من البرنس للمعلم
كمال الهدي
8 July, 2013
8 July, 2013
تأمُلات
kamalalhidai@hotmail.com
• لم نصدق أن حدوتة هيثم – غارزيتو- البرير التي أججها الإعلام قد انتهت، رغم أن نهايتها لم تكن كما تمنينا، فإذا بالبعض يحاولون جر الأهلة لمعركة جديدة.
• بدأ بعض ضعاف النفوس وهواة الصيد في مياه الهلال المعكرة منذ فترة الحديث عن مؤامرة لسحب شارة الكابتنية من اللاعب عمر بخيت وتحويلها للاعب آخر لم يحددونه بالاسم!
• وهنا تبدو خيوط المؤامرة المزعومة ناقصة.. إذا كيف تحدد أن شيئاً ما سينزع من شخص ما دون أن تحدد لمن سيذهب هذا الشيء!
• وقبل أن تستفحل الأمور ونجد أنفسنا أمام معركة جديدة تزيد أجواء الهلال تعكيراً رأيت أن أقول رأيي وأنبه لخطورة ما يجري.
• وما أكثر النصائح التي قدمتها عبر هذه الزاوية لقائد الهلال السابق هيثم قبل أن تشتعل النيران بينه وبين رئيس ومدرب ناديه لكنه لم يسمع منها شيئاً لأنه كان غارقاً في وحل بعض من حاولوا توظيفه كورقة في معاركهم مع رئيس النادي.
• أحذر اليوم من مغبة ما يجري، وكما نعلم فإن النار تأتي من مستصغر الشرر.
• وطالما أن لدينا في السودان الكثير من الأقلام عديمة الضمير والراكضة دوماً وراء مكاسبها الخاصة على حساب الكيانات، فلا أستبعد أن يصبح ما يبدو لي كذبة كبرى اليوم حقيقة في الغد أو بعد الغد رغماً أن أنف الموضوعية.
• منطقياً ليس هناك ما يبرر لأي كائن في الهلال سواءً من أعضاء المجلس أو الجهاز الفني خطوة سحب شارة الكابتنية من عمر بخيت.
• فعمر شخص هادئ لم نسمع في يوم عن خلافات له مع أي كائن في الهلال أو غيره.
• هو من نوعية اللاعبين الذين يلعبون كرتهم ثم يغادرون إلى بيوتهم في صمت وتهذيب بالغين.
• والآن بعد أن تحولت له شارة الكابتنية فليس هناك ما يشير إلى أنه سيستغلها استغلالاً سيئاً أو أنها ستغير من سلوكياته المعهودة.
• فما المبرر إذاً لسحب الشارة منه؟!
• تبدو مثل هذه الشائعات معروفة المقاصد غبية وتظل بلا سند موضوعي.
• لكن المؤسف أن الأمور في سودان اليوم لا تقاس بالعقل والمنطق أو بمدى توفر أو انعدام ما يسند هذه الشائعة أو تلك.
• كل ما في الأمر أن هناك بعض الأشخاص السيئين في هذا الوسط الرياضي وهم يوظفون من هم أكثر منهم سوءاً للترويج لمثل هذه الشائعات والعزف عليها كل يوم حتى يصدقها الناس.
• ولكي تبدو شائعتهم مستساغة بعض الشيء لابد أن ينسجوا حولها من خيالهم المريض بعض التفاصيل.
• فقد ذكروا أن مدرب الهلال الجديد صلاح يسير على خطا غارزيتو ومثلما استهدف الأخير هيثم يستهدف المدرب الجديد عمر!
• كلام ماسخ وبلا طعم أو نكهة.
• حاولوا أن يجدوا في كلام المدرب صلاح حول إشراك عمر في خانة جديدة ما يسند شائعتهم بالقول أنه قصد أن يحوله للخانة الجديدة لأنه يعلم أنه لن يجيدها ليتم تحويله بعد ذلك للدكة ويتم تنصيب القائد الجديد!
• أتفق مع فكرة أن تحويل عمر لخانة جديدة بعد هذه السنوات الطويلة قد يبدو صعباً.
• لكن بعض المدربين لديهم نظريات يعرفونها بأنفسهم وليس بالضرورة أن تقنعنا.
