kamalalhidai@hotmail.com
تأمُلات
• لم أتابع حفل تكريم الكاردينال لأن مثل هذه المناسبات عديمة الفكرة اهدار للوقت فيما لا يفيد.
• كما أنني لا أجلس أمام قناة الهلال إلا مجبراً وعندما تكون هناك مباراة للفريق غير منقولة على أي قناة أخرى.
• لكنني طالعت ما كُتب حول هتافات بعض من طالبوا برحيل الكاردينال الأمر الذي أربك المُحتفى به وأضطر قناة التطبيل لحجب الصوت.
• ولا أرى في هتافات هؤلاء الشباب أي مشكلة.
• حجج مناصري الكاردينال من شاكلة " ما حدث لا يشبه جماهير الهلال" و" من قاموا بهذا الفعل قلة لا تمثل الجماهير الزرقاء" ليس مقنعة.
• طالما أن تلك المجموعة اكتفت بالهتاف فقط، فليس هناك ما يسيء للهلال ولا لجماهيره.
• ولا أدري ما المشكلة في أن يكون هناك ضيوف فتهتف في حضرتهم بعض الجماهير معبرة عن رفضها للكذب والنفاق!!
• هل تريدون من الجميع أن يشاركونكم في أكاذيبكم واستغلالكم لمؤسساتنا من أجل صون مصالحكم الشخصية!!
• ألم يتغن أحد المطربين ضعاف النفوس أمام سطوة المال بكلمات تمدح الكاردينال يقول فيها " يا الحاكمنا بالشورى" !!
• أين هذه الشورى إذاً وأنتم ترفضون سماع الأصوات المعارضة لرئيسكم الفاشل!!
• من هتفوا ضده الكاردينال هم أصحاب الوجعة الذين اكتووا بالنيران طوال سنوات إدارته للنادي، ومن حقهم أن يعبروا عن رأيهم طالما أنهم انتهجوا أسلوباً سلمياً ولم يخربوا أو يعتدوا على أي شخص.
• من يستحقون اللوم والنقد القاسي هم رجال ما يسمونها بـ ( الهيئة الاستشارية) الذين ظلوا يهللون ويطبلون للكاردينال لا لشيء سوى أنه يملك المال.
• ما ظل يقوم به رجال الهيئة هو السلوك الذي لا يشبه الهلال ولا جماهيره.
• بل هو سلوك كيزاني خالص.
• ومعلوم للجميع أن الطاغية المخلوع وزمرته من الكيزان وأزلامهم قد أفسدوا حياة السودانيين وضربوا تقاليد وقيم هذا الشعب في مقتل.
• استغرب حقيقة لم يتحدثون عن قيم الهلال وما يشبه جماهيره وهم منساقون وراء من أساءت لكافة البيوت السودانية بأسواء الألفاظ لتكرمها حكومة (الساقط) البشير بوسام انجاز على تلك الشتائم في حق ثوار خرجوا للشوارع تعبيراً عن رفضهم للظلم.
• هل هذه هي قيم الهلال يا من أغضبتكم هتافات بعض الشباب الأحرار الذين رفضوا أكاذيبكم ورياءكم ونفاقكم!!
• استحوا على وجوهكم وساعدونا بالصمت.
• من تماهى معهم الكاردينال وشلته طوال السنوات الماضية واستفادوا من تدميرهم الممنهج لاقتصاد البلد أفسدوا حياتنا حقيقة.
• جعلونا نهلل لكل من يدفع.
• لم نعد نعبأ كثيراً بالقيم ولا الأخلاق ولا التقاليد.
• بلغنا مرحلة أن الناس لو شاهدوك تسطو على خزانة مصرف وتأخذ كل ما بها من أموال، ثم في اليوم التالي أعلنت عن تبرعك بتشيد مسجد بجزء من تلك الأموال المسروقة، لا يمانعون في التهليل لك ووصفك(بـ) رجل البر والإحسان.. الخ الأسطوانات العبارات المخجلة.
• إن سألت هذه الفئة المُنساقة والهتيفة عن انجازات الكاردينال فلن تسمع منهم سوى " الرجل دفع للهلال دفع من لا يخشى الفقر وشيد جوهرة زرقاء صارت مفخرة" !!
• ولا أدري كيف يخشى المرء فقراً طالما أن كل الخزائن مفتوحة أمامه بلا حساب.
• قلتها في عشرات المقالات أن الكاردينال وأمثاله إن تبرعوا لمؤسساتنا بمليون فمعنى ذلك أنهم حققوا من وراء ذلك مئات الملايين التي تدخل حساباتهم.
• منذ سنوات لم أكف عن ترديد أن الكاردينال استفاد من منظومة الفساد التي سادت البلد طوال السنوات الماضية، وأنه شريك للطاغية المخلوع وأشقائه وعائلاته فلا تصدعوا رؤوسنا بجوهرته الزرقاء أو غيرها من المنشآت.
