ليس مستغرباً

 


 

كمال الهدي
26 November, 2019

 


kamalalhidai@hotmail.com

تأمُلات

 

• طالعت بالأمس قائمة طويلة تضم عدداً من المطربين والمطربات قيل أنهم كانوا يحملون رتباً في أمن الطاغية (الساقط).

• لم أستغرب لورود غالبية الأسماء التي تضمنتها القائمة السوداء ولا أستبعد ذلك اطلاقاً.
• فجل هؤلاء كانوا ضمن كوكبة (المبدعين الوهميين) الذين ظلوا يحيطون بأبي هريرة حسين أيام رئاسته لهيئة البراعم والناشئين ومناسبات افتتاح المنشآت التي كانا هو والطاغية يسوقان فيها الوهم للرياضيين من شاكلة " لن تجلب أنديتنا محترفين أجانب بعد الآن، بل سنصدر نحن اللاعبين للأندية الكبيرة مثل مانشيستر وشيلسي وريال مدريد ".
• وقد كتبت مراراً في هذه الزاوية وقتها أن من يرتدون أزياء الدفاع الشعبي ويتحمسون للغناء في حضرة الطاغية ويحيطون بساعده الأيمن أبي هريرة لا يستحقوا أن تمنحهم جماهير الشعب السوداني حبها ولا أن تنظر لهم كمبدعين.
• لكن المؤسف أن غالبيتنا كانت في حالة تنويم مغنطيسي وقتذاك، ولذلك طال أمد الظلم والطغيان.
• والآن بعد أن انكشف المستور لا يفترض أن نجامل من تضمنتهم مثل هذه القائمة السوداء وآخرين غيرهم تماهوا مع اللصوص والفاسدين طوال السنوات الماضية ليساهموا بشكل أو بآخر في كافة الجرائم التي ارتكبها الكيزان في حق هذا الوطن وشعبه ويشاركوا في إفساد الذوق العام.
• لابد من مقاطعة وعزل أشباه المبدعين الذين أكمل لهم إعلام ساقط نجوميتهم وجعل منهم رموز مجتمع.
• كنا ندرك وننبه إلى أن كثرة البرامج الغنائية والإصرار على " أغاني أغاني" و" نجوم الغد" وغيرها من البرامج ما كانت تتم صدفة، لكن حسن فضل المولى وبقية شلة الإنس أرادوا توظيفها لشغل الشباب وإلهائهم عن قضايا الوطن المصيرية حتى تخلوا الساحة للنظام البغيض ومفسديه لكي ينهبوا الثروات ويضيعوا مستقبل البلاد ويصنعوا أجيالاً تعيش بلا هدف.
• لكن المفارقة تكمن في أن الجيل الذي تأبطوا به شراً وحرموه من التعليم الجيد والعلاج وكل فرصه في الحياة الكريمة هو من ثار ضدهم ليكتب نهاية حقبتهم كالحة السواد على هذا البلد.
• وعلى ذكر حسن فضل المولى أستغرب كيف يستمر هذا الرجل مديراً لقناة النيل الأزرق وهو المتهم بتسجيل بيان الإنقلاب في عام 89.
• كيف يتم القبض على بعض مدبري ومنفذي هذا الإنقلاب الأسود بناءً على الدعوة المقدمة من فريق الأستاذ المناضل الراحل الجسور على محمود حسنين بقيادة الصديق المحامي المعز حضرة، فيما لا يزال تنفيذياً - تؤكد التقارير أنه من سجل البيان - طليقاً، بل ويرأس مؤسسة تلفزيونية مؤثرة!!
• اقتنعت عزيزي القاريء بأن حملتنا المستمرة منذ سنوات ضد إعلام الكيزان كانت في محلها أم نزيدك من الشعر أبياتاً!
• يقبض كثر أنفاسهم هذه الأيام في انتظار الكشف عن قوائم شبيهة تضم بعض الإعلاميين.
• وليس في ذلك ما يُدهش أيضاً.
• ولمن لا يعلمون فقد ظلت معظم صحف الخرطوم تصدر بدعم مقدر ومباشر من جهاز أمن الطاغية.
• ولو تلاحظون أن عدد الصحفيين الذين كانوا يُوقفون لفترات طويلة، أو بصورة دائمة لم يتعد أصابع اليد الواحدة.
