أكبر مفارقات أصحاب الثوابت الوهمية!!
بتاريخ 26/10/2020م، وتحت عنوان (الصادق المهدي يهدد بإسقاط الحكومة الانتقالية)، نشر موقع أخبار السودان نقلاً عن مصدر الخبر/المشهد السوداني، المقال التالي:
هدد زعيم حزب الأمة الصادق المهدي، بإسقاط الحكومة الانتقالية في حالة عدم التراجع عن قرار تطبيع العلاقات مع اسرائيل. وقال المهدي لـ(بي بي سي): سنعارض الحكومة الانتقالية ونسعى الى اسقاطها على غرار حكومة البشير إذا لم تتراجع وأصرت على التطبيع مع اسرائيل. وحذر المهدي من حالة انقسام حادة في المجتمع بسبب التطبيع مع اسرائيل، وأضاف” البراطمة” المشاركون في حكومة وبرلمان البشير يريدون الاستفادة من أجواء التطبيع، وزاد: اتفاقية التطبيع هي اتفاقية تركيع وابتزاز. (انتهى المقال)
بتاريخ 26/10/2020م، وتحت عنوان (نجلة الصادق المهدي تطالب بإقالة وزير العدل السوداني)، نشر موقع أخبار السودان نقلاً عن مصدر الخبر/صوت الهامش، المقال التالي:
طالبت نجلة زعيم حزب الأمة، مريم الصادق المهدي، بإقالة وزير العدل السوداني، نصر الدين عبد البارئ، على خلفية تصريحاته بشأن تطبيع السودان علاقاته مع إسرائيل. وكان وزير العدل قال: إن الحكومة الانتقالية مفوضة بموجب الوثيقة الدستورية الحاكمة بإدارة السياسة الخارجية بتوازن وباستقلالية، ووفقاً لمصالح السودانيين، التي تتغير بتغير الزمان والظروف. وأضاف أن السياسة الخارجية لا ينبغي أن تحددها اتجاهات وقناعات أيدلوجية فردية أو حزبية، وإنما المصالح، والمصالح فقط. واتهمت مريم في مقال لها طالعته (صوت الهامش)، وزير العدل بانتهاك مهنته ولأصالة مواقف ودوافع ومعارف القوى السياسية الوطنية التي ترفض التطبيع مع دولة اسرائيل. وذكر الوزير في بيان طالعته (صوت الهامش) أن قرار التطبيع سوف يعود على السودانيين بمنافع كثيرة في المدى القريب والبعيد تم الاتفاق عليها، وسوف يرون أثر ذلك في الأيام القليلة القادمة. وشدد عبد البارئ على أن لا يوجد شيء يسمى” ثوابت الأمة السودانية“ لأنه لم يحدث إجماع رسمي في تاريخ السودان على مبادئ تأسيسية محددة وملزمة. وأردف قائلاً: إن” النخب السياسية المهيمنة تاريخياً في هذا البلد تفترض أن ما تؤمن به من مبادئ ينبغي أن يكون ملزماً لكل الشعب السوداني المتباين، وأن من يخالفها في ذلك خائنٌ“. لافتاً إلى أن اتفاق التطبيع ككل الاتفاقيات الثنائية أو الاتفاقيات ذات الأطراف المتعدد، يجب إجازته من الهيئة التشريعية أو مجلسي الوزراء والسيادة في اجتماع مشترك في حال عدم قيام الهيئة التشريعية. (انتهى المقال)
تعليقات موقع أخبار السودان
خالد السنابي:
تموت تخلي. إمام البوخه يهدد بإسقاط الحكومة فلتنعم الحكومة بطول العمر اذا كان َمن يهددها هذا الإمام.. امام البوخه كان يهدد البشير بإسقاط الحكومة لثلاث عقود من الزمان ماذا كان رد السفاح للأمام.. العايز يسقطنا يقابلنا في الشارع.. لان السفاح كان يعلم أن الإمام تموت تخلي لا وجود له في الشارع السوداني.. يا إمام لماذا لا تنادي بمليونيه الأنصار لإسقاط الحكومة كما فعل حلفائك الزواحف من قبل؟؟ ولا خايف من الفضيحة..
