صار الأمر رتيباً جداً يا السر قدور!
تأملات
hosamkam@hotmail.com
• لم يحظ برنامج تلفزيوني بضجة مثل التي أحدثها برنامج أغاني أغاني خلال السنوات الماضية.
• وقد ازدادت المساحات الإعلامية المفرودة لهذا البرنامج هذا العام بعد الفتوى ذات الغرض التي قضت في النهاية بأن يبث في وقت متأخر.
• لست على اتفاق مع جماعة الهوس الديني الذين يتجاهلون أموراً جوهرية في دولة المشروع الحضاري المزيف، بينما يصدعون رؤوس الناس بالهوامش.
• لكنني في نفس الوقت لا أرى أن هذا البرنامج يستحق الضجة الكبيرة التي يحظي بها.
• شخصياً تابعت نسخته الأولى وجزء من الثانية وبعد ذلك لم أعد استمتع بمشاهدته.
• حالياً نادراً ما أشاهد جزءً منه وغالباً ما يحدث ذلك بالصدفة أو لتواجد من يرغب في مشاهدته معي، لكنني لا أفكر من تلقاء نفسي في التحول لقناة النيل الأزرق لمساع أغان يمكنني أن استمتع بها من ( خشوم أصحابها).
• لا أقول ذلك تقليلاً للمشاركين فيه أو لمقدمه الشاعر والإعلامي المرموق السر قدور، لكنني بصراحة لا أجد فيه إبداعاً أو جديداً.
• مجموعة من المغنيين ظلوا على ذات الحال لأكثر من خمس سنوات.
• يؤدون أغاني الغير وبنفس الطريقة مع تدخلات مقدم البرنامج بين الفينة والأخرى بنكات أو حدوتات يضحك عليها بمفرده في معظم الأحوال.. فما الجديد حتى تثار كل هذه الضجة حول البرنامج؟!
• أين الإبداع في مثل هذا العمل حتى يصبح مادة ثابتة تبثها قناة النيل الأزرق خلال الشهر الكريم من كل عام؟
• أليس معيباً أن يقدم هؤلاء الشباب وشيخهم قدور أنفسهم بنفس الطريقة كل عام؟
• ألا يملون هذا التكرار؟!
• في رأيي المتواضع أن الأمر لا يتعلق بالإبداع، لكنها التجارة لا أكثر.
• هذا البرنامج لا يختلف كثيراً عن برنامج "نجوم الغد" الذي يزعم القائمون عليه أن يرعى المواهب، في حين أنهم يسعون وراء التكسب المادي لا أكثر.
• فرعاة المواهب يفترض أن يختاروا في البداية من يستحقون الرعاية لا أن يأتوننا بمن نحاول إحصاء عيوبه فنعجز ورغماً عن ذلك يقول له أعضاء لجنة التحكيم " بقليل من الاجتهاد يا ابني ستصبح مطرباً لامعاً".
• القصة ما قصة اجتهاد يا جماعة الخير ولو كانت كذلك فمعنى كده أن كل أبناء الوطن يمكن أن يتحولوا إلى مطربين ومطربات.
• يخلق من الشبه أربعين وها نحن أمام حالتين من حالات الشبه هذه ( أغاني أغاني ونجوم الغد)
• الأستاذ الجليل السر قدور وشلته وجدوا في أغاني أغاني ضالتهم لتحقيق داخل إضافي سنوياً ومن حقهم أن يبحثوا عن توسيع مداخيلهم.
• لكن يبقى السؤال لماذا توافق قنواتنا الفضائية على مثل هذه التجارة الرخيصة؟!
• وإن لم تكن النظرة تجارية فليقل الأستاذ السر قدور لماذا هذا الإصرار العجيب على مجموعة محددة طوال هذه السنوات رغم أنهم لا يأتون بشيء مختلف بل يؤدون أغاني الغير.
• وطالما أن 90% من مطربي اليوم يعتمدون في معاشهم بصورة أساسية على أغاني الغير كان بإمكان منتج البرنامج أن ياتي كل عام بمجموعة مقلدين مختلفين، لكن ذلك لم يحدث والسبب معلوم طبعاً.
• ربما أن الإضافة الوحيدة للبرنامج هذا العام هي نقطة ضعفه الجديدة ( أفراح عصام).
• فهي في نظر الكثيرين وأنا منهم لا تملك مقومات المطربة إذا استثنينا جمال الشكل ( وكما هو معلوم فالجمال نفسه أمر نسبي).
• ولا أدري ما الذي يجعل القائمين على البرنامج يأتون بصباح ثم أفراح في وجود الكثير من الأصوات النسائية الجميلة!
• ولا أظن أن هناك قوة يمكن أن تقنع المستمع السوداني الذواق بأن أفراح عصام تملك صوتاً يؤهلها لأن تفرض على الناس في مثل هذه البرامج اليومية.
• لكنه السودان ووسطه الإعلامي الذي تلعب فيه المجاملات والمحاباة العنصر الحاسم في كل شيء.
• سبق أن تابعت حلقات عدة في فضائية أخرى كانت فيها أفراح أيضاً ضيفة ثابتة لا لشيء سوى تشابك العلاقات في بلد لا تعترف معظم أوساطه إلا بحميمية العلاقة مع هذا الطرف أو ذاك.
• تود أن تصبح مطرباً فلابد أن تبدأ في مسح جوخ بعض المطربين المسيطرين وتقرب نفسك من النقاد الفنيين وتزورهم ويزورونك باستمرار.
• ترغب في أن تصبح إعلامياً رياضياً، فلابد أن تنافق بعض الإداريين وتهادن من يعرفون (بـ ) رموز الصحافة الرياضية وتكسب ودهم ولا تتعرض لهم بالنقد وتوسع دائرة معارفك في الوسط، لكن لا أحد مطلقاً يسألك عن مهاراتك أو مؤهلاتك.
• أما إن (كبرت) طموحك بعض الشيء وأردت أن تصبح سياسياً لتحظى بمنصب دستوري فكل المطلوب منك هو أن تضع ضميرك في علبة صغيرة وتغلق عليه بالضبة والمفتاح وبعد ذلك ستحقق كل مرادك.
• كان الله في عون أهل هذا البلد فهم يهربون من السياسة وأمراضها التي لا تنتهي إلى الغناء والفن والرياضة فيجدون ما يضاعف تعاستهم لا ما يسعدهم.
• وأخيراً أقول للأستاذ السر قدور أرحم نفسك كإعلامي وشاعر مخضرم وأرحم المشاهدين، وإن لم يكن لديك جديد نرجوك ألا تعيد الكرة في العام المقبل فقد صار الأمر مملاً ورتيباً جداً.