الترابية ليست أصلاً في الإسلام السياسي، وإنما هي تحور سوداني لفيروس الإخوان المسلمين الأصل. وإذا كان البعض يروِّج للترابي كـ"مجدد" في الفكر الإسلامي، فإن هذا "شغل بروبغندا" زائفة وعمل "بوليتيكا كاذبة" – بمعنى أنها سياسوية – . فالترابي كـ"أخ مسلم" لم يكن معنياً بقضية التجديد من الأصل، ولم يكن التجديد ضمن أهداف وأجندة التنظيم الذي انتمى إليه. وإنما انصرف همه إلى سؤال السلطة وكيفية السيطرة عليها. لا إلى سؤال الدين ودوره كفاعل في حياة الناس المعاصرة وما تطرحه من تحديات. ولم يكن أمامه أو بمكنته غير هذا ليفعله. فالمؤسس الأول للتنظيم حسن البنا نفسه لم يكن "التجديد" الذي يتوافق مع ما يطرحه العصر في وارد تفكيره عندما شرع في تأسيس الجماعة وعمره لم يتجاوز الثانية والعشرون، كان هذا الأمر يفوق طاقته الفكرية وقدراته المعرفية في تلك المرحلة من حياته. ولذا لن تجد له محاولات جادة ذات نفع وجدوى يعتد بها تُذكر في هذا الشأن وعلى هذا الصعيد. بل أنك لن تجد للجماعة سواء في مصر دولة المنشأ، أو في السودان بلد التحور الفيروسي، أو في غيرهما من الدول والمجتمعات التي استطاع الفيروس الإخواني اختراق جهاز مناعتها، من أنتج فكراً جادا، أو نظرية فكرية متماسكة في أي مجال من المجالات العديدة التي توهمتها لنفسها، ولم يتميز أو يبدع أو يتفوق أي إخواني في أي من هذه المجالات، عبثاً تحاول أن تجد إخوانيَّاً مميزا في الفكر أو الأدب أو العلوم أو الآداب أو الرياضة أو الفنون أو علم الاجتماع أو الاقتصاد أو العلوم السياسية أو حتي في الفقه الإسلامي. وذلك رغم تواجد الجماعة علي مدي أكثر من قرن إلي اليوم. "وكانت الإضاءة الأدبية الوحيدة الواعدة لديهم هي الأعمال النقدية لسيد قطب، ولكنه سرعان ما هجر الأدب وتوغل في تفسيره الخاص للقرآن بشكل مخل أوصله إلي تجهيل وتكفير المجتمع المسلم الذي لم يجده مسلما بما فيه الكفاية حسب رؤيته الاخوانية الضيقة، وهي نفس الرؤية الرومانسية المراهقة المنفصلة عن الواقع التي تأسست عليها الجماعة منذ البدء" (1). (التباس الهوية وتسويق الأوهام) ويدلك على ذلك البيان التأسيسي لتنظيم جماعة الإخوان الذي نشره البنا لطرح مشروعه الديني السياسي الاجتماعي، وهو يمثل الإطار الفكري لجماعة الإخوان والغايات الاستراتيجية. ليتبين لك مدى صبيانية الفكرة من أساسها. فهي أقرب إلى الهذيان والتداعي النفسي الحر الذي لا يمكنك أن تحمله على محمل الجد، ففي تعريف حسن البنا للجماعة ودعوتها في سنة 1928 يقول: • "هي دعوة سلفية، وطريقة سنية، وحقيقة صوفية، وهيئة سياسية، وجماعة رياضية، ورابطة علمية ثقافية، وشركة اقتصادية، وفكرة اجتماعية". سمك، لبن، تمر هندي، ويمكنك أن تضيف (دكوة فول) للخلطة !. فالجماعة – يقول فرانسوا باسيلي – إذن في هذا التصور "هي كل شيء، وبهذا تصبح لا شيء محدد، وهذه الشمولية الرومانتيكية هي من طبيعة الفكر الشبابي المراهق غير الناضج. فالنضج يؤدي بصاحبه إلي إدراك ضرورة التخصص في حياة أصبحت مركبة