أساطير صغيرة
يحكى أن من معاني كلمة فساد في القواميس العربية التالي: "الفَسَادُ - فَسَادُ: الفَسَادُ: التَّلَفُ والعَطَبُ. والفَسَادُ الاضطراب والخلل. و الفَسَادُ الجَدْبُ والقَحْطُ" وما يليه: " مصدر فسَدَ وفسُدَ - عاث في الأرض فسادًا: أفسد، أحدث فيها أضرارًا أو خرابًا. سلوك أو عادات شرِّيرة أو خبيثة. جدب وقحط وكوارث " { ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ }". إلحاق الضَّرر "{ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا }. (الأحياء) انحطاط يحدث للخلايا المقوِّمة فتقل قيمتها الوظيفيَّة "فساد الدّم". فساد حِسّ : (طب) إحساس غير عاديّ سببه اضطراب وظائفيّ في الجهاز العصبيّ.، هذه المعاني - ويتوفر الكثير – مأخوذة بسهولة عن الشبكة العالمية للإنترنت، هذه النعمة التي لو نشأ مبتكروها في بيئة (فاسدة) لما أتيح لنا التمتع بها، فالحمدلله.
قال الراوي: هل نحتاج حقيقة إلى إنشاء مراكز قكرية – نفسية – مجتمعية – علمية، لتكشف لنا الطبيعة الكامنة في الفساد، أن توضح لنا الأسباب التي تجعله – أي الفساد – متفشيا وسط مجتمعنا، يجد تبريره في الممارسة اليومية وفي التشجيع الرسمي والإعلامي والتباهي المجتمعي؟! هل وبهذا الشكل يخرج (الفساد) من دائرة الأزمات الأخلاقية ليلج دوائر الأزمات النفس جماعية؟ هل أصبح الفساد قيمة؟ هل هو مرآة نفسر من خلالها هذه الحالة من العدم والتفكك التي تجتاح مجتمعنا وتكادي تقضي على سلامته وأمنه؟
قال الراوي: قضية (الفساد) بلا شك أصبحت خارج الإطار "الديني الأخلاقي والقيمي"، فما يتم الكشف عنه (يوميا) عبر وسائل الإعلام ومن خلال التقارير الرسمية يشير إلى أن هذه الممارسة (الدنيئة) تكاد أن تتحول إلى سلوك – طبيعي، يمارس من قبل كل من له (ولاية) على المال العام – أو حتى الخاص، فالجميع في تسابق لـ (لهط) المليارات وبناء العمارات وتحطيم وتدمير البنية الاقتصادية للبلاد وإفشاء التفسخ الأخلاقي داخل المجتمع والمباعدة الظالمة بين أفراده من حيث التباين في مستويات الفقر والثراء؛ بصورة مستفزة تدفع الجميع إلى واحدة من حالتين: إما اللحاق بركب المفسدين، أو التحول إلى ملايين الشخصيات المستنسخة عن (شمشون الجبار)!
ختم الراوي؛ قال: (عَمَّ الْفَسَادُ الْمَدِينَةَ ": الْفِسْقُ، اللَّهْوُ وَالانْحِلاَلُ وَعَدَمُ احْتِرَامِ الأَعْرَافِ وَالْقَوَانِينِ. "فَسَادُ الأَخْلاَقِ" "يَنْشُرُ الْفَسَادَ أَيْنَمَا حَلَّ وَارْتَحَلَ" "الاِسْتِبْدَادُ أَصْلٌ لِكُلِّ فَسَادٍ" - عن الكواكبي).
استدرك الراوي؛ قال: لا تدفعوا الناس لامتطاء المقولة الشمشونية (عليّ وعلى أعدائي)!
منصور الصُويّم
mansourem@hotmail.com