أين أنت يا مارشال؟

 


 

 

الصباح الجديد –
تعرض المواطنون الذين فروا من قرية فاشا نتيجة مهاجمتها من مليشيات الجنجويد لاعتداءات ونهب مرة أحرى، عندما كانوا في طريقهم إلى نيالا. وقالت المنسقية العامة للنازحين في دارفور في تصريح صحفي إن الهجوم الذي نفذته مليشيات الجنجويد وقع في وادي ”كارا“ في منطقة أندر، والتي تبعد حوالي 10 كيلومترات شمال نيالا.
وكانت المليشيات حاصرت قرية فاشا، مساء أمس الجمعة الماضية بعد أن فر إليها المواطنون الذين احرقت منازلهم في قرى”تقلا، وحميضة، وجميزة أربعاء، وفاس كضاب، وكسيقو.“
وأكدت المنسقية، أنه في هذا الاعتداء الجديد، نهبت المليشيات مئات المواشي، بينها خيول واغنام، كما تمكنت بعض الأسر من الوصول إلى نيالا عصر اليوم السبت 24 ديسمبر 2022. وقال الناطق الرسمي باسم المنسقية العامة لمعسكرات النازحين واللاجئين آدم رجال ان الإحصائية الأولية لعدد القتلى والجرحى والمصابين في أحداث مناطق شرق بليل بولاية جنوب دارفور.
يحدث كل ذلك الهجوم البربري والغاشم ولا نسمع حساً من حركات دارفور الموقعة على سلام جوبا في مقدمتها حركة تحرير السودان التي يتزعمها المارشال مني أركو مناوي حاكم إقليم دارفور ، المنشغل هذه الأيام بزيارات لعواصم خارجية في اطار البحث عن الدعم لتثبيت (كرسيه) والمناورة من على البعد مع اتخاذ سواتر فطيرة على شاكلة أن الغرض من زيارته لأسمرا هو الوقوف على تجربتها في الصناعات البلاستيكية والاستفادة من الخبرات الطبية والهندسية وربما ايفاد اطباء ومهندسون أرتيريون إلى دارفور لنقل هذه الخبرات النوعية.
لا ننكر أن لمناوي صولات وجولات في دارفور ليس كجبريل زعيم حركة العدل والمساواة ووزير المالية الذي لم يزرها مرة واحدة ، لكن لم يهرع مناوي أو يخف لفزع كثير من الرقاب التي ذبحتها سيوف الجنجويد سواء في تخوم معسكر زمزم أو حتى اصدار مجرد بيان لاحداث فاشا الدامية .
من الواضح أن هذه الاحداث ليست من اهتمامات حركات الكفاح المسلح الدارفورية جميعاً فالصمت أن هو السائد فلا الطاهر حجر عضو المجلس السيادي أدان ولا الهادي إدريس أعلن غضبته المضرية أما جبريل أصبح مركزي أكثر من (ناس) المركز.
والسؤال الذي يطرح للحكومة أنه من المؤسف أن يقتل كل هذا العدد من المواطنين ولا تتناول الاجهزة الاعلامية الحكومية ذلك ولا تشكل الحكومة على مستوى جنوب دارفور أو المركز لجنة تحقيق في حين أن السلاح الذي يستخدم في مثل هذه الحوادث هناك شبهة بأنه سلاح الحكومة والمركبات مركبات تحمل لوحات قوة نظامية بحسب شهود العيان.
عموماً المسؤول الأول والأخير هو المارشال مناوي وعليه أن ينتبه بأن سلطته الحالية ستكون موضع مراجعة ما دام أنه مشغول عن القضايا الحقيقية التي تواجه إقليمه وإن لم يفعل الاتفاق الاطاري ذلك فدعاء الأسر المكلومة كفيل به.
الجريدة

 

آراء