تعقيب على مقال بعنوان: الجنجويديزم تهمة من ؟

مقال بعنوان ( الجنجويديزم تهمة من ؟ أكاذيب المثقف السوداني اللامتناهية ) قرأته مرة واحدة فهالني كثرة مصطلحاته واستشهاداته بالمراجع من هنا وهنالك لمعركة من غير معترك والحكاية ما ( مستاهلة ) إلا لمن يريد ان يزيد علي نفسه اوجاع القلب

الكاتب زرياب عوض الكريم اجتهد في ان يبرز وجهة نظره في المقال الموضح عنوانه أعلاه وكعادتي في قراءة كافة المقالات التي تتحفنا بها صحيفتنا المحبوبة سودانايل اطلعت على المقال وهو من النوع الذي يعج بالمصطلحات خاصة المترجمة للغة العربية ولا اخفي علي أحد أنني أجد صعوبة ويصيبني عسر هضم عندما اجد امامي ألفاظا مثل الكولناليزيم والجنجويديزم وثلة من المصطلحات منها المترجم ومنها ( صناعة محلية ) وابحار في بطون كتب واقوال فلاسفة وعلماء وكتب صدرت من أناس من الشرق والغرب بوجهات نظر ربما كانت في زمانها مرآة تعكس حال أقوام تلك الحقب وطرق حياتهم بكافة تنوعها واشكالها .
عذرا أخانا العزيز الاديب الكاتب زرياب ربما تكون حتي هذه اللحظة انك لم تفهم قصدي من تعقيبي علي مقالك بتاريخ الاحد ٢٠٢٥/٦/١٥ فإذا كنت أنا صاحب التعقيب شاهدا ماشافش حاجة ، ارجو ان تقدر لي انني اطلعت علي المقال وارجو بعد ذلك إن تتحمل جهلي في الخوض في مسائل ربما تكون لم تخطر لك علي بال واكون قد بهتك وجعلتك تتفوه بما هو أصلا لم يخطر علي بالك وهنا واجب علي الاعتذار مقدما لك وانت تعرف أننا معشر السودانيين ( جبلنا علي لفح الكلام والتسرع بإعطاء الإجابة حتي قبل فهم السؤال ) !!..
سأبدأ لك من بداية شرارة هذه الحرب اللعينة العبثية المنسية صبيحة يوم ١٥ من شهر أبريل عام ٢٠٢٣.
وانا اكتب تعقيبي اليوم ١٥ من شهر يونيو ٢٠٢٥ يعني في هذه المدة تحول سوداننا الحبيب الي لادولة وقد نسينا العالم وبين الفينة والاخري يتكرمون علينا بسلة غذاء لاتصل العنوان الصحيح ومعها كلمات معسولة لزوم خداع الضمير بأنهم مازالوا يعرفون الواجب وحقوق الإنسان .
لا ادري لماذا ينكد البعض علي أنفسهم ويظلوا يعزفون علي اوتار التهميش الذي تعرض له المعذبون في الأرض وان هنالك من السادة من يركبون علي ظهورهم ويلهبونهم بالسياط وهذه اشياء تقع في كل أنحاء العالم الاول منه والثالث طالما هنالك بشر تحكمهم غرائز وطالما إن هنالك شياطين تغويهم الي حد الثمالة لو لم يتحصنوا من هذه الشرور وقد تأكدنا تماما في عصرنا هذا إن من الأمم من تدعي الحضارة صارت تنافس الجن في بث الشرور وقد تقمصتهم روح العداء للدول المستضعفة خاصة ولكل من يخالفهم الرأي هم فقط يريدون التبعية فقط وعلي الآخرين السمع والطاعة وإلا نالهم من جحيم ترساناتهم وقواعدهم التي يخنقون بها العالم وفيها من أدوات الفتك عالي التطوير من أسلحة بيولوجية وسبرانية واخري فيها من الذكاء الاصطناعي الكثير وكل هذا حصر عليهم وعلي احبابهم أما الآخرون فمحرم عليهم مجرد المحاولة ويفرض عليهم من التضييق مما يجعلهم مهيضي الجناح مثل طائر جريح .
نعود لأرض الوطن الحبيب كلنا يعرف أنه قد انفرد بين كل دول العالم بالكرم والتسامح وظل علي هذا المنوال أعواما واعوام ينام أهله في الحيشان وهم في أمن وامان ولا يبيت أحد جائع وجاره شبعان والبلد من أقصاها الي أقصاها علي قلب رجل واحد حتي في زمن الاستعمار لم يفقد أهل السودان نقاءهم وطيب معشرهم وكثير من رجالات المستعمر عادوا لوطنهم ولهم ذكريات وصداقات مع أبناء البلد حملوها في دواخلهم بكل إخلاص الي ان انتقلوا إلي العالم الثاني.
السودان الحبيب ظلمه أهل الايلوجيات المستوردة والأحزاب عابرة الحدود وهنا نشأت الخلافات وعمت الكراهية والعنصرية في بلدنا الصوفي الشفاف المضياف وكل القبائل في أركانه الأربعة تعتز باصلها وفصلها ولا تقلل من شأن بقية القبائل بل تحترمهم غاية الاحترام وتنزلهم الاماكن اللائقة بهم .
ياسلام علي الرعيل الاول من السياسيين حملة القلم والفهم والفكر المستنير مع التواضع والأخلاق والأدب والذوق الرفيع .
ياسلام علي المرأة السودانية في الريف والحضر وياسلام علي التعليم في الخلاوي والكتاتيب وياسلام علي بيوت الطين وبيوت القش وما بداخلها من مكتبات قالقراءة لم تكن ترف نخبة بل كانت هواية أبناء الشعب بكافة خلفياتهم المعرفية والثقافية والاجتماعية !!..
يجب ان نبذل الجهد مضاعفا لوقف هذه الحرب اللعينة العبثية المنسية ويجب ان ننسي أوهام علقت في أذهان البعض مثل الكذبة التي تقال ويصدقها أول من يصدقها قائلها !!..
لم نكن يوما ما من السوء بمكان بل كنا دائما عونا للآخرين ودارنا كانت ترحب بالجيران وتقول لهم :
( نزلتم اهلا وحللتم سهلا ) ولم نكن ابدا نعرف الحقد ابدا وكان شعارنا ( الفقراء اقتسموا النبقة ) !!..
للاسف للاسف بلدنا ضاع من بين أيدينا ومازلنا نعض علي اصابع بعض ونكتب بمصطلحات أمر من طعم الذخيرة عندما تقع علي جسد بريء كل همه إن يعيش بسلام وان يكف أذاه عن الناس!!..
شكراً أخانا زرياب علي مقالك الذي استفدت منه شخصيا في ان نتكيء علي ماعندنا من موروث وان لانتناول الكتابة المعلبة المخلوطة بالمواد الحافظة المسببة لطاعون العصر ( السرطان ) !!..
حمانا الله سبحانه وتعالى من العلل والآثام وندعو الله العلي القدير ان يقيل عثرة البلاد وأن تعود سالمة غانمة مثلما كانت وصلي اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين .

حمد النيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي .
معلم مخضرم .
ghamedalneil@gmail.com

شاهد أيضاً

مع كامل الاحترام لك يا د. كتور كامل

مع كامل الاحترام لك يا د. كتور كامل اظن بعد فرض د. جبريل عليك وزيرا …