آسيا وإفريقيا
عباس ابوريدة
28 February, 2024
28 February, 2024
عباس ابوريدة
قبيل شدي الرحال لأداء العمرة وزيارة مسجد سيدي رسول صلى الله عليه وسلم ، شاءت إرادة الله ان اشهد بعض مباريات نهائيات كأس آسيا لكرة القدم من داخل الملاعب ، وشدت انتباهي فرق اندونيسيا وماليزيا وأزبكستان واليابان ، بمستواها المتطور وجماهيرها الراقية في حضورها ودخولها وجلوسها حول الملعب وانصرافها ، تؤازر بأدب جم وتحتفي باسلوب جميل .
لم يغفل اهل آسيا عن فضل شهر شعبان وهو فضل يغفل عنه الكثير من الناس كما قال المصطفى صلى الله عليه وسلم .
كان معي في الرحلة للمدينة رهط من تلك الدول ، من اندونيسيا وماليزيا وأزبكستان ،
شاهدتها بذات النظام بلبسها الموحد المميز وحقائبها المتماثلة وحتى في صالات المغادرة والإنتظار هناك من يتولى التوجية والإجابة على التساؤلات .
ومن صادفت منهم في مكة في الطواف او السعي ، كانوا في جماعات يرددون دعاءا واحدا ، خلف دليل واحد ، فإذا سمعوا الآذان توقفوا في هدوء وسكينة لاداء الصلاة .
ثم يستأنفوا ما انقطع من عبادة في هدوء ونسق جميل.
رأيتهم في بعض بلدانهم متفانون في العمل وحريصون على النظام نساءا ورجالا ويرحبون ويحترمون الجميع.
رايتهم كيف تكون حياتهم الفطرية جاذبة للسياحة من شتى شعوب العالم ،
شاهدت كيف يحولون المخاطر والمغارات المخيفة الى اماكن يتوق السائحون للدخول إليها .
والمكوث بها .
آسيا وإفريقيا ...
كانتا كفرسي رهان قبل عقود قليلة ،
في مؤتمر باندونق لدول عدم الانحياز العام 1955 ، كانت الاواصر بين آسيا وإفريقيا قوية ، فجسدها الشاعر السوداني الدكتور تاج السر الحسن في قصيدته " آسيا وإفريقيا "
*************
عندما أعزف يا قلبي الأناشيد القديمة
ويطل الفجر في قلبي على أجنح غيمة
سأغني آخر المقطع للأرض الحميمة
للظلال الزرق في غابات كينيا والملايو
لرفاقي في البلاد الآسيوية .. للملايو ولباندونق الفتية
لليالي الفرح الخضراء في الصين الجديدة
***************
يا صحابي صانعي المجد لشعبي
يا شموعا ضوءها الأخضر قلبي
وأنا في قلب إفريقيا فدائــي
يا صحابي وعلى وهران يمشي أصدقائي
والقنال الحر يجري في دمـــائي
وعلى باندونق تمتد سمــــــــائي
يا رفاقي فأنا ما زرت يوماً اندونيسيا
أرض سوكارنو ولا شاهدت روسيا
غير اني والسنا في أرض إفريقيا الجديدة
والدجى يشرب من ضوء النجيمات البعيدة
قد رأيت الناس في قلب الملايو
مثلما أمتد كضوء الفجر يوم..
*************
أنت يا غابات كينيا يا أزاهر
يا نجوما سمقت مثل المنائر
يا جزائر .. هاهنا يختلط القوس الموشى
ها هنا من كل دار .... كل ممشى
نتلاقى كالرياح الآسيوية.. كأناشيد الجيوش المغربية
أغني لرفاقي في البلاد الآسيوية
للملايو ولباندونق الفتيـــــــة
*************
ومضى الزمان ونالت الدول استقلالها وسارت في مسارها الوطني .
فذهب أهل آسيا بالمثابرة
والجدية
والعمل الجماعي
فكان التطور
وكان السلام
وكان السلم
وكان القبول
رغم الموارد الطببعية الشحيحة.
اما اهل افريقيا فقد لم ينجحوا في استغلال مواردهم الضخمة ، فكانت الحروب والنزاعات والتباغض والتحاسد والفتن .
آن الاوان لإفريقيا ان تحيي مع آسيا الصلات الطيبة وقيم المودة والتراحم وتبادل المنافع والمصالح فهي مجتمعات متشابهة .
تمد اليد للرفاق في آسيا لتبني وتشيد وتروي وتزرع وتبحث وتصنع .
مع اهل آسيا يسهل التعاون
فديدنهم الصبر الجميل والرضا بالقليل .
نتعلم ولا بأس ان نصبر لنتعلم ونبني الوشائج قبل بناء القدرات وخطوط النقل قبل شق القنوات.
من اجل حاضر سعيد ومستقبل فريد.