متشعبة لا تحتمل هذه الرؤية الهلامية (2). وسنجد نفس المراهقة الفكرية في الهدف المعلن للجماعة والطريقة المتدرجة لتحقيقه، فتقول أن الجماعة: • "تسعى في سبيل الإصلاح الذي تنشده إلى تكوين الفرد المسلم، فالأسرة المسلمة، فالمجتمع المسلم، فالحكومة الإسلامية، فالدولة الإسلامية، فأستاذية العالم". وهذا التعبير "أستاذية العالم" رغم أنه مستلف من تنظيم الماسونية، إلا أنه لا يصدر إلا عن شاب في طور المراهقة الفكرية، ينظر إلي العالم والحياة برومانسية شديدة غير متصلة بالواقع، ولكنها تخلب ألباب الشباب بما فيها من سمو الحلم وراياته المرفرفة بعاطفة الحماس واندفاع المراهقة، دون وجود الامكانات والموارد اللازمة لتحقيق ولو جزء صغير من هذا الحلم المراهق. ولك ان تتصور مدى الإثارة التي يمكن أن تُحدثها "أستاذية العالم" في عقل شاب في مقتبل العمر، وما يمكن أن تدفعه إلى فعله، وهو الموعود بهذه الأستاذية الكونية !.ونحن هنا أمام جماعة يكتنف الالتباس والغموض هويتها، بينما بروق الأوهام الصفوية الخُلَّب تقود خطواتها في طريق حالك الظلمة .. ولكن إلى أين؟. (الخيارات الصفرية التعويضية) الصلف والغرور والعنجهية واستصغار كل قيمة مهما أجمع الناس على تقديرها واحترامها وتقديسها هو ما سيترسب في وجدانه الانفعالي من هذه العبارة المتعالية الجوفاء. وهذا أقرب طريق لينخدع الإنسان في نفسه. وهذه هي الصفات التي عرفها الناس عن الإسلامويين قبل وبعد حكمهم. مثلما هو نهج التنظيم والحركة الإسلامية، التي يتفاخر الشيخ الترابي باتصافها بالتهور قائلاً بأنها: " حركة متوكلة جريئة، لا تبالي أن تخوض المخاطرات المخوفة ما قدرت أن فيها خيراً لدعوتها وجهادها وشعبها"(2 الترابي، ص 198)، فهي إذن جاهزة للدخول في أي مغامرة مهما بلغت خطورتها دون أن تضع حساباً للنتائج. وسينعكس هذا التهور الأهوج وهذه المراهقة الفكرية نفسها بعد ذلك في السلوك المندفع الفج بقوة عين وعدم استحياء في ارتكاب كل الجرائم وتجاوز كل القيم والأعراف من التنظيم وأفراده، ثم من الدولة التي أحكموا سيطرتهم عليها فصارت دولة مارقة تنتهك الأعراف والمواثيق الدولية باستهانة وجرأة غريبة. تستضيف إرهابيّ العالم وتمنحهم جوازات سفرها وتفتح أبوابها لاستثماراتهم المشبوهة مصادر تمويلها، تفتح لهم معسكرات التدريب، وتقدم لهم الدعم اللوجيستي ليروعوا العالم، وحين يحاصرها العالم درءً لشرها، يتعالى صراخ قادتها بأن الإسلام مستهدف من دول الاستكبار وأنه في خطر !!. النقص في الحكمة، وتُقرأ "اللاعقلانية"، تظهر واضحة في فكر وسلوك الترابيّ الإسلاموي – الفردي والجماعي/ التنظيمي – بل حتى في سلوك الدولة الترابية، في المواقف المفصلية التي تحتاج إلى التفكر والتعقل والتروي. إذ تجدهم سرعان ما يتخذون أقصى المواقف الصفرية (يا قاتل يا مقتول). وتعكس هذه الصفة افتقار الشخص للعقلانية وعدم التوازن النفسي، وبالنسبة للتنظيم تكشف عن خلل فكري واختلال ففي ميزان القيم والموجهات. ويمكنك أن تلخص كل أولئك