خالد احمد:
ياخي ما تفكنا من شرك وخلينا في حالنا.. كفاية ما حدث لنا وللسودان من راسك وراس جدودك.. اعوذ بالله.. انت زول منبوذ من جماهير الشعب السوداني وعايش في الأوهام
Newten:
التعليقات الواردة جميعها لو قراتها يا السيد الصادق لعرفت ان الزمن تجاوزك وان التطبيع له مؤيدون بوجهات مختلفة …. نعم لإعادة كرامة الشعب السوداني وكفانا مردقة تحت تراب اسياد لا ينظرون الينا الا بنظرة الممتلكات.
ود عباس:
هههههه
تسقط شنو؟
بالله لو احترمت سنك ولزمت مصلايتك مش احسن ليك من هضربتك دي
سيد:
لقد تجاوزك الزمن يا ديناصور، والكل عرفكم،، تاريخياً آباؤك وأجدادك هم اول من استعانوا باليهود منذ 1954م، الى ان جاء محمد احمد المحجوب أنتم تتاجرون بجوع الشعب،، وعايزين الشعب، يكون كدة على الدوام،، الزمن اتغير يا سيدي الصادق هههه
برجل:
علاقات السودان منذ مشاكوس ونيفاشا الى اليوم قائمة على التركيع والابتزاز. وضع السودان لا يسمح له إلا أن يقدم تنازلات. الفرق أنه في الماضي كانت التنازلات لحفظ امتيازات حفنة من اللصوص أما اليوم فتقدم لمصلحة الشعب. انزل من برجك العاجي الى الشارع وانظر المأساة. كم طن من القمح أو الوقود أو المعدات الطيبة تبرعت بها جنابك او اي من الرافضين للتطبيع لصالح الشعب؟ ماذا قدمت للجوعى والمرضى والفقراء غير الثرثرة والكلام المبتذل؟
Abdulgalil Ahmad:
مصالح السودان أولا وثانيا وثالثا واخيرا
محمد عمر عبد الله:
مهدي السودان ليس هو المهدي المنتظر وعائلة الإمام المهدي تسترزق من الإرث التاريخي انتهى دورها وأصبحت قصصا لا تفيد الشعب السوداني في شيء لقد تم حذفهم ولا مكان لهم من الإعراب لا مريم ولا الصادق ولا عبد الرحمن ولا حيص بيص ومن حق وزير العدل أن يقول رأيه ومريم المهدي لا تملك إقالة وزير العدل ورأيها هذا لا يختلف عن أغنية ترددها القمرية صباحا حين يفارقها زوجها
نونة:
انتى وابوك اطلعو بره من السياسة خلو وزير العدل يشتغل صح اصلو صح قومو شوفو ليكم شغلة غير السياسة احزاب بائدة ما فيكم فائدة للبلد .. ضيعتونا
منال اسماعيل:
بت الصادق ارجوك ثم ارجوك اقفلي خشمك ده وما عاوزين جعجعتك انتي وابوك الفيكم اتعرفت عاوزين مصلحتكم بس
عصام:
الصادق المهدي صافح بيريز ... اين كنتِ في ذلك اليوم
خالد:
امش انت وابوك واخوك فقاتلوا…وانصروا القضية الفلسطينية، بعد ذلك سوف نصدقكم
ابو علي:
بعد الثورة والعهد الجديد انتم مواطنون عاديون زمن الوجاهة والفهلوة والعطالة انتهي …
محسن:
جدك يا عواطلية شحد من اليهود سنة 1954 ثلاثمائة ألف دولار وجدك الأكبر مشى ركع في الواطة وأهدي الملكة إليزابيث سيف أبوه هدية . لينا الدين والقضية الفلسطينية وعيشة الخلا وليكم القروش والعربات والقصور بدون شغل ولا مشغلة؟ دا تاني مافي والتطبيع نحن معاهو 2000% وبعد كدا ما عايزين اي مشاكل مع زول ، علاقات طبيعية مع كل الناس يهود نصاري شياطين بس بدون مشاكل وبدون لاءات تلاتة .
