أحزاب المجلس المركزي: يثمن شعبنا موقفكم الشجاع من المبادرة المصرية الملغومة .. بقلم/ عمر الحويج
عمر الحويج
14 January, 2023
14 January, 2023
كبسولة:
المخابرات المصرية : على لسان السفير المصري إعلانه عن المبادرة المبهمة دون تفاصيل ولكن بإصرار على ضرورة قبولها وفرضها عنوة وأقتداراً على الشعب السوداني الحَي !!.
المخابرات المصرية : الحذر ثم الحذر من هذا الإصرار على الأنصياع لتنفيذ هذه المبادرة بغير رضا السودانيين والمحير بعدها هل ستكون الخطوة الأخيرة للمخابرات هي الكَي؟؟.
(أين وزارة الخارجية يا مصر يا أخت بلادي ياشقيقة)
***
أحزاب الحرية والتغيير المجلس المركزي : يثمن شعبنا موقفكم الشجاع من المبادرة المصرية الملغومة .
***
كيف لعبت الفضائيات المحلية والفضائيات الخارجية العربية وبالأخص تلك الأكثر مشاهدة وهي معروفة بمحاولاتها المستميتة في توجيه الرأي العام السوداني ، حسب مقتضيات حالها ، التي ترغب فيه ، أو بالأحرى حسب ما تقضتيه مصالح بلدانها .
ولنتتبع المسار من بداياته ، حين أعلن البرهان عن إنقلابه المشؤوم في 25 أكتوبر 21م ، الذي بدأت مراسيم تشييعه ، قبل إعطائه فرصة إعلان قدومه غير الميمون ، بتلك المارشات العسكرية ، تبشر بهذا المولود ، الداخل المولود ، والخارج الموؤد .
وفي البداية إستقبلته ، تلك التي كانت حاضنته ، وهي المجلس المركزي للحرية والتغيير ، وخذلها ، وأعلنت على روؤس الأشهاد ، أنها تتبرأ من هذا الإنقلاب الخائن للمواثيق والإتفاقات المنعقدة بضمانات دولية ، ولاتهمه النتائج الكارثية التي سيجلبها للبلاد بإنقلابه على السلطة المدنية ، وظل هذا التبرؤ قائماً لوجه الله والثورة والشعب والوطن ، كما صوروه للناس ، وقد تم تثمين هذا الموقف الثوري في حينه ، من كل أطراف الثورة ، الذي يعتبرونه قد جاء في وقته وزمانه ومطلوباته الثورية .
ولكن ولأن "الحلو ما يكملش" كما يقول إخوتنا المصريين "أقصد الشعب المصري ، وليس مخابراته التي تستحل بلادنا صباح مساء منذ إستقلالنا" وعليها حديث سيأتي أوانه في قادم الأيام ، ومن كامل شرفاء السودان الأوفياء ، ما عدا عملائه .
ثم عادت حليمة لعادتها القديمة ، وجاءتنا الحرية والتغيير المجلس المركزي ، بما أسمته ، الحل السياسي ، فصبت ماء الردة في جسد الثورة السودانية الساخن ، لذلك سمته قوى الثورة بالتسوية بل غضباً وسخرية ، أطلقت على صانعية "التسونجية" .
