osmanyousif1@icloud.com
عزيزتي نهاد ياسليلة ملوك النيل ويا ست البدور، أغريك السلام وانتي تساكنين ذاك المحيط الهادر بعدان هجرتي النيل من تالى بحري وهاجرتي للدنيا الجديدة ولكانك بدلتي الحلو بِالمُر..
نهاد لن احتاج ان أفكرك بفقدان المراسلة والتي كما تعرفين كانت ترياق الحياة والحبل السري الذي كان يتغذى به العشاق وسائقي القندرانات والعطشقية وكمان عشه الفلاتية وأخوها كاشف الفن الراقي الذي نجح في ربط صواميل مزاجنا الغنائي..وعلى كده قلت النكتب ليك كان تكتبي لى..وهاك الزيت زي مابقولو ابناء جيلك..
توقفت كثيراً عند علاقة الانسان السوداني العجيبة بالنيل وتلك لعمري علاقة قديمة جداً وتعود الي عهود سالفة تمتد إلى فترة ماقبل الميلاد..وقد ورث اهلنا في مناطق النيل حتى أواسط البلاد هذه العادات حيث ظلت بعض من تلك الطقوس تمارس حتى ايامنا هذه معتقدين في النيل والتبرك به..
ثم أرخوا للنيل في غنائهم وفي أشعارهم فذاك الشاعر الولهان التجاني يوسف بشير
ينظم للنيل اجمل فراديسه:
انت يانيل يا سليل الفراديس
نبيل موفق في مسارك
إلى ان يتجلى وهو منطرب:
حضنتك الأملاك في جنة الخلد
ورقت على وضئ عبابك
شايفه الكلام ده كيف يانهاد، ده دحين مش قول زهاد وعباد لا يفقهه إلا من به مس من الروح النقية..اما في الغناء الحديث فقد شدى العملاق وردي وهو ابن النيل وحاديه برائعة مرسي صالح سراج بأبلغ بيت شعر لنهر النيل في تقديري:
هام ذاك النهر يستلهم حسنا
فإذا عبر بلادي ماتمنى
طرب النيل لديها فتثني
والأمثلة كثيرة في قاموس الغناء عندنا وعد مستفة بتلك الخرائد التي تتغنى للنيل رمز الحياة..
اما في التراث الشعبي عندنا فما يزال البنوت يشنفن آذاننا بتلك الأهزوجة الخالدة مع السيرة يوم العرس ولكانهن وصيفات عروس النيل التي تزف له كما كان يفعل اجدادنا..
ومن منّا لم ينطرب مع الدلوكه و (عريسنا ورد البحر يا عديله وقطّع جرايد النخل ياعديله)..
نهاد كان هذا ماعندي ليك اليوم لوتردي بتكون منيتي وابقي طيبه من يحبوك….
عثمان يوسف خليل
المملكة المتحدة
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
سلام وتحية عثمان
اولاً كلنا ابناء النيل كما ناديتني يا بت ملوك وانا من بنات ملوك النيل ومن منا لا يهفو لأبيه النيل..عليه انت كمان ابن النيل.
اهلنا يا عثمان ورثونا محبة النيل وروح النيل وجريان النيل، لون النيل، ريحة النيل وصمت النيل، الفرحة بجريانه من جنوبه لشماله من غير ما تحس انت وانا وابناء النيل الجاري في عروقنا بنعرف لو النيل فرحان ومتين بكون زعلان مش كدا ولا كيف؟
وانا قبلت سلامك لمن قلت لي اقرئك السلام حسيت بالنيل بنادي على يا بت الملوك وينك ووين ايامك.. وين طلتك لمن تكوني زعلانة كنت بفرق عليك ولمن تكوني مبسوطة وفرحانة بفرح معاك !
اما كلامك لى عن هجري وهجرتي لارض النيل، فتأكد انه ما بخاطري امشي للدنيا الجديدة واخلي ذاك النيل بوراي حزين، لكن انا مجبورة يا عثمان وحسيت زي كانوا روحي هناك عايشة في كل لحظة وحتي احساسي لمن يكون النيل مشتاق لى وانا بحس بشوقه ولهفته.. وأظنك قادر تتخيل كل ما اتذكر قدر كيف النيل فرق عني وروح عني ويكفي اني ارتويت منه..
بقول نفسي ما اتذكر وبتخيل فرحة النيل وقت جاية عليه وفرحان بعودتي ولهفتي
اتخيل يا عثمان ابناء وبنات النيل العاشقين عارفين تفاصيل النيل جريانه هدوء لهفته ، وحتي جنونه وغدره عارفينه .
والنيل شايل كتير يا عزيزي من أسرارنا من افراحنا وأتراحنا واحلامنا الكنا نتمني نحققها وهو ساندنا واقف معانا . اما غنانا البغنوا عن النيل يا عثمان ما وفاه حقه لانو بستحق اكتر .
والعادات الزمان يا عثمان عن البنات البودوهن للنيل ويقول ليك عروس للنيل ممكن تكون زي الخرافة لكن يا عثمان بصدق عارف ليه لانو زمان كان يعشقوا النيل لدرجة
البت البودوها للنيل عروس بقول انه النيل بستحق نهديه عروس .يا حلينا ويا حليل نيلنا وفراديسنا .
اما ذكرك للدنيا الجديدة المشيتها يا عثمان احسها باهتة لاني وما بشوف فيها فرحة وضحكة النيل وروح النيل .عشان كدا يا عثمان انا هنا جسد لكن روحي هناك وقدر كيف حسيت الاشتياق من النيل وحزن النيل علي فراق الاحبة .
ولحدي هنا يا عثمان بقول ليك خليتك بعافية امكن اشوف لي صورة او رسالة تجيني من احباب وتقدر تصبرني من النيل لعل وعسي .
ودعتك الله .
سودانايل أول صحيفة سودانية رقمية تصدر من الخرطوم