• فقد سبقه إلى ذلك جمال الوالي في المريخ، حيث شيد العديد من المنشأت لكنه أضعف فريق الكرة بسبب فشله كإداري كرة واعتماده على شلة ظلت تسعى لحماية مصالحها الخاصة.
• وبعد أن حقق البعض ما حققوا من ثروات خلال عهد الوالي في المريخ، نقل بعض آخر النموذج الأحمر لنادي الهلال وجاءوا بالكاردينال لكي يحققوا من ورائه ثروات على حساب النادي، وللأسف كان لهم ما أرادوا بسبب غفلة الجماهير.
• لم يكن يعنيني الأمر كثيراً حتى لو بنى الكاردينال عشرة ملاعب للهلال.
• فذلك ما كان سيغير قناعني بأن الأموال المشبوهة التي يوظفونها في كسب رضا الجماهير وشغلها عن ما هو أهم لن تأتي على الهلال بالخير اطلاقاً.
• وقد رأينا كيف أن مستوى فريق الكرة في النادي الأزرق ظل يتراجع عاماً وراء الآخر حتى بلغ أدنى مستوىً له منذ عقود طويلة.
• من لا يعرفون تاريخ النادي جيداً من الطبالين الجدد يسألونك: هل كان الهلال بطلاً لأفريقيا قبل أن يترأسه الكاردينال!!
• والإجابة هي أن الهلال كان مارداً قوياً قبل سنوات الكاردينال العجاف، وقد بلغ الفريق نهائي أفريقيا مرتين كان في أحداهما قاب قوسين أو أدنى من نيل اللقب لولا الظلم التحكيمي.
• ونفيد هؤلاء بأن الهلال عندما بلغ تلك المراحل لم يكن قد عرف رجال المال الجدد الذين يغدقون على كل من يهلل لهم صحافياً كان، شاعراً أم مطرباً.
• الكلام عن أن الكاردينال جاء بديمقراطية وأن ازاحته لا يفترض أن تتم بالرفض أو الهتافات، لا أعتبره أكثر من كلمات حق يُراد بها باطلاً.
• فالجميع يعرفون سر العضوية المستجلبة التي تأتي بأمثال الكاردينال.
• فلو لا التطبيل والتلميع الذين مارسه بعض زملاء المهنة لما عرف الناس شخصاً اسمه الكاردينال، دع عنك أن يصبح رئيساً للهلال.
• لكن رفضنا للكاردينال في هذا الوقت لا يفترض أن يكون مدعاة للاتفاق مع الرشيد على عمر لمجرد أنه انقلب على صديقه وصار ينتقده بكل القسوة.
• فقد مللنا مثل هذه التكتيكات المفضوحة من الرشيد.
• قبل يومين طالعت مانشيتات لصحيفة الأسياد تشيد بشباب الأولتراس وتقدح فيمن نظموا حفل تكريم الكاردينال، واعتبرت الصحيفة ذلك تلميعاً في غير محله، فصفقت يداً بيد.
• وسبب استغرابي ودهشتي أن الأسياد ظلت داعمة للكاردينال طوال السنوات الماضية بالحقيقة وبالكذب.
• اتفق الرشيد وفاطمة على أمر واحد هو دعم الكاردينال ظالماً أو مظلوماً.
• ما كانا يقبلان بأي شكل من أشكال النقد الموجه له.
• واعتبرا مجرد الاقتراب من الرئيس ( الأسطورة) خطاً أحمراً.
• لم يختلفا في يوم، ولو في نقطة واحدة فيما يتصل بكيفية إدارة الكاردينال للهلال، بالرغم من أن اختلاف الآراء أمر طبيعي ومتوقع في أي وقت.
• لكن المصالح المشتركة فرضت عليهما تناغماً مستمراً.
• كثيراً ما راهنت على أنه سيأتي اليوم الذي ينقلبان فيه على الكاردينال.
• وقد بدأت بتنبيهه لذلك منذ أول شهر تولى فيه رئاسة النادي.
• وناشدته مراراً وتكراراً إلى أن يكسب شعبيته من العمل المؤسسي في إدارة النادي والقرب من الجماهير وترك الخبز لخبازيه فيما يتصل بفريق الكرة والابتعاد عن سماسرة اللاعبين.
• لكنه للأسف لم يكن يسمع لأي أصوات ناصحة، وظن واهماً أن الأسياد وصاحبيها هما صمام أمانه الوحيد.
• وها هو الرشيد ينقلب عليه، فيما لا تزال فاطمة تسانده.
• لا أعلم على وجه الدقة ما إذا كان هناك خلاف حقيقي بينهما، أم أنه مجرد تكتيك مرحلي، وهذا هو الأرجح.
• عموماً لقد سئمنا تكتيكات الرشيد.
