أطلقـوا النـار عـلى الـقيـادات
عمر العمر
14 June, 2021
14 June, 2021
كل الدعوات الصدوق المنادية بالرجوع إلى منصة التأسيس تبقى أمنيات طيبة قصية القطاف. مع القناعة بحتمية ذلك الخيار بغية دفع كل العمل الوطني خارج النفق الراهن إلا أن مفصل الأزمة ليس في الخيارات بل في القوى المعنية بالإستجابة لتلك الدعوات. هي تفتقر إلى عنصر الإرادة بقدر إفتقادها إلى الحد الأدنى من صلابة الوحدة. كلاهما معسكر الثورة والنظام باغتهما إنتصار الثوران الشبابي العارم .فكما جاء نصراً حاسماً أصاب معسكر الثورة بالنشوة و معسكر النظاام بالصدمة. أؤلئك لم يدر في مخيلتهم إنتصارشباب أعزل ذات يوم على ما يملكون من ترسانة المنظومة العسكرية ، الميلشيات النظامية المعلنة وكتائب الظل االخفية بالإضافة إلى رهان على شارع مُجيّش.لكن بينما تمكن المعسكر المضاد من استجماع أطرافه المبعثرة توغل معسكر الثورة في النشوة بالنصر حد الثمالة فلم يعد قادراً على استبانة سبل التقدم على درب التغيير. الفارق الوحيد بين الضفتين هو قوة تيار الإرادة، ليس غير.
**** **** ****
نحن كماهم تملّكنا إحساس كذوب بتحول النظام إلى حطام تحت المد الجماهيري. لما أأفاقوا من هول الصدمة بعد حين أدركوا بقاء كل مفاتيح الدولة ؛ دولاب الإقتصاد، مؤسسة العسكر كابينة الأمن ومنابر الإعلام لا تزال بين أيديهم .تحت النشوة إنشغل معسكر الثورة بـ "تورطة "السلطة قبل التأكد من الأستيلاء على منظومة الدولة.إنشغال كشف منذ البدء وهن الجسم المنصّب حاضنة سياسية لسلطة الثورة كما فضح ضعف إرادتهم .مهام أعباء إعادة البناء لم تفلح في إكساب الجسم المترهل منعةً التحدي أو تعينه على مغالبة تشقق إرادته بل توغل في التشرذم والإعشاء.ما من فصيل يملك من الوعيوالقوة ما يجعله يحرّض الآخرين على ضرورة تماهي النظام السياسي و الدولة من أجل تحقيق الإنتصار كما خلص المؤرخ الفرنسي فرنان بروديل.
**** **** ****
لو أن قيادات الجسم السياسي المترهل بالخلافات تملك من الوعي والإرادة ما يعينها على مغالبة تفككها لم ارتضت بقاء حكومة تتعثر في التحديات دون تجاوزها طوال سنتين ويزيد. فحال الحكومة يعكس وعي القيادات السياسية و قدراتها . كأنهم لم يقرأوا قول سقراط" سر التغيير لا يكمن في تكريس الطاقة للإقتتال مع الماضي بل من أجل بناء الجديد." الصديق ياسر عرمان – مثل ثلة من الحادبين - يقفز فوق هذا الواقع المتخثر في إلحاحهم المغلّظ من أجل العودة إلى منصة التأسيس بحثاً عن الوحدة المفقودة. عرمان محقٌ في دعواه مثلما هو صادقٌ كما الحادبين الآخرين .لكن ذلك الإلحاح يصدرر عن رؤية يغلب عليها التفاؤل المشرّب بالوعي ،بل ربما الرومانسية الثورية أكثر من الإعتراف بواقع الحال المتردي.هي الدعوة نقسها حيث رسم خارطة طريقها نخبة من أجلائنا بقيادة أستاذنا محجوب محمد صالح. لذلك لمّا تزال صرخة في البرية. كأنما المعنيين بالإستجابة لها لا آذان لهم.
