في تذكر مدينة التسامح والكرم والأناقة الأبيض وافادات من الإعلامي معتصم الجعيلي أحد أبنائها البررة
ghamedalneil@gmail.com
في صحبة (الريموت كنترول) الذي اعتبره أحد ادوات الديمقراطية يستطيع المرء به أن يختار مادته المرئية المفضلة بكل سهولة ويسر وفي حرية تامة !!..
نعم بالأمس الجمعة السابع عشر من شهر أكتوبر حملني صديقي ( الريموت كنترول ) إلي ضفاف فضائية سودانية لفت نظري فيها مواطن سوداني بكامل هندامه من الزي القومي الناصع البياض ، بدأ لي هذا الإنسان في ملامحه وكأنه الشاعر المرهف الفاتح حمدتو ، وقلت لنفسي لنستريح في واحة وادي عبقر مع هذا الشاعر الرقيق ، ورأيت أيضا في تقاطيع وجه ضيف الحلقة الشاعر الكبير التيجاني حاج سعيد الذي شدا له الراحل مصطفى سيد احمد بالخرائد من نظمه السهل الممتنع !!..
تدرون من الشخصية التي استضافها د. خالد لقمان ، هذا المذيع ، مقدم البرامج المتمكن الذي ينفذ الي اعماق الذين يجلسون أمامه علي كرسي الذكريات ويخرج منهم المخبوء الذي تراكمت عليه السنون .
إنه ضيف استثنائي ، مسقط رأسه في الأبيض ، درس المرحلة الوسطى في مدرسة كردفان وقد استعرض من الذاكرة اسماء زملاء له من الطلاب عاصروه في تلك الحقبة وسعدت عندما ذكر بالخير كل الخبر استاذه الشاعر الرقيق والأديب الكبير ابراهيم عبد العزيز.
ضيف الحلقة يا سادتي الكرام كان المخرج المبدع والإعلامي المشهور معتصم الجعيلي وقد اثني علي أساتذته وخص بالاشادة استاذه ابراهيم عبد العزيز ومؤلفاته ومنها كتابه ( لا تؤرقي صمتي ) وقال إن عنوان الكتاب هذا ظل عالقا بمخيلته لم يفارقها أبدا لما فيه من جمال وتجديد وسحر وغموض .
درس الجعيلي الثانوي بمدرسة الأبيض وتحدث بفخر واعجاب عن هيئة التدريس بها وقد كان المدير شاعر ( اغدا القاك ) ابن الهلالية الأستاذ الهادي ادم .
تشرفنا نحن في حنتوب ونحن بالصف الثاني ( لنكولن ) بالهادي ادم وهو يدرسنا اللغة العربية الشريفة وتمتعنا كثيرة باشعاره الثرة التي ضمها ديوان شعره ( كوخ الاشواق ) !!..
هذا المذيع صاحب الحنجرة الذهبية الأستاذ صالح ابكر عمل في هيئة الإذاعة البريطانية ودرس اللغة الانجليزية في الأبيض الثانوية الي جانب الأستاذ الغالي جديد وفي اللغة الفرنسية أفتخر الجعيلي بأن من درسهم لها كان في نفس الوقت يدرس الموسيقى!!..
مدرسة الأبيض الثانوية كما جاء علي لسان ابن الأبيض المتفاني والمفتون بمدينته الرائعة التي لم تكن تعرف العنصرية ولا القبلية ، هذه المدرسة كانت مكتملة الأركان بها قاعات للفنون والموسيقى ومعامل ومسرح معتبر وفرق للتمثيل والموسيقى والغناء والمكتبة وتقريباً توفر للطالب كل ما يعينه علي الخروج للمجتمع وهو في قمة التأهيل ولعب الأساتذة أعظم الأدوار بتفانيهم وحسهم التربوي العالي وشعورهم الطاغي بالمسؤولية تجاه أبناء المستقبل من أجل الوطن والإنسانية .
وجاءت حقبة الجامعة وترك إبن الأبيض بلدته الحبيبة ليلتحق بجامعة القاهرة فرع الخرطوم كلية الآداب التي درس فيها الجغرافيا التي لم تروق له لكنه وجد السلوي في رسم الخرائط فهو أصلا كان عاشقا للرسم.
الدراسة المسائية بجامعة القاهرة فرع الخرطوم اتاحت له فرصة العمل في الصباح وحظي بوظيفة في الخطوط الجوية السودانية التي كانت ذائعة الصيت توفر لموظفيها أجود المرتبات والبدلات والتذاكر المجانية للسفر اشتي أنحاء العالم مع تخفيضات تصل إلي خمسين بالمائة في أجور للفنادق.
اغترب بدولة الإمارات العربية المتحدة لتحسين الوضع ووجد عملا بالخطوط المغربية وقد ساعده في ذلك اجادته للغة الفرنسية التي تعلمها بالابيض الثانوية ومنها انتقل للعمل في الخطوط الهولندية وصار مرشداً سياحياً وقد سهلت له هذه الوظيفة السفر إلي امريكا وأوروبا وتقريباً الكثير من بلاد العالم .
عند وصوله الي دولة الإمارات عرف الكثير عن الرعيل الأول من السودانيين الذين ساهموا في نهضتها العمرانية والإدارية والإعلامية وأشار إلي بصمات الرجال الافذاذ من السودانيين في هذا الصدد ومنهم السيد كمال حمزة والبروفيسور ابن المسلمية علي محمد شمو !!..
قدم المذيع د. خالد لقمان حلقة رائعة مع إعلامي مميز أشاد. بالتعليم في زمانه وقال إنه وزملائه كانوا محظوظين إذ توفرت لهم كل فرص النجاح !!..
طبعا انتهت هذه الحلقة الدسمة علي أساس أن يتحدث الجعيلي عن دخوله الى دنيا الإعلام ونجاحه الباهر في الإخراج التلفزيوني.
موعدكم مع الحلقة الجديدة للكشف عن المزيد من الاشراقات لابن الأبيض المخرج المبدع والإعلامي المشهور معتصم الجعيلي ودمتم في رعاية الله وحفظه .
حمد النيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي .
معلم مخضرم .
عملت في مدرسة الأبيض الأهلية الوسطى ومدرسة جميلة الوسطي للبنات تقريبا في نفس الوقت الذي كان فيه الإعلامي معتصم الجعيلي طالبا بمدرسة كردفان الوسطي .
سودانايل أول صحيفة سودانية رقمية تصدر من الخرطوم