حول خطاب الكراهية وتداعياته

ا.د عادل علي وداعه عثمان ( جامعة سنار )
يشير خطاب الكراهية إلى الكلام المسيء الذي يستهدف المجموعات أو الأفراد بناء على خصائص متاصلة كالعرق أو الدين أو النوع والتي تهدد السلم الاجتماعي، وقانونا يعرف خطاب الكراهية بأنه لفظ أو عبارة أو ايماءة هدفها الإساءة إلى مجموعة عرقية أو سياسية أو مكون اجتماعي يشعر معها الذي وجهت إليه الإساءة بالإهانة والعمالة والتخوين وصولا إلى مرحلة العنف والصدام ، غير أن وثيقة كامدن عرفت خطاب الكراهية بأنه حالة ذهنية تتسم بانفعالات حادة وغير عقلانية من العداء والمقت والاحتقار تجاه مجموعة أو شخص محرض ضده .
وفي السودان شكلت الجهوية والعنصرية والقبلية جزء من تاريخه السياسي والاجتماعي ووظفت سياسيا لتعزيز الانقسامات وزرع الفتن بين المكونات المختلفة بهدف الاقصاء وكبت الرأي الآخر،ويعاد إنتاج هذا الخطاب متى ما سنحت الفرصة واقتضت الضرورة ذلك خدمة لتحقيق أهداف سياسية أو اجتماعية تعيد اشكال التمييز والتهميش القديمة.
وبسبب هذا الخطاب الارعن وشيوعه في مجتمعاتنا

الريفية صرنا في مستنقع اسن ومتعفن عبر استخدامه كسلاح لتحقيق مكاسب سياسية ضيقة واعتماد خطابات تحريضية تثير الفتنة وتقوض التماسك الاجتماعي والقيم المشتركة وتنسف الاستقرار الأسري، وبالطبيعةالسوية يعد الامر حالة عارضة في حياة المجتمعات بحسابات أنماط التطور التاريخي ومنحنياته سينبلج عنها الصبح البهيج وتفر المؤقوذة والمتردية والنطيحة إلى سلال المزابل،فهذه صولة من صولات الباطل محدودة الأمد لن تهزم الحق وسيخزي الله الذين يسيرون في زفتها وياكلون من سواقطها.
معركتنا ضد خطاب الكراهية لا تقل أهمية عن المعركة ضد العنف المسلح بل هي جبهة لا بد من فتحها ويجب أن تتضافر الجهود الإعلامية والدعائية والقانونية لمحاصرة هذا الخطاب وتجريم استخدامه وترسيخ ثقافة التعايش السلمي على المستوى الشعبي وقبول الآخر،واعلاء قيم المواطنة والعدالة على حساب الولاءات الضيقة. إذن واجبنا العمل على محاصرة خطاب الكراهية وذلك بإنتاج محتويات تحاربه واستخدام الحوارات المجتمعية والنقاشات المستمرة الهادفة بين الفاعلين في المجتمع واستغلال كافة المنابر لإبراز الجوانب الإيجابية وصياغة مشروع وطني يهدف

إلى تعريف الانتماء على أسس جديدة ونبذ الفتن والاحقاد وهنا يأتي الدور المحوري للقوى السياسية والشبابية والنسوية المستنيرة وكل من يؤمن بثقافة السلام فقد أثبتت التجارب أن الحركة الجماهيرية عبر وحدتها ونضالها المستميت قادرة على التصدي لخطاب الكراهية والانتصار النهائي عليه.

adilali62@gmail.com

عن عادل علي وداعه عثمان

Avatar

شاهد أيضاً

احداث 1924هل هي محاولة لانتفاضة شعبية محمية بالسلاح؟ أم هي حركة كفاح مسلح قادها أبناء الهامش.

(مرورمئة عام على احداثها ) إعداد: ا.د عادل علي وداعه (جامعة سنار) تتعدد وتتنوع وسائل …