ومن هنا إنفتح الباب واسعاً ، لقوى الثورة المضادة ، وأرتفع صوتها عالياً ، بما فيهم أنصار النظام المباد ، وأستيقظوا من غفوتهم ، ومن حيرتهم التي تسبب فيها فشل الإنقلاب ، الذي خططوا له ، ونفذته لجنتهم الأمنية ، إلا ما أرضاهم من الذي أعاده لهم الإنقلاب ، وإن رأوه أقل من طموحاتهم ، فهم ينشدون السلطة كاملة لاغيرها ، وليس فقط إستعادة ما نهبوه من مال وشركات ، وإن كان هذا غرضهم وهدفهم الأول ، المقدم على كل مطلوباتهم من الإنقلاب ، والذي أنساهم حين حدوثه ، المطالبة بشرع الله ولا للسلطة لا للجاه ، ومشروعهم الحضاري ، والمسألة لديهم أولويات فالمال ثم المال أولاً ، إلا أن قبض المال المسترد ، شجعهم لرفع سقف طموحاتهم ، لتحقيق شهوتهم الأولى مرة أخرى ، فعادوا مجدداً لشعاراتهم وماركتهم التجارية المسجلة ، للعودة لخداع الجماهير بشعاراتهم المعروفة ، ظناً منهم أنها مدخلهم لإستمالة الشعب ، تناسياً للقيمة الدينية ، أن المؤمن لايلدغ من الجحر مرتين بل في تكراراهم لهذا اللدغ مرات ومرات كما فعلوا منذ مولدهم النقمة ، وذلك حين توغل مشروع التسوية ، فأصبح متاحاً لهم البدء في زحفهم السبتي الغير مقدس ، ورفع الشعار الديني لا الدنيوي ، في هذه المواكب البئيسة المعذولة والمدفوعة الأجر والحافز .
ومن هنا جاء الدور على الفضائيات وشاشاتها البلورية ، فأستكان وتربع عليها رواد التسوية ، وأستغلوها لنشر بنود تسويتهم المشؤومة كما إنقلاب اللجنة الأمنيه ، وقع الحافر على الحافر ، فأستغلت تلك الشاشات هذه الثغرة المأمونة والمضمونة نتائجها لهم ولدولهم الشقيقة ، ودقوا أوتاد خيامهم في بطن هذا الصيد الثمين ، فأجتهدت كل الشاشات في صوغ الصراع بشكله الموحد بينهم والجديد ، الذي ترغبه . فاستدعت من جانبها رواد موزاب القصر ونصبتهم رموزاً للثورة ، وبدلاً من أن يكون الصراع بين المع الإنقلاب ومن في الضد منه ، الذي رفعه مركزي التغيير ، أول أيام الإنقلاب ، وتحويل الصراع بكامله ، ليتمركز فقط بين كتلتين تمثلان القوى الرئيسة في السودان ، كما إدعوها وسموها من جانبهم لتلك الفضائيات وأصبح يتصدر عناوينها ، وهما كتلة الحرية والتغيير المجلس المركزي ، التي من جانبها أضافت فلول النظام البائد ، لتكبير الكيمان "ده كلام ياعرمان" والكتلة الأخرى وهي الحرية والتغيير الكتلة الديمقراطية ، ذات المسميات المتعددة والمبهرجة ، بعد أن حامت حول مرض التلاعب الكيزاني المزمن بالمسيات ، وكان الله يحب المحسنين ، حيث تجولت بها من مسمى التوافق الوطني ثم الوفاق الوطني ، ثم الميثاق الوطني ، إلا أن وصلت الحرية والتغيير الكتلة الديمقراطية "ما شاء الله على تسمية ، لا أكذب لكني أتجمل" في غرائب ، ديمقراطية السلاح هذه ، ثم استقرت عليه إلى حين ، برئاسة جعفر الصادق رئيساً ، ونائبه المتقلب ، مالك مفاتيح الشرق بالوراثة ، محمدالأمين ترك ، فأصبحت خلطة مخابراتية كاملة الدسم . بتجميعها صفوف الثورة المضادة بامتياز ، صراع وحيد بين كتلة واحدة بمسميين إحتياليين ، وأكدا أن لا وجود لغيرهما في طول البلاد وعرضها ، فلا ثورة ولا لجان مقاومة ولا قوى ثورة حية ، فكانت فعلاً كوميديا الضاحك الباكي ،ثم حمي الردحي والوطيس بين الكتلتين ، من هو صاحب الإنقلاب أولاً ، هل هي مجموعة "الأربعة طويلة" باقصائها الآخرين، أم من دفع للإنقلاب وأستدعائه ، من جماعة "التسعة طويلة"بعد أن قويت شوكتها ، بما سمي إعتصام موزاب القصر وغرضه المكشوف وصيحتهم الفاجعة ، الليلة ما بنرجع إلا البيان يطلع . الذي أنكروه وتبرأوا منه براءة الذئب الإنقلابي ، من دماء شهداء الثورة ، وتناسى الطرفان في غَمرة سكرة الإنتشاء بهذا الإحتكار الأقصائي"ال- ب-المفتشر" الذي منعهم من تخيل وجود شئ إسمه الثورة السودانية ، والتنسيقات ، ولجان المقاومة ، وقوى الثورة الحية بكل فئاتها المهنية والعمالية والحزبية ، المطالبة جميعها بالتغيير الجذري ، لسودان جديد .
