أيها الشجاع كن مع ثورة الشعب
قامت مظاهرات يوم الاحد الماضي بمدينة مدريد بإسبانيا احتجاجا على إرتفاع اسعار الكهرباء والماء والغاز وزاد من "توهج" هذه المظاهرات وجود حالة وفاة "درامية" بسبب ذلك الغلاء!!! فلقد توفت السيدة روزا التي تبلغ من العمر 81 عاما يوم السبت 13الموافق /14 نوفمبر 2016م بسبب حريق شب في بيتها لانها تستعمل الشمع للاضاءة بسبب فقرها وعدم قدرتها على دفع فاتورة الكهرباء وقطع الكهرباء عن شقتها منذ شهرين !!! بصورة عامة يعرف الاوربيين أن التظاهر هو أحد حقوقهم التي اكتسبوها جراء شجاعة أجدادهم في انتزاع ذلك الحق ولذلك يمارسون التظاهر كنوع من الاحترام لنضال أجدادهم وليس كنوع من الشجاعة.
عرف الشعب السوداني بشجاعته منذ عهد دخول العرب للسودان وتسميتهم لاهالي شمال السودان "برماة الحدق" وإستمرت تلك الشجاعة التي شهد بها الاعداء قبل الاصدقاء، فلقد كان دافع محمد علي باشا حاكم مصر أنذاك لفتح السودان هو البحث عن الرجال والذهب!!! واستمرت تلك الشجاعة مضرب للامثال من خلال حروب المهدية ضد المستعمر الانجليزي في كرري وشيكان وغيرها مروراً بمواقف عبدالقادر ود حبوبة حتى حركة اللواء الابيض. بل إن شجاعة وجسارة السودانيين إمتحنت في ثورة إكتوبر 1964م ضد اللواء إبراهيم عبود، وإنتفاضة ابريل 1985م ضد النميري وفي غيرها من المواقف.
إنتبهت الحركة الظلامية اللاإسلامية التي قامت بإنقلاب يونيو 1989م لضرورة تحطيم تلك الشجاعة الفطرية عند المواطن السوداني وكذلك إفقاره حتى حد الجوع "جوع كليك يتبعك"!!! فبدأت بنظام الاعتقالات وبيوت الاشباح والسجون مع التعذيب الوحشي داخلها، بل فرض اسلوب من المماراسات اللاخلاقية واللادينية ضد الشجعان بالزنازين!!!. ثم قامت بعمليات الفصل للصالح العام وتشريد الالاف من الكوادر والعمال فهاجر من هاجر وأنشغل اخرين بالبحث عن لقمة العيش وتوفيرها لاولادهم. كذلك قامت بالقبض على الشباب من الشوارع وتجييشهم في معسكرات التدريب وارسالهم الى محرقة الحرب في جنوب السودان ثم شغلوا من بقى من الشباب حياً بحروب عبثية في دارفور والنيل الازرق وجنوب كردفان.
كذلك إتجهت الحركة الظلامية اللاإسلامية نحو الاقتصاد فضايقت كل الراسمالية الوطنية المعروفة بكل الأساليب حتى أوصلتهم مرحلة الافلاس وبعدها سلمت الاقتصاد لطفيليها بواسطة القروض ذات التسهيلات غير القانونية من بنك أم درمان الوطني وبنك فيصل وغيره من المصارف ليعيثوا فسادأ يؤدي لإفشال كل مشاريع الانتاج مثل مشروع الجزيرة وسكر كنانة وشركات الاقطان وشركات الغزل والنسيج ومصانع الاسمنت في عطبرة وربك، وحطموا السكك الحديدية وشركة الخطوط الجوية السودانية وشركة الخطوط البحرية لتكون النتيجة هي|إزدياد المواطن السوداني فقراً على فقر،
بعد أن ثبتت الحركة الظلامية اللاإسلامية و طغمة الانقاذ أركانهما إتجهوا لتخويف ما تبقى من الشعب السوداني عبر الاعلام والتصريحات اليومية إبتدأ من "نحن جبناها بالضراع والدايرها يشيلها بالضراع"، و "الدايرنا يقابلنا في الميدان" أو "اطلق الرصاص بهدف القتل" shoot to kill والتي مورست إبتدأ في دارفور وكجبار وأحداث بورت سودان، وإنتهاء بمواجهة متظاهري سبتمبر 2013م في عاصمة السودان بالرصاص الحي.
ثم جاءت فكرة قوات الدعم السريع وإطلاق يد أجهزة الأمن والإستخبارات بل وتبديل الدستور لجعلهم قوات نظامية مسلحة مع تمتعهم بصلاحيات واسعة مثل الرقابة القبلية للصحف ومصادرتها بعد الطبع واعتقال المواطنين وسجنهم ومحاكمتهم برضا او عدم رضا وزارة العدل حتى إن وزيرة الدولة للعدل قالت في الاسبوع الماضي تعقيبا على خبر إعتقال كل قيادات حزب المؤتمر السوداني " لا اعلم شيء عن حدوث اعتقالات"!!!
لكن لما تيقنت الحركة الظلامية اللاإسلامية وطغمة الانقاذ بأن "هذا الشعب حمال" وأنها قد إستنفذت كل حيلها وألاعيبها وشعاراتها لخداعه إبتدأً من عرس الشهيد و"هي لله هي لله" مروراً بخزبعلات بله الغائب وكيف أنه "يعلم الغيب" ويعلم أن البشير سيحكم 31 عاما وإنتهاء بفشل الوعود بالرخاء والنعيم بعد بناء سد مروي و"الرد الرد السد السد" والتبشير بالبترول أولاً ثم دعايتهم الكاذبة بإكتشاف 46 الف طن من الذهب قدرها الوزير الكاروري " أن القيمة السوقية لهذه الكميات من الذهب تقدر بنحو 298 مليار دولار" ستعوض ذهاب البترول!!! " ثم حوار الوثبة!!! وعلمت ان الشعب عاملها بحكمة "الكذاب وصلوا الباب"!!!