**** **** ****
صحيحُ القول بكثرة تعدد التنظيمات السياسية ينتج عن غلبة الطبقة الوسطى في المدائن. كما هو صحيحٌ القول بترهل مدننا الكبرى بتخمة سكانية لا طاقة لها بها . لكن اكثر مصداقية ً القول بأن غالبية سكان مدننا الكبرى يتكدسون تحت خط الفقر. ذلك واقعٌ لا ينتج طبقة وسطى من شأنها تشكيل تنظيمات سياسية. لذلك يشكل تعدد المسميات التنظيمية في مشهدنا السياسي مفارقة مثيرة للتساؤل مثلما هي مدعاة للسخرية. تلك ظاهرة محزنة كما هي معرقلة لحركة التقدم لا يبررها غيرمهارة النخب وثوار الساعة الخامسة والعشرين على ركوب أمواج الثورة . تلك براعتهم منذ سرقة النخبة الفرنسية ثورة جياع الحرفيين والفلاحين منتصف 9 178. لعل العودة إلى منصة التأسيس تمر حتماً عبر إعادة بناء وتجميع شتات تنظيماتنا السياسية من أجل ضمان إنجاز ثورة التصحيح المنشود. العاجزون عن تغيير عقولهم وأنفسهم لن يستطيعوا البتة إحداث التغيير المرتجى.لم يعد الشعب يؤمن بأحزاب تسمي نفسها أوتنعتها بالوطنية وهي لاتنشغل بالوطن والمواطن .ربما ليس ببعيد زمن يأتي يردد الشباب صناع الثورة مقولة ماوتسي تونغ " أطلقوا النار على القيادات "عندما دعا امثالهم لإحتثاث الزعامات نافخاً في بوق" الثورة الثقافية" في العام 1966.
**** **** ****
بلى، إصلاح حال تنظيمات قوى الثورة عملية طويلة النفس والمدى. وطأة الحياة اليومية على كاهل الشعب لا تتيح له ترف إنتظار إنجاز تلك المهمة. لعل هذا الإدراك الواعي يستوجب إعادة بناء دولة الثورة وفق رؤية خالصة من شوائب تجربة العامين المرتبكة بالقعود ،المشوبة بالمحاصصات الجهوية ، القبلية والأطماع الشخصية.الشعب يحتاج إلى دولة تقبض على مقاليد الأموعلى عجل . دولة قادرة على السير بخطوات واثقة واسعة على درب التقدم ، الحرية ’ العدالة والسلم الإجتماعي. حكومة تضع في مقدمة أولوياتها الهيمنة على دولاب الإقتصاد،أقنية التبادل المالي، مفاصل هيبة الدولة من مؤسسات عسكرية وأجهزة أمنية ومنابر إعلامية.حكومة قادرة على الفرز بين أصدقاء حثيقيين وأصدقاء سريدون بنا شراً. حكومة تشكل كتيبة مغاوير لدولة هاجسها إحداث قطيعة كاملة شاملة مع العقلية البالية السائدة حاليا تكرس جهدها وجدها د بغية تأسيس واقع عصري ليس فيه موطء قدم لجهوية أو قبلية. ربما تبدو هذه أمنيات طيبات لكن التبشير بها والدعوة إليها واجب اللحظة التاريخية.
**** **** ****
تجربة الإخفاق المرتبكة على مدى السنتين أثبتت كيف يحوّل عجز السلطة لهب الثورة العملاقة إلى كرة ثلج تتدحرج نحو الأسفل .لوظلت الكرة تواصل التدحرج فلن نقوى حتما على البقاء داخلها حتى إذا بلغت القاع. فالإنفجار آتٍ في الزمن بين القمة والقاع لا محالة.
aloomar@gmail.com
**** **** ****
نحن كماهم تملّكنا إحساس كذوب بتحول النظام إلى حطام تحت المد الجماهيري. لما أأفاقوا من هول الصدمة بعد حين أدركوا بقاء كل مفاتيح الدولة ؛ دولاب الإقتصاد، مؤسسة العسكر كابينة الأمن ومنابر الإعلام لا تزال بين أيديهم .تحت النشوة إنشغل معسكر الثورة بـ "تورطة "السلطة قبل التأكد من الأستيلاء على منظومة الدولة.إنشغال كشف منذ البدء وهن الجسم المنصّب حاضنة سياسية لسلطة الثورة كما فضح ضعف إرادتهم .مهام أعباء إعادة البناء لم تفلح في إكساب الجسم المترهل منعةً التحدي أو تعينه على مغالبة تشقق إرادته بل توغل في التشرذم والإعشاء.ما من فصيل يملك من الوعيوالقوة ما يجعله يحرّض الآخرين على ضرورة تماهي النظام السياسي و الدولة من أجل تحقيق الإنتصار كما خلص المؤرخ الفرنسي فرنان بروديل.