إلى أن تفتق الذهن المخابراتي ، الداخلي والخارجي ، عما يسمى بالإتفاق الإطاري . وهنا تفرق جمع الطاغية من الكتلتين ، حين إعتماد الإتفاق الإطاري والإعتراف به دولياً ، ممثلاً وحيداً لحل أزمة السودان ، وإن لم يشغلهم ، ضرورة إعتماده والإعتراف به داخلياً ، ووجدت الكتلة الديمقراطية نفسها تلهث ، وهى حافية اللسان والقدم من أي سند ، لضمها لهذا الإنتصار المتوهم ، وحين بدأت تتجمل بأكاذيبها في وضع شروطها بفتح الإطار لوضعها في الصورة ولو فوتوشب ، للتغطية على مواقفها . وبفعل السند هذا ، أصبحت كل كتلة ، تخيلاً داخلياً إدعاء ملكية الأغلبية في الشارع والثورة ، وكل منهما يدعي أنه قادر على تحريك هذا الشارع بإشارة منه ، وحين يُسألون عن ما ضماناتكم لإنجاح هذا الإتفاق ؟؟ كانوا يردون بلا حياء أو حمرة خجل ، أن ضماننا الشارع وكأنهم يملكونه وتحت وصايتهم ، في حين يخرج ذات الشارع ، تحت سمعهم وبصرهم وهو يخوض معركته الحاسمة ضدهم ، متبرئاً منهما الكتلتين معاً ، والشارع الذي لا يخون يواصل ثورته وهم ، صانعيها ومفجريها ومتابعيها ، بدمائهم وأرواحهم الغالية وعزيزة ، يرافقها تقطيع الأجساد والأطراف وخلع حتى الأسنان ، وفتح أبواب السجون للشباب والقصر ، للتنكيل بهم بكل العذابات والتعذيبات بألوانها وأشكالها ، بما فيها حتى سلاح الإغتصابات ، المدفوع أجرها كاملاً مكملاً ومقدماً ، من المرتب الوظيفي ، المنشول والمفروض عنوة من جيب المواطن المغتصب ، هو الآخر جماعياً .
وفي المجرى الأول نعود ونقول : يثمن شعب السودان لكم موقفكم السليم والجاع ، من مبادرة المخابرات المصرية الملغومة ، ثم أُردِف وأقول لكم صدقاً ، وليس تصدقاً أو تجملاً ، وإنما تفسيراً واقعياً لتطور الأحداث ، أن كتلة المجلس المركزي هي في الواقع والحقيقة ، أحزابنا التي يعرفها الشعب السوداني جيداً ، وهي بالمكشوف الفاضح حزب الأمة القومي جناح برمة ناصر ، وحزب المؤتمر السوداني ، مستجد نعمة الحزبية وخريجي عقلية المناشط الجامعية، وحزب التقسيم بنسبة ( 1من8) الإتحادي الموحد ، وحزب الحركة الشعبية الجناح الثوري الديمقراطي ، الذي التحق بهم مجاملة لا ندري أم خيانة قياساً لمواقفه السابقة ، وعدد آخر مكون من ثمانية وخمسون منظمة مجتمع مدني وأحزاب ، نسمع بها في الشاشة الغشاشة من المدعين بوجودها ، في شاشاتهم التي أدمنوها ، ونحن لم نرها عياناً بياناً كآخرين ، يزاحمونكم الشاشات . ونتسأءل لماذا إقصائهم إذا كانوا موجوين فعلاً معكم صوتاً وصورة .