• فهذه ليست المرة الأولى التي يبدأ فيها الرشيد بتلميع شخص ويتجاهل عمداً كل أخطاءه وجوانب قصورة ويرفض أي كلمة نقد توجه ضده، ثم بعد أن تسوء العلاقة لأسباب يعملها ينقلب عليه ويبدا في الحديث عن قيم الهلال وأهمية الإذعان لإرادة الجماهير ويهاجم من لا يزالون يناصرون الرئيس صديق الأمس عدو اليوم.
• واهم من يظن أن الرشيد تحول لمعسكر نقد الكاردينال من أجل الهلال.
• فقد كتب الرشيد نفس ما نطالعه له هذه الأيام ضد صلاح إدريس عندما ساءت العلاقة بينهما.
• وتكرر ذات الشيء قبل ذلك مع البرير وطه على البشير.
• لم ينقلب الرشيد على الكاردينال إلا لأنه شعر بأن أيامه قد قاربت نهايتها.
• وما هي إلا أيام، أو ربما أسابيع وسوف يوجه الرشيد بعدها قلمه بالكامل لرجل مال جديد ورئيس محتمل سيعمل هو وآخرون على تلميعه.
• الهلال ليس ضيعة تخص البعض حتى يسوقونكم حيثما شاءوا يا جماهير الهلال.
• كثيراً ما رجوناكم أن تتعاملوا بالحزم اللازم مع الألاعيب التي تمارس بإسم الكيان، لكنكم للأسف لم تعيروا ذلك كثير اهتمام.
• الشاهد أن الرشيد قد بدأ فعلياً في تلميع الكوارتي كرئيس محتمل للهلال، وهذا أحد أهم أسباب رفضي لهذه الشخصية.
• فمن يريد أن يرأس النادي ويعتمد نهجاً مؤسسياً حقيقة ما كان له أن يقدم نفسه للأهلة عبر ذات الباب الذي دخل منه من سبقه وعاداه هو وشلته على مدى سنوات عديدة، قبل أن تطرأ ظروف غيرت موازين اللعبة.
• بدأت حملة الدعم من الرشيد، ولا أستبعد أن تلحق فاطمة بالركب في أي مرحلة ما.
• بمثل هذا الإذعان والخضوع المخجل لإرادة قلة تضيعون ناديكم يا جماهير الهلال.
• شخصياً لا يشرفني والله أن أنتمي لنادِ يترك الحبل على الغارب فيه لأي مجموعة باحثة عن مصالحها.
• وأحس بإحتقار شديد حين أحس بأن هذه المجموعات الصغيرة تتحكم في أمور نادِ تناصره الملايين.
• ولا أعرف كيف يطيب لبعضنا أن ينساقوا كالدواب وراء كل من يريد أن يطبل لصديق أو يهلل لثري يغدق عليه، فيصعده لأعلى المراتب على حساب كل هذه الملايين.
• اطلعت منذ لحكات لبوست بالفيس بوك لأخ هلالي (يشمت) فيه ممن هتفوا ضد الكاردينال أثناء الاحتفال ومن يجاهدون ويكافحون هذه الأيام من أجل تفعيل العضوية الراشدة.
• وقد أشار صاحب البوست إلى تعليمات ربما أصدرها الكاردينال بتسجيل 30 ألف من الأعضاء ودفع رسومهم لعاميين قائلاً لدعاة العضوية الراشدة " أها خموا وصروا"!!
• ليس غريباً بالطبع على رجل بفهم وأسلوب الكاردينال أن يستميل بعض ضعاف النفوس ويدفع لهم رسوم العضوية حتى ولو لعشر سنوات قادمة.
• لكن ألا يؤكد ذلك ما ظللنا نكتبه وننبه له في هذه الزاوية وما يردده الكثير من معارضي هذا الرجل من أنه ينتمي لمنظومة الفساد في بلدنا!!
• استفزتني هذه البوست على المستوى الشخصي لكوني ظللت أنادي منذ نحو عشر سنوات عبر هذه الزاوية لقيادة جماهيرية لأنديتنا، وناشدت هذه الجماهير كثيراً بأن تنال عضوية أنديتها حتى تصبح صاحبة الكلمة العليا فيها.
• ولا أدري أيهما أحق بالشماتة: من يسعون بجد واجتهاد لتنوير الأهلة وارشادهم لاكتساب العضوية المستنيرة، أم من يُساقون وراء رجل مال غير مؤهل ليمكنونه من إدارة نادِ بمكانة وحجم الهلال نظير ربما سندوتشات طعمية أو وجبة إفطار شهية مع دفع رسوم العضوية!!
• في رأيي أن من يسعون لمساعدة الأهلة في نيل العضوية الراشدة التي تمكنهم من أن يصبحوا أصحاب قرار في ناديهم، يستحقون أن تُرفع لهم القبعات حتى لو تمكنوا من اقناع هلالي واحد فقط كل أسبوع لاكتساب عضويته بنفسه لكي يصبح عضواً حراً ومستقلاً.
• ألم أقل لكم غير مرة أن المعايير قد اختلت تماماً في هذا السودان.
//////////////////