تعليق من عندنا:
العلم والواقع يؤكدان أنه لا ثوابت في الحياة لا في السياسات ولا في الأفكار، كل شيء متحرك كالحياة ويخضع لقانون المصلحة الشخصية للفرد أو قانون المصلحة العليا للجماعة أو الدولة، والأمثلة كثيرة ولا حصر لها: مثال قانوني: حق الحياة ومنع قتل الانسان من الثوابت، لكن هذا الحق الثابت يهتز ويسقط في حالة الدفاع الشرعي فيجوز القتل دفاعاً عن النفس، مثال ديني: الاسلام يحرم أكل البهيمة الميتة لكن نفس النص القرآني الذي يحرم أكل الميتة يحلل أكلها في حالة الاضطرار، فينقلب الحرام حلالاً في حالة الاضطرار ويصبح أكل الميتة المحرمة حلالاً طيباً يسر الآكلين المسلمين!! مجلس الوزراء السوداني أكد أن أمريكا عرضت رفع إسم السودان من قائمة الإرهاب بشرط التطبيع مع إسرائيل ودفع التعويضات، وبالتالي ، فإن حكومة ثورة ديسمبر الانتقالية وجدت نفسها في حالة اضطرار، وكان أمامها خياران لا ثالث لهما ووجب عليها أن تختار: الخيار الأول هو التمسك بما يسمى الثوابت ورفض التطبيع واستمرار بقاء السودان في قائمة الإرهاب الأمريكية واستمرار الحصار الدولي الاقتصادي والمعاناة الإنسانية الكبرى للشعب السوداني إلى أجل غير مسمى، أو الخيار الثاني وهو تغليب المصلحة السودانية العليا وقبول التطبيع ودفع التعويضات بهدف رفع إسم السودان من قائمة الإرهاب ليتم رفع المعاناة عن كاهل الشعب السوداني، عليه، يمكن القول بلا تردد إن قبول الحكومة الانتقالية للخيار الثاني والانحياز للمصلحة العليا للشعب السوداني هو القرار السياسي الأصوب، أما الذين يملئون الدنيا ضجيجاً بشأن التمسك بالثوابت فهم إما أشخاص لديهم مصلحة خفية في رفض التطبيع أو أشخاص يتسمون بأكبر قدر من ضيق الأفق وقصر النظر ويتوهمون أن تغيير الثوابت التي كانوا يدافعون عنها منذ صباهم يشكل هزيمة شخصية مهينة لذواتهم العظيمة!!
ثم عن أي ثوابت يتحدث هؤلاء؟! المواطن العادي في الشارع السوداني الذي يكتوي يومياً بنيران الوقوف لساعات طوال من أجل الحصول على قطعة خبز أو مقعد في بص أو جرعة دواء يرحب بالتطبيع ولا يرى مشكلة في ذلك إذا كان التطبيع سيساهم في رفع الحصار الدولي عن السودان ويؤدي لحل المشاكل الاقتصادية في السودان وعودة الحياة إلى طبيعتها في كل المدن السودانية، خصوصاً وأن الفلسطينيين أنفسهم، وهم أصحاب القضية، مطبعين منذ أجيال مع إسرائيل ولذلك فإن كل من يرفض التطبيع من الطبقات السودانية صاحبة الامتيازات والتي لم تجرب الحرمان من أساسيات الحياة يثير أقصى درجات الغضب لدى المواطنين العاديين الغارقين في خضم المعاناة اليومية، وفي الحقيقة أن المعارض للتطبيع بحجة الثوابت لا يشبه حاله إلا حال مشجع سوداني مهووس يشجع فريق برشلونة الإسباني، فإذا انهزم برشلونة أمام بايرن ميونخ الألماني مثلاً وتقبل برشلونة الهزيمة وبررها بأن عدد من لاعبيه كانوا مصابين، يجن جنون المشجع السوداني (الذي لا يشعر بوجوده أحد) ويطالب بإعادة المباراة بحجة أن الحكم كان ظالماً ومنحازاً للفريق الألماني!!
