إثيوبيا على الخط

 


 

صفاء الفحل
10 July, 2024

 

عصب الشارع
صفاء الفحل
إثيوبيا على الخط
بكل أسف لم يستوعب المجتمع الدولي والاتحاد الأفريقي تحديدًا حتى الآن مستوى الجزع والخوف الذي تعيشه لجنة البرهان الأمنية الانقلابية ومن خلفها حاضنتها الكيزانية وبعض قيادات الحركات المسلحة من انتهاء هذه الحرب التي أشعلوها، وأن كافة محاولاتهم لإقناع البرهان للقبول بمواجهة قائد الدعم السريع، أو العودة لمنبر جدة لن تُكلل بالنجاح، لعلم هذه المجموعة أن خطوة واحدة في هذا الاتجاه تعني النهاية الحتمية لهم.
والزيارة الخاطفة التي قام بها الرئيس الإثيوبي المغضوب عليه من حكومة برتوكوز آبي أحمد لبورتسودان بإيحاء من (الإيقاد) التي نفدت لديها كل (حيل) الإقناع لن تكون ذات جدوى أيضاً إذا كانت تصب في هذا الاتجاه، إذا لم تحمل في أجندتها ضمانات كافية بعدم المحاسبة لتلك المجموعة، وهو أمر صعب إن لم يكن مستحيلاً خلال الظروف الحالية مع وجود (شرط) الاستمرار على قمة السلطة وهو الضمان الوحيد الذي تدفع به تلك المجموعة كشرط أساسي للموافقة على الذهاب لجدة أو إجراء حوار جاد لإيقاف الحرب.
الرئيس الاثيوبي الذي صار يخاف التمدد المتسارع للحرب شرقا وهو الأمر الذي بدأ يلوح في الأفق، وبالتالي تدفق المزيد من اللاجئين إلى بلاده سيحاول بكل تأكيد المساومة على إعادة أراضي الفشقة إليه لصناعة خط عازل من ذلك التمدد وفتح مجال لإقامة معسكرات لجوء عليها، تخفيفاً للضغط الذي يعانيه وهو يدرك الضعف الذي تعانيه حكومة الأمر الواقع الانقلابية خلال هذه الفترة وتمسكها بكل قشة قد تساهم على تثبيتها، يحاول القول بأنه سيفعل ما في وسعه لتحقيق هذا الحلم خلال الاجتماع المقرر للقوى السودانية بأديس أبابا وفتح أفق لضمانات جديدة قد تكون ممكنة أو مرضية ولو للحد الأدنى لكل الأطراف..
محاولات الرئيس الإثيوبي (البهلوانية) ستصطدم دون شك ليس مع مواقف القوى المدنية (تقدم) التي اعتذرت عن المشاركة في اجتماع إثيوبيا بعد تقديم الدعوة لبعض رموز النظام المباد للمشاركة، بل ستصطدم أيضا مع موقف المجتمع الدولي والعديد من دول المحيط الأفريقي والعربي الذي يعمل على وقف الحرب دون أن يفتح الباب أمام الإفلات من العقاب أمام المتسببين في هذه الحرب ولكنها في ذات الوقت ستضع المنادين باستمرار الحرب في موقف (محرج)، فهل يمكن للمجتمعين أن يهتفوا في أروقة الاجتماع (بل بس) وإعلان رغبتهم لكل العالم في استمرار هذه الحرب وقد كانت تغطي موقفها خلف عدة ذرائع لن تكون مجدية مع هذه المواجهة المباشرة مع المجتمع الدولي، أم أنها ستهتف كما هتفت الجموع خلال مؤتمر القاهرة الأخيرة.. لا للحرب.
والثورة في كل الأحوال ستظل مستمرة ..
والقصاص يظل أمر حتمي ..
والمجد والخلود لشهداء الثورة ..

 

آراء