أكثر من إعتداء على المحامين !!

 


 

 

أطياف -
كان الاعتداء على دار المحامين أمراً متوقعاً فقد حذرنا قبل يومين في هذه الزاوية ان فلول النظام البائس ، ستقوم بكل عمليات العنف والتخريب وخلق الازمات الأمنية و الاقتصادية ، وستتضاعف حالات الإنفلات الأمني في البلاد وتنشط عصابة تسعه طويلة التي تهدد حياة المواطنين ؟.
لكن الذي فات علينا هو اننا كنا نعتقد أن الفلول ستصنع هذه الازمات من خلف ستار، ولم نظن انها ستتحول هي نفسها الى عصابة تسعة طويلة لتمارس أسوا انواع العنف على الآخر وتقدم دور (البلطجة ) على مسرح العدالة في وسط منوط به رد الحقوق بالقانون لا أخذها باليد والعنف والضرب و( الشتيمة ).
فيبدو ان دعوة غندور لعناصر الحزب المحلول التي قال فيها (ندعوكم لأخذ الحقوق باليد ) ، لم تكن حديثا عابرا ، نفذته هذه العناصر حرفيا عندما لجأت للضرب ، الذي يعد أضعف الطرق والوسائل لرد الحقوق .
والإعتداء على دار المحامين واللجنة التسييرية ومحامو الطواري يأتي بدوافع سياسية لا علاقة له بقضية العمل النقابي فهو واحد من الأساليب التي تستخدم لوأد المشروع الكبير فاللجنة التسييرية للمحامين جاءت بأمر ثورة ديسمبر المجيدة وقدمت مبادرة وطرح سياسي شكل خطرا كبيرا عليهم
كما أن ما قدمه محامو الطوارئ للثورة والثوار والمعتقلين السياسيين كان شيئا عظيما عجزت عنه الاجهزة العدلية والقضائية في نظام السلطة الانقلابية ، التي مارست الظلم بكافة اشكاله وانواعه ، وتصدى لها محامو الطوارئ في كثير من القضايا التي كانت تنتهك القانون
لذلك ان القضية ليست قضية محامين هي أكثر من اعتداء على دارهم ، هي قضية كل الموطنين الوطنيين المؤمنين بعملية التحول الديمقراطي ، الذين يجب ان يققوا وقفة رجل واحد للحيلولة دون تحقيق رغبات الفلول الذين تجاوزوا ساحات العمل السياسي واصبحوا يهددون أمن وسلامة المواطن ، بهجومهم الغادر والمتكرر ، واستخدامهم للعنف، تلك الأساليب التي يسيئون بها لمهنة المحاماة ، والتكريس لنشر ثقافة العنف والدعوة لأخذ الحقوق باليد حتى تنزلق البلاد في محيط التفكك والتشرذم والفوضى ، فمجموعاتهم من الأمن والأمن الشعبي وغيرها اصبحت تتحدى النظام الانقلابي الغارق في لجة الضياع ، في الوقت الذي تقف فيه الشرطة متفرجة فهي الجهة المنوط بها حماية الدار والمحامين الذين كانوا بداخلها قبل وقوع الحادثة ، فالفلول استخدمت كل وسائل القمع التي تستخدمها الشرطة لفض التظاهرات والمواكب ، وهذا يؤكد ان الشرطة كانت على علم مسبق لما سيحدث في الدار ، فالذي يأتي حاملا قرار محكمه بيمينه ما الذي يجعله يحمل عبوات البمبان بيساره ، فإن كانت الحقوق تؤخذ باليد فلماذا لجأت الفلول الي المحكمة !!
محكمة ( ابوسبيحة ) سيئة السمعة والذكر التي كانت ومازالت اسوأ النماذج التي تعكس تسييس القضاء الذي نتجت عنه إنحناءة العدالة للفلول في ظل النظام الانقلابي .
كما ان موقف السلطات الانقلابية حتى يوم أمس كان ومازال موقفا ضبابيا فالشرطة طوقت الدار ليس لحمايتها وحماية المحامين لانها منعت المحامين من الدخول الى دارهم وقطعت الماء والكهرباء عن الذين كانوا داخل الدار الأمر الذي جعلهم يغادرونها بعد ان فرقت المجموعات التي أتت لنصرتهم من المواطنين ولجان المقاومة وبالرغم من أن ( المفاتيح ) مازالت بيد اللجنة التسيرية ولكن ننتظر ماذا يحدث اليوم فنحن نعيش تحت ظل نظام انقلابي اعتاد على ( كسر الطبلة ) فالسلوكيات المعادية للمجتمع ، والتي غالبا ما تنتج عن إضطراب شخصيات معادية له ايضا ، تجعلك تسأل نفسك ان كانت هذه المشاهد الفوضوية التي تطفو على السطح السياسي والاجتماعي الآن ، هي بلطجة فلول ام بلطجة نظام انقلابي !؟
طيف أخير:
الطريق المؤدية للحق والحقوق لا توجد فيها منعطفات ومنحنيات والتواء!!
الجريدة

 

آراء