إن سيف التطبيع قد سبق العزل وسبق الانتقادات والتبريرات فقد تم قبول التطبيع من جانب الحكومة الانتقالية بسبب ارتباطه بمصلحة سودانية عليا هي شطب السودان من قائمة الإرهاب، وكل ذلك قد أصبح أمراً واقعاً، وحتى الموافقات البرلمانية على اتفاقيات شطب السودان من قائمة الإرهاب والتطبيع ودفع التعويضات، على أهميتها، هي مجرد تحصيل حاصل ولن تلغي تلك الاتفاقات الدولية والتي تعكس مصالح استراتيجية للسودان، إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية، كذلك لن يتغير الموقف الأمريكي بفوز بايدن أو ترامب في الانتخابات الأمريكية المقبلة لأن السياسة الخارجية الأمريكية تُبنى على المصالح الأمريكية التي يتبناها الحزبان الديمقراطي والجمهوري ولا يختلفان بشأنها والنتيجة النهائية للمباراة السياسية الخارجية ستكون واحدة سواء أكان الحمار (رمز الحزب الديمقراطي) أو الفيل (رمز الحزب الجمهوري) هو الذي يحتل البيت الأبيض الأمريكي، فلا فرق بين الحمار الديمقراطي والفيل الجمهوري في تبني السياسية الخارجية الأمريكية، وبالتالي فإن أي انتقادات من جانب المعارضين ضد التطبيع أو أي تبريرات من جانب الحكومة الانتقالية للدفاع عن التطبيع هي مجرد طق حنك ومضيعة للوقت ليس إلا!!
من المؤكد أن النظام الديمقراطي يقبل الرأي والرأي الآخر ومن حق أي حزب سوداني أن يرفض التطبيع بالطرق القانونية السلمية المعروفة من أجل إثبات المواقف للتاريخ ولا ضير من ذلك، أما الأحزاب التي تدعو إلى إسقاط الحكومة بالقوة بسبب التطبيع فيجب عليها لكي تثبت جديتها أن تقوم اليوم وليس غداً بثلاث خطوات حاسمة وهي أولاً: سحب وزرائها من الحكومة الانتقالية، ثانياً: الانسحاب من الحرية والتغيير بوصفها حاضنة الحكومة الانتقالية وثالثاً: إخراج المسيرات المليونية وقيام قادتها الأشاوس بحرق الأعلام الأمريكية والإسرائيلية على رؤوس الأشهاد وتعريض ذواتهم الكريمة للعقوبات الأمريكية مثل مصادرة الأموال وحظر السفر وهلم جرا، أما بخلاف ذلك فإن كل استعراضاتهم الثورية ستذهب أدراج الرياح وسيثبت للجميع أن تصريحاتهم هي مجرد مزايدات لا جدوى منها ولا طائل من ورائها!! أخيراً نلاحظ أن الصادق المهدي قد انتقد من أسماهم (” البراطمة” المشاركون في حكومة وبرلمان البشير الذين يريدون الاستفادة من أجواء التطبيع)، فمن هم البراطمة؟ الصادق المهدي يقصد أبو القاسم برطم وأصحابه، والبرطم في اللغة العربية هو العابس أو الذي يرطن بلغة لا يفهمها الأخرون، على أي حال، نعتقد أن برطم أشجع سوداني فهو قد أعلن التطبيع مع إسرائيل قبل حكومة السودان نفسها!!!
المؤكد أن كثير من المدارس الفكرية التي تدعي امتلاك الحقيقة المطلقة والمعرفة الكلية تنتهج سياسة التمسك بالثوابت الفكرية حتى لو ثبت لها بالدليل القاطع أن هذه الثوابت غير ثابتة أصلاً لأنها تقف على رمال متحركة وحتى لو ثبت عملياً أنها ساقطة ولا تحتاج إلى إسقاط!!!
كثير من الشخصيات الاعتبارية كالمنظمات والمؤسسات الدولية التي تدعي تمثيل الحضارة الانسانية تتمسك بما يُسمى بالثوابت السياسية حتى لو ثبت لها أن هذه الثوابت تتعارض مع مصالح الدول الأعضاء فيها! بعض الدول تنتهج ثوابت سياسية داخلية أو خارجية جائرة تتنافى بشكل صارخ مع أبسط حقوق الإنسان وأبسط قواعد العدالة الطبيعية، وتصر على التمسك بها رغم أن أساطين سياسيها يؤمنون بأن السياسة ليست لعبة الصداقات الدائمة أو العداوات الدائمة وإنما هي لعبة المصالح الدائمة، وكأن لسان حال هذه الدول يقول لمنتقديها: هذه هي ثوابتنا السياسية ونحن نريدها هكذا شاء هذا العالم أم أبى!
