حبيبنا الشعب ويا وطن الجموع، نلتقيك اليوم لقاء الأوفياء، وقد تنادينا من كل صوب وجانب، تحف مواكبنا تباشير النصر، وتلهب جموعنا هتافات النضال النقي الصادق بصدق مشروع التغيير، في مشهد نعجز عن سرد فصوله في بيان مقتضب، فلقد خرج كل السودان اليوم ليعلن مطلب تنحي النظام.
جماهير العزم والإباء، إن من معالم ثورتنا أنها لم تدنّس بالكذب ولا الرياء ولم تهنّدس بأياد غير أيادي بنيات الفريق ووليدات الحواري والزقاقات الأليفة. ومن شواهد التاريخ إن مواكب اليوم مضت كما شاء لها شعب الحياة وبذلك لابد أن يستجيب القدر.
نحييكم، ونعدكم أن نرسم سوياً ملامح الفترة الانتقالية نحو الديمقراطية المنشودة، بدون إقصاء أو تهميش إلا لمن أبى، ومن أبى رابض على هوامش التاريخ ينتظر انتكاسة لن تجيئ، فقد عزمنا أن لا نخطو إلا نحو الأمام وألا نسلم إلا لسلطة ديمقراطية قوامها العدل والإنصاف والاعتراف بالتعدد والاختلاف الايجابي، لا الخلاف المقيت.
إن مشروعنا للتغيير هو مشروع النماء والنهضة والاستقرار، في دارفور وكردفان والجزيرة والشرق والشمال والجنوب. مشروعنا للتغيير لن نرضاه إن لم يلبي تطلعاتنا في القرى والبوادي والحضر؛ تنمية متوازنة تعيد الأمور لنصابها وتعيد للسودان ألقه بين الأمم، ليس سلة لغذاء العالم فحسب، ولكن نموذجاً لبلد تحول من الفقر والفساد وبيع الذمم، إلى وطن قوامه الشفافية والمصالح المتوازنة في علاقاته مع العالم؛ علاقات تؤسس للتقدم والعدالة الاجتماعية، وتؤثث بيت السودان الداخلي بتوزيع عادل للثروات والسلطات وبقبول الآخر وإحقاق الحقوق والمحافظة على الوحدة المبنية على الرضا الكامل والسلام، لا على العطايا المعطونة بالذل والمحروسة بأمراء الحرب وعلى حد السيوف.
المجد للشهداء والشفاء للجرحى والنصر لشعب السودان العظيم. سنواصل التظاهرات الليلية، وسنحمي أحياءنا وقرانا ومدننا. ها هي لحظة التكليف الكامل للجان الأحياء لتقوم بواجب الحماية وتجويد للتنظيم فالقادم أجمل برغم الجراح.
سنعلن لكم في الساعات المقبلة عن جدول الأيام القادمة خطة الثورة.
- لجان الأحياء خط المقاومة الأول في ظل تقوقع أمن النظام حول القتلة.
- التظاهرات الليلية هى الضامن لنجاح الإعتصامات والعصيان المدنى والإضراب السياسي، حتى سقوط النظام.
- النظام يفقد قواه ويسقط عاجزاً.
القوى الموقعة على إعلان الحرية والتغيير ٢٤يناير ٢٠١٩م