أما الأحزاب الأربعة الأولى لا نعرفها فقط ، وإنما نحتاجها تماماً وضماناً ، فهي أحزاب الديمقراطية القادمة ، الناجحة والراجحة على قول الصادق المهدي عليه الرحمة .أما كيف نحتاجها ، فهي أحزابنا التي سنبني بها ديمقراطيتنا القادمة ، فلا ديمقراطية بلا أحزاب ، كما هو معلوم ، نريدها أحزاب محسنة ومحصنة من السقوط في قاع التيه والعدم ، نحترف بانهم برئيين من هذا القاع المدمر ، فهي أحزاب ذات تاريخ ، لولا محاولاتهم المستمية ، في الإستفرد بالمشهد السياسي ، فتواضعوا تفلحوا ، يا إخوتنا في محاربة الدكتاتوريات منذ ستينيات القرن الماضي وعليه يعز علينا فراقكم ، ولكل ذلك أتوجه إلى أحزاب الحرية والتغيير المجلس المركزي ، أن يحافظوا على شعرة معاوية بينهم وشعبهم ، حتى يشاركوا في ديمقراطية مستدامة ، وهم نظيفي اليد واللسان والسمعة والأمان ، لنصل معهم وبهم إلى الديمقراطية المنشودة ، للوصول بها إلى إستدامتها المطلوبة ، حتى مرساها وغاياتها النهائية ، في التداول السلمي للسلطة ، بعيداً عن شرور العسكر في إختطاف السلطة المتمكنة من طموحاتهم المريضة حتى النخاع .
omeralhiwaig441@gmail.com
///////////////////
المخابرات المصرية : على لسان السفير المصري إعلانه عن المبادرة المبهمة دون تفاصيل ولكن بإصرار على ضرورة قبولها وفرضها عنوة وأقتداراً على الشعب السوداني الحَي !!.
المخابرات المصرية : الحذر ثم الحذر من هذا الإصرار على الأنصياع لتنفيذ هذه المبادرة بغير رضا السودانيين والمحير بعدها هل ستكون الخطوة الأخيرة للمخابرات هي الكَي؟؟.
(أين وزارة الخارجية يا مصر يا أخت بلادي ياشقيقة)
***
أحزاب الحرية والتغيير المجلس المركزي : يثمن شعبنا موقفكم الشجاع من المبادرة المصرية الملغومة .
***
كيف لعبت الفضائيات المحلية والفضائيات الخارجية العربية وبالأخص تلك الأكثر مشاهدة وهي معروفة بمحاولاتها المستميتة في توجيه الرأي العام السوداني ، حسب مقتضيات حالها ، التي ترغب فيه ، أو بالأحرى حسب ما تقضتيه مصالح بلدانها .
ولنتتبع المسار من بداياته ، حين أعلن البرهان عن إنقلابه المشؤوم في 25 أكتوبر 21م ، الذي بدأت مراسيم تشييعه ، قبل إعطائه فرصة إعلان قدومه غير الميمون ، بتلك المارشات العسكرية ، تبشر بهذا المولود ، الداخل المولود ، والخارج الموؤد .
