تكرمت الدكتورة ريم جعفر بالرد على مقالى حول حزب التحرير الاسلامى الذى شبهت فيه الحزب بتنظيم داعش وطالبت فيه بضرورة طرح تفاصيل دعوة الحزب لاعادة الخلافة الاسلامية واقناع المسلمين كافة حكام ومحكومين برؤية الحزب حتى لا يضطر الحزب لفرضها على طريقة داعش وقد جاء أول تفصيل لرؤية الحزب على لسان الدكتورة كلاما (عاما ) فهى تقول ( لابد للباحث عن الحق من مقياس وميزان يقيس عليه الامور حتى يتضح له الحق من الباطل وبما أننا مسلمون فهذا المقياس هو العقيدة الاسلامية التى تنبثق عنها كل أنظمة الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتعليم وكلما يتعلق برعاية شئون العباد ) تقول الدكتورة (العقيدة الاسلامية ) وكأنها حسمت كل شىء ولم يتبقى علينا الا التطبيق واذا كان الامر بهذه البساطة لماذا اختلف أهل العقيدة الاسلامية ولم يتضح لهم الحق من الباطل ؟ نحن نقول للدكتورة اذا كان كل المسلمين على عقيدة واحدة وتفسير واحد ومفهوم واحد لما اختلفوا على هذا المفهوم فى عهد خلافة سيدنا عثمان بن عفان ؟ ولما اختلفوا عليه فى عهد خلافة سيدنا على وسيدنا معاوية ولما ذا تصارع سيدنا على مع السيدة عائشة ؟ ان كل صراع المسلمين كان بسبب اختلافهم على الفهم الصحيح للعقيدة الاسلامية ؟ وهذا يعنى أنهم غير متفقين على (المقياس ) الذى تقاس به الامور حتى يتضح الحق من الباطل وهذا هو سر الصراع بين الحق والباطل منذ الفتنة الكبرى وحتى اليوم وجاء ثانى تفصيل لرؤية الحزب حول تطبيق شرع الله فى نظام حكم الخلافة بالقول ( أما حزب التحرير فهو يعمل لتطبيق شرع الله كاملا فى نظام حكم الخلافة يرعى شئون العباد فى حياتهم اليومية بالعدل لينشر الامن و الطمأنينة والعيش المكتفى وذلك ارضاء لله رب العالمين وليس طمعا فى سلطة أو منصب ) ونحن نقول كيف يطبق الحزب كل ذلك بعيدا عن السلطة والمنصب الذين لا يطمع فيهما ؟ اليس الحاكم سواء كان رئيس أو خليفة أو ملك هو السلطة وهو الذى يطبق ؟ اذا كانت الاجابة لا فلماذا لا يطبق الحزب الان رؤيته ويعين خليفة للمسلمين ويعلن قيام دولة الخلافة كما فعلت داعش ؟ ثم كيف يتعامل الحزب مع الحكام الحاليين فى الدول الاسلامية فى ظل رأى الحزب فيهم باعتبار أنهم لا يحكمون بما أنزل الله ولا يقيمون دولة الخلافة ؟ ثم جاء ثالث تفصيل لرؤية الحزب حول كيفية قيام الدولة الاسلامية فالدكتورة تقول ( بأنها تقوم بنفس الطريقة التى أقام بها المصطفى صلى الله عليه وسلم الدولة فى المدينة ) ان دولة االمدينة قامت على قلب رجل واحد وهو نبى الامة الذى لا ينطق عن الهوى أن هو الا وحى يوحى فهل يمكن أن يصبح المسلمين اليوم على قلب رجل واحد أو حتى على قلب( حزب ) واحد فى ظل عشرات الاحزاب والفرق الاسلامية الى تنبأ الرسول نفسه بوصولها الى ثلاثة وسبعون فرقة كلها فى النار الا واحدة ؟ ثم فصل الحزب كيفية قيام دولة الخلافة كما أقامها المصطفى وفق ثلاثة مراحل :-
المرحلة الاولى :- فهم الاسلام فهما تشريعيا بمعنى أن اأحكام الاسلام وافكاره هى التى يجب أن تسود حياة الناس وذلك لا يكون الا بوجود تكتل يقوم على أساس العقيدة الاسلامية وهذا ما فعله النبى عندما جمع الناس فى دار الارقم
المرحلة الثانية :- أن يقوم التكتل بتبين أحكام الاسلام وضرب الافكار الباطلة المتمثلة فى أنظمة الحكم والحياة التى نعيشها
المرحلة الثالثة :- طلب النصرة من اهل القوة والمنعة ليكون الاسلام هو الحاكم ولا شىء غيره وهو ما فعله الرسول عندما طلب النصرة من القبائل حتى استجاب أهل يثرب فقامت الدولة الاسلامية يتضح من سرد الدكتورة لمسيرة الحزب أنهم طبقوا المرحلة الاولى بوضع الدستور الاسلامى الصحيح وطبقوا المرحلة الثانية بقيام فروع لحزب التحرير الاسلامى فى جميع الدول وهذه هو التكتل الذى يضرب الافكار الباطلة وطبقوا كذلك المرحلة الثالثة بطلب النصرة من أهل القوة والمنعة ( وان حزب التحرير يقدم هذا المشروع الى المسلمين كافة وقد أوصلناه الى أهل القوة والمنعة من السياسيين والجيوش والوجهاء وتم طرحه على العلماء والاعلاميين والمفكرين والمحامين ) ثم ماذا بعد ؟ وماهى الخطوة التالية ؟ وقد جاء فى تفصيل علاقة الدولة الاسلامية مع المجتمع الدولى ما يلى ( ومواثيق الامم المتحدة الموضوعة بحسب مصالح غربية استعمارية والعلاقات الخارجية مع الدول الكافرة فى ظل اتفاقيات التعاون مع روسيا هو موقف الشرع الحنيف منهم ) يتضح من هذا التقرير أن دولة الخلافة الاسلامية لا تعترف بمنظمة الامم المتحدة وبالتالى ستنسحب منها والمعلوم أن كل دول العالم اليوم قد تعارفت على ان الامم المتحدة هى المسؤولة عن حفظ الامن وفض النزاعات وتقديم الدعم المادى واللوجستى وحماية المدنيين فى حالات الحروب وحماية حقوق النازحين واللاجئين وتحقيق السلام والتنمية واغاثة الشعوب فى حالة الكوارث والامراض المعدية وأى دولة تهدد الامن العالمى سواء بنزاع داخلى أو خارجى تتدخل الامم المتحدة عبر مجلس الامن بأرسال بعثاتها لحفظ السلام دون أخذ اذن من حكومة الدولة المعنية وقد ارتضت كل الدول يهذ لان العالم أصبح قرية صغيرة وما يحدث فى أى بقعة منه يؤثر سلبا وأيجابا على باقى الدول وحتى حاكمنا الاسلامى البشير ( أسد افريقيا ) عندما رفض دخول القوات الاجنبيه الى بلاده فى أزمة دارفور وقال بأنه سوف يقود المقاومة ضدها بنفسه عاد وتراجع وسمح لها بالدخول فكيف ستتعامل دولة الخلافة الاسلامية مع هذا الوضع وتصبح دولة قابلة للحياة ؟ وأخيرا نريد معرفة رأى الحزب فى الحديث النبوى الذى يقول (الخلافة بعدى ثلاثون عاما ثم تصبح ملك عضوض)