Alas !!.. (ياللاسف)
ghamedalneil@gmail.com
كنت علي وشك الكتابة عن الدكتور حمدوك ، هذا الإنسان الرائع ، الطيب ، ابن البلد الذي شرب من نيلها وتعفرت قدماه بترابها ، هذا الشخص النبيل العصامي الذي بني نفسه بنفسه ولم يطعم بملعقة ذهب ولا معلقة من اي معدن ، رعي الغنم وهو صغير في دار الحوازمة في جنوب كردفان ليوفر لنفسه متطلبات الدراسة الأولية ، ودخل خورطقت وكاد يتركها لضيق ذات اليد ولكن زملاءه من الطلاب وقفوا معه وشجعوه علي الصمود وواصل إلي أن دخل جامعة الخرطوم وتخرج فيها وعمل في وزارة المالية وابتعث الي جامعة مانشستر لنيل الدكتوراه في الاقتصاد ولاحقته الإنقاذ إلي هنالك واوقفت عنه البعثة ولكن الجامعة رأت فيه النبوغ وعلي نفقتها سمحت له بالمضي قدما في دراسته فوق الجامعية واحرز الدكتوراه وعمل سنين عددا في منظمات الأمم المتحدة وتنقل في دول افريقيا وغيرها وصار من اعلام خبراء الأمم المتحدة وكثير من الدول التي عمل بها مازالت تحتفظ له بما قدم لها وتذكره بالخير كل خير وللاسف إن هذا المواطن الصميم ومنذ باكورة عمله في وزارة المالية إحالته لجنة التمكين للصالح العام !!..
كنت علي وشك الكتابة عن دكتور حمدوك وعن إنجازاته في الفترة القصيرة التي قضاها رئيسا لمجلس الوزراء واهمها أنه في عهده الصغير الميمون أعاد للمواطن السوداني ثقة العالم به فقد كان يعد في نظرهم إرهابيا وبمجرد أن يضع أي سوداني جواز سفره الاخضر علي كاونتر أي مطار خارجي تحوم حوله الظنون ويراقبونه وكأنه مجرم حرب !!..
باختصار في فترة د. حمدوك صار السودانيون مرفوعي الرأس موفوري الكرامة وزالت عنا وصمة العار التي كبلتنا كثيرا كثيرا !!..
حتي نكون منصفين ومن غير تشنج اسالوا مقاعد الجمعية العامة للأمم المتحدة التي لم تسجل امتلاءا فاق حد التصور إلا عندما وقف حمدوك شامخ الرأس علي منبرها ووقف له الجميع لتحيته أو بالاخري تحية ثورة ديسمبر المجيدة !!..
بالأمس القريب وقف نتانياهو في نفس المنصة وقال خطابا فارغا لمقاعد فارغة !!..
وتكرر للأسف للأسف نفس الموقف مع الدكتور كامل إدريس رئيس وزراء حكومة الأمر الواقع وخاطب مقاعد خالية بعبارات نقول عنها أنه جانبها الصواب وكلكم رأيتم هذا المنظر ولم نتجني علي الرجل القادم من جنيف وكان يتبوا منصباً رفيعا هنالك ،!!..
للأسف تعهدت دولة المانيا الاتحادية بإصلاح كل كهرباء السودان وتحديثها تبرعا منها وهدية لثورة ديسمبر المجيدة ولكن جاء الانقلاب المشؤوم وتبخر كل شئ واليوم أتضح أن الكهرباء عندنا أصبحت أكثر من هزيلة وصارت عاصمة الأمر الواقع تضاء بكهرباء سفينة التركي المدعو اوكتاي ) !!..
د.حمدوم كانت ( كراعه خضراء ويده بيضاء ) استطاع وزير ماليته إن يدخل مبني البنك الدولي وصندوق النقد الدولي ويعود السودان الي مؤسسات العالم التمويلية وصار المغتربون في كافة فجاج الأرض يرسلون الي الوطن التحويلات بكل سهولة ويسر !!..
قدم د. حمدوك لوطنه الكثير رغم قصر المدة !!..