وفي البداية إستقبلته ، تلك التي كانت حاضنته ، وهي المجلس المركزي للحرية والتغيير ، وخذلها ، وأعلنت على روؤس الأشهاد ، أنها تتبرأ من هذا الإنقلاب الخائن للمواثيق والإتفاقات المنعقدة بضمانات دولية ، ولاتهمه النتائج الكارثية التي سيجلبها للبلاد بإنقلابه على السلطة المدنية ، وظل هذا التبرؤ قائماً لوجه الله والثورة والشعب والوطن ، كما صوروه للناس ، وقد تم تثمين هذا الموقف الثوري في حينه ، من كل أطراف الثورة ، الذي يعتبرونه قد جاء في وقته وزمانه ومطلوباته الثورية .
ولكن ولأن "الحلو ما يكملش" كما يقول إخوتنا المصريين "أقصد الشعب المصري ، وليس مخابراته التي تستحل بلادنا صباح مساء منذ إستقلالنا" وعليها حديث سيأتي أوانه في قادم الأيام ، ومن كامل شرفاء السودان الأوفياء ، ما عدا عملائه .
ثم عادت حليمة لعادتها القديمة ، وجاءتنا الحرية والتغيير المجلس المركزي ، بما أسمته ، الحل السياسي ، فصبت ماء الردة في جسد الثورة السودانية الساخن ، لذلك سمته قوى الثورة بالتسوية بل غضباً وسخرية ، أطلقت على صانعية "التسونجية" .
ومن هنا إنفتح الباب واسعاً ، لقوى الثورة المضادة ، وأرتفع صوتها عالياً ، بما فيهم أنصار النظام المباد ، وأستيقظوا من غفوتهم ، ومن حيرتهم التي تسبب فيها فشل الإنقلاب ، الذي خططوا له ، ونفذته لجنتهم الأمنية ، إلا ما أرضاهم من الذي أعاده لهم الإنقلاب ، وإن رأوه أقل من طموحاتهم ، فهم ينشدون السلطة كاملة لاغيرها ، وليس فقط إستعادة ما نهبوه من مال وشركات ، وإن كان هذا غرضهم وهدفهم الأول ، المقدم على كل مطلوباتهم من الإنقلاب ، والذي أنساهم حين حدوثه ، المطالبة بشرع الله ولا للسلطة لا للجاه ، ومشروعهم الحضاري ، والمسألة لديهم أولويات فالمال ثم المال أولاً ، إلا أن قبض المال المسترد ، شجعهم لرفع سقف طموحاتهم ، لتحقيق شهوتهم الأولى مرة أخرى ، فعادوا مجدداً لشعاراتهم وماركتهم التجارية المسجلة ، للعودة لخداع الجماهير بشعاراتهم المعروفة ، ظناً منهم أنها مدخلهم لإستمالة الشعب ، تناسياً للقيمة الدينية ، أن المؤمن لايلدغ من الجحر مرتين بل في تكراراهم لهذا اللدغ مرات ومرات كما فعلوا منذ مولدهم النقمة ، وذلك حين توغل مشروع التسوية ، فأصبح متاحاً لهم البدء في زحفهم السبتي الغير مقدس ، ورفع الشعار الديني لا الدنيوي ، في هذه المواكب البئيسة المعذولة والمدفوعة الأجر والحافز .
