أسماء الذين ادعوا المهدية والعيسوية في تاريخ السودان
اسماء الذين ادعوا المهدية والعيسوية في تاريخ السودان
بقلم : محمود عثمان رزق
morizig@hotmail.com
هذه قائمة باسماء الذين ادعوا المهدية او العيسوية او رسالة جديدة في تاريخ السودان. ومع اسمائهم ذكرت المناطق والتواريخ التي اعلنوا فيها دعواتهم بالإضافة للعقوبات التي طالت بعضهم. وقد اعتمدت فيها على بعض الكتب ككتاب الطبقات لود ضيف الله وبعض المقالات و أخص منها مقالا للأستاذ عبد الله الفكي البشير عن المزاج الديني في السودان. وارجو أن يستفيد أحد الباحثين في التاريخ من هذا التجميع ويجعله مشروع بحث متكامل يحدثنا فيه عن هؤلاء الرجال وسيرهم ودعواتهم ، ولا شك أن بعضهم قد كتب عنه بما فيه الكفاية ولكن كثيرا من هذه الاسماء لا نعلم عنها شيئا. ومن هذه الاسماء التي ادعت المهدية او العيسوية نذكر الآتي :
1- حمد النحلان ود الترابي (المهدي المنتظر) (الجزيرة) (عاش بين 1600 -1700م)
2- محمد أحمد بن عبد الله (المهدي المنتظر) (النيل الأبيض) (توفي في عام 1885)
3- الفكي أبو جميزة (النبي عيسى) (دارفور) (توفي بالجدري في عام 1888)
4- علي عبد الكريم (النبي عيسى) (امدرمان) (تمّ نفيه وسجن أتباعه في عام 1900)
5- الفكي محمد الحرين البرناوي (المهدي المنتظر) (دارفور) (أعدم في عام 1902)
6- محمد الأمين الجعلي (النبي عيسى) (كردفان) (أعدم في عام 1903)
7- محمود آدم (النبي عيسى) (النيل الأزرق - سنجا) (قتل محاربا في عام 1904)
8- محمد ود آدم الدنقلاوي (النبي عيسى) (النيل الأزرق - سنار) (قتل محاربا في عام 1904)
9- موسى أحمد البرقاوي (النبي عيسى) (كسلا) (سجن في عام 1906)
10- سليمان ود البشير (النبي عيسى) (الجزيرة - مدني) (سجن في عام 1906)
11- عبد الله فضل (المهدي المنتظر) (كردفان - جبال النوبة) (سجن في عام 1909)
12- الفكي نجم الدين (النبي عيسى) (النيل الأزرق - سنار) (أعدم في عام 1910)
13- الفكي مدني (النبي عيسى) (النيل الأبيض) (سجن في عام 1910)
14- مختار ود الشريف هاشم الشنبلاوي (المهدي المنتظر) (أعدم في عام 1910)
15- الفكي عكاشة أحمد من أتباع ود حبوبة (المهدي المنتظر) (الجزيرة) (قتل محاربا في عام 1912)
16- أحمد عمر الفلاتي (المهدي المنتظر) (دارفور) (أعدم في عام 1915)
17- محمد الحاج سانبو (المهدي المنتظر) (كسلا) (1918)
18- محمد السيّد حامد (النبي عيسى) (النيل الأزرق) (أعدم في عام 1919)
19- الفكي عبد الله السحيني (النبي عيسى) (دارفور- نيلا) (أعدم في عام 1921)
20- ابوبكر خاطر (النبي عيسى) (امدرمان) (1951)
21- محمود محمد طه (الرسالة الثانية) (امدرمان) (أعدم في 1985)
22- سليمان أبو القاسم (النبي عيسى ) (الخرطوم) (سجن في عام 2012)
بعض الملاحظات المهمة :
