إتحاد الصحفيين .. شمعة في الظلام

 


 

 



صدر بيان إتحاد الصحفيين السودانيين، ودشن الإتحاد حملة مهنية صحفية لحشد الرأي العام و الخاص والعالمي ضد العنف القبلي أو ضد إراقة الدماء عموما، ويبدو أن درجة الإنسجام بين الإتحاد والقاعدة الصحفية درجة جيدة، تؤهله لهذه المبادرة.
لا ننسى أيضا مبادرة صحفيون ضد العنف القبلي، وهي مبادرة متخصصة ولديها إرث مهني بدأ يتشكل، وقد ولدت بين شباب الصحفيين في مواقع وبرامج التواصل الإجتماعي وقد نظمت وقفة إحتجاجية بالقرب من القصر الجمهوري لمناشدة الرئيس بالتدخل لإيقاف العنف القبلي بين المعاليا و الرزيقات، تقبل الله منهم جهدهم. توجد بيانات من أحزاب ومنظمات وكيانات، وتوجد تعليقات ساخنة من ناشطين داخل وخارج السودان، وتوجد حاليا مقارنات وبعضهم ينتقد بيان الاتحاد ويقول بيان كذا أسخن و موقف الحزب العلاني أشد و...
لقد عملت في إتحاد الصحفيين قرابة العشر سنوات، وأعلم تماما الفرق بين جهة مسئولة ومنتخبة، ولديها مجلس أربعيني ومكتب تنفيذي وضباط ثلاثة والتزامات مهنية ونقابية، وامتحان قيد صحفي ومشاريع إسكان وتأمين صحي و... وبين مجموعة من ثلاثة أشخاص أو أكثر ليس لديها مهمة في الدنيا غير اصدار بيان، أو تصريح ناري.
أوحزب سياسي لديه مزايدات أولديه موقف من التشكيل الوزاري أو ... أو .... الكلام بالنسبة لمن ليس له مسئولية ساهل، ولكن الكلام بالنسبة لمن لديه مسئولية ومحاسبية وإلتزامات يجب أن يكون على قدر الفعل، لا أكثر ولا أقل.. ومن هذا المنطلق نشيد بالإتحاد ونكرر نشر فقرات من بيانه تضامنا وإعجابا:   
لا للدماء
بيان من الصحافة السودانية
ظلت الصحافة السودانية طوال عمرها الذي تعدى الـ(111) عاماً قلب الشعب السوداني النابض.. تحمل آماله وتصرخ بآلامه..
واليوم يعتصرنا ألم يدمي القلوب على ما آل اليه الوضع في دارفور.. بعد أن أصبح الدم رخيصاً بلا ثمن يستباح بكل أريحية قرباناً لصراعات قبلية ممعنة في  الـ(لا) وعي.
آخرها الدماء التي سكبت في (أبو كارنكا) بشرق دارفور بين قبيلتي الرزيقات والمعاليا، وأودت بأنفس بريئة من الطرفين لتحول مئات النساء إلى أرامل و آلاف الأطفال إلى أيتام يزحفون نحو مستقبل مجهول. علاوة على الأسر التي تشردت و المساكن التي أحرقت والمتاجر والمصالح التي تعطلت.
قررنا نحن جميع الصحفيين السودانيين أن نكون في قلب الأزمة، بكل عقولنا وبصيرتنا لنصنع الحل الأمثل، ليس لتضميد جراح المعارك فحسب، بل لترسيخ قيم التعايش والوئام الاجتماعي الوطني بأجذر ما تيسر.
واجبنا الأوجب، أن ننهض بكل همة ونبادر لخلع أنياب الفتنة أولاً ثم تبني استراتيجية اعلامية ضد العنف القبلي تؤسس لمنصة انطلاق معافاة نحو مستقبل آمن رشيد.
اتفقت جميع الصحف السودانية على الصدور اليوم بـ(مانشيت) واحد، وافتتاحية واحدة لنلفت النظر إلى هذه القضية الملحة العاجلة، ليقف شعبنا كله صفاً واحداً (ضد العنف القبلي). ونتعشم من كل قارئ تلامس أعينه هذه السطور أن يكون معنا بقلبه ويده ولسانه لنحقق الغايات التي نرجوها.
الصحفيون السودانيون
   
makkimag@gmail.com

 

آراء