ومن هنا جاء الدور على الفضائيات وشاشاتها البلورية ، فأستكان وتربع عليها رواد التسوية ، وأستغلوها لنشر بنود تسويتهم المشؤومة كما إنقلاب اللجنة الأمنيه ، وقع الحافر على الحافر ، فأستغلت تلك الشاشات هذه الثغرة المأمونة والمضمونة نتائجها لهم ولدولهم الشقيقة ، ودقوا أوتاد خيامهم في بطن هذا الصيد الثمين ، فأجتهدت كل الشاشات في صوغ الصراع بشكله الموحد بينهم والجديد ، الذي ترغبه . فاستدعت من جانبها رواد موزاب القصر ونصبتهم رموزاً للثورة ، وبدلاً من أن يكون الصراع بين المع الإنقلاب ومن في الضد منه ، الذي رفعه مركزي التغيير ، أول أيام الإنقلاب ، وتحويل الصراع بكامله ، ليتمركز فقط بين كتلتين تمثلان القوى الرئيسة في السودان ، كما إدعوها وسموها من جانبهم لتلك الفضائيات وأصبح يتصدر عناوينها ، وهما كتلة الحرية والتغيير المجلس المركزي ، التي من جانبها أضافت فلول النظام البائد ، لتكبير الكيمان "ده كلام ياعرمان" والكتلة الأخرى وهي الحرية والتغيير الكتلة الديمقراطية ، ذات المسميات المتعددة والمبهرجة ، بعد أن حامت حول مرض التلاعب الكيزاني المزمن بالمسيات ، وكان الله يحب المحسنين ، حيث تجولت بها من مسمى التوافق الوطني ثم الوفاق الوطني ، ثم الميثاق الوطني ، إلا أن وصلت الحرية والتغيير الكتلة الديمقراطية "ما شاء الله على تسمية ، لا أكذب لكني أتجمل" في غرائب ، ديمقراطية السلاح هذه ، ثم استقرت عليه إلى حين ، برئاسة جعفر الصادق رئيساً ، ونائبه المتقلب ، مالك مفاتيح الشرق بالوراثة ، محمدالأمين ترك ، فأصبحت خلطة مخابراتية كاملة الدسم . بتجميعها صفوف الثورة المضادة بامتياز ، صراع وحيد بين كتلة واحدة بمسميين إحتياليين ، وأكدا أن لا وجود لغيرهما في طول البلاد وعرضها ، فلا ثورة ولا لجان مقاومة ولا قوى ثورة حية ، فكانت فعلاً كوميديا الضاحك الباكي ،ثم حمي الردحي والوطيس بين الكتلتين ، من هو صاحب الإنقلاب أولاً ، هل هي مجموعة "الأربعة طويلة" باقصائها الآخرين، أم من دفع للإنقلاب وأستدعائه ، من جماعة "التسعة طويلة"بعد أن قويت شوكتها ، بما سمي إعتصام موزاب القصر وغرضه المكشوف وصيحتهم الفاجعة ، الليلة ما بنرجع إلا البيان يطلع . الذي أنكروه وتبرأوا منه براءة الذئب الإنقلابي ، من دماء شهداء الثورة ، وتناسى الطرفان في غَمرة سكرة الإنتشاء بهذا الإحتكار الأقصائي"ال- ب-المفتشر" الذي منعهم من تخيل وجود شئ إسمه الثورة السودانية ، والتنسيقات ، ولجان المقاومة ، وقوى الثورة الحية بكل فئاتها المهنية والعمالية والحزبية ، المطالبة جميعها بالتغيير الجذري ، لسودان جديد .
إلى أن تفتق الذهن المخابراتي ، الداخلي والخارجي ، عما يسمى بالإتفاق الإطاري . وهنا تفرق جمع الطاغية من الكتلتين ، حين إعتماد الإتفاق الإطاري والإعتراف به دولياً ، ممثلاً وحيداً لحل أزمة السودان ، وإن لم يشغلهم ، ضرورة إعتماده والإعتراف به داخلياً ، ووجدت الكتلة الديمقراطية نفسها تلهث ، وهى حافية اللسان والقدم من أي سند ، لضمها لهذا الإنتصار المتوهم ، وحين بدأت تتجمل بأكاذيبها في وضع شروطها بفتح الإطار لوضعها في الصورة ولو فوتوشب ، للتغطية على مواقفها . وبفعل السند هذا ، أصبحت كل كتلة ، تخيلاً داخلياً إدعاء ملكية الأغلبية في الشارع والثورة ، وكل منهما يدعي أنه قادر على تحريك هذا الشارع بإشارة منه ، وحين يُسألون عن ما ضماناتكم لإنجاح هذا الإتفاق ؟؟ كانوا يردون بلا حياء أو حمرة خجل ، أن ضماننا الشارع وكأنهم يملكونه وتحت وصايتهم ، في حين يخرج ذات الشارع ، تحت سمعهم وبصرهم وهو يخوض معركته الحاسمة ضدهم ، متبرئاً منهما الكتلتين معاً ، والشارع الذي لا يخون يواصل ثورته وهم ، صانعيها ومفجريها ومتابعيها ، بدمائهم وأرواحهم الغالية وعزيزة ، يرافقها تقطيع الأجساد والأطراف وخلع حتى الأسنان ، وفتح أبواب السجون للشباب والقصر ، للتنكيل بهم بكل العذابات والتعذيبات بألوانها وأشكالها ، بما فيها حتى سلاح الإغتصابات ، المدفوع أجرها كاملاً مكملاً ومقدماً ، من المرتب الوظيفي ، المنشول والمفروض عنوة من جيب المواطن المغتصب ، هو الآخر جماعياً .
