أفق بعيد
فيصل محمد صالح
اجتاحت البلاد حالة من الحزن والاسى على ماتعرض له السكان المحاصرون في الفاشر من قتل وتنكيل وتشريد بصورة وحشية تتنافى مع كل ما يقوله ويصدع به قادة الدعم السريع وتحالف تأسيس من شعارات ومبادرات يكذبها الواقع. ولم يكن غريبا أن يتحرك العالم كله وهو يشاهد الصور والفيديوهات المروعة وتتردد صيحات وتصريحات الاستنكار والإدانة من كل مكان مع الدعوات لاتخاذ خطوات جادة لإيقاف هذه الجرائم والانتهاكات.
نعم لم يكن كل هذا غريبا، بل هو المتوقع، بل أقل من المتوقع. لكن الغريب هو أن ترتفع أصوات أبواق الحرب وضاربي طبولها بنفس الدعوات، ينددون ويشجبون ويصرخوان أين هو المجتمع الدولي.. وحتى الامس القديم كانوا يشتمونه ويقولون أنه ليس من المسموح به أن يتدخل في الشأن السوداني وأن ذلك انتهاك للسيادة,
ظلت ابواق الحرب تعبئ الراي العام وتخدعه وتصور أمر الحرب وكأنه أمر مقدور عليه في غضون أسابيع قليلة، وأنه سيتم سحق الدعم السريع تماما ولن يبق منه شيء، وهاهي الحرب تقترب من عامها الثالث وبلادنا في حالة دمار شامل وشعبنا موزع بين النزوح واللجوء، ومن بقي صار وقودا للحرب أو نهبا للأمراض الفتاكة.
والذي يثير الغضب أن كل هؤلاء يقيمون خارج السودان بعد أن أخرجوا أسرهم لينعموا بالأمان في أقاصي الدنيا، ويشمل ذلك حتى القادة العسكريين، يؤمنون لأسرهم الحياة الوادعة الهانئة ويدقعوا ببقية الشعب لنار الحرب والقتل والخراب والدمار.
حانت فرص أكثر من مرة لوقف الحرب، أو على الأقل لتطبيق وقف اطلاق النار أو هدنة إنسانية ليذوق أهلنا في مناطق الغرب بعض الراحة، لكن نفس الحلاقيم الكبيرة ملأت الاساقير برفض ذلك وطاوعتها قادة الدولة الحاليون
كان من الممكن في ظل هدنة إنسانية أن يتم توصيل الغذا والدواء لاهل الفاشر والمناطق الأخرى، وأن ينسحب الجيش والكتائب الحليفة، إن رغبت بذلك، بطريقة هادئة ومسالمة تحفظ كرامة ما تبقى من صغار الضباط والجنود، ولما دفعنا هذا الثمن القاسي.
هذه هي الحرب وهذه نتائجها وآثارها، موت وخراب ودمار وأرواح بريئة تذهب للقاء ربها تشكو له من قسوة البشر، فلا تخدعوا الناس، لن تنتهي الحرب بانتصار أي طرف، ولن يوقفها انتظار ان تؤوب القلوب والضمائر إلى رشدها، بل لابد من تيار جماهيري عريض يتبنى الدعوة لوقف الحرب ويعمل على تجميع كل الجهود، وختى لا نتلفت خلال فترة قصيرة نبحث عن بلد كان اسمه السوذان..ولا نجده
سودانايل أول صحيفة سودانية رقمية تصدر من الخرطوم