسسته الإنقاذ. والحقيقة المرة التي يجب ان يعيها الشعب السوداني أن السودان كله يحتضر وتعرضت مدنه للدمار وانسانه للقتل والتجويع والذبح مثل الخراف وكل هذا بسبب التضليل وسوء إدارة الدولة و القرارات المصيرية الخاطئة التي تتخذها القيادة وحلفائها من الكذابين في كل ساعة وكل همهم تركيز حكمهم اكثر من سلامة السودان واراضيه ومواطنه والحديث عن الإنتصارات الذائفة بغرض تخدير المواطن ومذلك تمركز من يحملون السلاخ في المدن الآمنة البعيدة عن الزحف تحت مسمي اللجان الامنية وممارستهم الإعتقالات والتنكيل بالمواطنين العزل وهدم منازلهم تحت مسمى المتعاونين وازالة العشوائي بدلاً من تحريك هذه القوات لمناطق الاشتباك وتوجيه سلاحها الي الغزاة فهي توجه سلاحها نحو المواطن الاعزل وتنكل به وتعتقله وتهدم منزله وعندما يصل الغزاة الى المدينة تفر هذه القوات التي كانت تمارس هدم المنازل واعتقال المواطن وتترك المواطن ليواجه القتل والذبح على ايدى الدعم السريع ويعيش المواطن في السودان ما بين تنكيل الدعم السريع به وتنكيل الخلايا الامنية به.

يتم تضليل المواطن وشغله بقصص نشطاء قحت السياسيين الذين كل ذنبهم أنهم يمارسون حقهم في التعبير بشكل سلمي ولا يحملون السلاح وحظر حساباتهم البنكية بدلاً من تركيز الدولة علي مشكلة الدعم السريع ومن يحملون السلاح ويقتلون المواطنين وخطر الحركات المسلحة والمليشيات العشوائية القادم.

الفاشر بالنسبة للسودانيين مدينة من ضمن عشرات المدن الكثيرة التي إحتلتها قوات الدعم السريع ونكبوا باهلها وما حدث في الفاشر حدث في كل مدن دارفور وحدث في قري ومدن الجزيرة وسنار والخرطوم ومدن كردفان الآن تعاني الذبح والتقتيل، والتركيز علي الفاشر الغرض منه تغبيش الوعي السوداني وكانها المدينة الوحيدة في السودان التي سقطت وقتل اهلها وهذا ليس بصحيح فسناريوا الفاشر تكرر في عدة مدن ولا زال يتكرر في كردفان يومياً والغرض من هذا التضليل هو صرف انتياه السودانيين عن الخطر الكبير الذي يهدد كل السودان تهديداً وجوديا والمذابح التي تتربص برقاب ملايين السودانيين.

الواقع الحالي الذي يجب ان يعرفه جميع السودانيون ان دارفور كلها بجميع مدنها في قبضة الدعم السريع وكذلك كردفان معظم مدنها في قبضة الدعم السريع إلا مدينة الأبيض وقليل من المدن التي حولها والآن لحظة كتابة هذا المقال الحصار يضيق علي الأبيض تدرجياً ليتكرر فيها نفس سناريوا الفاشر وريما اعنف فمدن كردفان مثل مدينة بارا وغيرها تعرضت في اليومين الماضيين لمذابح لاتقل بشاعة عن مذابح الفاشر راح ضحتها المئات من المواطنين.

المؤسف أننا شعب يسهل خداعه وتشتيت فكره دائما وشغلنت بقصص محددة نركز تفكيرنا بها لنستيقظ في اليوم التالي ونكتشف اننا وقعنا في مصيبة اكبر اثناء انشغالنا بالتفكير في المصيبة الاولى.

سقوط الفاشر مثل سقوط بقية مدن دارفور واستعادتها حتي لو تمت لا تعني استعادة العشرات من مدن وقري دارفور التي سقطت قبل الفاشر وكان تركيز الدعم السريع علي الفاشر حتي يكمل سيطرته علي كل مدن دارفور وكان وجود الجيش السوداني فيها بغرض حماية سكانها ولكن بما ان الجيش قد انسحب وتم ذبح سكان الفاشر يصبح التركيز علي الفاشر وحدها دون التركيز على الخطر الذي يهدد كل السودان يصبح هذا التركيز دون جدوي ويجب النظر بنظرة شاملة لهذا الخطر الذي يهدد كل السودان حتي لا نستيقظ كل يوم لنجد ما حدث في الفاشر قد تكرر في مدينة جديدة اثناء إنشغالنا بكارثة الفاشر التي عجزنا عن حمايتها طوال عامين وظلت تتعرض للهجوم اليومي.

عن المهدي طيفور الزاكي

المهدي طيفور الزاكي