أما آن لهذا الليل أن ينجلي؟!

 


 

الطيب مصطفى
28 February, 2009

 

زفرات حرى
الطيب مصطفى 

وتعود الإيقاد من جديد لتعمِّق من حفرة نيفاشا التي ورطتنا فيها بتخطيط محكم من السادة الأمريكان فها هي كينيا التي كانت مقرًا للمفاوضات التي أفضت إلى اتفاقية نيفاشا بتاريخ 9/1/2005م... ها هي كينيا تقود مبادرة جديدة لجمع دول الإيقاد من أجل عقد اجتماع آخر خلال ثلاثة أشهر لمتابعة مدى الالتزام بتنفيذ الاتفاقية!!
( تطير عيشة) السودان الذي بات كل من هبَّ ودبَّ يحشر أنفه في شؤونه فها هي كينيا تجد الفرصة سانحة من أجل التدخل مجددًا في الشأن السوداني حتى بدون إذن وموافقة الحكومة السودانية فقد صرح وزير الخارجية الكيني موسيس ويتانجولا بأن مجلس وزراء دول الإيقاد سينعقد خلال شهر مايو أو يونيو القادم لمراجعة تنفيذ الاتفاقية، وجاءت تصريحات الوزير الكيني عقب لقائه وزير التعاون الدولي في حكومة جنوب السودان وقرر الوزير الكيني ذلك حتى بدون استشارة الحكومة السودانية التي باتت من الهوان على الناس وحتى على الأقزام من دول الجوار درجة أن يجتمعوا ويقرروا بشأن السودان في غيابها وقال وزير الخارجية الكيني إن مجلس وزراء الإيقاد سيجتمع في جيبوتي الشهر المقبل (لتحديد موعد اجتماع الإيقاد بشأن السودان)!! وأضاف بأن (التحديات التي تواجه اتفاق السلام وحالة التوتر الدائم للعلاقة بين الشمال والجنوب تقض مضاجع الإقليم الأمر الذي يقتضي عقد اجتماع الإيقاد للتداول حول القضايا العالقة).
المعروف أن وفدًا دبلوماسيًا من حكومة جنوب السودان قد قام بجولة شملت عددًا من دول الإيقاد ليشكو الحكومة السودانية على (تقصيرها) إزاء اتفاقية ما يسمى بالسلام الشامل!! وكأن التدخل من أمريكا وأوربا والعالم أجمع ليس كافيًا ها هم الصغار يأبون إلا أن يكون لهم دور في السودان وفي (حلحلة) المشكلات القائمة بين شريكي نيفاشا وها هي حكومة الحركة الشعبية تستمر في (النقّة) وبث الشكوى متجاهلة حالة الفوضى التي تجتاح جنوب السودان والاقتتال القبلي الذي أحال الجنوب إلى غابة كبيرة يفترس فيها النمور الغزلان وتفتك فيها الأسود بالأرانب.
دول الإيقاد التي يشكو بعضها من مجاعة طاحنة يعاني منها مواطنوها الذين يفرون إلى السودان يوميًا بالمئات ويعملون في المهن الدنيا هذه الدول الهزيلة تصر على أن تستعرض عضلاتها وتبحث لها عن أدوار تتجاوز بها حدودها ولا تجد غير السودان فيا لهوان السودان!!
تُرى هل تسمح الحكومة السودانية بهذا العبث أم أن وزير خارجية (الحركة الشعبية) دينق الور سيتم (الناقصة) ويحضر ذلك اللقاء المرتقب وماذا تُراه سيفعل ويقول خلال اجتماع الإيقاد؟! هل سيقف إلى جانب وفد الحركة أم في صف الحكومة وهو الذي لم يُعين أصلاً في هذا المنصب إلا للتعبير عن الحركة الشعبية بعد أن (طُرد) لام اكول لأنه كان يعبِّر عن حكومة جمهورية السودان؟! متى بربكم ينزاح هذا الهم ويسفر الصبح عن انعتاق للشمال من هذا القهر الذي تطاول أمده؟!
خليل يعبر الخط الأحمر؟!
الفرد تعبان رئيس تحرير (الخرطوم مونتر) صبَّ جام غضبه على د. خليل إبراهيم لأنه انتقد حق تقرير المصير الممنوح للجنوبيين وقال الفرد تعبان إن د. خليل تجاوز الخطوط الحمراء بحديثه عما لا يعنيه وتذكَّر الفرد تعبان الفترة التي قضاها خليل في جنوب السودان مقاتلاً في صفوف قوات الدفاع الشعبي بقوله إن خليل ذهب إلى الجنوب ليقود المجاهدين الذين قال عنهم الفرد تعبان إنهم حطموا معظم الجنوب السوداني!! وقال تعبان إن على خليل إن كان يريد وحدة الشمال والجنوب أن يجعل من الوحدة جاذبة بدلاً من الإدلاء بالتصريحات التي (يهاجم فيها الانفصال الوشيك لجنوب السودان).
ثم قال الفرد تعبان مخاطبًا خليل إبراهيم (أنت في الدوحة لمناقشة السلام في دارفور فلماذا تقحم اتفاقية السلام الشامل في ذلك التفاوض... هل تحاول إعادة التفاوض حول اتفاقية السلام الشامل مع الحكومة بدون علم أبناء الجنوب)؟!
وقال الفرد في خاتمة مقاله الملتهب الذي نشر في (الخرطوم مونتر) في 17/2/2009م بعنوان (خليل يعبر الخط الأحمر)... قال (إن على د. خليل أن يصحو ويفهم أن اتفاقية السلام الشامل هي التي تضمن العدل والسلام في السودان ومهما كانت الترتيبات التي يتم اتخاذها مع الحكومة فإنها ستبوء بالفشل ما لم تُدرج تحت مظلة اتفاقية السلام الشامل)!!

 

آراء