بسم الله الرحمن الرحيم
ولبثوا فيها اربعة وعشرين شهرا … وما ازدادوا …
لم يكن كلبهم بالوصيد …
ولم يقبل أحدَورِقِهم الذى جاءوا به …
ظنوا أنهم سوف يعيدوك الى ملتهم … أو يرجموك …
داسوا على أرضك … دنسوا شرفك …
دمروا قصرك … عبثوا بمتحفك …
ظنوا أنهم يمحون تأريخك … ويحنون هامتك …
خاب فألهم …
أخذتهم عزة أنفسهم … بغوا وطغوا … ثم خرجوا يجرون ذيل هزيمتهم …
بعد مائة عام … تولدين يا خرطوم من جديد …
طائر الفينيق يخرج من تحت الرماد … ينفض جناحيه …
ويحلق فوق قبور الشهداء … يتفقد الجرحى… ويواسى الارامل …
ويطبع قبلة على جبين الاطفال اليتامى …
تعودين يا خرطوم … عروس مضمخة (بالخمرة ) … ومخضبة بالحناء …
تحفها الزغاريد … والعديل والزين … جرتق … وضريرة …وعرضة …
عدتى تقدلين عِزة … ياعزَة الوطن الجريح …
تلهمين ابناءك الثبات … والنضال … والتضحية …
وتحفظين يا خرطوم عهدك مع الثوار …
حرية … سلام … عدالة … ومدنية …
غار الجنجويد … والعسكر الى الثكنات …
محمد فائق يوسف
القاهرة ابريل 2025
alfoyousif@yahoo.com