من أسرة صحيفة سودانايل إلى القراء المحترمين

من أسرة صحيفة سودانايل إلى القراء المحترمين. السادة قراء سودانايل المحترمين، كل عام وأنتم بخير.
منذ انطلاقتها مطلع عام 2001، باعتبارها أول صحيفة سودانية إلكترونية تصدر من الخرطوم عبر الإنترنت، ظلت سودانايل حاضرة في وجدان القارئ السوداني، ورافعة لصوت الكلمة الحرة والمستقلة. وخلال ما يقارب ربع قرن، تجاوزت الصحيفة حدود الزمان والمكان، لتصبح قبلة للمهتمين بالشأن السوداني داخل الوطن وخارجه، ومرجعًا للباحثين، ومرفأً للقراء الذين يفتتحون يومهم بكوب من القهوة ومطالعة جديد سودانايل.
ورغم ما تواجهه الصحيفة من صعوبات فنية ومالية تهدد استمراريتها، فقد واصلت أداء رسالتها بكل تفانٍ، مستندة إلى التزامها الثابت بقيم الاستقلال والموضوعية، وبدعم جمهورها الوفي. وبحكم أنها مؤسسة غير ربحية، فإن قدرتها على التطوير والاستدامة تبقى محدودة، وتعتمد بشكل رئيس على الجهود التطوعية، حيث ظل رئيس التحرير يديرها متطوعا لسنوات طويلة دون وجود محررين أو طاقم إداري. في الآونة الأخيرة، تعرض موقع الصحيفة لهجمات إلكترونية ممنهجة بسبب توجهها الإعلامي المستقل، مما أدى إلى تعطله لأكثر من أسبوعين وفقدان جزء من أرشيفها الرقمي. وقد زادت وتيرة هذه الهجمات في ظل الانكشاف الأمني وضعف الموارد، بينما تتطلب استعادة الموقع وصيانته مبالغ لا تتناسب مع إمكانات الصحيفة المحدودة، بل وتتجاوز قدرة رئيس التحرير نفسه. ورغم أن الإعلان يُعد المصدر الوحيد للدخل، إلا أن عوائده لا تكفي حتى لتغطية الحد الأدنى من التكاليف التشغيلية. ومع ذلك، رفضت أسرة الصحيفة – وبعض القراء المخلصين – أن تتوقف سودانايل، وظل الأمل معقودًا على استمرار تدفق الإعلانات كما في السنوات السابقة، لعلها تسهم في الإبقاء على هذا المنبر حرًا ومتاحًا للجميع.
ونتيجة لتعطل وتوقف الموقع لمدة خلال الشهر الماضي اتصل عدد من الكتاب الكرام مستفسرين عن سبب تعطل وتوقف الموقع، وقمنا في أسرة سودانايل بطرح المشكلة بكل وضوح وشفافية بإعتبار أن هذه الصحيفة ملك لجميع السودانيين ومسألة توقفها لابد من أن يستشاروا فيها خاصة كتاب سودانايل، والرأي من قبل ومن بعد يعود إليهم، وأخطرتهم أن أسرة سودانايل لا تستطيع الاستمرار بهذا الوضع، وأن مسألة توقفها بات وشيكا.
وقد بادر عدد من قرائنا الكرام، مشكورين، بتحمل تكلفة إعادة تصميم الموقع وصيانته، مما أتاح للصحيفة أن تعود إلى جمهورها في وقت وجيز بثوب جديد. ونحن في أسرة سودانايل نعبر عن بالغ امتناننا لهم، ونأمل أن تستمر مساهماتكم الكريمة حتى نتمكن من تغطية التكاليف الدورية الخاصة بالاستضافة والصيانة وضمان استمرارية البث دون انقطاع.
ختامًا، نؤكد أن صحيفة سودانايل هي ملك لجميع السودانيين، وأن قرار استمرارها أو توقفها لا يعود فقط إلى إدارتها، بل إلى جمهورها الواسع وكتّابها الأفاضل، الذين يشكلون عماد هذا الصرح الإعلامي الحر. لقد بات استمرار سودانايل في خطر، وآن الأوان لنقف معًا دفاعًا عن منبرنا الإعلامي الذي طالما مثّل صوت العقل والتنوير، ويتطلب ذلك تواصل اسهاماتكم حتى نتمكن من تغطية كلفة الصيانة والتزامات الشركة المستضيفة.
مع خالص التقدير،
طارق الجزولي
رئيس التحرير

شاهد أيضاً

تفاصيل سقوط رجل أعمال السوداني عمر العشي من الطابق الـ10 داخل مصعد دون كابينة في القاهرة

المصري اليوم: أمرت النيابة العامة، بانتداب مفتش الصحة لتوقيع الكشف الطبي الظاهري على جثمان رجل …