وللأسف انقلبوا ضده وكلكم تسمعون الاساءات التي توجه له والرجل لم يخرج عن طوره ولم يرد علي الشتائم إلا بابتسامة تنير وجهه الصبوح !!..
طيب قارنوا بينه وبين وزير اعلام حكومة الأمر الواقع الاعيسر الذي استضافه بالأمس المذيع اللامع احمد طه في قناة الجزيرة مباشر وفي هذه الحلقة لم يجيب الوزير المزهو بنفسه عن أي سؤال بل كان يخطب ويردح بطريقة اركان النقاش في الجامعات السودانية المؤدلجة !!..
الوزير قال إن ياسر العطا رئيس لجنة إزالة التمكين استقال لأن أعضائها حرامية ولصوص وان أحدهم سرق ملايين الدولارات !!..
المذيع الذكي قال له : طيب وهو رئيس للجنة واستقال وهو مسؤول كبير في الدولة هل قدم أي منهم للعدالة ؟!
اكتفي الوزير وقد تصبب عرقا بمسح جبهته من العرق ولم يجاوب وتحدث عن أنه مسخن وفي نهاية الحلقة قال إن سبب سخانته ناتجة من لمبات الإضاءة بالاستديو !!..
قال له المذيع الألمعي: طيب قول لينا منو الحرامي السرق ملايين الدولارات ؟!
الوزير تراجع بعض الشيء ولم يفصح عن الاسم وظل يراوغ ويماطل ويمسح جبهته التي غطاها العرق!!..
قال ؛ أنها ليست دولارات بل رزم مالية ومعها اشياء أخري حملها معه في ( بوكسي ) وأنه هرب للخارج ولن يستطيع العودة لبورتسودان لانه سيحاكم !!..
ساله المذيع عن رأيه في ( صمود ) قال : أنهم ( خنوع ) وطالبهم بالتوبة وقال عن نفسه أنه مع الوطن ويعمل متطوعا والشعب يحبه وهو يسير بينهم امنا في كافة أنحاء القطر وقال عن جماعة الحرية والتغيير أنهم إذا رآهم الشعب السوداني سيفتك بهم .
المهم أن الوزير كال لنفسه المديح وان الميكروفونات الفضائية تتناثر حوله مثل حبات اللؤلؤ ولم لا فهو يري نفسه خطيب مفوه ووطني غيور وغيره عملاء وشذاذ آفاق .
هذه الحلقة سادتي وسيداتي بثت من قناة الجزيرة أمس السبت الموافق الاول من نوفمبر ٢٠٢٥ ولو راي أي منكم أو الوزير نفسه أنني تجاوزت حدودي فأنا هنا اعتذر مقدما ولكني اضيف إن حلقة الأمس مرمطت سمعتنا بالأرض وياحليل وزراء الإعلام الفطاحلة الذين كنا نفاخر بهم الأمم !!..
وأول الامس يوم الجمعة الحادي والثلاثين من أكتوبر ٢٠٢٥ استضافت القناة العربية أربعة صحفيين سودانيين هم االلعوتة ، ضباء الدين بلال ، الطيب الزين والرابع كانوا ينادونه بلقب دكتور !!..
أيضا نفس مشكلة التحاور عندهم اتضح أنها مشكلة بل وباء عم كل السودانيين عالمهم وجاهلهم فهم لايجاوبون علي السؤال المطروح بل يكتفون بما عندهم من معلومات جاهزة معلبة يسردونها لدرجة الملل ولا يريدون المذيع أن يوقفهم عند حدهم والا اتهموه بالتحيز للطرف الثاني وغمطهم حقهم في أخذ الزمن الكافي لإبداء وجهة نظرهم !!..
تخيلوا أن المذيعة ضاقت بهم ذرعا واوقفت الحلقة وهي في قمة الامتعاض وكان لسان حالها يقول :
( من هؤلاء ومن أين أتوا ) ؟!
نحتاج الي مؤسسات تعلمنا فن الحوار من الروضة وحتي الدراسات العليا !!..
حمد النيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي .
معلم مخضرم .
سودانايل أول صحيفة سودانية رقمية تصدر من الخرطوم