الملاحظة الأولى : إن دولة الفونج السنارية التي حكمت أكثر من 300 عام لم تشهد حركة مهدية، ولم تكن مهوسة بفكرة المهدي وظهوره، وكل الذي وصلنا عن تلك الفترة فيما يخص هذا الموضوع وصلنا عبر ود ضيف الله في كتابه الطبقات. وقد ذكر ود ضيف الله أن الشيخ حمد النحلان ود الترابي ادعى المهدية ولم يعلن مهديته في السودان وإنّما أعلنها في مكة المكرمة في موسم الحج فضرب هو ومن معه من اتباع! وبسبب ضربه غضبت السماء فانفتحت بماء منهمر فاغرقت مكة وهدّمت بعض بيوتها، وهي قصة تفوح منها رائحة الوضع والخيال مما يضع الرواية كلها موضع شك، ويزداد الشك عندما نقارن الرواية بالسيرة المستقيمة للشيخ حمد كما ذكرها ود ضيف الله نفسه ! فقد ذكر أنّ الشيخ ود الترابي كان رجلا عالما لا يتقرب للسلاطين ولا يشفع لاحد عندهم، ولا يقبل الهدايا، ولا يكتب الحجب، ولا يكثر من الطعام. وللأسف كتاب ود ضيف الله لا يحاكم به أحد من السابقين لأنّه كتاب مشحون بالخرافات والمبالغات التي لا يصدقها عاقل مع أنّ كاتبه رجل عالم فقيه! ولقد سمعت أنّ العلامة الدكتور عبد الله الطيب رحمة الله عليه كان يسمي هذا الكتاب "طبقات الجهل". وعلى كل، لم يذكر أحد من المؤرخين لدولة الفونج أنّ السلطنة شهدت حركة مهدية او ظهور مهدي منتظر او فكر مهدوي باستثناء تلك الرواية اليتيمة التي ذكرها ود ضيف الله عن الشيخ حمد النحلان المعروف بود الترابي.
ومن هنا نخلص إلى أن الذي روّج لفكرة المهدية في السودان، وغرس شتلتها، وأسس بنيانها هو محمد أحمد بن عبد الله الذي اعلن مهديته وارسل للعلماء ومشايخ الطرق والحكام وزعماء القبائل يدعوهم فيها سرا وجهرا لمبايعته ويتوعدهم ويحذرهم فيها " أن من كفر بمهديته فقد كفر بالله ورسوله " !. وقد ساعده في تأسيس وتأطير دعوته صاحبه عبد الله التعايشي الذي صار خليفته فيما بعد، وكل ذلك موثّق في منشوراتهما التي حققها الدكتور العلامة أبو سليم ونشرها في كتابه "منشورات المهدية".
الملاحظة الثانية : أنّ كل الذين أعلنوا عن مهديتهم وعيسويتهم فعلوا ذلك بعد وفاة المهدي وانهيار دولته.
الملاحظة الثالثة : أنّ معظم الذين ادعوا المهدية والعيسوية هم في الحقيقة انصار المهدي والمهدية.
الملاحظة الرابعة : بسبب الولاء للمهدية والمهدي كثير منهم ادعى العيسوية حتى لا ينافس المهدي فى مهديته فيخسر مجتمع الأنصار ودعمهم له، وهذا قد يفسر تغلب عدد العيسويين على المهديين في القائمة.
الملاحظة الخامسة : إن غالبية هذه الحركات والادعاءات كانت في ظل حكم المستعمر.
الملاحظة السادسة : إن بعض السنين شهدت ظهور أكثر من مهدي (عام 1910 مثلا).
الملاحظة السابعة : إن عددا كبيرا من هؤلاء المهديين والعيسويين تمّ إعدامهم وقتلهم.
الملاحظة الثامنة : أن عملية ادعاء المهدية ما زالت مستمرة إلى يومنا هذا، وما زال فكرها مؤثرا على المجتمع السوداني في شتى الوجوه.
الملاحظة التاسعة : هي أن الأستاذ محمود محمد طه عندما وجد الجو مشبّعا بفكرة المهدية والعيسوية فلم يدّع النبوة ولا العيسوية ولا المهدية لكنّه دخل على المجتمع بمدخل جديد يدعو فيه لتجديد الفكر الاسلامي عبر رسالة ثانية رسولها رجل آتاه الله الفهم !!
هذا تجميع وملاحظات سريعة ارجو أن تجد اهتماما من الحادبين فتطوّر في دراسة وافية تدرس ظاهرة الدعوة المهدية في السودان وتضيف للمكتبة السودانية سفرا قيّما باذن الله تعالى.