• أما البقية ممن تظاهروا بمعارضة الحكومة فقد كان جهاز الأمن يحجب للواحد منهم مقالاً أو مقالين، أو يغيبه لفترة قصيرة قبل أن يسمحوا له بالعودة للكتابة الراتبة في نوع من التمويه وتضليل الشعب لا أكثر، لهذا كنت كثير الاحتجاج على حماس بعض مواقعنا المعارضة لنشر بعض المقالات التي تحمل عبارة "حُجب من النشر".
• فلا تستغربوا إذاً إن صافحت أعينكم غداً قائمة بعدد مهول لإعلاميين نالوا رتباً في جهاز أمن الطاغية.
• وضمن سياق استمرار المُتهم الأول بتسجيل بيان انقلاب 89 في إدارة قناة النيل الأزرق لن نكل أو نمل من التنبيه لتقصير وزير ووكيل وزارة الثقافة والإعلام تجاه ملف الإعلام الهام.
• فبالأمس زادنا القائمون على شأن الثقافة والإعلام وجعاً برعايتهم لحدث ثقافي دُعيت له عائلات الشهداء ليتفاجأ الجميع بحضور ممثلين عن الدعم السريع، علاوة على ترحيب مقدمة الحفل بهم، الأمر الذي أدى لإفشال المناسبة بعد تذمر عائلات الشهداء ورفض عدد من المبدعين الحقيقين تأدية وصلاتهم الغنائية.
• لا يقنعني تبرير أن وزير الثقافة والإعلام المركزي لم يكن على علم بالمناسبة لكونها من تنظيم الوزارة الولائية.
• لأننا إن قبلنا بهكذا تبرير فطير نكون لا رُحنا ولا جينا.
• فيصل محمد صالح هو الوزير المركزي والرشيد سعيد يشغل منصب الوكيل في هذه الوزارة وبدلاً من تقديم المبررات الواهية كان على الرشيد أن يسأل نفسه: كيف تُنظم الوزارة الولائية مناسبة بهذا الشكل دون أن نكون نحن كوزارة مركزية على علم بها"!، علماً بأن الحفل نُظم على بعد كيلومترات معدودة من وزارتهم ولم تستضيفه إحدى المناطق النائية.
• دماء الشهداء ما زالت ساخنة يا قوم.
• فإلى متى ستستمر أوجاعنا وآلامنا يا وزير الإعلام!!
• نرجو ألا تطيلوا علينا حيث لم يبق لنا الكثير من القدرة على الاحتمال.
• وقبل الختام لا يفوتني أن أشير لبعض الترجمات الغريبة لأسماء بعض مؤسساتنا.
• فقد لاحظت في الإعلانات التي تم بثها يوم مباراة الهلال والمريخ الأخيرة أن جهلاء القوم ترجموا أسماء بعض البنوك كيفما أتفق.
• فثملاً بنك الثروة الحيوانية ورد إسمه بالإنجليزية كـ ( Animal Resources Bank)، وده شيء مخجل والله في بلد مثل السودان يعج بالخبراء في كل مجال.
• وإن ترجمنا Animal Resources Bank هذه للعربية فسوف نضحك جميعاً لأن اسم البنك سيصبح في أفضل الأحوال ( بنك موارد الحيوان)!!
• منذ سنوات تعليمنا الأولى للغة الإنجليزية عرفنا أن الثروة الحيوانية تقابلها في الإنجليزية مفردة Livestock، ولا أظن أن هذه صعبة لكنه شغل (الكلفتة) واسناد المهام لمن لا يملكون لها قدرات ولا مؤهلات كما هو دأب الكيزان.
• كما لاحظت أن الاختصارات المستخدمة للبنك العقاري التجاري في اللغة الإنجليزية جاءت ناقصة، حيث اكتفوا بثلاثة أحرف فقط هي (RCB)، والصحيح هو أن يضيفوا لها حرف E لأن ترجمة الإسم الإنجليزية هي Real Estate Commercial Bank.
• ونرجو أن تقف الجهات المعنية في حكومة الثورة ( وزارة التجارة ووزارة الإعلام وحكومة الولاية ) على مثل هذه الأخطاء وتقوم بالتصحيح اللازم حتى لا تُضحكوا فينا الآخرين.
• كما ننبه وزارة الإعلام للأخطاء اللغوية الكثيرة التي يتابعها الناس فيما تبثه العديد من قنواتنا الفضائية يومياً.

//////////////////////

 

آراء