بالنزعة العدمية. (سقوط الشعار في وحل السياسة) في الواقع عندما تكون الفكرة طفولية رغبوية لاعقلانية مثل الفكرة التي صاغها حسن البنا في بيانه التأسيسي لجماعة الإخوان المسلمين، وتأسس عليها تنظيم الجماعة، فإن استحالة تحقيقها على أرض الواقع تجعل أصحاب المشروع السياسي، يدخلون في دوامة من محاولات التجريب العبثية لرتق ثقوب الفكرة. وبما أنها محاولات دائرية، تلف وتدور حول نفس الفكرة فإنها لن تفتح أفقاً للتغيير. أو أن يلجأ التنظيم وجماعته إلى ترويج زعم المؤامرات التي تستهدف "الإسلام". أو يمضون قدماً في طريقهم هروباً إلى الأمام بعناد طفولي، بغض النظر عما يمكن أن يحدث مستقبلاً. وكل حركات الإسلام السياسي تلعب هذه اللعبة الثلاثية الأضلاع ولا تسأم تكرار نغمة هذه الأسطوانة المشروخة. الفكرة مستحيلة التحقق؟. لأنها لا تملك من معطيات إمكان تحققها سوى رغبة صاحبها. على الرغم من أنه من الحماقة ، تكرار الشيء مرة تلو الأخرى وتوقع نتائج مختلفة كما يقول آنشتين. فرغم التأكيدات الجازمة من قبيل "الإسلام دين ودولة" أو "لا فصل بين السياسة والدين في الإسلام". إلا أن السؤال المحرج : هل يملك الإسلام السياسي خياراً بديلاً يقدمه للمجتمعات المسلمة ؟. يجد الرد بـ"لا" صادمة وفاضحة. لقد أخفقت حركة الإسلام السياسي تماماً حين لم تصمد لإغواء السلطة في إيران والسودان وأفغانستان، وفي مصر وتونس بعد ثورات الربيع العربي. وقد أثبت انتصار الإسلاموية في السودان – عبر الانقلاب على الشرعية – ، أو في مصر وتونس عبر الوسائل الديمقراطية وصناديق الاقتراع، فشلها الذريع في أن تقدم نموذجاً لمجتمع آخر أو أشكالاً سياسية جديدة ومبتكرة. ما ترتب عليه بالتالي سقوط شعار "الإسلام هو الحل" و"الإسلام هو البديل" في بحر الخيبة، ولم يَعُدْ الشعار أكثر من واجهة لمنطق سياسي يفلت منها باستمرار، ويستنزفه تناقضه الداخلي مع الديني المقدس. وذلك يحدث دائماً حين تتراجع قيمة البضاعة الدينية والأخلاقية المزيفة، ويتقدم مزهوّاً المبدأ الدنيوي النفعي البرجماتي، وتتكشف السلوكيات المناقضة تماماً لما يتأسس عليه الإسلام، تجسيداً سلوكيا، وتتعرى الأهواء والشهوات. وينكشف غطاء التناقض الفاجع بين لوحة الفضيلة والتقى المرفوعة على اللافتات الملوَّنة، وبين ما يجده الناس على ارض الواقع، حيث يتبدى عريّ الدعوة والداعي، ويسقط قناع الزيف. (بين الديني والسياسي ..أيهما اسبق ؟.) كان واضحاً منذ البداية أن فكرة "التنظيم" كانت سابقة على فكرة "الدعوة" في عقل حسن البنا، وفي عقل حسن الترابي في السودان. ما يعني بأن الهدف "السياسي" كان مقدماً على الهدف "الديني". فالتنظيم هو الطريق الذي يقود في نهاياته إلى "السلطة" الزمنية/الدنيوية. بينما تقود "الدعوة" إلى الفرد المؤمن والمجتمع الفاضل المثالي. والخطأ الاستراتيجي في هذا الخيار انه اتخذ مساراً معاكساً في جوهره لمنطق نشأة الأديان وحركات الإحياء والإصلاح الديني، بما فيها الإسلام. فـ"السياسي" في التجربة الإسلامية