• وصلاح تحديداً أحد هؤلاء المدربين أصحاب النظريات التي قد لا يبدو بعضها قابلاً للتطبيق.
• فقد سمعته في أكثر من مرة يقول عبر الاستوديوهات التحليلية كلاماً لم يكن مقنعاً بالنسبة لي.
• فعلى سبيل المثال تحدث ذات مرة عن أن حارس المرمى قد صار صانع ألعاب من الدرجة الأولى في كرة القدم الحديثة وتناول الحضري كمثال لحارس مرمى صنع أهدافاً عديدة.
• وفي رأيي الشخصي أن الأمر قد يرتبط بقوة تصويبة هذا الحارس أو ذاك وبشيء من الصدفة في أن تصل الكرة لأقدام مهاجم في وضع مريح ليسجل منها هدفاً.
• لكنني لا أميل لفكرة أن الحارس يتعمد ويزن الكرة من مثل هذه المسافات البعيد لكي يصنع أهدافاً لفريقه.
• انتقد المدرب صلاح ذات مرة إدارة الهلال بسبب تسجيلها لبعض اللاعبين ثم سعيها للتعاقد مع مدرب بعد ذلك وقال كيف سيقبل أي مدرب العمل مع لاعبين لم يطالب بتسجيلهم أو يقف على مستوياتهم قبل تسجيلهم في الهلال.
• في حالة أن تتزامن فترة التسجيلات مع حاجة النادي للتعاقد مع مدرب جديد يكون بالطبع أفضل أن يتم التعاقد مع المدرب قبل اختيار اللاعبين.
• لكن لا يعقل بالطبع أن يأتي كل مدرب ويطالب بشطب جميع اللاعبين الذين لم يختارهم بنفسه ليحل مكانهم من يقف على مستوياتهم قبل الانضمام لكشف النادي.
• العجيب هنا أن صلاح نفسه وبعد توليه الشأن الفني في الهلال سمعناه يشيد باللاعب سيدي بيه ويعتبره إضافة كبيرة للأزرق رغم أنه لم يكن وراء تسجيله في الهلال أو يقف على مستواه قبل حضوره من مالي.
• المهم في الموضوع أن البعض لو لم يكونوا ساعين للمزيد من تعكير الأجواء في الهلال لتعاملوا مع تصريح المدرب صلاح الذي تحدث فيه عن تغيير خانة عمر بخيت على أنها مجرد نظرية قد لا تكون قابلة للتطبيق.
• لكن لأنهم يريدون زرع المزيد من الفتن في جسد الهلال المثقل بالجراح تناولوا الأمر من الزاوية التي تخدم مصالحهم التي غالباً ما تتضارب مع مصالح الهلال.
• ولو كنت مكان صلاح لصرفت النظر تماماً عن الفكرة وتركت عمر يواصل في خانته المعروفة.
• فعمر ليس باللاعب الصغير الذي يمكن تشكيله وتغيير طريقة لعبه.
• ولو أنه لم يقدم للهلال في خانة الارتكاز على مدى ما يقارب عقد ونصف ما ينفع فالشيء الأكيد أنه لن يقدم أفضل منه في خانة جديدة خلال عدد أقل بكثير من السنوات هو ما تبقى له في الميادين.
• وعلى مجلس الهلال أن يكون أكثر حكمة هذه المرة ويستفيد من أخطاء تعامله مع مشكلة هيثم حتى يمكنه إغلاق الباب الذي يجلب الريح بهدوء ودون ضوضاء أو انفعالات من شأنها أن تشعل المزيد من النيران.
• ولتذكير من نسوا موقفي إبان تلك المشكلة أقول أنني كنت دائم الكتابة عن أن الجميع .. البرير.. غارزيتو.. هيثم وقعوا في أخطاء بدرجات متفاوتة فتحت المجال لتصعيد الأمور وتمكين بعض المستفيدين من استغلال الوضع أبشع استغلال.
• فأرجو ألا يصم أعضاء المجلس آذانهم حتى تتحول شائعة نزع الشارة من عمر بخيت إلى حقيقة رغم أنوفنا.
• فهذا من شأنه من يزيد الوضع سوءاً بصورة لا يتخيلها المرء.
//////////////