أقباط مدينة شندي المسيحيين يقيمون إفطار رمضان الكريم

 


 

 

==========
د.فراج الشيخ الفزاري
========
كما درجوا علي ذلك كل عام، أقام أقباط مدينة شندي افطارهم السنوي احتفاءا بالشهر الكريم ومشاركة منهم بفرح المدينة بقدوم شهر رمضان الكريم...حيث دعوا اعدادا كبيرة من سكان المدينة لتناول وجبة الإفطار الرمضانية لهذه السنة .
ومشاركة اقباط شندي المسيحيين أحبابهم وأصدقائهم وجيرانهم المسلمين في مثل هذه المناسبات الدينية حدث فريد وله دلالات عميقة بمدي تآلف وتآخي سكان هذه المدينة العريقة...حيث يتعايش أهلها منذ عشرات السنيين في حب ومودة بين المواطنين السودانيين والجاليات الأخري وابرزها الجالية القبطية التي دخلت المدينة ، قادمة من مصر،مع القتح الانجليزي المصري للسودان ..وظل اقباط شندي متمسكين بوجودهم داخل المدينة فترعرع الجيل الثاني منهم واكتسبوا حق المواطنة والانتماء للوطن مع احتفاظهم بهويتهم وشعائرهم الدينية فاصبحوا جزءا أصيلا من سكان المدينة لهم مالهم وعليهم ما عليهم كباقي سكان المدينة.
ويمتاز أقباط شندي عن غيرهم من أصحاب الديانات والملل الأخري..بانهم أكثر ورعا وزهدا واسمي تقوي
ومكانة وأخلاقا وصدقا..
يصاحب كل ذلك البعد عن الخلافات والصراعات العرقية والاثنية وحتي السياسية ليس لهم فيها حوار او نقاش ...ولم تسجل دفاتر
شرطة المدينة بلاغات أو مخالفات لأقباط المدينة الا ما ندر...ولهذا اكتسبوا حب واحترام أهل شندي علي اختلاف اتجاهاتهم وثقافاتهم النوعية أو المناطقية .
والاحتفال برمضان وافطاره الجماعي لأقباط شندي..ليس هو الظاهرة الوحيدة..فلهم مشاركات مجتمعية متعددة...في الأفراح والاتراح...وقد بلغ الحماس بشباب الاقباط مشاركة أصدقائهم السودانيين حتي عادات ( الجلد بالسوط) في حفلات الزواج..فقد أصبح عاديا أن يخلع القبطي قميصه الأعلي ويتحزم به وهو في نصف دائرة العرس رافعا يداه للأعلي وظهره المكشوف في انتظار(سوط صديقه العريس) في ثبات ورجولة يحسده عليها شباب المدينة.
أعود وأقول...أن ما قام به أقباط شندي مشاركة منهم في أفطار رمضان..له دلالة عميقة ومؤشر في غاية الأهمية يؤكد تعايش وتآلف سكان هذه المدينة..فالكل ينعم بالمحبة والمودة والعيش الكريم في ربوع شندي الجميلة..
د.فراج الشيخ الفزاري
f.4u4f@hotmail.com

 

آراء