أوباما وخان ثمار الديمقراطية والتسامح والعدل
noradin@msn.com
كلام الناس
*أحدث فوز صادق خان بمنصب عمدة لندن ضجة إعلامية لم تهدأ بعد‘ لكن للأسف غالب الذين عبروا عن فرحتهم بفوزه نظروا للإنتصار من زاوية ضيقة مثل كونه مسلماً أو أجنبيا.
*تماماً كما نظر ذات البعض لفوز باراك أوباما بمنصب رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية في الإنتخابات الرئاسية السابقة بإعتباره من أصل أفريفي أو أن أباه كان مسلماً بدلاً من النظر لمثل هذه الإشراقات الإنسانية ضمن منظومة القيم الديمقراطيةالكلية التي تثمرها.
*ليس غريباً على هؤلاءالذين يضيقون واسعاً وهم يقيمون مثل هذه الأحداث لأن الغالب الأعم منهم يعيش في بلاد محرومة من الديمقراطية‘ حتى تلك البلاد التي تجرى في إنتخابات يقال أنها حرة نزيهة.
*إن بلادنا الموبوءة بالخلافات والنزاعات والحروب الدائرة حول كيكة السلطة والثروة تحولت الأنظمة السياسية فيها إلى أنظمة سلطوية تحكمية لايهمها سوى البقاء في السلطة والتفنن في أساليب التمكين على كراسي الحكم.
* تسببت هذه الخلافات الفوقية المفتعلة في تشظي بعض الدول مثل السودان الذي إنقسم إلى دولتين بسبب الفشل السياسي في حسن إدارة التنوع والتمييز السالب وتأجيج الفتن الجهوية و القبلية.
*هذا على سبيل المثال لا الحصر فبلادنا المنكوبة في الشرق الاوسط ما زالت تعج بالنزاعات والحروب الفوقية تحت ألوية مفتعلة وجدت من يغذيها من الخارج لإضعافها والعودة من جديد للسيطرة على ثرواتها.
*نعود لفوز صادق خان بمنصب عمدة لندن لنذكر بأنه إبن سائق البص الذي عاش وترعرع في منزل حكومي بحي توتينج الشعبي جنوب لندن الذي نصرته شعبيته وسط المواطنين البسطاء الذين تبنى قضاياهم ودافع عنها وظل مبشراً بالعدل وسيادة روح التسامح بينهم.
*لذلك لم يكن غريباً من رئيس حزب العمال البريطاني جيرمي موين أن يكتب في تغريدته على التويتر مهنئاً صادق خان بفوزه متطلعاً للعمل معه في مدينة لندن لجعلها مدينة عادلة للجميع.
** إن مثل هذه الإشراقات الإنسانية تؤكد أهمية التعايش الإيجابي بين كل مكونات المجتمعية في البلاد التي حباها الله بالتنوع العقدي والثقافي والإثني‘ ليس من أجل الكسب الشخصي وإنما لنشر ثقافة السلام والتسامح والعدل وتأمين كرامة الإنسان بدلاً من زرع ألغام الفتن وسط الشباب وتغذيتهم بروح العنف وكراهية الاخر وتحويلهم إلى قنابل بشرية تنهي مستقبلهم وتنشر الرعب و تسبب الدمار في المحيط الذين يعيشون فيه.
*ما أحوجنا إلى رحابة الصدر ورجاحة العقل ونحن نحتفي بمثل هذه الإشراقات الإنسانية التي تؤكد أن الخير باق في العالم وأن كل ما نحتاجه في بلادنا خاصة وفي العالم أجمع نشر ثقافة السلام والمحبة والتعايش الإيجابي وتعزيز روح الديمقراطية وقيم العدل والتسامح خاصة وسط الأجيال الصاعدة لأنها كل المستقبل.