عباس ابوريدة
28 فبراير 2024
aburaida@hotmail.com
قبيل شدي الرحال لأداء العمرة وزيارة مسجد سيدي رسول صلى الله عليه وسلم ، شاءت إرادة الله ان اشهد بعض مباريات نهائيات كأس آسيا لكرة القدم من داخل الملاعب ، وشدت انتباهي فرق اندونيسيا وماليزيا وأزبكستان واليابان ، بمستواها المتطور وجماهيرها الراقية في حضورها ودخولها وجلوسها حول الملعب وانصرافها ، تؤازر بأدب جم وتحتفي باسلوب جميل .
لم يغفل اهل آسيا عن فضل شهر شعبان وهو فضل يغفل عنه الكثير من الناس كما قال المصطفى صلى الله عليه وسلم .
كان معي في الرحلة للمدينة رهط من تلك الدول ، من اندونيسيا وماليزيا وأزبكستان ،
شاهدتها بذات النظام بلبسها الموحد المميز وحقائبها المتماثلة وحتى في صالات المغادرة والإنتظار هناك من يتولى التوجية والإجابة على التساؤلات .
ومن صادفت منهم في مكة في الطواف او السعي ، كانوا في جماعات يرددون دعاءا واحدا ، خلف دليل واحد ، فإذا سمعوا الآذان توقفوا في هدوء وسكينة لاداء الصلاة .
ثم يستأنفوا ما انقطع من عبادة في هدوء ونسق جميل.
رأيتهم في بعض بلدانهم متفانون في العمل وحريصون على النظام نساءا ورجالا ويرحبون ويحترمون الجميع.
رايتهم كيف تكون حياتهم الفطرية جاذبة للسياحة من شتى شعوب العالم ،
شاهدت كيف يحولون المخاطر والمغارات المخيفة الى اماكن يتوق السائحون للدخول إليها .
والمكوث بها .
آسيا وإفريقيا ...
كانتا كفرسي رهان قبل عقود قليلة ،
في مؤتمر باندونق لدول عدم الانحياز العام 1955 ، كانت الاواصر بين آسيا وإفريقيا قوية ، فجسدها الشاعر السوداني الدكتور تاج السر الحسن في قصيدته " آسيا وإفريقيا "
*************
عندما أعزف يا قلبي الأناشيد القديمة
ويطل الفجر في قلبي على أجنح غيمة
سأغني آخر المقطع للأرض الحميمة
للظلال الزرق في غابات كينيا والملايو
لرفاقي في البلاد الآسيوية .. للملايو ولباندونق الفتية
لليالي الفرح الخضراء في الصين الجديدة
***************
يا صحابي صانعي المجد لشعبي
يا شموعا ضوءها الأخضر قلبي
وأنا في قلب إفريقيا فدائــي
يا صحابي وعلى وهران يمشي أصدقائي
والقنال الحر يجري في دمـــائي
وعلى باندونق تمتد سمــــــــائي
يا رفاقي فأنا ما زرت يوماً اندونيسيا
أرض سوكارنو ولا شاهدت روسيا
غير اني والسنا في أرض إفريقيا الجديدة
والدجى يشرب من ضوء النجيمات البعيدة
قد رأيت الناس في قلب الملايو
مثلما أمتد كضوء الفجر يوم..
*************
أنت يا غابات كينيا يا أزاهر
يا نجوما سمقت مثل المنائر
يا جزائر .. هاهنا يختلط القوس الموشى
ها هنا من كل دار .... كل ممشى
نتلاقى كالرياح الآسيوية.. كأناشيد الجيوش المغربية
أغني لرفاقي في البلاد الآسيوية
للملايو ولباندونق الفتيـــــــة
*************
ومضى الزمان ونالت الدول استقلالها وسارت في مسارها الوطني .
فذهب أهل آسيا بالمثابرة
والجدية
والعمل الجماعي
فكان التطور
وكان السلام
وكان السلم
وكان القبول
رغم الموارد الطببعية الشحيحة.
اما اهل افريقيا فقد لم ينجحوا في استغلال مواردهم الضخمة ، فكانت الحروب والنزاعات والتباغض والتحاسد والفتن .
آن الاوان لإفريقيا ان تحيي مع آسيا الصلات الطيبة وقيم المودة والتراحم وتبادل المنافع والمصالح فهي مجتمعات متشابهة .
تمد اليد للرفاق في آسيا لتبني وتشيد وتروي وتزرع وتبحث وتصنع .
مع اهل آسيا يسهل التعاون
فديدنهم الصبر الجميل والرضا بالقليل .
نتعلم ولا بأس ان نصبر لنتعلم ونبني الوشائج قبل بناء القدرات وخطوط النقل قبل شق القنوات.
من اجل حاضر سعيد ومستقبل فريد.
عباس ابوريدة
28 فبراير 2024
aburaida@hotmail.com