كثير من الشخصيات الطبيعية من الرجال والنساء الذين يظهرون بمظهر المتمسكين بأهداب الفضائل يتمسكون بما يسمونه الثوابت الحضارية حتى لو ثبت لهم بالدليل القاطع أن حقائق الواقع الموضوعي لا تهز هذه الثوابت فحسب بل تنسفها من أساسها! هذا الصنف من البشر يخلط دائماً بين الذاتي والموضوعي ولذلك فهو لا يعرف فن الحوار ويرفض مبدأ التنازل والاقرار بالخطأ لأنه يعتقد أن هزيمة أفكاره تعني هزيمته الشخصية! وهؤلاء وأولئك تأخذهم العزة بالإثم فيتمسكون بالأفكار، السياسات والسلوكيات التي تثبت التجربة فشلها، ويرسمون العديد من الخطوط الحمراء حول ثوابتهم المهتزة أو الآيلة إلى السقوط أو الساقطة فعلاً ثم يملئون الدنيا ضجيجاً وصخباً حول مدى أهمية التمسك بالثوابت وعدم تغييرها بأي حال من الأحوال! الحزب الشيوعي السوداني مثلاً يرفض التطبيع ويرفض تغيير إسمه ويتمسك بالثوابت الفكرية الشيوعية التي تخلى عنها أصحابها حتى في موسكو نفسها وأصبحت مجرد قصة تاريخية قديمة، حزب البعث العربي السوداني يرفض التطبيع ويتمسك بثوابت عرقية عروبية لا وجود لها في السودان الأفريقي، حزب المؤتمر الشعبي الذي تسبب في حصار السودان لمدة 29 عاماً يرفض التطبيع ويهدد بالنزول للشارع وإسقاط الحكومة الانتقالية التي تحاول حل المشكلة التي خلقها المؤتمر الشعبي نفسه باستضافة زعيم تنظيم القاعدة بالخرطوم!! فعن أي ثوابت يتحدث هؤلاء؟!
إن مواقف الثوابت وسلوكيات الثبات على الخطأ هذه تذكرنا بحكاية قديمة مفادها أن أحد الرجال كان يحاول تحميل حماره بصفيحتين من العسل، كان الرجل يضع الصفيحتين على رأس الحمار فتسقطان فيحملهما ويضعهما في وسط ظهر الحمار فتنزلقان فيسارع إلى حملهما ووضعهما بالقرب من ذيل الحمار فتقعان على الأرض مجدداً ، كان هناك رجل آخر يجلس في ظل شجرة على مقربة من مسرح الأحداث الحمارية العسلية ويشاهد مسلسل التحميل الفاشل بدهشة مركبة، نهض الرجل من مكانه واقترب من الرجل المتأزم وسلمه عصاته ثم نصحه قائلاً: هذا موضوع بسيط اربط الصفيحتين على طرفي عصاتي هذه واستعرضها في وسط ظهر الحمار وستنحل المشكلة فوراً!
جرب الرجل ذلك الحل البسيط وعندما نجح الحل قال للرجل: إذا كنت تملك كل هذا الفهم فما الذي تملكه في هذه الدنيا؟!
رد عليه الرجل : لا أملك في هذه الدنيا سوى عصاتي التي منحتها لك!
عندها رمى الرجل الصفيحتين على الأرض ثم قال للرجل في تشف: إذا كان فهمك السليم قد أورثك فقراً فإنني أفضل فهمي الخاطئ الذي أوصلني إلى امتلاك الحمار والعسل، سأثبت على موقفي وأكرر محاولاتي السابقة حتى أصل إلى حل بتفكيري الخاص، خذ عصاتك البائسة وفكرتك اللعينة وابتعد من هنا في الحال!
أخيراً، أخذت حكايات الثوابت الوهمية تمور في ذهني وتثير فيه قدراً كبيراً من الشعور بالسخط الممزوج بالكثير من السخرية، فجأة انفجرت ضاحكاً حينما تذكرت بنت أختي الصغيرة التي كانت تدرس في الصف الأول الإعدادي، تذكرت إصرارها العجيب على كتابة الرقم اثنين بالمقلوب وكنت كلما حاولت إفهامها أن الاثنين لا تُكتب هكذا، تصيح في وجهي بأعلى صوتها وبعناد شديد: ياخي إنتا مالك، أنا عايزاها كده؟!!! قال ، ثوابت، قال!!!
فيصل الدابي/المحامي
menfaszo1@gmail.com