علمت بأنه لا مخرج لها سوى الرجوع إلى الاساليب الأولى العنيفة الإرهابية وهاهي تطلق أجهزتها الأمنية فتقوم بإعتقال كل قادة حزب المؤتمر الوطني ثم قادة الاطباء ثم المعلمين وبعض الصحفيين وستتسع سجونها وزنازينها لكل أفراد الشعب السوداني الذين جاروا بالشكوى او إشتكوا لكل الجهات وحتى لطوب الأرض من ضنك العيش والغلاء وانعدام الخدمات الصحية وغيرها.
بعد هذا العرض التفصيلي و"التذكيري" للكارثة الكبرى التي حققها الثنائي الحركة الظلامية اللاإسلامية وطغمة الإنفاذ فتسببوا في دمار السودان عبر إشعال حروب عبثية بحجة الجهاد ولم ينتج عنها سوى موت الآلاف المؤلفة من الشباب وانقسام السودان وذهاب ثلثه أدراج الرياح!!!.
نطرح السؤال الأهم على كل أفراد القوات المسلحة النظامية وغير النظامية والمليشيات "الجانبية" ولا ننتظر إجابة نظرية بل إجابة عملية على أرض الواقع!!! السؤال هو هؤلاء الطلاب والطالبات الذين خرجوا في تظاهرات في سبتمبر 2013م وماتوا بالرصاص الحي، ثم هاهم يخرجون هذه الايام ي تظاهرات في مختلف المدن في عطبرة ومدني وبورت سودان والخرطوم لانهم أدركوا أن البلاد تسير نحو الهاوية في خطوات متسارعة!!! هل هؤلاء الطلاب هم ليس أبناؤكم وأبناء اخوانكم واخواتكم واصدقائكم وجيرانكم؟؟؟
هل المواطن محمود انور الذي لا يجد حق الدواء ورفع لافتة بذلك ليس مثل والد او عم أي أحد منكم؟؟؟ هل الحاجة أم كبس من الشقيلاب والتي تشكو من فساد الحكومة وفشلها ليست مثل اخت ام ام او ابنة احدكم؟؟؟ هل كل افراد الشعب السوداني في كل مناطق الحرب ي دارفور والنيل الازرق وجنوب كردفان ليس هم اعمامكم وخالاتكم؟؟؟ هل كل من طالب بالحق في العيش الكريم وشكى وبكى بسبب الفساد الذي أنتج غلاء وأسعار جنونية في كل شيء كان أخرها الدواء!!! هل لا يستحقون سوى الضرب بالخرطوش الاسود وإطلاق الرصاص امطاطي والرصاص الحي وايداع من بقى منهم حيا ي السجون والزنازين؟؟؟
أخي وابني في القوات النظامية وغير النظامية هل راتبك يكفيك للعيش الكريم م العلم بأن رئيس المؤتمر الوطني وساكن القصر الجمهوري قال أن راتبه لايكفيه لذلك فهو يبيع العنب والبيض؟؟؟ أما رؤساؤك في الاجهزة الامنية والقوات النظامية وغير النظامية فكلهم بلا فرز يملكون أو يشاركون في حماية شركات وأعمال تجارية تمكنهم من امتلاك العمارات الفاخرة في الاحياء الراقية كافوري والرياض والطائف وغيرها؟؟؟ يكفيك ان تنظر لهم لترى أثار الترف على محياهم وأثار الخيلاء بسبب السفر والتجوال في ماليزيا وتركيا ودبي وغيرها من العواصم؟؟؟
يكفيك أن تنظر لمباني وزارة الدفاع والاجهزة الأمنية لتعلم كم حجم الميزانية المفتوحة التي قال عنها البشير 12/14/2015 "... أنا بقول لو أدينا القوات المسلحة الميزانية كلها عشان تأمن البلد دي بتبقى شوية عليها "!!!، ولكنهم يتقاسمونها يما بينهم ويخدعوك بدراجة نارية وبطاقة "تسترزق" بواسطتها من خلال ابتزاز ابناء الشعب الفقراء مثلك؟؟؟
هل تعلم أنهم "يستحمرونك" ويطلقون عليك القاب غير كريمة وأكثرها احتراما هي فرد، مجند، ابوطيرا، وانك "بهيم " مثل بقية البهائم والدليل قولهم عنك "تأكل تنوم كتمت تقوم"؟؟؟
أبني واخي في القوات النظامية وغير النظامية والقوات الجانبية أنت مسؤول أمام الله مسؤولية فردية يوم لا ينفع مال ولا بنون الّا من اتى الله بقلب سليم، أنت مسؤول عن مشاركتك في ضرب وتعذيب المواطنين وإرهابهم !!! لن يغني عنك من الله شيئا ضابط عظيم أو مشير لئيم، لذلك أنصحك لوجه اله أن تبريء ذمتك ولا تقبل هذه الأوامر التي تأتيك من مرؤوسيك لضرب اهلك الغبش بالخرطوش الأسود أو بالرصاص المطاطي أو الرصاص الحي !!! وإذا أحببت أن توجه سلاحك بالحق فشاور ضميرك الحي ثم أدر سلاحك ضد الظالم !!!
أنشد الشاعر محمد الحسن حميد
"والناس يوم تمرق مدخورة
يانورا نسلك غنوات
وأمال بي باكر مضفورة
طلابك واقلامنا هويتك
قدامنا قضيتك سبورة
رتبنا الخرطة البتوصل
تدينا الخاطر يا نورا"
wadrawda@homail.fr