**** **** ****
لو أن قيادات الجسم السياسي المترهل بالخلافات تملك من الوعي والإرادة ما يعينها على مغالبة تفككها لم ارتضت بقاء حكومة تتعثر في التحديات دون تجاوزها طوال سنتين ويزيد. فحال الحكومة يعكس وعي القيادات السياسية و قدراتها . كأنهم لم يقرأوا قول سقراط" سر التغيير لا يكمن في تكريس الطاقة للإقتتال مع الماضي بل من أجل بناء الجديد." الصديق ياسر عرمان – مثل ثلة من الحادبين - يقفز فوق هذا الواقع المتخثر في إلحاحهم المغلّظ من أجل العودة إلى منصة التأسيس بحثاً عن الوحدة المفقودة. عرمان محقٌ في دعواه مثلما هو صادقٌ كما الحادبين الآخرين .لكن ذلك الإلحاح يصدرر عن رؤية يغلب عليها التفاؤل المشرّب بالوعي ،بل ربما الرومانسية الثورية أكثر من الإعتراف بواقع الحال المتردي.هي الدعوة نقسها حيث رسم خارطة طريقها نخبة من أجلائنا بقيادة أستاذنا محجوب محمد صالح. لذلك لمّا تزال صرخة في البرية. كأنما المعنيين بالإستجابة لها لا آذان لهم.
**** **** ****
صحيحُ القول بكثرة تعدد التنظيمات السياسية ينتج عن غلبة الطبقة الوسطى في المدائن. كما هو صحيحٌ القول بترهل مدننا الكبرى بتخمة سكانية لا طاقة لها بها . لكن اكثر مصداقية ً القول بأن غالبية سكان مدننا الكبرى يتكدسون تحت خط الفقر. ذلك واقعٌ لا ينتج طبقة وسطى من شأنها تشكيل تنظيمات سياسية. لذلك يشكل تعدد المسميات التنظيمية في مشهدنا السياسي مفارقة مثيرة للتساؤل مثلما هي مدعاة للسخرية. تلك ظاهرة محزنة كما هي معرقلة لحركة التقدم لا يبررها غيرمهارة النخب وثوار الساعة الخامسة والعشرين على ركوب أمواج الثورة . تلك براعتهم منذ سرقة النخبة الفرنسية ثورة جياع الحرفيين والفلاحين منتصف 9 178. لعل العودة إلى منصة التأسيس تمر حتماً عبر إعادة بناء وتجميع شتات تنظيماتنا السياسية من أجل ضمان إنجاز ثورة التصحيح المنشود. العاجزون عن تغيير عقولهم وأنفسهم لن يستطيعوا البتة إحداث التغيير المرتجى.لم يعد الشعب يؤمن بأحزاب تسمي نفسها أوتنعتها بالوطنية وهي لاتنشغل بالوطن والمواطن .ربما ليس ببعيد زمن يأتي يردد الشباب صناع الثورة مقولة ماوتسي تونغ " أطلقوا النار على القيادات "عندما دعا امثالهم لإحتثاث الزعامات نافخاً في بوق" الثورة الثقافية" في العام 1966.
**** **** ****
بلى، إصلاح حال تنظيمات قوى الثورة عملية طويلة النفس والمدى. وطأة الحياة اليومية على كاهل الشعب لا تتيح له ترف إنتظار إنجاز تلك المهمة. لعل هذا الإدراك الواعي يستوجب إعادة بناء دولة الثورة وفق رؤية خالصة من شوائب تجربة العامين المرتبكة بالقعود ،المشوبة بالمحاصصات الجهوية ، القبلية والأطماع الشخصية.الشعب يحتاج إلى دولة تقبض على مقاليد الأموعلى عجل . دولة قادرة على السير بخطوات واثقة واسعة على درب التقدم ، الحرية ’ العدالة والسلم الإجتماعي. حكومة تضع في مقدمة أولوياتها الهيمنة على دولاب الإقتصاد،أقنية التبادل المالي، مفاصل هيبة الدولة من مؤسسات عسكرية وأجهزة أمنية ومنابر إعلامية.حكومة قادرة على الفرز بين أصدقاء حثيقيين وأصدقاء سريدون بنا شراً. حكومة تشكل كتيبة مغاوير لدولة هاجسها إحداث قطيعة كاملة شاملة مع العقلية البالية السائدة حاليا تكرس جهدها وجدها د بغية تأسيس واقع عصري ليس فيه موطء قدم لجهوية أو قبلية. ربما تبدو هذه أمنيات طيبات لكن التبشير بها والدعوة إليها واجب اللحظة التاريخية.
**** **** ****
تجربة الإخفاق المرتبكة على مدى السنتين أثبتت كيف يحوّل عجز السلطة لهب الثورة العملاقة إلى كرة ثلج تتدحرج نحو الأسفل .لوظلت الكرة تواصل التدحرج فلن نقوى حتما على البقاء داخلها حتى إذا بلغت القاع. فالإنفجار آتٍ في الزمن بين القمة والقاع لا محالة.
aloomar@gmail.com