الأولى خرج من رحم "الديني". و"الدولة" خرجت من رحم "الجماعة" المسلمة. وربما يكون هذا من ضمن ما تميزت به التجربة الاسلامية بين الأديان. فالدين – أي دين – رغم نشأته المجتمعية كمؤسسة ضامنة لإنفاذ التعاقد الاجتماعي وضابط للعلاقات والسلوك داخل الجماعة، إلا أنه يشتغل في الفضاء الفردي، ويمارس فعاليته في إطار "الخلاص الذاتي" للفرد. أما خارج هذا الاطار الشخصي فإنه يتحول مجتمعيا إلى عادات وتقاليد وقواعد سلوكية ايمانية .. وطقوس تعبدية. فالناس يتفاوتون في درجات الإيمان الداخلي.. ولكنهم يتماثلون في التمظهرات الخارجية للإيمان. وبقليل من التأمل في الخطاب التأسيس لجماعة الإخوان المسلمين يتكشف لنا بأن الحركة لم تكن حركة دينية خالصة، وإنما كانت في جوهرها حركة سياسية تسعى إلى السلطة وقد تلبست أقنعة دينية إسلامية. إن وضع "التنظيم" على رأس هرم الأولويات في اهتمام المؤسس كان لابد وأن يقود إلى الانحطاط بـ"مقدس" الأيديولوجية والخطاب المؤسس لها، إلى "مدنس" التكتيكات السياسية وفق قاعدة "الغاية تبرر الوسيلة" . فطالما كانت "السلطة" هي الهدف، فإن الغلبة ستكون لآليات السياسة. ولتحقيق هذا الهدف لا بأس من تفعيل فقه "التمكين" المرن المطاطي، سواء أن كان العمل على التمكين في ظل نظام ديمقراطي تحتكم الأحزاب فيه على تداول السلطة عن طريق صناديق الاقتراع ، أم في ظل نظام ديكتاتوري شمولي، فالمهم هو التمكين. وتبعاً لهذا، ستغدو عملية إعادة قراءة النص المؤسس وتفسيره، وتوظيف منظومة المفاهيم الإسلامية في الفضاء السياسي عملية لا غنى عنها، بل وحتمية. وهكذا تُنتزع الآية: "ومن لم يحكم بما أنزل الله .." من سياقها في أسباب النزول لتصبح أداة لتكفير الأحزاب المنافسة بل والمدارس الفكرية الإسلامية الأخرى. ويصبح الخروج في المظاهرات المدنية السلمية التي يجيزها الدستور والقانون: "جهاداً"!. . جهاد يحمل المتظاهرون فيه أكفانهم وأسلحتهم المتنوعة ما بين القنبلة والبندقية والساطور والسكين والعصي .. للحرب ضد الدولة والمجتمع !!. (الإسلام والديمقراطية على مذبح السلطة !) هذا دأب الترابيون وكل حركات الإسلام السياسي دائماً – وهو داء مستنسخ من الفيروس الأصل في المنشأ المصري – أن تتجلى قدراتهم ومهاراتهم التنظيمية بفعالية في معارضة الحكومات القائمة، وينجحون بذلك في زعزعة الاستقرار السياسي والأمني. ولكنهم يفشلون (بدرجة قف) في الحكم وإدارة الدولة، ليس فقط لأنهم لا يملكون أي رؤية سياسية واضحة، ولكن لأنهم يديرون الدولة بعقلية إدارة التنظيم. فالحركات الإسلاموية "خارج الحكم تتحدث عن مشروع حضاري عظيم يبحث عن أمجاد الإسلام، وعند وصولها للحكم يتحول هذا المشروع إلى شكليات وقضايا ثانوية مثل فرض الحجاب وقطع الأيدي بدون حل المشكلة الاقتصادية المسببة للسرقة مثلاً، وتحول الجهود التي كان يمكن أن تُعبأ ضد التخلف والتبعية والاستعمار الجديد إلى مجرد شعارات وتشنجات وإلى عدوانية منتشرة ضد مواطنيهم المختلفين معهم سياسياً. وتتحول تلك الطاقات