تباً لنصيحة صديقاتي التويتريات!
فيصل علي سليمان الدابي
9 March, 2013
9 March, 2013
بعد طول تردد ، توكلت على الحي القيوم وقررت أن أكون مواطناً عصرياً وأصبح جزءاً من الاعلام الاجتماعي الحديث فأنشأت حساباً على موقع تويتر العالمي المخصص للصفوة كما يقولون، تخيلت نفسي عصفوراً الكترونياً حراً يحط على غابة التويتر لأول مرة وأطلقت إلى المجهول أول تغريدتين صدرتا في شكل كلمتين فقط الأولى هي (هاي أي مرحباً) والثانية هي (باي أي وداعاً) فلم أكن أملك في لحظة التغريد الأولى أي طاقة أو وقت أو حتى مزاج لاطلاق أي تغريدة متوسطة أو طويلة المدى!
مر أسبوع كامل ولم ترد أي عصافير الكترونية على تغريدتي القصيرتين بأي تغريدات مثلها أو أحسن منها وخيم على بريدي الالكتروني صمت الكتروني مطبق ونظراً لطبيعتي المتعجلة فقد سارعت إلى إصدار الأحكام وتخيلت عدة احتمالات سلبية منها أن العصافير الالكترونية قد هاجرت إلى حديقة الكترونية أخرى وأننى كطائر الكتروني عديم الخبرة قد حطيت على الحديقة الخطأ ومنها أن العصافير الالكترونية قد أجمعت على أن تغريدتي القصيرتين هما أسخف تغريدتان سُمعتا في الحديقة منذ تاريخ افتتاحها ولذلك فإنهما لا تستحقان الرد على الاطلاق ومنها أن موظفي وعمال موقع تويتر قد أغلقوا الموقع في وجه كل العصافير الالكترونية القديمة والجديدة ودخلوا في إضراب مفتوح عن العمل في الجنينة الالكترونية بسبب عدم الوفاء بمطالبهم المالية، ومنها أن شرطة الانترنت قد القت القبض على تغريدتي القصيرتين وحبسوهما في غياهب السجون الالكترونية بعد الاشتباه في احتوائهما على مضامين سرية مشفرة مرسلة إلى ثوار اجتماعيين افتراضيين!
مرت الأيام سراعاً، وانهمكت في مشاغل الحياة ومشاغل العمل ونسيت قصة انضمامي إلى قبيلة التويتريين ، وفجأة ودون سابق انذار وصلتني تغريدتين مجهولتين من آنستين أو سيدتين تحملان إسمين غربيين ، كانت التغريدتان تحملان رسالة واحدة وهي (أنت تعيش حياة واحدة وعليك أن تقضي 15 عشرة ساعة يومياً على الانترنت)!
فكرت جيداً في مقولة (أنت تعيش حياة واحدة) وتوصلت إلى استنتاج حاسم : يا لهما من عصفورتين كافرتين لا تؤمنان بالحياة الأخرى التي أكد الله وجودها في جميع الكتب السماوية، هذا غير مقبول بالنسبة لنا كمسلمين فنحن نؤمن بالحياة الأخرى وحتى قدماء الفراعنة المصريين وقدماء النوبة السودانيين، الذين لم يعرفوا الكتب السماوية ، كانوا يؤمنون بالحياة الأخرى ولذلك بنوا الاهرامات تصديقاً لهذا الاعتقاد الراسخ، لهذا صحت في سري (تباً لهذه المقولة الكافرة)!
فكرت في النصيحة الثانية (عليك أن تقضي 15 عشرة ساعة يومياً على الانترنت) وتوصلت إلى استنتاج قاطع : إذن سأصبح مدمن انترنت وأسجن نفسي في واقع افتراضي ولن أجد وقتاً للعمل أو الأكل أو النوم أو الصلاة أو التواصل مع أفراد عائلتي أو التواصل مع الآخرين في الواقع العملي وسأخرب حياتي وحياة عائلتي مع سبق الاصرار والترصد الالكتروني، عندها صحت في سري بأعلى صوت: (تباً لهذه النصيحة المدمرة)، (تباً لكن أيتها التويتريات المجهولات) ثم انتقلت بسرعة إلى أقصى شجرة في الحديقة الالكترونية وطرت مبتعداً عن غابة التويتر بعد أن قررت الدخول في إضراب مفتوح عن التغريد إلى حين إشعار آخر قد لا يصدر أبداً!
Faisal Addabi [fsuliman1@gmail.com]