إتحاد الكرة وقانون الرياضة الجديد

 


 

حسن فاروق
4 July, 2013

 


اصل الحكاية

كنت أتمني سماع صوت إتحاد الكرة حول قانون الرياضة الجديد ، ولكن كالعادة إختارت قيادة الاتحاد الصمت ، ولم يظهر منها أي رد فعل ولو من باب النصح للحكومة بمراجعة هذا القانون وحذف المواد التي تتعارض مع توجهات الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) ، لأن الإتحاد الدولي لايجامل وسبق أن تدخل بصورة مباشرة في أكثر من دولة لأن قوانينها ترفض رفضا نهائيا التدخل السياسي في الرياضة ، والسودان من هذه الدول التي سبق أن تدخل ( فيفا) وفرض توجهاته علي الحكومة عندما تدخلت من خلال الاجسام الحكومية ، وحاولت أن تفرض وصايتها .
وجميعنا يتذكر عندما أشرف الاتحاد الدولي علي الإنتخابات الأخيرة ملغيا دور المفوضية الإتحادية في الإشراف عليها ، وكيف أن رئيسها في ذلك الوقت مولانا الريح وداعة الله جلس مع الحضور ، ولم يخرج دور بعض الإعضاء من فرز الاصوات تحت إشراف مندوبي الاتحاد الدولي .
القانون الجديد قدم بذات العقلية التي تريد فرض سطوتها وهيمنتها علي الرياضة ، ومازالت هذه العقليات تنظر إلي الرياضة بعين (الوصاية) وحكم السلطة ، ورغم كل التجارب والمعارك التي دارت في السودان بين المدافعين عن أهلية وديمقراطية الحركة الرياضية ، والداعين للتسييس ، ورغم إنتصار الاهلية والديمقراطية بعد تدخل الاتحاد الدولي في الانتخابات الاخيرة ، الذي أكد علي إستحالة أن يكون للسياسة أي تواجد علي حساب إستقلالية الرياضة ، مازالت هذه العقليات تصر علي قدرتها حماية القانون الجديد بسلاح السلطة ، وهو ذات السلاح الذي فشل في القوانين السابقة .
أعود للإتحاد العام وأؤكد علي موقفه السالب من هذا القانون الخطير ، مع العلم أن إتحاد الكرة (أجبر) من قبل الاتحاد الدولي علي إجراء تعديلات جوهرية في نظامه الاساسي وعلي رأسها إلغاء الإجسام الحكومية ( المفوضية واللجنة التحكيمية) ، وتم استدعاء قيادة الاتحاد أكثر مرة لمقر الاتحاد الدولي للوقوف علي خطوات التعديلات ، وتمت مخاطبات عديدة بين المؤسستين في ذات الخصوص ، وقادت هذه الضغوط إلي مخاطبة مباشرة من الاتحاد للحكومة تطالب بتعديل القانون الحالي ( الجديد لم تتم إجازته) .
الفاجعة أن الإتحاد مازال حتي هذه اللحظة متكتما علي كل هذه التطورات سواء مع الاتحاد الدولي لكرة القدم ، أو مع الحكومة ، والمفجع أنهم لم يحتفوا بهذا الإنجاز بالإعلان عن موقف الفيفا من تغول السياسة علي الرياضة ، لأنه إنجاز حقيقي يحسب إنتصار لأهلية وديمقراطية الحركة الرياضية ، وتلقائيا يحسب لصالح الإتحاد حامي المكتسبات الرياضية ، ولكن هذا لم يتم ، لماذا؟ ولماذا لم ينشرها عبر وسائل الاعلام المختلفة كأخبار ليقف الرأي العام الرياضي علي كل التفاصيل التي تمت في هذا الخصوص؟ .
الاجابة البسيطة تعكسها مواقف الاتحاد وقتها من وضع المفوضية الاتحادية في الإنتخابات الاخيرة ، والمواقف تقول أنه ساند وجودها وأمن علي إشرافها علي الانتخابات ، بل دافع عدد من القيادات الحالية عن هذا الوجود بتصريحات موثقة ، ولم يفتح الله عليهم بكلمة عندما وضحت الصورة وتأكد للجميع  إبعاد المفوضية عن منصة الاشراف علي الانتخابات ، هذا الموقف المخجل بجانب مواقف أخري سلم من خلالها قادة الاتحاد الحالي مفاتيح سلطتهم الرياضية للسلطة السياسية الحاكمة يوضح لماذا فضل الاتحاد الصمت أمام القانون الجديد ؟ ولماذا تحدث شداد رافضا القانون الجديد؟ .





hassan faroog [hassanfaroog@gmail.com]

 

آراء