وفي المجرى الأول نعود ونقول : يثمن شعب السودان لكم موقفكم السليم والجاع ، من مبادرة المخابرات المصرية الملغومة ، ثم أُردِف وأقول لكم صدقاً ، وليس تصدقاً أو تجملاً ، وإنما تفسيراً واقعياً لتطور الأحداث ، أن كتلة المجلس المركزي هي في الواقع والحقيقة ، أحزابنا التي يعرفها الشعب السوداني جيداً ، وهي بالمكشوف الفاضح حزب الأمة القومي جناح برمة ناصر ، وحزب المؤتمر السوداني ، مستجد نعمة الحزبية وخريجي عقلية المناشط الجامعية، وحزب التقسيم بنسبة ( 1من8) الإتحادي الموحد ، وحزب الحركة الشعبية الجناح الثوري الديمقراطي ، الذي التحق بهم مجاملة لا ندري أم خيانة قياساً لمواقفه السابقة ، وعدد آخر مكون من ثمانية وخمسون منظمة مجتمع مدني وأحزاب ، نسمع بها في الشاشة الغشاشة من المدعين بوجودها ، في شاشاتهم التي أدمنوها ، ونحن لم نرها عياناً بياناً كآخرين ، يزاحمونكم الشاشات . ونتسأءل لماذا إقصائهم إذا كانوا موجوين فعلاً معكم صوتاً وصورة .
أما الأحزاب الأربعة الأولى لا نعرفها فقط ، وإنما نحتاجها تماماً وضماناً ، فهي أحزاب الديمقراطية القادمة ، الناجحة والراجحة على قول الصادق المهدي عليه الرحمة .أما كيف نحتاجها ، فهي أحزابنا التي سنبني بها ديمقراطيتنا القادمة ، فلا ديمقراطية بلا أحزاب ، كما هو معلوم ، نريدها أحزاب محسنة ومحصنة من السقوط في قاع التيه والعدم ، نحترف بانهم برئيين من هذا القاع المدمر ، فهي أحزاب ذات تاريخ ، لولا محاولاتهم المستمية ، في الإستفرد بالمشهد السياسي ، فتواضعوا تفلحوا ، يا إخوتنا في محاربة الدكتاتوريات منذ ستينيات القرن الماضي وعليه يعز علينا فراقكم ، ولكل ذلك أتوجه إلى أحزاب الحرية والتغيير المجلس المركزي ، أن يحافظوا على شعرة معاوية بينهم وشعبهم ، حتى يشاركوا في ديمقراطية مستدامة ، وهم نظيفي اليد واللسان والسمعة والأمان ، لنصل معهم وبهم إلى الديمقراطية المنشودة ، للوصول بها إلى إستدامتها المطلوبة ، حتى مرساها وغاياتها النهائية ، في التداول السلمي للسلطة ، بعيداً عن شرور العسكر في إختطاف السلطة المتمكنة من طموحاتهم المريضة حتى النخاع .
omeralhiwaig441@gmail.com
///////////////////