الروحية إلى معارك وهمية مع أعداء أشباح لأن المجتمع ينقسم إلى جاهلية وإسلام، ويرجع كل قصور ذاتي إلى المؤامرات والاستهداف والحصار. لذلك رغم أن الحركات الإسلامية هي نتيجة أزمة عميقة – حضارية وسياسية واقتصادية – اجتماعية ونفسية – إلا أنها تنقلب إلى أن تكون سبب أزمة أكثر عمقاً وتعقيداً كما يحدث الآن في عدد من المجتمعات العربية – الإسلامية"(4). وهذا ما فعله الإسلامويون في تجربتي تطبيق رؤيتهم، الأولى مع قوانين سبتمبر مع جعفر نميري، والثانية بحكمهم منفردون بالسلطة خلال ثلاثة عقود مع البشير فماذا فعلوا بالسلطة وماذا كان أمر "الحكم بما أنزل الله " الذي كفَّروا معارضيهم بسببه؟. ليشاركوا في سلطة نميري الديكتاتورية ضحوا بالديمقراطية وبالإسلام الذي بنوا تنظيمهم عليه وذبحوهما من الوريد للوريد على أعتاب معبد السلطة. وشنوا حرباً مقدسة على حلفائهما – الصادق وأنصاره والشريف الهندي – في معارضة النظام المايوي كـ"مقدم" نصيب في الصفقة. وتدفقت مدراراً أموال المصارف الإسلاموية. وعندما أعلن نميري شريعته الشوهاء، التي قدمت للعالم أقبح صورة يعجز أعتى وأخبث أعداء الإسلام عن تقديمها، ولكنهم هللوا لها وارتقوا بالديكتاتور مراقٍ عالية في التقى والبطولة والمجد، وتحت غبارها الكثيف بين جلد وقطع نفذوا مؤامرتهم بإعدام أنجب وأخلص من سعى لإعادة الإسلام لحياة الناس اليومية في عصرنا. إن لم نقل كل العصور. ثم نكصوا على أعقابهم وعابوا ذات القوانين "الإسلامية" بعد ثورة 1985 وأيضاً من السلطة. فالمعبود الحقيقي هو السلطة، والغاية من كل هذه "الجوطة" التي يثيرونها هي السلطة !!. تلك كانت سنوات كالحات لم يشهدها أغلب ثوار أغسطس 2018، ولكنهم جميعاً عايشوا سنوات أحلك مع الموجة الثانية من فصول المأساة الإسلاموية، التي من أجلها أقاموا الدنيا ولم يقعدوها، مظاهرات وعهر سياسي وإعلامي عارٍ تجاوزا فيه كل الأعراف والتقاليد والأخلاق السودانية ليجهضوا ثورة 1985، ويدبروا انقلاباً في 1989 ليقيموا دولة الخلافة الإسلامية في السودان. وقد شهد العالم حصاد هذه الدولة لثلاثة عقود، وفيها (حدس ما حدس) ما لن يبارح الذاكرة. ولا تدري الآن فيم يسعون جاهدين لإعادة خيبات ثلاث عقود بكل ما فيها من مآس من أجل ماذا؟. هل ليفصلوا ما لم يفصلوا ويمزقوا ما تبقى من السودان؟!. من المؤكد ثمة "حول" في الرؤية الاستراتيجية لهؤلاء الناس يرقى لمستوى الخطيئة في الفكر الإسلاموي. فما هو؟، وأين موطن الداء؟!. مصادر وهوامش (1) فرانسوا باسيلي، الأسباب الفكرية لسقوط الإخوان، "مجلة الكلمة"، العدد (76) أغسطس 2013. http://www.alkalimah.net/Articles/Read/5614 (2) باسيلي، الأسباب الفكرية لسقوط الإخوان، م. سابق. (3) حسن الترابي، تجديد الفكر الإسلامي، جدة، الدار السعودية، الطبعة الثانية 1987، ص 198. (4) د. حيدر إبراهيم علي، أزمة الإسلام السياسي: الجبهة الإسلامية القومية في السودان نموذجاً، مركز الدراسات السودانية، القاهرة/ مصر، اط الرابعة 1999. ص 21.