أسئلة حائرة؟

 


 

عادل الباز
14 December, 2010

 


الخبر الأكيد
بالأمس كان العنوان الرئيس في الأنباء إعلان الحركة الشعبية دعمها لخيار الانفصال!!. ما الجديد في هذا الخبر؟ هل كان هنالك للحركة خيار  آخر غير الانفصال خاصة بعد رحيل الدكتور جون قرنق؟.لا أحد يعرف أبجديات السياسة أو يتابع مجريات الأحداث يعتقد أن الوحدة كانت خياراً للحركة يوماً بعد تحطم  طائرة قرنق على جبال الأماتونج. الملاحظة الثانية حول الخبر وهو الإعلان عن الموقف. الحقيقة ان موقف الحركة معلن أصلاً ومن زمان بل لا يحتاج موقفها البتة لإعلان من أصلو. لا أعرف لماذا جشَّم السيد ايتو نائب أمين عام الحركة نفسه متاعب التصريح الصحفي المذكور أعلاه؟. لم نكن بحاجة لهذا الإعلان فالخبر معلوم بالضرورة والسياسي الذي يعلن مواقف معلومة بحاجة أكيدة (لدرس عصر) في أبجديات السياسية ولا مش كده يا ايتو؟.
من يفتي للشرطة؟
أمس الأول اجتمعنا نفر من الصحافيين في قاعة أنيقة بدار الشرطة وأفاض علينا قادة الشرطة بمعلومات ثرة حول قضايا كثيرة. لمّا كان الجو مخنوقاً بقضية فتاة الفيديو تفجَّر الموضوع وفجَّره ضياء الدين بلال وهو صحافي لم تنقصه الشجاعة يوماً ولا باع قلمه لجهة ما بل ظل مثالاً للاستقامة المهنية.. لقد ظلمت ضياء الأسافير كثيراً وتجنت عليه. أرجو أن يلحظ الإخوة في الأسافير سقف الحريات الذي نعمل تحته.
السؤال الذي جال بذهني وأنا أستمع لإفادات الشرطة ما هي المرجعية التي تعتمدها الشرطة في ممارساتها اليومية؟. القانون؟ القانون حمال أوجه وطرائق تفسيره متعددة؟ فمن يفتي الشرطة؟. مثلاً البشاعة التي تم بها تنفيذ عقوبة فتاة الفيديو من الذي أفتى أن الجلد يتم بهذه الطريقة عديمة الإنسانية؟. ليس من قيم التدين التلذذ بالتعذيب بل العقوبة في جوهرها محاولة للإصلاح والتهذيب وإلا كيف يكون الإسلام دين رحمة؟ من أفتى مثلاً بالضحك والقهقهة أثناء تنفيذ العقوبة؟.
ليس من سبب يدعونني لتكذيب الشرطة بأنها حققت وعاقبت هؤلاء المنفلتين وأن القاضي قد فصل بالفعل من عمله نتيجة التنفيذ السييء للقانون. ولكن يبقى أيضاً السؤال حائراً لماذا لم تعلن الشرطة في وقتها إدانتها للفعل وتبرئة نفسها من تنفيذ جائر وهمجي للقانون؟. ولو أنها فعلت لما وجدت صحف العالم مادة دسمة لتشويه صورة الحكومة والسودان لا بل والإسلام ولكن بصمت الشرطة على هذا النوع من الأفعال فتحت الباب لحملة عالمية تتصاعد يومياً في صحافة العالم.
تعبت خيل خليل؟
أرهق السيد محمد إبراهيم خليل رئيس مفوضية الاستفتاء وقلبي معه بكثرة التساؤلات والاعتراضات والتهم التي لها أساس من الصحة وتلك التي بلا أساس. قد تعب عمنا خليل. يشكو خليل للعالم ضعف ميزانيته ويعلن خذلان العالم للمفوضية وعدم إيفائه بالتزاماته في وقتها. السيد رئيس المفوضية كاد يشتكي الرئاسة للشعب، فقد أذاعت المفوضية أكثر من مرة أن طلباتها أمام الرئاسة ولم ينجز فيها شيء كأنها تحاول تبرئة نفسها من أي عقابيل سيئة تحيق بالاستفتاء.
 يشكو السيد خليل أمس الأول لـ»رويترز» من معارضين للاستفتاء يشتتون جهوده ويوترون الأجواء التي هي أصلاً ما ناقصة وسط أنواء الاستفتاء. لم يسمِ خليل الجهة التي تتسبب في التوتر تارة بالشكاوى وتارة بالتصريحات وتارة أخرى باللجوء للقانون في المحكمة الدستورية!!. خليل لم يستطع تسمية هذه الجهة علناً ولا أعرف لماذا هل في فمه ماء؟. قد يكون السيد خليل معتمداً على ذكاء القراء والمراقبين فالكل يعلم الجهة المقصودة ولكن بالأسلوب الذي اتّبعه  يشي بأن تصفية حسابات ما تجري الآن بين تلك الجهة والسيد خليل أو أن هنالك فواتير على تلك الجهة سدادها لتشتري صمت خليل؟.
ما اعتلى خليل منصة إلا وهاجم الإعلام الذي لم يتركه وشأنه. ها نحن نعلن أننا سنترك الرجل وشأنه حتى إنجاز مهمته التاريخية في التاسع من يناير 2011م وليس ذلك فحسب بل نعد بالغناء له سراً (يا خليل خليلك وين)!!  
 

 

آراء