ghamedalneil@gmail.com
مثلما يذكرني طلابي الاعزاء بالخير في هذا اليوم الخامس من أكتوبر بمناسبة الذكرى السنوية العطرة لعيد المعلم اود وعرفانا بجميل هؤلاء القوم الأتقياء الأتقياء من أساتذتنا الكرام الذين يظل صدي تضحياتهم الجسام وسهرهم وحدبهم ومواصلتهم الليل بالنهار من أجل الارتقاء بالعقول وشحذ الهمم ونثر المعرفة من غير كلل أو ملل بطيبة نفس وسماحة واريحية وكرم وفي كافة الأجواء والظروف ومهما كانت بيئة العمل فيها من الشدة والغلظة فهذا لا يفت من عضد المعلم والذي يهون عنده كل شيء مادام أنه يحمل رسالة عظيمة هي إرث من الأنبياء و المرسلين عليهم وعلي نبينا وحبيبنا وسيدنا محمد ( معلم البشرية الاول ) أفضل الصلاة .
نعم والحمد لله الذي انعم علينا بالالتحاق بمهنة التعليم ، هذه المهنة الفريدة التي يحس فيها المرء بكامل الراحة والرضا كلما تفاني في خدمة طلابه في سلك التعليم ومهما كان موقعه في هذا المضمار ، سواء كان معلما للصغار في الروضة أو مرحلة الأساس أو في الثانويات وما بعدها في الجامعات والدراسات العليا .
المعلم هو الشمعة التي تحترق لتضيء للآخرين وبهذا الفهم فإن المعلم متصالح مع نفسه تماما يضع نصب عينيه نجاح طلابه ويكافح من أجل هذا السبيل حتي وان لم يتوفر له إلا القدر القليل من الإمكانيات ويتفوق علي نفسه في تذليل الصعوبات وآخر ما يفكر فيه كم سينال من مرتبات وبدلات وسكن مريح ومركبة فارهة وسفر وسياحة وبحبوحة عيش.
المعلم من فرط ارتباطه بطلابه يفرح ويسعد بنجاحهم أكثر مما يفرح بنجاح أبنائه من صلبه وهم بدورهم لا ينسون له هذا الجميل ويكنون له كل الود والاحترام والتقدير ، ولن نستغرب أو نصيبنا الدهشة عندما نلمح رئيس دولة في محفل رسمي يترجل من المنصة وهو يجري مهرولا لمقاعد الحضور لانه لمح معلمه القديم في مرحلة الأساس فيصل إليه ويعانقه ودموعه تنزل مثل غيث هميم . وهكذا فعل رجال دين لهم مكانتهم واحترامهم ورجال دولة ومجتمع يهرولون الي معلميهم القدامي أمام الناس في مناسبات اجتماعية تضم حشودا كبيرة ويكون المنظر بقدر ماهو مؤثر غاية التأثير تتجلي فيه مكانة المعلم الذي كما هو معروف أن هذه المهنة هي مهنة الانبياء والمرسلين ومن يتقلدها ويعطيها حقها بصدق وإخلاص من غير أن ينتظر الجزاء من أي جهة كانت لأن جزاءه من الله سبحانه وتعالى وان شاءالله ستفتح له كثير من السبل أولها راحة البال وطمأنينة القلب والنجاح والفلاح في كافة مجالات الحياة.
من هنا نتوجه بالتحية لكل من علمنا حرفا وانار لنا الطريق بالعلم والمعرفة والثقافة والعلوم ونترحم علي من رحل منهم الي دار البقاء والخلود وحزاهم الله سبحانه وتعالى عنا خير الجزاء وقد أدوا الرسالة وسهروا وجاهدوا وارسوا لبنات راسخات لرفع المجتمعات والأوطان .
ونتوجه أيضا بالتحية لطلابنا الاعزاء أينما وجدوا وحيثما حلوا ونتمني لهم المزيد والمزيد من النجاحات وهم يحملون حب الوطن في عيونهم وفي قلوبهم ويسهرون علي رفعته ووضعه في المكان اللائق به بين الأمم .
والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين.
وبارك الله سبحانه وتعالى فيكم اجمعين طلابا ومعلمين وكل من تخرجوا علي أيديهم وهم يعمرون أرض بلادهم الحبيبة بكامل المسؤولية والهمة والنشاط من أجل وطن يسع الجميع .
حمد النيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي .
معلم مخضرم.
سودانايل أول صحيفة سودانية رقمية تصدر من الخرطوم